لما يشعر الإنسان في الأربعينات بالحنين للطفولة

لما يشعر الإنسان في الأربعينات بالحنين للطفولة

الإنسان يعتبر الماضي هو ذكريات السنين البريئة حيث حياة

الطفولة

والطيبة ، وهذ الحنين يرجع للمسئوليات البسيطة التي كانت علينا كأطفال وعدم وجود تعقيدات بالحياة ، وتصبح هذه الذكريات هي العامل الذي يخفف من مرارة الأيام والوحدة والمسئوليات الحياتية القاسية ، الطفولة ، تظل دوماً مكان الأحلام

المستقبل

ية والسعي للأفضل والعيش ببراءة .

فقد تكون الأحلام أكثر براءة وساذجة مثلاً حلم كفل أن يكون شخصية بطل خارق لمساعدة أصدقائه وما إلى ذلك من أحلام بسيطة ، في زمن الطفولة نصبح منعزلين عن أي كره ومكر واللاعيب يتسم بها هذا

العالم

، والأطفال يحلمون أيضاً تطلعنا إلى المضي قدمًا في النمو ، فالطفل يعتبر كائناً متفائلاً ، وخاليًا من مسئوليات الثقيلة ، ومع تذكر الماضي نشعر وكأننا رجعنا لتلك الأيام المبهجة والبسيطة.

الإحساس بالحنين يبدأ بعد

سن الأربعين

حيث يبدأ الإنسان بادراك أنه قد مضى من عمر سنين ليست بقصيرة ، وكانت هذه الأعوام هي مزيج من الذكريات المبهجة والمتنوعة ، كلها ممزوجة بالفرح والبراءة ، ولكن لكل مرحلة متاعبها فالبعض تحمل هذه المرحلة ذكريات غير سارة قد لا يريد ان يتذكرها .[1]

هل الحنين للماضي مرض نفسي

قد يلجأ البعض لأسترجاع ماضيه والحنين له للحد من الوحدة والقلق ، وبالطبع سيؤدي هذا لاحساس الانسان بالهدوء والحميمية مما يؤثر على كل احداث حياته ، وقد يلجأ ايضاً الكثير من الازواج لمشاركة شركاء حياتهم بتلك الذكريات لكسر اي جمود او برود بينهم والمشاركة بأمور بريئة ومبهجة.

الحنين إلى الماضي بالطبع له سلبياته واوجاعه فليس كل ما حدث بالماضي جيد ومفرح وقد يواجه البعض موت احد الاحباء في الطفولة فتصبح طفولته مزيج بين الفرح وبين ذكريات من رحلوا وتذكرهم حتى لا يمحوا من الذكرى ابداً بالاضافة لألام موقف الموت نفسه فهو مزيج يميل للحزن اكثر.

الحنين للماضي يزيد من إنسانية الانسان أكثر ، فالبعض يلجأ للذكريات حتى يتنسى بها محازنة وألامه ، لكن البعض يؤكد أن الحنين إلى الماضي ليس هو نفسه الحنين إلى اماكن معينة مثلاً ، فالحنين ليس مرض مثل احساس الشخص عندما يبتعد عن منزله وموطنه .[2]

لماذا يتعلق الإنسان بالماضي


  • يريد الشخص أن شعر انه من الأبطال

    : قد يلجأ الانسان للجوء الى الذكريات بالماضي ، مما يمنعهم من الاحساس بالضعف حيث وهذا لان تذكر ذكريات الماضي وانجازاته يمد الانسان بالقوة ، وكلما شعر الانسان بالقوة اصبح يجيد التعامل مع الحاضر ومع كل ما يشمله من مشاكل.

  • التعلم من دروس القديمة للحياة:

    ان التعامل مع الأخرين قد يفيد الإنسان في التعلم من أخطائه وأخطاء الغير مما يعطي دروس حقيقية للحياة ، لذا يجب التركيز على النفس بدل من الاخرين والسعي الدائم لتغيرهم لان هذا تضيع للوقت والمجهود بدون أي داعي .

  • عدم القدرة على مسامحة النفس:

    بالطبع الإحساس بعدم القدرة على المسامحة للغير وهو أمر قد يكون

    طبيعي

    ولكن لا يجب أن يستمر ، قد يتعرض الكثيرين الى أعتداءات مختلفة خلال سن الطفولة وقد يؤدي هذا للإحساس بالكراهية لشخص معين لما تسببه لك في الصغر وهذا الإحساس يكون مضر جداً للإنسان ويفسد عليه ماضيه وحاضره ، الحل الأمثل لهذا هو السعي للمسامحة والغفران للأساءة حتى ينعم الإنسان بسلامه لما سبق ولما سيأتي.

  • الماضي هو أساس ما نحن عليه:

    ماضينا هو جزء لا يتجزأ مما نعيشه الآن ، فكل المواقف التي يتعرض لها الإنسان في الصغر تكون هي الطريقة التي ينسج بها مستقبله ، فإذا رغبت بمستقبل حقيقي وناجح لأبنائك أمنحهم الآن طفولة مبهرة تكون لهم مستقبل يحيون فيه بسلام وبهدوء.

