ما هي مهارات قراءة التاريخ وكتابته ؟ ” والتفكير فيه
الكثير من الأشخاص يستمتعون بقراءة
التاريخ
والبعض الآخر يكون من الباحثين وأيضاً الطلاب ذات التخصص التاريخي، وسواء إن كنت باحث أو طالب أو شخص عادي فإن القراءة عن التاريخ تضيف لك الكثير من الخبرات، لأن قراءة التاريخ تمكننا من معرفة تجارب الآخرين وأيضاً معرفة شكل الماضي الذي لم نستمتع بالعيش فيه وعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبها الآخرون، ولكن لقراءة التاريخ هناك بعض المهارات التي يجب معرفتها.
ما هي مهارات قراءة التاريخ
-
أولاً يجب معرفة التاريخ يتم تزييفه أم لا؟
يُعتبر هذا
السؤال
من الأسئلة الجدلية الموجودة قديماً وحتى الآن، ولكن لا يكون هناك إجابة واضحة عنه، لأن بالبحث في التاريخ وقراءته سوف نعرف أن تزييف التاريخ ليس أمراً سهل كما يظن البعض، ويمكن من خلال القراءة الجيدة للتاريخ حل هذا الجدل
ولكن يجب أن يمتلك القاريء مهارات التفكير النقدي، وعندما يعود القاريء إلى أصل التاريخ ويبحث عن مصادر التاريخ والمؤرخين، فإنه يكون النقل الشفهي أو التدوين وذلك عن مصدر أساسي موجود في هذه الفترة الزمنية التي يتم كتابة التاريخ عنها، ولذلك يجب أن نفهم من قراءة التاريخ أن التزييف إذا حدث يكون بسبب أن القاريء يعود إلى مصدر واحد للتاريخ.
-
استخدام مصدر واحد للتاريخ
من الأخطاء الشائعة هو الاكتفاء بمصدر واحد للتاريخ وعلى سبيل المثال إذا كنت تبحث عن الأحداث في فترة زمنية محددة، سوف تجد أن هناك العديد من وجهات
النظر
في هذه الفترة ويتم تدوين التاريخ أحيانًا كثيرة على حسب وجهة نظر المصدر، لذلك قراءة التاريخ من مصدر واحد فقط سوف يضيع بعض الأمور الهامة والتي يجب معرفتها.
-
البحث عن تأييد الموقف الشخصي وعدم البحث عن الحقيقة
هناك بعضاً من الأشخاص الذين يقرءون التاريخ للبحث عن ما يؤيد موقفه الشخصي وليس معرفة الحقيقة، لذلك لا يهتمون إذا كان ماقراءة حقيقة أم لا، بل كل ما يبحث عنه هو تأييد للموقف حتى يكون منتصراً، وهذا الشخص يمكن أن يتحول بعد ذلك إلى شخص ناقل للتاريخ، ويقوم بتدوين ما يقوله لذلك يتم تزييف التاريخ.
-
الاكتفاء بفترة زمنية واحدة من التاريخ
من يحب قراءة التاريخ يعرف أن أكثر الجمل أنتشاراً أن الشخص المنتصر هو من يقوم بتدوين التاريخ، لذلك من الخطأ أن تقرأ التاريخ في فترة زمنية لهذا المنتصر فقط، بل يجب العودة للفترة التي قبلها والفترة التي تليها، ولكن الاكتفاء بفترة زمنية واحدة هذا ما يتسبب في تزييف التاريخ.
-
عدم
تتبع
المصادر التاريخية
عندما تقرأ في كتب التاريخ يكون هناك نصوص منسوبة لشخصً ما، فيجب عدم تصديقها والرجوع أثناء قراءة التاريخ بتتبع المصادر التاريخية لهذه المقولة، للتأكد من أن ما تقرأه صحيحًا، ويوجد كثير من الكتب موجودة في وقتنا الحالي ليس لها مصادر تاريخية صحيحة، لكن بعض الأشخاص يتعامل معها على أنها صحيحة.[1]
ما هي مهارات كتابة التاريخ
يجب أن تكون مهارات القراءة والكتابة التاريخية أساس للبدء في كتابة التاريخ، فتكون هذه المهارات قابلة للتبادل بين الدرجات والموضوع، لم يعد التاريخ يتعلق بحفظ الحقائق مثل الأسماء والتواريخ والأحداث وما إلى ذلك، ولكن تحليل المصادر لاستخلاص استنتاجات حول التاريخ بناءً على الأدلة، يتمكن الكاتب أو الباحث أو الطالب من التحليل والتفكير النقدي وأن يصبحوا مؤرخين باستخدام مهارات القراءة والكتابة التاريخية الأساسية.
