طرق قياس الاحتراق النفسي .. وكيفية التعامل معه
تعريف الاحتراق النفسي
الاحتراق النفسي هو مصطلح جديد نسبيًا صاغه هربرت فرودنبرجر لأول مرة عام 1974م، في كتابه Burnout: The High Cost of High Achievement الاحتراق: التكلفة المرتفعة للإنجاز الكبير.
وقد عرف فرودنبرجر الاحتراق على أنه انعدام الدافع أو الحفز وخاصة عندما يتفانى شخص ما لإنجاز أو تحقيق هدف مرجو لكنه لا يحقق أي نتائج في النهاية.
وقد تم ذكر الاحتراق النفسي في المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) كظاهرة مهنية،أي أنها لا يتم تصنيفها على أنها حالة طبية.
والاحتراق النفسي، هو رد فع لضغوط العمل الطويلة وله ثلاثة أبعاد رئيسية، وهي:
- الإرهاق.
-
التشاؤم
- الشعور بضعف القدرة المهنية.
وتزيد فرص الشعور بالاحتراق النفسي لدى بعض الأشخاص دون غيرهم، ومن بين العوامل التي قد تزيد من تلك الحالة:
ضغوط جداول العلم: فالأشخاص الذي يكون لديهم جداول عمل أو مواعيد نهائية لتسليم العمل وعدم وجود وقت كافي يكونوا عرضة للإصابة بالاحتراق أكثر من غيرهم بنسبة 70%.
كما أن عدم وضوح الدور الذي يجب أن يقوم به الشخص في العمل يزيد بنسبة 60% من الشعور بالاحتراق النفسي ، فقد يشعر الإنسان بالإرهاق بمجرد محاولة معرفة ما يفترض أن يقوم به أو دوره في العمل.
كما أن شعور الإنسان بأنه يلقى معاملة غير عادلة في العمل يزيد من هذا الشعور بالاحتراق النفسي في العمل.
أسباب الشعور بالاحتراق النفسي
- ببساطة أكثر ، إذا كنت تشعر بالإرهاق ، تبدأ في كره وظيفتك ، وتبدأ في الشعور بقدرات أقل في العمل ، فأنت تظهر عليك علامات الإرهاق.
- وعادة ما يأتي الضغط الذي يساهم في الإرهاق بشكل أساسي من وظيفتك ، لكن الضغط الناتج عن نمط حياتك العام يمكن أن يزيد من هذا الضغط، كما يمكن أن تسهم سمات الشخصية وأنماط التفكير ، مثل الكمال والتشاؤم أيضًا في زيادة هذا الشعور.
-
يقضي معظم الناس معظم
ساعات
استيقاظهم في العمل، وإذا كنت تكره وظيفتك ، وتخشى الذهاب إلى العمل ، ولا تحصل على أي رضا مما تفعله ، فقد يؤدي ذلك إلى إلحاق خسائر جسيمة بحياتك.
قد يكون الاحتراق النفسي مصحوبًا بمجموعة متنوعة من أعراض الصحة العقلية والجسدية أيضًا، فإذا تُرك دون علاج ، يمكن أن يجعل من الصعب على الفرد أن يعمل بشكل جيد في حياته اليومية.[1]
علامات الاحتراق النفسي
هناك عدة علامات تدل على أنك دخلت في مرحلة الاحتراق النفسي، وبعضها يشترك مع أعراض الاكتئاب:
-
الاغتراب من الأنشطة المتعلقة بالعمل
الأفراد الذين يعانون من الإرهاق ينظرون إلى وظائفهم على أنها مرهقة ومحبطة بشكل متزايد، وقد يصبحون متشككين بشأن ظروف عملهم والأشخاص الذين يعملون معهم، أيضًا قد ينأون أيضًا عن أنفسهم عاطفياً ويبدأوا في الشعور بالخدر بشأن عملهم.
-
الإرهاق الجسدي
قد يؤدي الاحتراق النفسي المزمن إلى الشعور بمجموعة من الأعراض الجسدية وتشمل تلك الأعراض
الصداع
المزمن وآلام
المعدة
أو بعض المشاكل المعوية.
-
الإرهاق العاطفي
فالاحتراق النفسي يؤدي إلى الشعور بالإرهاق العاطفي وهو ما يسبب عدم القدرة على التأقلم مع العمل وافتقاد الطاقة اللازمة لإنجاز أي عمل.
-
انخفاض الأداء
إن الاحتراق النفسي يؤثر على أداء الشخص لمهام عمله اليومية أو حتى في المنزل وتجعل الأشخاص يشعرون بالسلبية تجاه المهام التي يجب عليهم أدائها، ويجدوا صعوبة في التركيز وعادة ما يفتقرون للإبداع.
