أصعب الأشعار الجاهلية
ما هو الشعر الجاهلي
الشعر الجاهلي هو الشعر الذي تمت كتابته في العصر الجاهلي قبل ظهور الإسلام، ولقد اشتهر هذا العصر بوجود عدد كبير من الشعراء ويترأس شعراء العصر الجاهلي شعراء المعلقات وومنهم: طرفة بن العبد، والنابغة الذبياني وعنترة بن شدّاد وزهير بن أبي سُلمى، وامرئ القيس، ولقد وصل إلينا العديد من الدواوين من العصر الجاهلي، ويتميز شعراء العصر الحاهلي عن غيرهم من الشعراء بأن أشعارهم كانت تتميز بجزالة الألفاظ وقوتها، وقوة التعبير، كما قاموا بتوثيق الحضارة الجاهلية من خلال أشعارهم، فلقد جاءت إلينا هذه الأشعار لتعطينا صور عن عاداتهم وتقاليدهم كما وصفت لنا الحروب القبلية التي كانت قائمة آنذاك.
أصعب الأشعار في العصر الجاهلي
هناك الكثير من الأشعار المميزة في العصر الجاهلي والتي لها الكثير من المعاني المميزة وفيما يلي بعض من أصعب الأشعار الجاهلية:
قصيدة تعلق قلبي
من أحد أصعب الأشعار الجاهلية قصيدة امرؤ القيس بن حجر الكندي، ويقول بعض المعاصرين أنها مصحفة ومحرفة وفيها بعض التصنع والتكلف وهي كما يأتي:
- قتيلٌ بوادي الحبِّ من غير قاتلِ، ولا ميِّت يَعزِي نُهاك ولا زُملُ
- فتلك التي هام الفؤاد بحبَّها، مهفهفةٌ بيضاءُدرية القُبل
- ولي ولها في الناس قولٌ وسُمعةٌ، ولي ولها في كل ناحيةٍ مَثَل
- رادحٌ صَمُوت الحِجِل لو أنها مشت، به عند باب السَّبسبين للانفصال
- ألا لا ألا إلاَّ لآِلاءِ لابثٍ، ولا لا ألا لآِ لاء من رحل
- فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم وكم، قطعتُ الفيافي والمَهامِه لم أَمل
- وكافٌٌٌ وكفكافٌ وكفي بكفها، وكافٌ كَفوف الودق من وصل
- وفي في وفي في ثم في في وفي وفي، وفي وجنتي سلمى والربوع فكم أسل
- وسَل سل وسل سَل ثم سل سل وسل وسل، وسل دار سلمى والربوع فكم أسل
- وشَنصْنل وشصْنل ثم شصنل عشنصل، على حاجبي سلمى يزين مع المُقَل
- حجازية العينين مكية الحشى، عراقية الأطراف رومية الكفل
- تِهامية الأبدان عبسيَّة اللَّمى، خزاعيةُ الأسنان دُرية القُبل
- فقلتُ لها أي القبائل تُنسبي، لعلَّي بين الناسِ في الشِّعر كي أُسل
- فقالت أنا كندية عربية، فقلتُ لها حاشا وكلاَّ وهل وبل
- فقالت أنا روحيّة عجميةٌ، فقلتُ لها ورخِيز بياخُوش من قُزل
- ولا عبتُها الشطرنج خيلي ترادفت، ورُخِّيي عليها دار بالشاهِ بالعجل
- فقالت وماهذا شطارةُ لاعبٍ، ولكن َّقتل النفس بالفيل هُو الآجل[1]
قصيدة جَزَعتُ وَلَم أَجزَع
-
جَزَعتُ وَلَم أَجزَع مِنَ البَينِ مَجزَع وَعَزَّيتُ قَلباً بِالكَواعِبِ مولَعا
- وَأَصبَحتُ وَدَّعتُ الصِبا غَيرَ أَنَّني أُراقِبُ خُلّاتٍ مِنَ العَيشِ أَربَعا
- فَمِنهُنَّ قَولي لِلنَدامى تَرَفَّقو يُداجونَ نَشّاجاً مِنَ الخَمرِ مُترَعا
- وَمِنهُنَّ رَكضُ الخَيلِ تَرجُمُ بِالفَن يُبادِرنَ سِرباً آمِناً أَن يُفَزَّعا
- وَمِنهُنَّ نَصُّ العيسِ وَاللَيلُ شامِلٌ تَيَمَّمُ مَجهولاً مِنَ الأَرضِ بَلقَعا
