خصائص النظام الديمقراطي في الحضارة الإغريقية القديمة
خصائص النظام الديمقراطي
اكتسب العديد من تجمعات المواطنين والمزيد من السلطة الديمقراطية في القرن الخامس قبل الميلاد حيث كان لدى العديد من الدول ديمقراطيات كاملة وكلمة “الديمقراطية” مبنية على الكلمة اليونانية لعامة الناس “demos” وكانت أثينا تصل إلى حد بعيد من الديمقراطية بل وتعتبر أكبر وأشهر من يمتلك هذه الديمقراطية حينها وهناك الكثير حول كيفية عمل الديمقراطية الأثينية لم يجتمع المواطنون في مجلس كامل فقط بل اختاروا عن طريق استخدام القرعة بعض أعضائهم لتشكيل مجلس أصغر بكثير
والذي يناقش الأمور العامة بشكل كامل قبل عرضها على المجلس بكامل هيئته كما يتم اختيار الموظفين العموميين بالقرعة باستثناء القادة العسكريين الذين تم انتخابهم وكان جميع المواطنين عرضة لأن يتم اختيارهم لشغل مناصب عامة أو لعضوية مجلس الإدارة وسيخدمون هذه المناصر لمدة عام وبهذه الطريقة كان شغل المناصب يتناوب باستمرار وبالتساوي حيث اكتسب غالبية المواطنين بعض الخبرة المباشرة في الحكومة
المالية العامة والإدارة
يبدو أن الضرائب لم يتم تطويرها بشكل كبير من قبل الإغريق بل كانت الضرائب تُفرض في أوقات الطوارئ على المواطنين بخلاف ذلك كانت الحكومة تعتمد مالياً على الرسوم المفروضة على البضائع التي يتم شراؤها وبيعها أو على الممتلكات وبالرغم من ذلك احتفظت بعض المدن بالعبيد لمدة عاملين للقيام ببعض المهام المختلفة لكن أعدادهم كانت صغيرة جدًا
كما كان المسؤولون العامون والجنود إلى حد كبير بدون رواتب ويخدمون مدنهم طواعية ولكن كانت أثينا استثناء من ذلك حيث كانت تدفع للمواطنين مقابل القيام بواجبات عامة حيث أنها كانت مدينة غنية بشكل استثنائي علاوة على ذلك لم يكن من المتوقع أن يعمل الأثرياء كقضاة أو جنرالات بل كانوا يساهموا بأموالهم الخاصة لصيانة
السفن
الحربية والمسارح والأصول العامة الأخرى.
القانون
من المدهش والغريب بأنه لم يبقى أي قانون خلال هذه الفترة إلا في أجزاء صغيرة ومع ذلك فإن المدن اليونانية كتبت قوانينها على ألواح حجرية وأقامتها في الأماكن العامة التي من المفترض أن تكون المساحة مفتوحة ومعروفة باسم أجورا وهذا ما يخبرنا به
التاريخ
اليوناني عند التعامل مع القانون مثل سولون الأثيني كما كان لكل دولة قانونها الخاص وكان هذا هو النظام القانوني في أثينا كما كان هناك العديد من المحاكم وكان لكل منها قضايا تنظر فيها من أنواع مختلفة من القضايا
حيث وقعت جرائم خطيرة جداً بحق الدولة أمام مجلس المواطنين بكامله وتم فرض عقوبة الإعدام على الخيانة والقتل وتختلف الطريقة لكل جريمة ولكن كان العقاب في ذلك قطع الرأس أو التسمم والرجم ولكن بالنسبة للجرائم الخطيرة الأخرى بما في ذلك القتل غير العمد كان من الممكن أن يكون الحكم هو المنفى وكانت هذه عقوبة شائعة حينها وبالنسبة للجرائم الأقل درجة تم استخدام الغرامات المالية أو مصادرة الممتلكات.[1]
الحضارة الإغريقية القديمة
تشير الديمقراطية في
الحضارة الإغريقية
القديمة إلى نظام الحكم الديمقراطي المستخدم في أثينا باليونان خلال القرن الخامس إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وفي ظل هذا النظام خلال هذه الفترة كان يتمتع جميع المواطنين الذكور فقط بحقوق سياسية بشكل متساوي وأيضاً يتمتعون بحرية التعبير وفرص المشاركة المباشرة في الساحة السياسية، ومن صور الديمقراطية الإغريقية بأنه لم يشارك المواطنون فقط في الديمقراطية بشكل مباشر ولكن يتخذون بموجبها القرارات التي يعيشون بها ولكنهم أيضًا خدموا بنشاط في المؤسسات الحكومية التي تحكمهم
وبالتالي كانوا يسيطرون بشكل مباشر على جميع أجزاء العملية السياسية وبالتساوي وكان لدى المدن الأخرى غير أثينا أنظمة ديمقراطية أيضاً مثل أرغوس وسيراكوز ورودس وإريثراي وغيرهم ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تتضمن أنظمة الأوليغارشية درجة عالية من المساواة السياسية بشكل أكبر من غيرها ولكن النظام النظام الأثيني لنظام الديمقراطية الأثينية لنظام الأوليغارشية بدء من الفترة 460 قبل الميلاد وانتهى في 320 قبل الميلاد والتي شملت جميع المواطنين الذكور فقط ولكن كانت بالتأكيد الأكثر تطورًا وكانت تنبع كلمة ديموقراطية من كلمة دوموس والتي تشير أو تعني إلى كامل جسد المواطن اي الشعب والمقصود بها هنا الحكم.
