أسباب فقدان الشغف في الحياة .. والفرق بينه وبين الاكتئاب
أسباب فقدان الشغف في الحياة
إذا كان لديك شغف بشيء ما ، فربما تكون على دراية جيدة بأن حالة الشغف مثل الموجات التي لها قمة وقاع، ويعد الوصول لحالة القاع في شغفك آثارًا جانبية طبيعية لمتابعة عمل الشيء الذي تحبه بشدة.
سواء كانت الموسيقى أو الكتابة أو
الرياضة
أو اللياقة البدنية أو أي شيء آخر ، ففي بعض الأيام لا يمكنك أن تنام لأن الشيء الذي تحبه يبقيك مستيقظًا طوال الليل .
لكن قد يؤدي الشعور بفقدان الاهتمام أو الشغف إلى صعوبة القيام بالأشياء التي تحتاج إلى القيام بها كل يوم، ويمكن أن يجعلك تشعر بالفتور وعدم الاهتمام وعدم التحفيز لفعل الكثير من أي شيء على الإطلاق،و قد تكون هناك أشياء كانت تثير اهتمامك ، ولكن لا يبدو الآن أنك تجد الدافع أو الإلهام للقيام بها.
يمكن لهذا الشعور ، المعروف باسم انعدام الشغف ، أن يفقد الناس الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها، كما أنه يجعل الناس لا يستمتعون أو يختبرون المتعة عند الانخراط في الأشياء التي اعتادوا القيام بها.
ويعد فقدان الشغف أحد الأعراض الرئيسية للاكتئاب لكنه ليس بالضرورة أن يحدث بسبب الاكتئاب، فهناك أسباب أخرى تؤدي لانعدام الشغف في الحياة منها:
- القلق المستمر
- الفصام
- الاضطراب ثنائي القطب
- الإجهاد من العمل
- تناول مواد مخدرة
- تكرار العمل
- قلة فترات الراحة
ويعد الإرهاق أحد الأسباب المروعة التي ترتبط بالتباطؤ في العمل وفقدان الشغف فيه وفي الحياة ككل، فمع استمرار الإرهاق ، غالبًا ما ندرك أننا قاب قوسين أو أدنى من فقدان شغفنا بكل شيء، لكننا لا نتخذ الخطوات التصحيحية لفعل أي شيء حيال ذلك إلا بعد فوات الأوان، فالجسد والعقل مرتبطان بشكل لا يمكن تجنبه.[1]
الفرق بين فقدان الشغف والاكتئاب
الاكتئاب أو الاضطراب الاكتئابي يعد واحد من الأمراض الطبية الشائعة التي تؤثر بالسلب على طريقة تفكير الإنسان وجميع تصرفاته، وهو يتسبب في الشعور بالحزن وفقدان الشغف أو حتى الرغبة في الحياة وعدم الاهتمام بأي أنشطة كنت تستمتع بها من قبل،وقد يؤدي لمجموعة من المشاكل العاطفية والجسدية.
قد يكون فقدان الشغف بالحياة هو أحد أعراض الاكتئاب ، لكن من المهم أيضًا ملاحظة أن فقدان الاهتمام لا يرتبط بالضرورة باضطراب عقلي أو بالاكتئاب حيث يمكن أن يكون أيضًا ناتجًا عن أشياء مثل الإرهاق أو مشاكل العلاقات أو الأنشطة المملة أو مجرد الشعور بأنك عالق في الروتين.
وفي حين أن مصاب الاكتئاب يجب أن يخضع للعلاج إلا أن فقدان الشغف لا يحتاج لعلاج طبي أو لتناول مضادات الاكتئاب إلا في حالة أنه ناتج عن الاكتئاب أو الفصام وقد يحتاج لعلاج سلوكي معرفي ، أما إذا كان يأتي نتيجة الملل من تكرار روتين الحياة فقد يكون له علاجات أخرى.
مرض فقدان الشغف
كما ذكرنا فإن كل شخص يعاني من درجة معينة من عدم الاهتمام من وقت لآخر، قد يعني هذا أنك فقدت الاهتمام ببعض هواياتك القديمة وتحتاج إلى استكشاف بعض المشاعر الجديدة.