طرق قياس الاحتراق النفسي
يتم قياس الاحتراق النفسي باستخدام مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي وهو أداة تقييم للاحتراق النفسي أنشأتها كريسينينا ماسلاش وسوزان إي جاكسون لتقيم بها تجربة الفرد مع الاحتراق النفسي أو الإرهاق المهني، وتستغرق الآلة 10 دقائق حتى تكتمل، وهي تعتمد على الأبعاد الثلاثة للاحتراق النفسي، وهم:
- الإرهاق العاطفي (مكون من 9 عناصر).
- تبدد الشخصية (مكون من 5 عناصر)
- الإنجاز الشخصي (مكون من 8 عناصر )
كل بعد من الأبعاد لثلاثة يتم قياسه من خلال عدة عناصر مختلفة، كما تضم بعض النسخ أبعاد أخرى مثل بعد السخرية وهو أقرب إلى مقياس تبدد الشخصية، والسخرية التي يقصدها هذا المقياس هي آلية تكيف الفرد وقدرته على إبعاد نفسه عن مطالب العمل المرهقة.
وأيضًا تم إضافة بعد أخر في مقياس ماسلاش وهو مقياس الكفاءة المهنية المكون من 6 عناصر لقياس الكفاءة والإنجاز الناجح في عمل الفرد، وهو أقرب إلى مقياس الإنجاز الشخصي، حيث يؤكد هذا الشعور بالإنجاز الشخصي على الفعالية والنجاح في تحقيق تأثير ما مفيد على الناس، وفيما يلي شرح لمقياس ماسلاش:
مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي
تم نشر هذا المقياس لأول مرة في عام 1981م ، ثم تم تطويره تدريجيًا ليتناسب مع المهن المختلفة والآن يوجد 5 إصدارات من طرق قياس الاحتراق النفسي في مقياس ماسلاش، وهذه الإصدارات هي:
- (MBI-HSS (MP: للموظفين الطبيين وهو مخصص للكادر الطبي على وجه التحديد.
-
MBI-HSS: لعمال الخدمات البشرية وهو خاص للعاملين في الخدمات البشرية
أمثال
الممرضات والأطباء والمساعدين الصحيين والأخصائيين الاجتماعيين وضباط الشرطة ورجال الدين ومن يشبههم، وهو يضم 22 عنصر. - MBI-ES: للمعلمين وهو مخصص المدرسين والإداريون والموظفون الآخرون والمتطوعون العاملون في أي بيئة تعليمية، وهو يضم 22 عنصر.
- MBI-GS: للمهن العامة وهو مخصص للمجموعات المهنية بخلاف الخدمات البشرية والتعليم ، بما في ذلك العاملين في خدمة العملاء والصيانة والتصنيع والإدارة ومعظم المهن الأخرىويضم 16 عنصر يتم اختبارها.
- (MBI-GS ( S: للطلاب وهو مصمم لتقييم الإرهاق في طلاب الكليات والجامعات لكن خصائصه لم يتم وضعها بعد لذلك فإنه لم يستخدم بعد
طرق التعامل مع الاحتراق النفسي
على الرغم من أن مصطلح “الاحتراق” يشير إلى أنه قد يكون حالة دائمة ، إلا أنه قابل للعكس، فقد قد يحتاج الفرد الذي يشعر بالاحتراق إلى إجراء بعض التغييرات على بيئة عمله فقط حتى يتخلص من هذا الشعور.
قد يكون من المفيد الاقتراب من قسم الموارد البشرية والحديث بشأن المشاكل التي تعاني منها في مكان العمل أو التحدث إلى مشرف حول القضايا إذا تم تعديلها ستساهم في خلق بيئة عمل أكثر صحة.
في بعض الحالات ، قد يكون من الضروري تغيير الوظيفة أو
الوظيفة الجديدة
تمامًا لوضع حد للإرهاق.
قد يكون من المفيد أيضًا تطوير استراتيجيات واضحة تساعدك على التحكم في توترك ، وقد تساعد استراتيجيات الرعاية الذاتية ، مثل اتباع نظام غذائي صحي ، وممارسة الكثير من التمارين ، والانخراط في عادات نوم صحية في تقليل بعض آثار العمل المجهد.
قد توفر الإجازة بعض الراحة المؤقتة أيضًا ، لكن قضاء أسبوع بعيدًا عن المكتب لن يكون كافيًا لمساعدتك في التغلب على الاحتراق النفسي يمكن أن تكون فترات الراحة المنتظمة من العمل ، جنبًا إلى جنب مع تمارين التجديد اليومية ، مفتاحًا لمساعدتك في مكافحة هذا الشعور.
إذا كنت تعاني من الاحتراق النفسي وكنت تواجه صعوبة في إيجاد طريقك للخروج ، أو كنت تشك في أنه قد يكون لديك أيضًا حالة صحية عقلية مثل الاكتئاب ، فاطلب العلاج من متخصص، فقد يساعدك التحدث إلى أخصائي الصحة العقلية في اكتشاف الاستراتيجيات التي تحتاجها لتشعر بأفضل ما لديك.[2]