سنن مهجورة في الصلاة
تعريف السنن المهجورة
إن السنن المهجورة هي كل ما شاع تركه بين الناس من سنة رسولنا الكريم عليه
الصلاة
والسلام من قول أو فعل أو تقرير، وإن من المعلوم أن
الإسلام
قد بدأ غريباً ثم بعدها اشتد وقوي ولكنه بطول العهد وتباعده عن زمن الوحي تُهجر السنن بالتدريج حتى يغدو الإسلام مرة أخرى غريباً كما بدأ، قال النبي صلى
الله
عليه وسلم : ( إِنَّ الإِسلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ ، فَطُوبَى لِلغُرَبَاءِ . قِيلَ : مَن هُم يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الذِينَ يَصلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ ).[4]
السنن المتروكة في الصلاة
إن هناك الكثير من السنن التي تم هجرها من قِبل المسلمين، فيجب عليهم أن يرجعوا ويتمسكوا بالسنة لأنها من صفات المتقين وهي من أسباب زيادة الإيمان، وهناك سنن مهجورة في الصلاة وسنتطرق في هذا المقال إلى هذه السنن وهي:
-
السواك
عند قيام المسلم للصلاة ويستعمل السواك عند التقدم لأداء الصلاة لما له فائدة عظيمة حيث أنه يقوم بتطهير الفم، وقد ذُكر السواك في السنة الشريفة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَولا أن أشقَّ علَى أمَّتي لأمرتُهُم بالسِّواكِ عندَ كلِّ صلاةٍ). -
ا
لدعاء بعد الانتهاء من صلاة الوتر
وخاصة في قيام رمضان حيث أن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك فقد قال أبي بن كعب رضي الله عنه : (كانَ رسولُ اللَّهِ ، يقرأُ في الوترِ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فإذا سلَّمَ قالَ : سُبحانَ الملِكِ القدُّوس ثَلاثَ مرَّاتٍ). -
الصلاة إلى سترة
وهي أن يضع المصلي أمامه سترة وتكون بارتفاع الرِّحل، وقد ذُكرت هذه السُّنة بحديث نبوي شريف والذي يبين سنية وضع السترة عند الصلاة، وتوضع أثناء الصلاة إن كانت في المسجد أو كانت في البيت، وهي من حق
النساء
والرجال على حد سواء وقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: (إذا صلَّى أحدُكم فلْيُصلِّ إلى سُتْرةٍ، و لْيُدنِ منها، ولا يدعْ أحدًا يمرُّ بين يديْهِ؛ فإنْ جاء أحدٌ يمرُّ فلْيُقاتِلْه فإنَّه شيطانٌ)، ووردَ في الحديث “أنه كانَ النَّبيُّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام يقفُ قريبًا منَ السُّترةِ، فكانَ بينَهُ وبينَ الجدار ثلاثة أذرع”. -
الافتراش في التشهد الأوسط
والتورك في التشهد الأخير ويقصد بالافتراش أن يجلس المصلي على رجله اليسرى ويقوم بنصب رجله اليمنى، ويكون ذلك في الصلاة الثنائية وهذه السنة الشريفة تُطبق بصلاة الفرض أو النافلة، أما التورك فيقصد به هو فرش المصلي لرجله اليسرى مع نصب رجله اليمنى ويخرجها من تحته من جهة اليمين، ويجعل إليته على الأرض، ويجب أن يتم تنفيذ التورك في التشهد الأخير في الصلاة الرباعية والثلاثية، وقد قال أبو حميد الساعدي رضي الله عنه عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: (فَإِذَا جَلَسَ في الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ علَى رِجْلِهِ اليُسْرَى، ونَصَبَ اليُمْنَى، وإذَا جَلَسَ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، ونَصَبَ الأُخْرَى وقَعَدَ علَى مَقْعَدَتِهِ). -
القراءة في سنة راتبة الفجر
بسورة الإخلاص وسورة الكافرون لفعل الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك فقد أوضح أبو هريرة رضي الله عنه هذا السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: {قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} وَ{قُلْ هو اللَّهُ أَحَدٌ}). -