تصف أساليب عمل الديمقراطية في أثينا بل وتتضمن نصوصًا مثل دستور الأثينيين من مدرسة أرسطو وأعمال المؤرخين اليونانيين مثل هيرودوت وثوسيديدس وزينوفون نصوص أخرى أكثر من 150 خطابًا لشخصيات مثل ديموسثينيس والنقوش الحجرية للمراسيم والقوانين والعقود والتكريم العام وغير ذلك والمسرحيات الكوميدية اليونانية مثل مسرحيات أريستوفانيس ولكن لسوء الحظ المصادر عن الحكومات الديمقراطية الأخرى في اليونان القديمة قليلة ومتباعدة.
المجلس والجمعية
كان خلال هذه الفترة أي في القرن الرابع والقرن الخامس قبل الميلاد يمكن لأي مواطن ذكر المشاركة في الهيئة الديمقراطية الرئيسية في أثينا وكانت يراوح عدد سكان أثينا من الذكور من 30.000 إلى 60.000 وكان يجتمع المجلس مرة واحدة على الأقل في الشهر وقليلاً ما تصل إلى مرتين أو ثلاث مرات وموقع المجلس على تل Pnyx في مساحة مخصصة للمجلس حتى يمكن أن تستوعب حوالي 6000 مواطن وكان يمكن لأي مواطن التحدث إلى الجمعية والتصويت على القرارات بمجرد رفع أيديهم وحين تفوز الأغلبية في التصويت في نفس اليوم يكون القرار نهائيًا
ومثال على ذلك عندما قام تسعة رؤساء الذي تم انتخابهم بالقرعة وشغل المنصب مرة واحدة فقط بتنظيم الإجراءات وتقييم التصويت وكانت تتضمن القضايا المحددة التي تتم مناقشتها في الجمعية مثل تقرير الصلاحيات العسكرية والمالية وتنظيم الإمدادات الغذائية والحفاظ عليها وبدء التشريعات والمحاكمات السياسية واتخاذ قرار بإرسال مبعوثين وتقرير ما إذا كان سيتم التوقيع على المعاهدات أم لا والتصويت لجمع الأموال أو إنفاقها ومناقشة المسائل العسكرية كما يمكن أن يصوت المجلس أيضًا لتطرد والحكم في أثينا على أي مواطن أصبح قويًا للغاية وخطيرًا على البوليس عندهم في هذه الحالة
كما كان هناك اقتراع سري كتب فيه الناخبون اسمًا على قطعة فخار مكسورة (أوستراكون) وكان ذلك أحد العناصر المهمة في المناقشات هو صورة عن حرية التعبير والتي تعتبر الامتياز الأكثر قيمة للمواطن وبعد مناقشة مناسبة يتم اعتماد المراسيم المؤقتة أو المحددة وتحديد القوانين المتفق عليها كما عمل المجلس على ضمان تنفيذ القرارات والتأكد أن المسؤولين يؤدون واجباتهم بشكل صحيح
كان هناك في أثينا وإليس وتيجيا وثاسوس هيئة أصغر وهي boulē التي قررت أو أعطت الأولوية للمواضيع التي تمت مناقشتها في الجمعية بالإضافة إلى ذلك في أوقات الأزمات والحرب يمكن لهذه الهيئة أيضًا اتخاذ قرارات دون اجتماع الجمعية حيث كان يتألف المجلس البلدي أو المجلس من 500 مواطن تم اختيارهم بالقرعة وخدموا لمدة عام واحد مع تقييد أنهم لا يستطيعون العمل أكثر من عامين غير متتاليين مثل الخدمة في البوليس الموجودين في 139 مقاطعة في أتيكا والعمل كنوع من اللجنة التنفيذية للجمعية كانت هذه الهيئة هي التي أشرفت على أي لجان إدارية وكانوا أيضاً مسؤولين نيابة عن الجمعية.
كان في المحاكم خلال هذه الفترة أن القوانين الصادرة عن الجمعية يمكن أن تتعرض للتحدي وتم اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالوحشية ثم كانت هناك أيضًا لجنة تنفيذية من boulē تتكون من قبيلة وهي واحدة من العشرة التي شاركت في boulē وتتكون من 50 مواطنًا وتعرف باسم prytaneis وتكون منتخبة على أساس التناوب لذلك شكلت كل قبيلة السلطة التنفيذية مرة واحدة كل عام وكان لهم مدير تنفيذي والذي يتم اختياره بالقرعة كل يوم ويلتقى الخمسين رجلاً في المبنى المعروف باسم Bouleuterion في أغورا الأثينية من أجل حراسة الخزائن المقدسة.[2]