لماذا يتم طلاء السجون باللون الوردي في سويسرا

تاريخ اللون الوردي

تم تخصيص اللون الوردي منذ الولادة للفتيات الصغيرات ويتم تخصيص اللون

الأزرق

إلى الأولاد الصغار وفي علم النفس البشري توصل العلماء إلى ربط اللون بالأنوثة والقوالب النمطية الجنسانية المقابلة لها بالضعف والخجل والهدوء.

ولكن وفقاً للمؤرخة المعمارية آن ماري آدامز فإن اللون الوردي لا يشير دائماً تلقائياً إلى الأنوثة حيث أصبح اللون الوردي هو اللون الافتراضي لكل الأشياء الأنثوية فقط بعد الحرب العالمية الثانية وقبل ذلك كان من الشائع أن ترتدي الفتيات اللون الأزرق بينما ترتدي الأمهات أولادهن في كثير من الأحيان باللون الوردي.


تتبع

ماري آدامز التحول إلى ألمانيا النازية مثلما أجبر النازيون اليهود على ارتداء شارة صفراء لتعريف أنفسهم وأجبروا الرجال المثليين على ارتداء شارة وردية ومنذ ذلك الحين كان يُنظر إلى اللون الوردي على أنه لون غير ذكوري مخصص للفتيات.

لماذا اختارت سويسرا اللون الوردي لطلاء السجون

يشير كثير من المصممين إلى كيفية تأثير

الألوان

المختلفة على مزاجنا وسلوكنا على سبيل المثال إذا كنت قد ذهبت مؤخراً إلى مطعم للوجبات السريعة فقد تلاحظ أن هناك الكثير من الكراسي الحمراء والإشارات الحمراء والأواني الحمراء والأكواب الحمراء ومن ناحية أخرى متى كانت آخر مرة أكلت فيها في مطعم أزرق؟هناك سبب لذلك: تبين أن اللون الأحمر يحفز الشهية ومن ناحية أخرى فقد ثبت أن اللون الأزرق مثبط للشهية.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالتصميم الداخلي للسجن كان اللون الوردي مثيراً للجدل بشكل خاص حيث أظهرت العديد من التجارب التي أجراها علماء ورواد من سويسرا أن اللون الوردي يمكن أن يقلل من السلوك العدواني لدى المرضى النفسيين والسجناء.


السجون تتحول إلى اللون الوردي:

بمجرد أن بدأ اللون الوردي يجسد الأنوثة تساءل البعض عما إذا كان يمكن استخدامه “لترويض” سلوك الذكور العدواني.

  • ابتداءً من الثمانينيات رسم عدد قليل من حراس السجون زنازين الاحتجاز في السجون باللون الوردي وكان الأمل في أن يكون للون تأثير مهدئ على السجناء الذكور.
  • استلهم الحراس نتائج سلسلة من الدراسات التي أجراها مدير المعهد الأمريكي للأبحاث البيولوجية الاجتماعية في تاكوما واشنطن ألكسندر شاوس وابتكر شاوس لوناً وردياً زعم أنه يمكن أن يقلل من القوة البدنية والميول العدوانية للنزلاء الذكور.
  • وفي دراسته كان لدى شاوس أشخاص يحدقون في مربع كبير من الورق الوردي وأذرعهم ممدودة ثم حاول إجبار أذرعهم على التراجع وأظهر أنه يمكنه القيام بذلك بسهولة لأن اللون أضعفهم وعندما كرر نفس التجربة بمربع من الورق الأزرق عادت قوتهم الطبيعية.
  • أطلق شاوس على اللون “بيكر ميلر بينك Baker-Miller pink” على اسم اثنين من زملائه في التجربة وهما الضابطان البحريان جين بيكر ورون ميلر.
  • أعجب بيكر وميلر بنتائج شاوس لدرجة أنهما تقدموا ورسموا زنازين الاحتجاز في قاعدتهم البحرية بظل اللون الوردي ولقد أبدوا إعجابهم بالنتائج وكيف أدت إلى تهدئة النزلاء.
  • مع انتشار الحديث حول فوائد الديكور الوردي تم طلاء وحدات الطب النفسي ومناطق الاحتجاز الأخرى بيكر ميلر بينك وأبلغ الأوصياء عن وجود نزلاء أكثر هدوءاً وإساءة جسدية ولفظية أقل.