لكن في بعض الأحيان يمكن أن يكون هذا الشعور علامة على حالة صحية عقلية مثل الاكتئاب، إذا كان فقدان الاهتمام يجعل من الصعب التأقلم أو التدخل في حياتك ، فمن المهم التحدث إلى الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية حول ما تشعر به.
وسوف يطرح طبيبك أسئلة حول الأعراض التي تعاني منها، حيث يمكن أيضًا إجراء فحص جسدي واختبارات معملية للمساعدة في استبعاد أي حالات طبية أساسية قد تساهم في شعورك بفقدان الشغف.
قد يوصي طبيبك بعد ذلك بعلاجات مختلفة بناءً على تشخيصك. على سبيل المثال ، إذا تم تشخيصك بالاكتئاب ، فقد يقترح طبيبك العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيج من الاثنين.
من الممكن إذا كان الاكتئاب هو السبب في شعورك أن يتفاقم الاكتئاب بمرور
الوقت
، لذلك كلما أسرعت في الحصول على المساعدة ، كلما بدأت تشعر بتحسن سريع وقادر على استعادة شغفك بالأشياء التي تجلب لك السعادة.
علاج فقدان الشغف في الحياة
ركز على البقاء نشيطًا
قد يؤدي فقدان الشغف إلى صعوبة الالتزام بروتين تمرين يومي أو حتى أسبوعي ولكن ركز على القيام ببعض النشاط البدني في كل يوم، فقد أثبتت الدراسات أن للتمرين عددًا من الآثار الإيجابية على الصحة العقلية ، بما في ذلك تحسين الحالة المزاجية وتقليل أعراض الاكتئاب، ويمكن حتى أن يساعدك الذهاب في نزهة سريعة كل يوم في تخلصك من حالة الملل التي تؤدي لفقدان الشغف.
وربما تكون قد لاحظت أن أفضل الأفكار تأتي إليك عندما تكون في الحمام أو تمشي في حقل، هذا لأننا نتخلى عن الضوضاء ونسترخي بدرجة كافية للسماح للدوبامين والإبداع بالارتفاع في تلك الأوقات فحاول أن تركز وتزيد من تلك الأوقات قدر الإمكان.[2]
احصل على نوم جيد
يمكن أن يكون لقلة
النوم
تأثير سلبي على صحتك النفسية والعقلية، على سبيل المثال ، وجدت إحدى الدراسات أن الإصابة بالأرق أدت إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعفين، لذلك إذا كنت تعاني من فقدان الاهتمام والشغف بالحياة ، فتأكد من أنك تمارس عادات نوم جيدة وامنح نفسك الكثير من وقت كل ليلة للحصول على راحة جيدة.
واعلم أن النوم يساوي التعافي وبدلاً من
النظر
إلى هذا على أنه فترة نقاهة ، يجب أن تنظر إلى النوم الجيد على أنه يسمح لجسمك وعقلك بالقيام بعمله الأفضل ، ومعالجة المعلومات ، والسماح لك بالعودة بشكل أقوى ، وتوازن السيروتونين ، وتجديد مستويات الدوبامين ، والإصلاح والنمو العقلي.
خذ خطوات صغيرة في حياتك
يمكن أن يكون من الصعب عليك إلقاء نفسك في الأنشطة التي كنت تحبها في السابق بنفس الحماس والنشاط الذي كنت عليه في السابق، إلا أن قيامك بأشياء صغيرة كل يوم سوف يساعدك على الخروج من حالة فقدان الشغف، وإذا كان هناك هواية تحبها لكنك فقدت الاهتمام بها، فقم بتحدي مع نفسك لتتعلم شيئًا جديدًا عن هذه العادة، ويمكنك أن تضع مشروع تعلم كبير لكن قسمه لمراحل صغيرة جدًا وخصص القليل من الوقت كل يوم لإنجاز خطوة واحدة صغيرة في طريق استعادة شغفك.
ابحث عن دعم
عندما تشعر بعدم الاهتمام ، قد يكون من المفيد اللجوء إلى
الأصدقاء
والعائلة للحصول على الدعم، دعهم يعرفون أنك تعاني من نقص الشغف، ففي بعض الحالات قد يكون قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء يساعد في تحسين مزاجك ويجعلك تشعر بالحماس وقد يؤثر حماس أصدقائك للأنشطة المختلفة عليك ويجعلك تتحمس مثلهم.