  • الحنين لعلافات الماضي:

    بالطبع يكون لأي انسان علاقات في الماضي تشمل العلاقات بالأهل والأصدقاء وبالزملاء بالدراسة وما إلى ذلك ، وقد تؤثر هذه العلاقات سواء بالسلب أو بالإيجاب ، فمن الطبيعي أن يتذكر الإنسان هذه العلاقات ويحن لها. [3]

ما هي فوائد الحنين للماضي

قد يعتقد البعض إن الحنين للماضي قد يكون مضر نفسياً للإنسان ويجعله يسترجع الذكريات السيئة ، ومع هذا ، يرى العلماء أن هناك فوائد للشعور بالحنين إلى الماضي ، فيما يأتي بعض الفوائد التي تجعل الحنين للماضي بين الحين والآخر له تأثير إيجابي على حياة الانسان:


  • التعامل مع المشاعر السلبية:

    قد يقوم البعض بالتعامل مع الماضي وذكرياته مثل المهدىء الطبيعي عند شعورهم بأي توتر أو قلق من أي امور محيطة ، لذا التعامل مع الامور السلبية قد يكون من داخل الإنسان نفسه ومن خلال ما يحمله من ذكريات سواء تعمل منها او تذكره بأمور مبهجة.

  • التطور في التعرف على الذات:

    قد كشفت إحدى الدراسات أن الحنين إلى الماضي قد يكون من طرق الساعدة للإنسان حتى تكتسب الأستمرارية في

    التطوير الذاتي

    ، فكلما عرف الانسان ماضيه وتواصل معاه بشكل صحي كان من مقدورة ان يتواصل مع حاضره بشكل أكثر قوة وترابط.

  • الشعور بمزيد من التواصل الاجتماعي:

    وجدت ذات الدراسة أن الحنين للماضي يدفع بالإنسان للترابط مع ماضيه وبالتالي مع الشخصيات التي أثرت به بالماضي سوف يسعى للتواصل معهم في الحاضر مما يقوي العلاقات الأجتماعية بشكل كبير وفعال.

  • طريقة صحية لتذكر الذكريات:

    التجارب المحفوظة في الذكرى هي من أهم الطرق للأحتفاظ بالمعلومات الخاصة بالتجربة والأستفادة منها فيما بعد في الحياة المستقبلية وهذا يدل على فائدة الحنين للماضي ولكل ما يحمله من ذكريات ودروس حياتية .

  • متعة تسجيل الذكريات:

    تسجيل الذكريات والأحتفاظ بها من الطرق الجيدة لتنشيط الذكرى بالأمور التي أثرت في الطفولة بشكل إيجابي والتي ستؤثر في المستقبل ، لذا إذا كنت أب أو أم يجب أن تسجل لأبنائك ذكرياتهم التي ستؤثر جداً في مستقبلهم .[4]

كيف يؤثر الحنين إلى الماضي على الحياة

الشعور بالجنين إلى الماضي يؤثر جداً على الحياة الأجتماعية للإنسان ومدى تواصله وارتباطه بمن حوله أو تذكر من رحل منهم ، وهذا يدفع الإنسان حتى يكتسب إحساس بالحب والتقدير ،  وتقوية الترابط والتواصل يقلل من إحساس الإنسان بالوحدة والإنعزال فالتواصل الجيد والمريح سيوفر تلك الروابط القوية ويجعلها مستمرة وقوية .

الذكريات الماضية تعطي للإنسان قدرة على قبول التحولات المصيرية ، فالشخص عندما يتعرض إلى موقف محول لحياتة في الصغر يكسبه الصلابة فيما بعد للتعامل مع المواقف المماثلة ، ومن هذه الأمثلة هي مثلاً

السفر

للعمل او تغيير

محل

العمل وكيفية

التكييف

مثلما كان يحدث بالماضي .

يمكن أن يسمح تذكر الماضي أن يكون الانسان أكثر إيجابية تجاه اي انجازات واهداف قادمة ، فذكريات الماضي يمكن أن تكون الحافز والمساعد في المحفاظ وعلى المشاعر التي نشعر بها الآن مثل التقدير للذات ويمكن أن تعطي الايجابية لرؤية مستقبلاً أكثر إشراقًا  ، بدلاً من تذكر الماضي بخبراته القاسية نحول الأمر للإجابي منها للأستفادة وتكون ذكرياتنا بمثابة مصدر إلهام إضافي لمواصلة القيام بأمور مماثلة.

الذكريات تعطي

معنى

أعمق لأهمية الحياة ، يسمح لنا الحنين للماضي بحفظ المشاعر الإيجابية في داخلنا وفي ذاكرتنا واستخدامها فيما بعد لادراك أهداف الحياة لذلك ، عندما نشعر بالغضب أو الاكتئاب يمكن أن تكون الذكريات بمثابة العلاج الإيجابي للخروج من تلك المشاعر المزعجة .[5]