هل الصلاة بالنعال جائز؟ ” وتعتبر سنة مهجورة
ما حكم الصلاة بالنعال
نجد أن
الصلاة
بالنعال هي من أغرب السنن النبوية المهجورة وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يصلي في نعليه، و سئل أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي
الله
عنه « أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ قَالَ نَعَمْ»، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ قَالَ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ قَالُوا رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا أَوْ قَالَ أَذًى وَقَالَ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلَيْهِ قَذَرًا أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا»، [أبو داود650 وصححه الألباني في صحيح أبي داود 605] .
فالحكمة الشرعية من الصلاة بالنعال هو مستحب وهي مقصد شرعي عام في كثير من التشريعات المشتركة ما بين الأمة الوسط وأهل الكتاب، وقد تم توجيه
السؤال
للإمام ابن تيمية عن الصلاة في النعال فأجاب:
- إن الصلاة في النعل وما يشابهه مثل المداس والزربول وغير ذلك فهو غير مكره.
- بل إن الصلاة بالنعال هو مستحب.
- وقد ثبت في الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يصلي في نعليه.
-
وممكن أن تكره فقط في حال عدم طهارة النعال ولكن إذا تم تأكيد طهارتهما فلا تكره الصلاة فيها وذلك باتفاق من المسلمين، لكن إذا تيقن بنجاسة
الحذاء
فلا يجوز الصلاة بهما حتى تطهر. - وقد جاء في السنة النبوية الشريفة أنه بتدليك النعل بالأرض يطهر سواء كانت النجاسة عذرة أو غير عذرة.
- إن أسفل النعل هو مكان يتكرر فيه ملاقاة النجاسة لهذا فهو يعتبر بمنزلة السبيلين، الذي ثبت بالسنة المتواترة أن نجاسة السبيلين تزول بالحجارة والنعل كذلك.
- وقد نصت النصوص الواردة في الانتعال توضح أن شرط الصلاة في النعل هو خلوها من النجاسة، والتأكد من هذا الخلو قبل الصلاة.[1]
هل يجوز الصلاة بالحذاء في المسجد
إن أهل العلم لديهم نظرة بالنسبة للصلاة بالحذاء في المسجد والدخول إليه بالنعال حيث أن بسبب اختلاف صورة المساجد المعاصرة في عصر النبوة والإضافات التي تم إضافتها إليه من بسط وفرش بالإضافة إلى تزيينه بالزخارف والتي تم النهي عنها والتي عُدت من العلامات الصغرى، إلا أن هذه البسط الفاخرة والتي تكون غالية الثمن قد وُضعت لراحة الساجدين لهذا قد صرحت اللجنة الدائمة أن بعد أن تم فرش المساجد بالفرش الفاخرة يجب لمن يود الدخول إلى المسجد أن يخلع نعليه لمراعاة نظافة الفرش والبسط، ولمنع أن أذى ممكن أن يصيب المصلين بسبب المواد القذرة التي ممكن أن تصيب الفرش والتي تكون عالقة في أسفل
الأحذية
وإن كانت طاهرة فالسنة في هذه الحالة جاءت بقصد الخير وليس لأذية المصلين، وحتى لا تتأثر الفرش والبسط فمن الأفضل خلع النعل وهو مقتضى القواعد الشرعية، أما إذا كانت المساجد غير مفروشة ببسط أو فرش فإن الصلاة بالنعل هو الأفضل خاصة إذا كانت نظيفة وطاهرة عملاً بالسنة النبوية الشريفة.[2]
حكم صلاة الجنازة بالحذاء
قد ذهب العلماء أنه لا مانع شرعاً من تأدية صلاة الجنازة خارج المسجد فإن الأرض لكل مصل هي كالمسجد سواء كان في الشارع أو عند المقابر، وإذا صُليت صلاة الجنازة في الشوارع أو على التراب فيجوز صلاتها بالنعال، لأن الصلاة بالنعال هي تيسيراً للعباد وبسبب كثرة المصلين، ولما قد يكون هناك تكليف في خلع النعال فمن الممكن أن يتم تفويت الجنازة، بالإضافة إلى المشقة على الناس، لهذا يجوز الصلاة بالنعال فالدين الإسلامي هو دين يُسر، ومن وجد في نعاله خبثاً أو نجاسة يستطيع أن يطهرهما بواسطة مسحهما بالأرض ثم يصلي.