أولاً البحث عن المصادر
يطلب
تحديد
المصادر التفكير في من كتب الوثيقة بالإضافة إلى ظروف إنشائها، من قام بتأليف هذه الوثيقة؟
-
متى تم تأليفها؟
-
لأي سبب تم تأليف هذه الوثيقة؟
-
من كتب هذا؟
-
ما هو منظور
المؤلف
؟
-
لماذا كتب؟
-
متى كتبت؟
-
أين كتبت؟
-
هل هذا المصدر موثوق؟ لماذا ؟ لما لا؟
ثانياً التثقيب
التثقيب وهو عبارة عن النظر في التفاصيل عبر مصادر متعددة لتحديد نقاط الاتفاق والخلاف وتكون الأسئلة حوله:
-
ماذا تقول الوثائق الأخرى؟
-
هل الوثائق متوافقة؟ إذا لم يكن كذلك، فلماذا؟
-
ما هي المستندات الأخرى المحتملة؟
-
ما هي الوثائق الأكثر موثوقية؟
ثالثاً السياق
يطلب تحديد السياق من الباحث تحديد
موقع
المستند في الزمان والمكان وفهم كيفية تشكيل هذه العوامل لمحتواه، ويجب عند قراءة المستند أن نسأل عن:
-
متى وأين تم إنشاء المستند؟
-
ما الذي كان مختلفا بعد ذلك؟ ماذا إن كان نفس الشيء؟
رابعاً الإنتهاء من القراءة لبدء الكتابة
قبل الإنتهاء يجب أن يركز الباحث على العديد من الأسئلة لتقييم المصادر وتحليل البلاغة عن طريق هذه الأسئلة:
-
ما هي الادعاءات التي قدمها المؤلف؟
-
ما هي الأدلة التي يستخدمها المؤلف؟
-
ما اللغة (الكلمات والعبارات والصور و الرموز هل يستخدمها المؤلف للإقناع؟
-
ما هي وجهة نظر المؤلف؟
التفكير في التاريخ
-
إن التفكير في التاريخ لا يكون إلا بالتفكير النقدي، لأنه يعطي القدرة على التفكير بوضوح أكثر وشفافية ومنطقية لفهم الأحداث و الربط المنطقي بين الأفكار.
-
يتطلب استخدام التفكير النقدي القدرة على التفكير والإدراك، فيجب أن تكون متعلم نشط ومدرك أكثر من كونك شخص متلقي للمعلومات والأفكار فقط، وذلك لأن المفكر النقدي يميل إلى طرح الأسئلة والافتراضات بأكثر من طريقة، ولا يقبل بالمفروض عليه، والبحث دائماً عن هل هذه الأفكار والحجج النتائج والتحليلات الموجودة تبني وتعبر عن الصورة كاملة.
-
يجب على المفكر النقدي أن يقوم بحل المشكلة ولكن عن طريق تحليلها ومعرفتها جيداً بمنهجية وموضوعية ثم العثور على الحل المناسب.
-
لذلك نجد أن التفكير النقدي يوضح رؤية التأثير في قراءة التاريخ لأنه دائماً يوضح لك الطريق الصحيح، وذلك من خلال طرح بعض الأسئلة والافتراضات والتحليلات، والبحث عن المصادر الموثوقة دون أن يكون هناك تدخل لوجهات النظر الشخصية في الموضوع.
ماهو التفكير النقدي للتاريخ
التفكير النقدي التاريخي هو من تعاليم سقراط والتي قام بتسجيلها أفلاطون، ومن أهم تعاليم سقراط هي كيفية البحث عن الأدلة وفحصها والتفكير في الافتراضات وتتبع الآثار ولكن ليس لما يقال فقط بل لما تم فعله أيضًا وتحليل المفاهيم، وهي تعتبر أفضل استراتيجية لتدريس التفكير النقدي للتاريخ، ومن هنا سلط سقراط الضوء ضرورة التفكير النقدي، وذلك من أجل الفهم والتأكد من المصادر والوضوح.
أهمية السياق في المساعدة للتفكير في التاريخ بالطرق الصحيحة
يساعد السياق في التطوير لمعرفة القراءة والكتابة التاريخية، لذلك من المهم إذا أراد الطلاب والباحثين فهم
السرد
وتطوير معرفة القراءة والكتابة التاريخية والتفكير فيها، يجب أولاً فهم سياق المعنى جيداً
فلا يحتاج الطلاب إلى فهم ما يقرؤونه فحسب بل فهم أين ومتى وما كان دافع الكاتب لإنشاء النص، تساعد هذه التفاصيل في توفير السياق، أحد أهداف محو الأمية التاريخية لمعرفة القراءة والكتابة التاريخية هو أن يطور الطلاب
التعاطف
مع مبتكري المصادر الأولية، لأنه يتيح لهم التعاطف فهم سياق المواقف التاريخية بعمق أكبر.[2]