التصاق الكعب بالكعب
وهي تعد من السنن المهجورة ويجب أن تطبق في صف المصلين في المسجد وقد تم استبدالها جهلاً بإلصاق أطراف الأصابع ولكن هذا الأمر ليس من السنة النبوية الشريفة. -
الصلاة بالنعال
بشرط أن لا يكون في المسجد فقد
الصلاة بالنعال
إن كان في البر أو في مكان العمل أو أي مكان آخر غير المسجد، فقد وردَ في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنّه قال: “رأيت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يصلي حافيًا ومُنتعلا”. -
التفل عن اليسار
وقد سُنَّ التفل في حالات الوسوسة الشديدة فقد وردَ عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه: “أنَّه رأى النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يصلي، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدًا”. -
الصلاة على النبي
بعد التشهيد الأول. -
الإكثار من الدعاء
قبل التسليم في الصلاة.[1] -
ألا يشرع المأموم بالسجود
حتى يضع الإمام جبهته على الأرض. - ومن السنن المهجورة أن يهوي المصلي إلى الأرض مجافياً يديه عن جنيبه ثم يسجد.[2]
سنن نبوية مهجورة
إن اتباع سنن الرسول هو دليل المحبة الكاملة لله ورسوله وعلامة للمتابعة الصادقة لرسولنا الكريم وفي هذا المقال سنتطرق إلى بعض السنن المهجورة وهي :
- التنفس عند الشرب خارج الإناء ثلاثاً، عن أنسٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يتنفَّس في الشَّراب ثلاثاً ويقول:(إنَّه أروى، وأبرأ، وأمْرأ)متفق عليه.
- إن المضمضة بعد شرب اللبن مستحبة وهي من السنن المهجورة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم شرب لبنًا فمضمض وقال:(إنَّ لـه دسمًا)متفق عليه. قال ابن حجر في الفتح: (فيه بيان العلَّة للمضمضة من اللَّبن، فيدلُّ على استحبابها من كلِّ شيء دسم).
- تهنئة من تجددت له نعمة دينية أو دنيوية.
-
السجود
للشكر عندما يتم الحصول على ما يسر واندفاع المكروه. - صلاة ركعتين عند التوبة من أي ذنب.
فوائد السنن المهجورة
إن من أهم ما يجب أن يقوم ويهتم به المسلم في حياته اليومية هو أن يعمل بالسنة النبوية الشريفة في جميع التفاصيل والأقوال والأفعال حتى تنتظم حياته كلها على سنة رسولنا الكريم، حيث أن منزلة المؤمن تقاس باتباعه للرسول الكريم عليه الصلاة والسام فكلما كان تطبيقه للسنة أكثر كان عند الله سبحانه وتعالى أعلى وأكرم، وإن الالتزام بالسنة لها فوائد كثيرة منها:
- يصل المسلم إلى درجة محبة الله تعالى له.
- إن باتباع السنة الشريفة نقوم بجبر النقص الذي يحصل في أداء الفرائض.
- يعصم المؤمن نفسه من الوقوع في البدع.
- فيها تعظيم لشعائر الله سبحانه وتعالى.[3]
أفكار لإحياء السنن المهجورة
إن جميع سنن الرسول الكريم مطلوب إحياؤها ونشرها بين الناس، وإن من الحكمة أن يتم نشر السنن المهجورة وهنا سنتطرق إلى بعض الأفكار التي ممكن أن تُتبع لإحياء السنن المهجورة منها:
- اتباع السنة يجعل الإنسان مستحق لشفاعة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
- توعية الناس بضرورة اتباع السنن المهجورة.
- قم باختيار سنة مهجورة وقم بالمداومة على تنفيذها يومياً لمدة أربعين يوماً.
- يجب على طلاب العلم أن يقوموا بإحياء ونشر السنن المهجورة وإذا خافوا استنكار الناس لها فليقوموا بالتمهيد لها حتى يقوم على ترويض أفكار الناس على قبول هذا الأمر.
- أن يقوم واحد من العلماء الكبار والمشهود له بالثقة والعلم أن يقوم بفعل سنة مهجورة لا يعلمها الناس فبهذه الحالة سيكسب اهتمام الناس وسيقولون ما كنا نعلم أن هذه سنة وممكن أن يطبقوها بالاكتساب من العلماء الثقات.