كيف يؤثر الفن على الفرد والمجتمع
انعكاسات
الفن على الفرد والمجتمع
ترجع أقدم آثار صنع الإنسان للفن إلى ما بين 10000 – 40.000 سنة، حينما بدأ البشر في التواصل والتعلم، عن طريق الرسم، ونحت القصص على جدران وسقوف الكهوف، و
يتم تشكيل الفن بصورة معقدة في كل ركن من أركان المجتمع، إذ أنه يكاد يكون مستحيلًا قياس النقطة التي يبدأ فيها تأثيره وينتهي، ولكن ما مقدار التغيير الذي من الممكن أن يقوم به الفن حقًا للتأثير على الأفراد والمجتمع، وما هي الخطوات التي نستطيع القيام بها حتى يقوم الفن بداخلنا في التأثير بالمجتمع من حولنا؟
وبالتأكيد فإن الجميع قد شعروا بإحساس التأثر العميق بأيٍ من الأعمال الفنية، سواء أكان ذلك من قصة، أغنية، لوحة، مسرحية، أو
فيلم
وما إلى ذلك،
فالفن قوي جدًا بحيث يمكنه أن يؤثر على مجتمعات بأكملها، وأن يُحدث ثورة في رفاهيتها، طريقة حياتها، القيم وتغيير مسار تاريخها عبر المكان والزمان
، وفي التالي آثر الفن على الفرد والمجتمع:
[1] [2]
تأثير الفن على الفرد
-
دائمًا ما كان الباحثون يهتمون بالعلاقة بين الفن والدماغ البشري، فمثلًا في عام 2013 وجد بعض الباحثين في جامعة نيوكاسل أن مشاهدة الفنون المرئية المعاصرة كان له آثار إيجابية على الحياة الشخصية لكبار السن في المنازل.
- كما أن الجمعية الوطنية للتربية الفنية أشارت إلى أن الفن يُفيد الفنان باعتباره منفذًا للعمل، ولا يقتصر الفن على تنمية احتياجات الفرد في التعبير عن ذاته وتحقيقها، وكذلك فهي مجدية اقتصاديًا، فوظيفة الفن من صنعه، إدارته وتوزيعه تكون مصدر ربح للكثيرين.
-
الفن يُتيح للأفراد الفرصة ليعرفوا ما
معنى
أن تكون إنسانًا، وأن يسمعوا أصواتهم ويعبرون عنها، وأن يجمعوا ما بين الأشخاص والأفكار معًا. - الفن يمكنه أن يترك الأفراد متحمسين، حزينين، عاطفيين، ملهمين للتصرف، ويخلق فيهم رغبة ملحة من أجل محاربة الظلم.
تأثير الفن على المجتمع
إن
أثر الفن على المجتمع
يتمثل في:
- إشراك الشباب في المجتمعات.
- تعزيز التفاعل في المجتمع بشكل عام.
- تحسين القوة والمحفاظة على المكان.
- زيادة المشاركة المدنية عن طريق الاحتفالات.
- المشاركة الواسعة في كافة النواحي المدنية.
- يؤثر الفن على المجتمعات عن طريق تغيير الآراء، غرس القيم، ترجمة الخبرات عبر المكان والزمان، كما أظهرت الدراسات أن الفن له تأثير على الإحساس الأساسي بالذات.
-
في الغالب ما يتم
النظر
إلى الرسم، فن النحت، الموسيقى، الأدب وغيرها من الفنون الأخرى على أنها مخزن الذاكرة الجماعية في المجتمع، بحيث يعمل الفن على المحافظة على ما لا تستطيع السجلات
التاريخ
ية التي تُبنى على الحقائق أن تُحافظ عليه، فهي تمنح نفس الشعور بوجودها في مكان معين وفي وقت معين. - الفن يسمح بالتواصل بين المجتمعات، فهو يُتيح للأفراد من ثقافات متنوعة وأوقات مختلفة بأن يتواصلوا مع بعضهم البعض بواسطة الصور، الأصوات والقصص.
