كيف تكون متفاؤل رغم صعوبات الحياة

ما هو معنى التفاؤل

يتم تعريف التفاؤل على إنه اتجاه عقلي يدفع للإحساس بالأمل والثقة بالنجاح والسلوك بإيجابية ، فالأشخاص الذين يأخذون التفاؤل منوالهم فهم أولئك الذين دوماً يرتقون لحدوث أشياء إيجابية ، وهذا عكس تمامًا ما يشعر به المتشائمون بأنه دوماً سيحدث أمر سيء وغير متوقع ، كلما كان الإنسان متفائلاً كلما أصبح أكثر صحةً على المستوى الجسدي والنفسي ، كما أنه يحسن المهارات الحياتية ويقلل من حدة التوتر ، ويعمل على تحسين الصحة العامة للجسم والعمل الدائم لتحقيق أهداف الحياة .

فالأشخاص

المتفائل

ون يجدون من الصعوبات وتحديات الحياة مجالاً للتعلم والاستفادة وإكتساب الخبرات ، وحتى في أحلك الظروف يرون أن ما سيأتي سيكون أفضل من الآن ، فكلما نظر الإنسان للحياة على أنها مدرسة ، لتعلم كل ما هو جيد سواء كان من المواقف الجيدة أو القاسية ، لذا إسعى دوماً للتعلم من المواقف الحياتية .[1]

كيف تصبح متفائلاً رغم صعوبات الحياة

كلما كان الإنسان متفائلاً أصبحت الحياة أفضل ، ليس من حيث ظروفها ولكن من حيث كيفية التعامل معها ، الاحتفاظ بالإيجابية دوماً في داخل النفس يدعم أي إخفاقات قد تحدث بالحياة ، كما أن هناك بعض الأبحاث التي أوضحت أن الجينات تكون سببًا بنسبة 25٪ لتحديد نسبة التفاؤل للإنسان بالإضافة للعوامل الخارجية التي لا يمكن السيطرة عليها ، كما أن هناك البعض قد يميل إلى أن ينهج سلوك إيجابي ، لذا هناك طرق يمكن اتباعها للمساعدة في تعزيز المواقف بسلوك أكثر تفاؤلاً . ومن هذه الطرق ما يلي :


  • أن يكون الإنسان أكثر وعيًا :

    إن التركيز الذهني هو أن الإنسان يركز على اللحظة الراهنة والعيش بالحاضر . وهذا يمكن أن يصبح سلوكًا مفيدًا للدعم على التركيز على ما يخص

    الوقت

    الحاضر والابتعاد عن التوتر والقلق سواء لما هو في الوقت الحاضر أو في

    المستقبل

    . فالإهتمام بالحاضر فقط لا يجعل الشخص يستفيد من الخبرات السابقة ،  أما الإهتمام بالمستقبل فقط يجعل الشخص يهمل حاضره ولا يتطور .

  • أن يكون الإنسان أكثر إمتناناً :

    إن التعريف الخاص بالامتنان هو شعور الإنسان بالعرفان لما يملكه الآن وتقديره ، كما أشارت إحدى الدراسات أنه كلما أدرك الفرد حقيقة

    معنى

    الامتنان قد حقق ارتفاع في معدلات التفاؤل والمرونة . ففي حالة أنه يتم تدوين كل المواقف التي تؤثر على الإمتنان ستطور من أحاسيس الشخص وتحسنها .

  • تسجيل المشاعر الإيجابية :

    وكما هو سائد ومعروف الآن أن كتابة الأفكار الإيجابية قد تعمل على المساعدة في زيادة التفاؤل . وقامت إحدى الدراسات بإثبات أن كتابة الإيجابيات التي تشتمل على المشاعر الإيجابية هي مرتبطة بإنخفاض معدل الضغط النفسي وتُحسِّن من الصحة العقلية .

أثر التفاؤل على الفرد والمجتمع

يظهر تأثير الشخص المتفائل عندما يتواجد بين مجموعة من الأشخاص لفترة طويلة ، فالتفاؤل يعد الطريقة الأقوى دوماً لخلق التناغم والانسجام بين الأفراد ، هذا السلوك الإيجابي لا يؤثر فقط على سلوك الفرد وتأثيره ، ولكن يؤثر أيضًا على المجموعة وبالتالي يخلق جو عام مفعم بالإيجابية والطاقة القوية للدعم .