- خَوارِجَ مِن بَرِّيَّةٍ نَحوَ قَريَةٍ يُجَدِّدنَ وَصلاً أَو يُقَرِّبنَ مَطمَعا
- وَمِنهُنَّ سَوفُ الخودِ قَد بَلَّها النَدى تُراقِبُ مَنظومَ التَمائِمِ مُرضَعا
- تَعِزُّ عَلَيها رَيبَتي وَيَسوؤُ هبُكاهُ فَتَثني الجيدَ أَن يَتَضَوَّعا
- بَعَثتُ إِلَيها وَالنُجومُ طَوالِعٌ حِذاراً عَلَيها أَن تَقومَ فَتُسمَعا
- فَجاءَت قُطوفَ المَشيِ هَيّابَةَ السُرى يُدافِعُ رُكناها كَواعِبَ أَربَعا
- يُزَجِّينَها مَشيَ النَزيفِ وَقَد جَرى صُبابُ الكَرى في مُخِّها فَتَقَطَّعا
- تَقولُ وَقَد جَرَّدتُها مِن ثِيابِه كَما رُعتَ مَكحولَ المَدامِعِ أَتلَعا
- وَجَدِّكَ لَو شَيءٌ أَتانا رَسولُهُ سِواكَ وَلَكِن لَم نَجِد لَكَ مَدفَعا
- فَبِتنا تَصُدُّ الوَحشُ عَنّا كَأَنَّن قَتيلانِ لَم يَعلَم لَنا الناسُ مَصرَعا
- تُجافي عَنِ المَأثورِ بَيني وَبَينَه وَتُدني عَلَيَّ السابِرِيَّ المُضَلَّعا
- إِذا أَخَذَتها هِزَّةُ الرَوعِ أَمسَكَت بِمَنكِبِ مِقدامٍ عَلى الهَولِ أَروَعا[2]
قصيدة حَيِّ الحُمولَ بِجانِبِ العَزلِ
-
حَيِّ الحُمولَ بِجانِبِ العَزلِ
إِذ لا يُلائِمُ شَكلَها شَكلي - ماذا يَشُكُّ عَلَيكَ مِن ظَعنٍ إِلّا صِباكَ وَقِلَّةُ العَقلِ
- مَنّيتَنا بِغَدٍ وَبَعدَ غَدٍ حَتّى بَخَلتَ كَأَسوَءِ البُخلِ
- يا رُبَّ غانِيَةٍ لَهَوتُ بِه وَمَشَيتُ مُتَّئِداً عَلى رُسلي
- لا أَستَقيدُ لِمَن دَعا لِصِب قَسراً وَلا أَصطادُ بِالخَتلِ
- وَتَنوفَةٍ حَرداءَ مُهلِكَةٍ جاوَرتُها بِنَجائِبٍ فُتلِ
- فَيَبِتنَ يَنهَسنَ الجَبوبَ بِه وَأَبيتُ مُرتَفِقاً عَلى رَحلي
- مُتَوَسِّداً عَضباً مَضارِبُهُ في مَتنِهِ كَمَدَبَّةِ النَملِ
- يُدعى صَقيلاً وَهوَ لَيسَ لَهُ عَهدٌ بِتَمويهٍ وَلا صَقلِ
- عَفَتِ الدِيارُ فَما بِها أَهلي وَلَوَت شُموسُ بَشاشَةَ البَذلِ
- نَظَرَت إِلَيكَ بِعَينِ جازِئَةٍ حَوراءَ حانِيَةٍ عَلى طِفلِ
- فَلَها مُقَلَّدُها وَمُقلَتُه وَلَها عَلَيهِ سَراوَةُ الفَضلِ
- أَقبَلتُ مُقتَصِداً وَراجَعَني حِلمي وَسُدِّدَ لِلتُقى فِعلي
- وَاللَهُ أَنجَحُ ما طَلَبتَ بِهِ وَالبِرُّ خَيرُ حَقيبَةِ الرَحلِ
- وَمِنَ الطَريقَةِ جائِرٌ وَهُدى قَصدُ السَبيلِ وَمِنهُ ذو دَخلِ
- إِنّي لَأَصرِمُ مَن يُصارِمُني وَأُجِدُّ وَصلَ مَنِ اِبتَغى وَصلي
- وَأَخي إِخاءٍ ذي مُحافَظَةٍ سَهلَ الخَليقَةِ ماجِدِ الأَصلِ
- حُلوٍ إِذا ما جِئتُ قالَ أَل في الرُحبِ أَنتَ وَمَنزِلُ السَهلِ
- نازَعتُهُ كَأسَ الصَبوحِ وَلَم أَجهَل مُجِدَّةَ عِذرَةِ الرَجُلِ
- إِنّي بِحَبلِكَ واصِلٌ حَبلي وَبِريشِ نَبلِكَ رائِشٌ نَبلي
- ما لَم أَجِدكَ عَلى هُدى أَثَرٍ يَقرو مَقَصَّكَ قائِفٌ قَبلي
- وَشَمائِلي ما قَد عَلِمتَ وَما نَبَحَت كِلابُكَ طارِقاً مِثلي[3]
قصيدة رُبَّ رامٍ مِن بَني ثُعَلٍ
- رُبَّ رامٍ مِن بَني ثُعَلٍ مُتلِجٍ كَفَّيهِ في قُتَرِه
- عارِضٍ زَوراءَ مِن نَشمٍ غَيرُ باناةٍ عَلى وَتَرِه
- قَد أَتَتهُ الوَحشُ وارِدَةً فَتَنَحّى النَزعُ في يَسَرِه