تأثير اللون الوردي على النفسية

  • بعد بضع سنوات قرر الباحث ألكسندر شاوس تكرار التجارب فقط ليكتشف أن بيكر ميلر بينك لم يكن له تأثير مهدئ على النزلاء بعد كل شيء.
  • في الواقع بعد إجراء

    اختبار

    في خلية وردية فعلية لم يلاحظ أي اختلاف في سلوك النزلاء حتى أنه كان قلقاً من أن اللون يمكن أن يجعلهم أكثر عنفاً حيث تجدر الإشارة إلى أن Baker-Miller Pink ليس لوناً وردياً فاتحاً ولطيفاً بدلاً من ذلك إنه وردي ساطع وساخن.
  • بعد حوالي 30 عاماً كرر عالم النفس وزملاؤه تجارب شاوس ولقد أجروا تجربة صارمة لمعرفة ما إذا كانت شركة بيكر ميلر بينك قد قللت من السلوك العدواني لدى نزلاء السجن في زنزانة بمركز الاحتجاز مثل عمل شاوس اللاحق لم يجدوا أي دليل على أن اللون يقلل من العدوانية.
  • ربما كان هذا هو نهاية النقاش حول فائدة الخلايا الوردية لكن في عام 2011 كتبت عالمة نفس سويسرية تُدعى دانييلا سبات عن تجاربها الخاصة مع ظل مختلف من الطلاء الوردي وأطلقت على ظلها اسم “Cool Down Pink” وطبقته على جدران الزنازين في 10 سجون في جميع أنحاء سويسرا.

حيلة سويسرية لتقليل نسبة العداء عند المجرمين

يقول معارضو هذه الممارسة إن التلميح بأن اللون مع ارتباطاته الأنثوية سيقلل بطريقة ما من العدوان هو في حد ذاته متحيز ضد المرأة وتمييزي:

  • جادل الباحث في دراسات النوع دومينيك جيرارد بأن جدران السجن الوردية بغض

    النظر

    عما إذا كانت تهدأ السجناء فهي مصممة في النهاية لإهانة السجناء الذكور.
  • من المعروف أنه في ثمانينيات القرن الماضي قام فريق كرة

    القدم

    بجامعة آيوا بطلاء غرفة خلع

    الملابس

    للزوار في استاد Kinnick باللون الوردي وأضاف تجديد 2005 خزانات وردية وحتى دورة مياه وردية.
  • كان السبب وراء استخدام الظل الوردي المسمى رسمياً “Dusty Rose” هو نفسه تماماً مثل منطق حراس السجن حيث اعتقد المدرب Hayden Fry أنه سيحد من عدوانية اللاعبين المنافسين ويسمح للفريق المضيف بالحصول على ميزة تنافسية.
  • ومع ذلك مثل السجون قد يكون لهذا تأثير معاكس غير مقصود وأفاد بعض اللاعبين المنافسين بأنهم أكثر حماساً بسبب الإهانة المتصورة لغرف تبديل الملابس الوردية.
  • لم يمنع ذلك البعض من محاولة استخدام اللون الوردي لتحقيق الهدوء في منازلهم وفي عام 2017 رسمت عارضة

    الأزياء

    Kendall Jenner غرفة المعيشة الخاصة بها Baker-Miller Pink وأثارت إعجابها بالطريقة التي جعلتها تشعر بها أكثر هدوءاً.[1]

حياة السجين داخل السجن

قدم الآن فريق من علماء النفس بقيادة أوليفر جينشو في جامعة غينت أول اختبار منهجي يتم التحكم فيه بعناية لمطالبة الخلية الوردية.

  • قاموا بتدريب الحراس على قياس السلوك العدواني لـ 59 سجيناً من الذكور في سويسرا وتم وضعهم في حجز خاص كعقوبة لانتهاك لوائح السجن.
  • تم اختيار نصف هؤلاء السجناء عشوائياً ليتم وضعهم في زنازين مطلية بالكامل باللون الوردي عبر الأرضية والجدران والسقف.
  • تم وضع النصف الآخر في زنازين ذات حجم مماثل لكنها مطلية باللون الأبيض وأرضيتها رمادية وتم أخذ تقديرات العدوان عند الوصول إلى الزنازين وبعد ثلاثة أيام.
  • أظهر السجناء انخفاضاً في العدوانية في نهاية الثلاثة أيام مقارنةً بوصولهم ولكن بشكل حاسم لم يكن هناك في أي وقت اختلاف في مستويات العدوانية (من حيث المشاعر أو السلوك) بين السجناء في الزنازين ذات الألوان المختلفة.
  • تم العثور على نفس النتيجة الفارغة عندما اقتصر التحليل على هؤلاء السجناء الذين بدأوا على نحو منخفض في العدوانية أو فقط أولئك الذين بدأوا بعدوانية أعلى.
  • قال جينشو وفريقه إن نتائجهم تشكك في الحكمة من طلاء زنازين السجناء باللون الوردي وفي الواقع يتكهنون بأن القيام بذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية: “قد يؤدي وضعك في زنزانة احتجاز وردية اللون إلى مهاجمة رجولتهم ويسبب مشاعر الإذلال”.[2]