- في الغالب ما يكون الفن طريقة التغيير الاجتماعي، بحيث يمنح المحرومين سياسيًا أو اجتماعيًا صوتًا، فمن الممكن لأي أغنية، فيلم أو رواية أن تُثير المشاعر لدى من يواجهونها، وبالتالي يتم توصيل أصواتهم إلى الحشد من أجل التغيير.
-
وللفن كذلك تأثيرات تعود بالنفع على المجتمع، ويوجد علاقة إيجابية تم إثباتها بين درجات طلاب المدارس في الرياضيات ومحو الأمية وبين مشاركتهم في الأنشطة
المسرحية
أو الموسيقية.
دور الفنون في ترقية المجتمع
إن الفن موجود منذ سنوات كثيرة في المجتمع، وما يُثبت ذلك هو وجود لوحات داخل الكهوف والصخور، وعلى الرغم من هذا فإن الكثير منا لا يأخذون الفن على محمل الجد، ويوجد اعتقاد بأن أي شخص يُمكنه القيام به، في حين أن الفن يحتاج إلى الكثير من الإبداع وهو هام للغاية لما له من دور في ترقية المجتمع والذي يتمثل في التالي: [3]
-
الفن سلوك
طبيعي
للغاية:
كاللغة والتي تكون سلوكًا طبيعيًا يتم التعبير بها عن الذات، فحينما يكون الأطفال صغارًا فإنهم يقومون بالرسم للتعبير عن أنفسهم من خلال محاولتهم رسم شيء إبداعي يعكس عملية تفكيرهم. -
الفن وسية للتواصل:
إذ أن هناك أنواع متتوعة من اللغة ومن الممكن ألا نفهم البعض منها، أما الفن فهو شكل عالمي من أشكال الاتصال، ويستطيع الجميع فهمها، وبالتالي يمكن مشاركة الأفكار مع الآخرين. -
الفن يتحدث عن الثقافة والمجتمع:
وحينما يتم النظر إلى اللوحات التي قام القدماء برسمها في الكهوف والصخور، فإنها تمنحنا فكرة عن ثقافتهم، وبالتالي يكون الفن عبارة عن صورة من صور المحفاظة على الثقافة، بحيث يعكس معتقدات المجتمعات والقيم الثقافية وما إلى ذلك. -
الفن يجذب السياحة:
بحيث يقوم الناس بزيارة الكثير من الأماكن بسبب الفن، مثل زيارة متحف
اللوفر
في
باريس
أو جزيرة جرانفيل في فانكوفر، ويجب العلم بأن الفن لا يعني فقط الأشياء باهظة الثمن، ولكنه حتى في اللوحة التي يرسمها أي شخص بيديه. -
الفن يُشعر بالانتماء للمجتمع:
يمكن تعزيز الشعور بالانتماء القوي إلى المجتمع من خلال الفن، بحيث يمكنه سد الفجوة بين الثقافات المتباينة، فالفن جزء هام للغاية من الثقافة وينبغي تشجيع كافة أنواع الأعمال الفنية بشدة.
تأثير
الفن على
النفس
تم التأكيد على أن الصحة العقلية والروحية وكذلك الجسدية تتحسن حينما يقوم الشخص بتطوير ما لديه من فنون، فمن خلال القيام بالمزيد من الفن يُمكن أن تؤثر على النفس كالتالي: [2]
- تقوية جهاز المناعة.
-
تطوير
الذكاء
العاطفي. - الحد من العقلية الاستهلاكية.
- خلق بيئة مريحة وتهدئة العقل.
- تقديم وتطوير الرفاهية الجسدية.
- توليد ممارسة اليقظة الذهنية القوية.
- التأثير الإيجابي على الصحة مع التقدم في السن.
- المساعدة في التخلص من الخوف، الضغوطات والعواطف.