- فَرَماها في فَرائِصِه بِإِزاءِ الحَوضِ أَو عُقُرِه
- بِرَهيشٍ مِن كِنانَتِهِ كَتَلَظّي الجَمرِ في شَرَرِه
- راشَهُ مِن ريشِ ناهِضَةٍ ثُمَّ أَمهاهُ عَلى حَجَرِه
- فَهوَ لا تَنمى رَمِيَّتُهُ مالُهُ لا عُدَّ مِن نَفَرِه
- مُطعِمٌ لِلصَيدِ لَيسَ لَهُ غَيرُها كَسبٌ عَلى كِبَرِه
- وَخَليلٍ قَد أُفارِقُهُ ثُمَّ لا أَبكي عَلى أَثَرِه
- وَاِبنِ عَمٍّ قَد تَرَكتُ لَهُ صَفوَ ماءِ الحَوضِ عَن كَدَرِه
- وَحَديثُ الرَكبِ يَومَ هَن وَحَديثٌ ما عَلى قِصَرِه[4]
قصيدة
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ
- قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
- فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
- تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
- كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلو لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
- وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
- وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
- كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
- فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
- أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ
- وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي فَيا عَجَباً مِن كورِها المُتَحَمَّلِ
- فَظَلَّ العَذارى يَرتَمينَ بِلَحمِه وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ
- وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
- تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَع عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ
- فَقُلتُ لَها سيري وَأَرخي زِمامَهُ وَلا تُبعِديني مِن جَناكِ المُعَلَّلِ
- فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِعٍ فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ
- إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ
- وَيَوماً عَلى ظَهرِ الكَثيبِ تَعَذَّرَت عَلَيَّ وَآلَت حَلفَةً لَم تُخَلَّلِ
- أَفاطِمَ مَهلاً بَعضَ هَذا التَدَلُّلِ وَإِن كُنتِ قَد أَزمَعتِ صَرمي فَأَجمِلي
- وَإِن تَكُ قَد ساءَتكِ مِنّي خِلقَةٌ فَسُلّي ثِيابي مِن ثِيابِكِ تَنسُلِ
- أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي وَأَنَّكِ مَهما تَأمُري القَلبَ يَفعَلِ
- وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
- وَبَيضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُه تَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ
- تَجاوَزتُ أَحراساً إِلَيها وَمَعشَر عَلَيَّ حِراساً لَو يُسِرّونَ مَقتَلي
- إِذا ما الثُرَيّا في السَماءِ تَعَرَّضَت تَعَرُّضَ أَثناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ
- فَجِئتُ وَقَد نَضَّت لِنَومٍ ثِيابَه لَدى السِترِ إِلّا لِبسَةَ المُتَفَضِّلِ[5]