غابة السرو القديمة .. غابات غريبة تحت الماء

هل توجد غابة تحت البحر

عندما جابت النمور ذات أسنان السيف والماموث الصوفي والكسلان العملاق أمريكا الشمالية خلال العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 18000 إلى 80000 عام كان مناخ ساحل الخليج أكثر برودة قليلاً وأكثر تشابهاً مع المناطق الواقعة في الشمال مثل ميزوري ومناخ كارولينا الشمالية اليوم مع انخفاض مستوى سطح

البحر

وكشف المزيد من الأراضي على الجرف القاري وترسخت

أشجار

السرو في المستنقعات في ما يعرف الآن بخليج المكسيك الشمالي.

وقع حدث ما وفجأة قتلت ودفنت غابات السرو على طول ساحل الخليج حيث تم الحفاظ على أشجار المستنقعات المدفونة بواسطة الرواسب لآلاف السنين ومنذ حوالي 18000 عام ارتفع مستوى سطح البحر مع تحرك مياه المحيط إلى الداخل تم الحفاظ على الأشجار المدفونة في رواسب المستنقعات السابقة وفي عام 2004 قطع الإعصار إيفان طريقاً عبر المنطقة وكشف عن غابة شجر قديمة محفوظة تسمى “غابة السرو القديمة”.[1]

أين تقع غابة تحت الماء

قبالة سواحل ألاباما غابة قديمة مليئة بالحياة البحرية مثل الشعاب المرجانية، لكن كيف وصلت إلى هناك؟ عن طريق عاصفة تم استكشاف غابة شجر قديمة وجدت على عمق 60 قدماً تحت

الماء

في خليج المكسيك جنوب خليج شورز في ألاباما.

تبدو الغابة وكأنها بقايا فريدة تماماً لماضي كوكبنا وهو الموقع الوحيد المعروف حيث تم الحفاظ على غابة ساحلية من العصر الجليدي القديم في مكانها ويعتبر كنزاً دفيناً من المعلومات حيث يوفر رؤى جديدة حول كل شيء من المناخ في المنطقة إلى هطول الأمطار السنوي ومجموعات الحشرات وأنواع النباتات التي سكنت ساحل الخليج قبل وصول البشر إلى

العالم

الجديد.[3]

ما هي العاصفة التي كشفت عن الغابة تحت الماء

في عام 2004 ضرب إعصار إيفان ساحل الخليج واكتسح قاع البحر والرواسب التي أبقت الغابة مدفونة ومنذ ذلك الحين تمت زيارة الموقع الذي يقع الآن على بعد 60 قدماً تحت الماء قبالة ساحل ألاباما في خليج موبايل أو ألاباما من قبل عدد قليل من العلماء والمخرجين.[2]

كيف غمرت الغابة القديمة تحت الماء

ويعتقد العلماء أن الغابة دُفنت تحت رواسب الخليج على مدى دهور إلى أن اكتشفتها موجات عملاقة قادها إعصار إيفان في عام 2004 وهناك الكثير من أشجار السرو مغمورة تحت المياه والتي غمرها خليج المكسيك وتم الحفاظ على هذه الأشجار  من التحلل تحت الرواسب.[3]

هل توجد أشجار تحت الماء

قالت عالمة الجيولوجيا البحرية وعالمة المناخ القديم كريستين ديلونج Kristine DeLong عن الأشجار القديمة التي استخرجتها من حوالي 8 أميال من الشاطئ في عمق 60 قدماً من الماء: “تنبعث منه رائحة شجر السرو الطازج”.

إنها رائحة مألوفة لديلونج وقطع جدها أشجار السرو في فلوريدا وكان خشب السرو الأصلع ذا قيمة عالية في القرن التاسع عشر لأنه لا يتحلل بسهولة ومقاوم لتعفن الماء والحشرات والآن لم يعد مسجلاً ومحمياً على الأراضي العامة وقالت: “لقد فوجئنا بإيجاد خشب السرو هذا سليماً لأن الخشب يتحلل عادة في المحيط من ديدان

السفن

والبكتيريا”.


تحليل خشب أشجار السرو

  • في عام 2013 قامت DeLong وفريقها البحثي SCUBA باستكشاف الموقع واستعادوا 23 عينة من أشجار السرو وقاموا بتحليل الخشب في مختبرها في LSU حيث تعمل أستاذاً مشاركاً في قسم الجغرافيا والأنثروبولوجيا LSU وفي جامعة أيداهو قامت بتأريخ الكربون المشع لعينات الخشب ووجدت أنها كانت قديمة جداً بحيث لا يمكن تأريخها بالكربون المشع لذلك استخدم فريقها طرقاً أخرى لتحديد تاريخ الغابة ووجدوا أن الغابة كانت من الجزء الأول من العصر الجليدي الأخير وتتراوح أعمارها بين 42000 و 74000 عام.
  • شهدت المنطقة تغيراً مناخياً ولكنه كان يزداد برودة ولم يكن هبوطاً تدريجياً في المناخ بل كانت هذه النبضات السريعة مع انخفاض في مستوى سطح البحر ولقد كان بالتأكيد وقتاً فوضوياً لكن الأرض والغابات كانت قادرة على الصمود أمام هذه تتغير.
  • في عامي 2015 و 2016 جمع فريق DeLong 18 لباً من الرواسب وهي عبارة عن أنابيب طويلة من الرمال والأوساخ المضغوطة من جميع أنحاء