- التقليل وعلاج بعض المشاكل مثل الاكتئاب، القلق واضطراب ما بعد الصدمة.
تأثير الفنانين على الفرد والمجتمع
- الفنان يكشف حقيقة الأشياء، ففي بعض الأوقات يقومون برواية القصص ونقل التقاليد.
- إن كل فنان يعلب دورًا مختلفًا وهامًا في المساعدة على تحسين الصحة العامة والتنمية وكذلك الرفاهية لمجتمعنا.
- الفنان يزود المجتمع بالشعور بالفرحة والتفاعل والإلهام، في حين أنهم يقدمون كذلك النقد المدروس للنظم السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي يدفع المجتمع إلى الانخراط بصورة مدروسة واتخاذ خطوات من أجل التقدم الاجتماعي.
-
الفنانون طريقة في التعبير عن المشاعر العالمية، إذ يرتبط الفن بالتواصل مع مشاعر الأفراد، بحيث يكون التعبير شخصي وعالمي في
الوقت
ذاته. - الفن رغبة إنسانية للتعبير عن المشاعر عن طريق صنع الأعمال، فجميعنا نحمل ذكريات تجارب الماضي، ومعظم الأشخاص يحجبون عواطفهم، وعندما يشاهدون إحدى اللوحات فتقوم بمخاطبتهم، ففي هذه المرحلة يكون الفنان قد قام بعمله، في استجابة الناس إلى اللوحة والشعور بها حقًا.
- الفنانون يقومون بتسجيل التاريخ البشري والمحافظة عليه، فالمجتمعات أصبحت مُعقدة أكثر من أي وقت مضى بحيث يلعب كل فرد بصرف النظر عن دوره المحدد، دورًا هامًا في المجتمع، وقد كان للفنانين دورًا حاسمًا منذ بدء الوجود، بدايةً من لوحات الكهوف فيما قبل التاريخ والتي توجد حول العالم، إلى الرسومات العلمية، وغيرها من أنواع الفنون التي توجد في الوقت الحالي، فقد ساهم الفنان في توسيع التطورات البشرية من وجهات النظر المختلفة. [4]
من ايجابيات الفن على الفرد والمجتمع
-
يمكن للفنون والتقدير الثقافي تحسين دماغ المرء وصحته بشكل عام.
-
تعزيز التعلم وتحفيز التفكير الإبداعي.
-
الفنون النافعة تلهم الأفكار الخيرية وتحسن القيم الأخلاقية للفرد وترفع الروح الإنسانية.
-
يؤثر الفن على إحساس الإنسان بالجمال.
-
يمكن للفن أن يحسن نوعية حياة المرء ويجعل المرء يشعر بالرضا.
-
تساعد في تعزيز الابتكار والمهارات الشخصية.
-
يعزز الفن التواصل بين الثقافات
-
الفن يجعل الأنسان أكثر إنسانية ، كما يزيد من التفاعل الاجتماعي ، ويجعله أكثر ثقة ويمنح إحساس بالحرية والسيطرة.
-
المشاركة في الأنشطة الموسيقية والفنية المنظمة إلى تحسين التحصيل في الرياضيات واكتساب اللغة مبكرًا ومحو الأمية في وقت مبكر.
-
الفن يحافظ على التاريخ.
-
يؤدي الفن إلى نقاشات ثقافية صحية ومدروسة.
من سلبيات الفن على الفرد والمجتمع
-
يمكن للفن أن يحفز المجتمع على ارتكاب الفظائع. ويمكنها أن تدفن تلك الفظائع ببسالة.
-
يؤثر الفن على المجتمع من خلال تغيير الآراء وغرس القيم الغير صحيحة وترجمة الخبرات السيئة.
-
يمكن للفن أن يسوء فهم موضوع ما لذلك يجب الاهتمام بالمواضيع ومناقشتها بشكل جيد.[5]