حديث إن اليهود لا يصلون في نعالهم فخالفوهم
إن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قال: « خَالِفُوا الْيَهُود فَإِنَّهُمْ لا يُصَلُّونَ فِي نِعَالهمْ وَلا خِفَافهمْ»، فإن الصلاة بالنعال هو سنة مستحبة وإن استحباب ذلك كان من جهة قصد المخالفة المذكورة، وهذا المقصد هو شرعي عام في العديد من التشريعات المشتركة بين الأمة وبين أهل الكتاب، وحتى تظهر خصوصية الأمة ويتحقق بشكل ظاهر نسخها للشرائع السابقة وتميزها عنها، فمن لم يؤمن بالنبي عليه الصلاة والسلام فهو كافر حتى لو آمن بشريعة سماوية غير محرفة غير الإسلام.[3]
السنن المهجورة في الصلاة
إن السنن المهجورة هي السنن التي تركها المسلمين وتكون إما سنة قولية أو سنة فعلية، وإن من أهم السنن التي هجرها المسلمون في صلاتهم هي:
-
التصاق الكعب بالكعب
وهي من السنن التي تم هجرها بين المصلين في المسجد عندما يقفون صفاً واحداً وقد تم استبدالها بإلصاق أطراف الأصابع وهذا ليس صحيحاً وليس من السنة النبوية. -
الصلاة بالنعال
وهي أيضاً من السنن المهجورة والصلاة بالنعال تكون بالمسجد عندما يكون خالياً من البسط والسجاد، فقد وردَ في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنّه قال: “رأيت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يصلي حافيًا ومُنتعلا”. -
التفل عن اليسار
وهي من السنن التي تركها المسلمون وتكون عند الوسوسة الشديدة وقد أوضح الشيخ ابن عثيمين
رحمه الله
في تفسير ذلك إذا كان في يسار الصف أو كان منفرداً. -
جلسة الاستراحة بعد السجدة الثانية وإن هذه الجلسة تكون بعد الجلسة الثانية من الركعة الأولى وأيضاً هي الجلسة التي تكون قبل القيام، وتكون أيضاً بعد أن ينتهي المصلي من
السجود
الثاني في الركعة الثالثة، وهذه الجلسة تكون مثل الجلسة التي يجلسها المصلي بين السجدتين ولكنها تكون سريعة أي لا يتم قراءة أي شيء أثنائها، وقد وردَ عن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه-: “أنَّه رأى النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يصلي، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدًا”.[4]
حكم المسح على الحذاء
كما هو معلوم أن الصلاة لا تكون إلا بالطهارة وإن الطهارة تتحقق غالباً عن طريق الوضوء، وتكون بالغُسل في حال الجنابة، والسؤال المطروح هنا ما هو حكم المسح على الحذاء أثناء وضوء المسلم وهل مسح الحذاء من الأمور الصحيحة أو الخاطئة؟؟ وهل يكون الوضوء به صحيحاً أو يفسده؟، وهنا نستطيع أن نقول أن هناك الكثير من الأحاديث الكثيرة عن الصحابة الكرام وردت في حكم المسح، ومن هذه الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم بمسح نعله عند
السفر
والحضر وقد أمر بذلك، فالمسح على الحذاء هو سنة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وقد ورد في الإمام البخاري، من حديث عروة بن المغيرة عن أبيه قال: “كنتُ معَ النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في سفرٍ، فأهويتُ لأنزعَ خفَّيهِ، فقالَ: دعْهما، فإنَّي أَدخلتُهمَا طاهرتينِ”، فمسح عليهما، وقد وردَ في الحديث عن همام بن الحارث قال: “رأيتُ جرير بن عبدِ اللَّه بـالَ، ثمَّ توضَّأ ومسح على خفَّيه، ثمَّ قامَ فصلَّى فسُئلَ، فقالَ: رأيتُ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- صنعَ مثلَ هذا، قال إبراهيم: فكانَ يعجبهم لأنَّ جريرًا كانَ منْ آخرِ من أسلمَ”.