    موقع

    غابة السرو القديمة تحت الماء ولقد وجدوا الرمال والأصداف البحرية في الطبقات العليا من نوى الرواسب ولكنهم وجدوا أيضاً خثاً عضوياً داكناً يشبه التربة بجذورها وأوراقها باتجاه قاع النوى.
  • وقالت “بصفتي عالمة جيولوجيا بحرية لا نرى هذا النوع من الرواسب والشيء المثير للاهتمام هو العثور على بذور من نبتة سانت جون وشجيرة الزر وملوخية وهي نباتات محلية يمكن أن نجدها على اليابسة اليوم لكننا وجدناها محفوظة في المحيط”.
  • تحتوي مياه المستنقعات بشكل

    طبيعي

    على نسبة منخفضة من الأكسجين والتي يعتقد أنها حافظت على هذه العينات من التحلل والباحثون لديهم بعض الفرضيات حول ما حدث لغابات السرو وإحدى الأفكار هي أن مستوى سطح البحر ارتفع فجأة ودفن سهل الفيضان غابة السرو وفكرة أخرى هي أن ذوبان الغطاء الجليدي تسبب في تدفق مفاجئ للمياه على

    نهر

    المسيسيبي وأنهار أخرى قريبة مما دفع الرواسب التي دفنت الغابات الساحلية.
  • بغض

    النظر

    عن كيفية حدوث ذلك تعتقد ديلونج وزملاؤها أنه حدث في جميع أنحاء المنطقة وأنه قد تكون هناك غابات شجر قديمة أخرى تحت الماء على طول ساحل الخليج.[1]

غابة قديمة تحت الماء في خليج المكسيك

منذ ما يقرب من 60 ألف عام عندما بدأ البشر في عصور ما قبل

التاريخ

بالخروج من إفريقيا نمت غابة من أشجار السرو على ضفاف نهر بالقرب من خليج المكسيك مع تقدم الأشجار في السن سقطت ودُفنت تحت الرواسب وعندما ارتفع مستوى سطح البحر تمت تغطية بقايا الغابة مرة أخرى.


غابة تحت الماء قد تجلب أدوية جديدة

  • الآن اكتشف العلماء نفس الغابة ويعتقدون أنها قد تحتوي على أسرار ابتكار أدوية جديدة وإنقاذ الأرواح ولآلاف السنين ظلت الغابة القديمة غير مضطربة وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
  • إن الإثارة الحقيقية للعلماء بدأت عندما أخذوا الخشب إلى المختبر وقاموا بإلقاء نظرة على نوع الكائنات الحية التي استفادت من هذا الخشب القديم المكشوف.
  • الأنواع المختلفة من الحيوانات المدفونة هناك ومن بين أكثر من 300 حيوان تم إزالتها من الخشب ركز العلماء بشكل خاص على حيوان واحد فقط: ديدان السفن وهو نوع من البطلينوس يحول الخشب إلى أنسجة حيوانية.
  • ديدان السفن ليست جديدة على العلم وإنها شائعة ويمكن العثور عليها في معظم المحيطات حيث يوجد خشب لكن

    البكتيريا

    التي تم العثور عليها من ديدان السفن التي كانت تعيش داخل الخشب البالغ من

    العمر

    60 ألف عام لم يتم اكتشافها من قبل وقد تؤدي البكتيريا التي تفرزها ديدان السفن إلى أدوية جديدة منقذة للحياة.
  • بعد أبحاث العلماء اكتشفوا أن ديدان السفن تنتج من الخشب القديم 100 سلالة من البكتيريا والعديد منها جديد ويخضع 12 منها لتسلسل الحمض النووي لتقييم قدرتها على صنع علاجات دوائية جديدة.
  • وأسفرت الأبحاث السابقة عن بكتيريا دودة السفن بالفعل عن دراسة مضاد حيوي واحد على الأقل كدواء لعلاج الالتهابات الطفيلية.
  • وقام العلماء بفحص مضادات الميكروبات والنشاط العصبي وهو اتجاه مسكنات الألم وكذلك الأدوية المضادة للسرطان بالإضافة إلى الأدوية المنقذة للحياة وسيدرس العلماء العينات الجديدة لمعرفة ما إذا كان يمكن تطبيقها في إنتاج الورق والمنسوجات والأغذية والأعلاف الحيوانية والمواد الكيميائية الدقيقة والوقود المتجدد.[2]