وبالطبع التأثير الحقيقي على الفرد يكمن في مدى الإيجابية التي ينشرها على من حوله والتعامل بحسن تصرف وحكمة ، وبهذا يكون الأمر أقل توتر وقلق ، لذا يجب على كل شخص أن يكون على قدر كافي من

الذكاء

حتى لا يسمح لمصاعب الحياة بإحباطه سواء على مستوى الحياة المهنية أو الشخصية ، ولهذا يجب أن يحدد الشخص نقاط ضعفه ومن هنا يكمن الحل لكل أمر وبالتالي الشعور بالتغلب على المصاعب ومن هنا تزدهر وتتطور مشاعر إيجابية فياضة يأتي من نبعها التفاؤل .[2]

كيف أكون متفائلاً وإيجابيًا


  • التركيز على الأشياء الجيدة :

    كما يدرك كل البشر أن التجارب الصعبة والصعوبات هي جزء لا يتجزء من الحياة ، فعندما يواجه الإنسان التجربة عليه التركيز على كل ما هو حسناً بصرف

    النظر

    إن كان موقف صغير وليس بقدر كبير من الأهمية . فإذا كان الشخص يبحث عن التفاؤل ، سيجده دائمًا ، قد يكون العثور على التفاؤل والإيجابية أمر محير لكن يمكن تحقيقه إذا تم وضع أهداف واضحة ودعمها بالأفكار ذات القيمة والممتلئة بالإيجابية والإشراق والأمل بغدٍ أفضل .

  • التعود على الإحساس بالإمتنان :

    إنه لأمر معروف أن التعود على الشعور بالامتنان لما نملكه هو أفضل الأساليب للتقلبل من الضغط النفسي والتوتر ، ويزيد الثقة بالذات ويزيد التقبل للأوقات الصعبة ، لذا اجعل كل من حولك هم من ينشروا الإيجابية ، مما يزيد الإحساس بالراحة أو بالسعادة ، ولهذا التعبير عن الإمتنان هو ما يشجع تلك الإيجابية . ويظهر هذا الإمتنان مثل شكر الآخرين أو مساعدة الغير بدون مصلحة ، أو مثلاً المساعدة في

    الأعمال المنزلية

    .

  • السعي للإحساس بالفكاهة :

    إن بعض الأبحاث قد أفادت أن الفكاهة تقلل من حدة التوتر والضغط النفسي ، كما أنها تعزز من إمكانيات التعايش وتحسين المزاج ، لذا يُنصح دوماً بالانفتاح على الفكاهة في كل المواقف التي تسمح بذلك ، وبالأخص المواقف الصعبة ، فهذا يقلل من الحالة المزاجية السيئة بشكل سريع ويجعل الأمور تكون أقل قساوة ،  فالتظاهر بالضحك أو إجبار النفس على

    الضحك

    يمكن أن يحسن من المزاج ويحد من التوتر .

  • قضاء الوقت مع أشخاص إيجابيين :

    كما هو منتشر أن الأفكار الإيجابية تعتبر معدية لكل المحيطين ، لذا على الإنسان أن يهتم بمن يحيط نفسه ، حتى يصبح الأمر أكثر راحة وإيجابية ، فكيفما يؤثر

    الحزن

    والتوتر على نطاق واسع لكل المحيطين ، كذلك الشعور الإيجابي لكل من يتحلى به ، لقد عُرف أن البقاء مع أشخاص إيجابيين يعزز من احترام الذات ويزيد من فرص تحقيق الأهداف .

  • معرفة المصادر التي منها تأتي السلبية :

    على كل إنسان أن يفحص الجوانب المختلفة في حياته واستبعاد كل ما هو سلبي ويبعث

    بطاقة

    سيئة للحياة ، قد يُجبر الإنسان للتعامل مع أشخاص سلبية مثلاً في مجال العمل أو أشخاص بالعائلة لا يمكن تجاهلهم ، لذا فالاحتفاظ بالإحساس الإيجابي داخل العقل والقلب سوف يكون هو المنقذ لتلك المواقف ومن هنا تنبذ السلبية من الحياة .

  • ممارسة الحديث الإيجابي مع الذات :

    البشر يميلون إلى القسوة وتعنيف الذات بشكل صعب ومستمر ، وأن البعض يقومون بنقد أنفسهم بشكل قاسي ، وبالطبع كلما زاد هذا الأمر كلما بدأت ثقة الإنسان بنفسه بالإنحدار ويهدد نظرة الإنسان لنفسه ، فالرسائل الإيجابية التي يرسلها الإنسان لذاته هي طريقة الدفاع المثلى لتلك المواقف ، وهي ما تسمى أيضًا باسم الحديث الذاتي الإيجابي ، كما أوضحت الأبحاث أنه حتى التغيير الصغير في الأسلوب الذي نتحدث به مع أنفسنا يمكن أن يؤثر على القدرة في تنظيم المشاعر والأفكار والسلوك تحت الضغط .

  • تسجيل الأشياء التي تعتز بها بالحياة :

    لقد أوضحت إحدى الدراسات أن تسجيل الأشياء التي يشعر بها الإنسان بالتفاؤل والرضا من شأنها أن تحسن المشاعر والشعور بالرفاهية . يمكنك القيام بذلك من خلال التسجيل في يوميات عن كل يوم نمر به بمواقف متنوعة ، أو تسجيل قائمة بالتجارب المختلفة والدروس المستفادة . [3]