ثورة اللواء الأبيض 1924
معلومات عن ثورة 1924
إن ثورة اللواء الأبيض بدأت عام 1920 ونشأت عن طريق تكوين مجموعة من المتعلمين وكانوا هؤلاء المتعلمين خريجي كلية غوردون أو الجامعات الأخرى بالإضافة إلى الموظفين ويُطلق عليهم لقب الأفندية، وفي ذلك الزمن معروفون بزيهم واعتمارهم الطربوش، وقد تشكل هذا التكوين بشكل مباشر بعد أن زار وفد من الزعماء السودانيين لبريطانيا وهؤلاء الزعماء هم:” السيد علي الميرغني، و السيد عبد الرحمن
المهدي
وأيضاً الشريف يوسف الهندي”، وإن في ظاهر هذه الزيارة كانت لتهنئة الملك جورج لأنه انتصر في الحرب العالمية الأولى، وإن في باطن هذه الزيارة كانت مبايعة للتاج البريطاني الذي كان ضد الحاكم المصري، حيث أن في ذلك الزمن كان هناك ثورة في مصر وهو ثورة 1919 وكانت ضد الحكم البريطاني ووجوده، وإن كل مؤرخي
التاريخ
قد أجمعوا على أن جمعية الإتحاد السوداني هي التي مثلت وشكلت نواة جمعية اللواء الأبيض.[1]
وإن النقطة المثيرة في هذه السطور التي تم ذكرها هو أن زي الطربوش واعتماره هو رمز للثقافة المصرية في السودان بالإضافة إلى أنه دلالة على انتماء السودان لمصر، وهنا يظهر لنا التأثير المصري لجمعية الإتحاد السوداني حيث أنها تمثل امتداد للحراك المصري ضد الإنجليز، وإن اسم الإتحاد يدل على اتحاد مصر والسودان، حيث أن ثورة 1919 في مصر كانت من ضمن مطالبها هو أن يتم وحدة وادي النيل، بالإضافة إلى ربط حق تقرير المصير للسودان مع الشقيقة مصر ولهذا سميت هذه المسألة بالمسألة السودانية، ولكن الإنجليز رفضوا هذا المطلب وعملوا على ربط تقرير مصير السودان فقط بخيار الشعب السوداني ولهذا أطلقوا عليه مسمى أن السودان للسودانيين، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن جمعية الاتحاد السوداني ما هي إلا عبارة عن الحراك المصري في السودان والتي تدعم بدورها المسألة السودانية والتي كانت ضد المجموعة المعاكسة لها والتي كانت تطالب وتنادي بشعار السودان للسودانيين، وهذه المجموعة تتمثل بالقيادات الطائفية.
وفي عام 1922 قد أصدرت الإدارة البريطانية بأنها تعترف باستقلال مصر عن بريطانيا ولكنها وضعت شروط وهي:
- بأن يتم حماية المواصلات الإمبراطورية في مصر.
- أن يتم الدفاع عن مصر ضد أي اعتداء ممكن أن يكون أجنبياً.
-
تأمين
الحماية للأوروبين بالإضافة إلى الأقليات الموجودة في مصر. - بأن يبقى الوضع ما هو عليه في السودان.
وإن هذه التصريحات التي أقرتها بريطانيا أدت إلى نشو ء حالة من الاحتقان السياسي في مصر حيث أنه قام أحد الضباط المصريين واسمه علي بن عبد اللطيف وهو من الضباط الصغار في الجيش المصري في السودان وله أصوله سودانية، وكان يتقلد رتبة ملازم، فقد قام بنشر مقال بعنوان مطالب الأمة في جريدة حضارة السودان، ولكن مُنع نشر المقال بالإضافة إلى أنه أُحيل إلى المحاكمة وقد جُرد من رتبته وسُجن لمدة سنة كاملة ثم تم الإفراج عنه عام 1923م، ويُقال أن هذا المقال كان يتضمن المطالبة بإنهاء الحكم الأجنبي في السودان وإنشاء حكومة سودانية للسودانيين، ولكن هذا القول ليس مؤكداً لأن للرجوع إلى سيرة علي عبد اللطيف نجد أن مواقفه كانت داعمة للموقف المصري.
جمعية اللواء الأبيض
هي جمعية سودانية وكانت سرية وتهدف إلى نشر الوعي القومي بالإضافة إلى دعوتها إلى وحدة وادي النيل، ففي فترة العشرينات اتخذت هذه الجمعية اسماً لها ألا وهو اسم اللواء الأبيض، وقد سمبت بهذا نسبة إلى اللواء أو الراية التي كانت تشكل شعارها الرسمي وكانت هذه الراية ذو لون أبيض، وإن جمعية اللواء الأبيض قد تأسست في مدينة الخرطوم في السودان في أوائل عام 1924 وكانت برئاسة نقيب يسمى النقيب علي عبد اللطيف، وكانت تتألف هذه الجمعية من وكيل عام وهو صالح عبد القادر، بالإضافة إلى أمين المال وهو عبيد حاج الأمين وأيضاً عضوية حسن صالح وحسن شريف، ورئيس وزراء السودان وهو عبد
الله
خليل.
إن علي عبد اللطيف قد سُجن لمدة عاماً كاملاً إثر المقال الذي كان يريد نشره كما أسلفنا سابقاً ولكن عندما أطلق سراحه بعد عام من سجنه وبعد أن غدا شخصية وطنية معروفة ومرموقة، فإن هذا الحدث قد شكل منعطفاً في تطور القومية في السودان، وقد بدأ الاعتراف الكبير بعلي عبد اللطيف وبالتزامن مع هذه النشاطات في السودان قد اشتدت تحركات المقاومة الوطنية المتواجدة في مصر والتي كانت تحت قيادة الزعيم سعد زغلول، وقد تم التأثر بالأوضاع الموجودة في مصر ولهذا نجد أن التيارات الوطنية التي كانت موجودة في السودان قد تم انقسامها إلى تيارين وهما:
- التيار الذي يساند الحركة الوطنية في مصر والتي كانت ضد بريطانيا وهذا التيار كان مُقاد من قِبل مجموعة من الأفراد المثقفين والخريجين.
- وهناك تيار ثان مُقاد من قبل الزعماء القبليون والقادة الدينيون.[3]
أهداف جمعية اللواء الأبيض
إن في 1924م احتدمت الإنتفاضة المعادية التي كانت ضد الاحتلال البريطاني في مدينة الخرطوم وفي مدن سودانية عدة وكبيرة حيث أن اندلعت المظاهرات وقد قامت جمعية اللواء الأبيض بتوجيه نداء السودان إلى الأمة البريطانية والتي ترجمت من قِبل عرفات إلى اللغة الإنجليزية، وقد نشرته صحيفة التايمز، وإن كان فحوى هذا النداء هو مطالب وأهداف جمعية اللواء الأبيض، وكان هدف هذا النداء الجوهري هو طرح القضية السودانية أمام الرأي العام البريطاني حتى يقف على حقيقة وأهداف جمعية اللواء الأبيض، ومن أهدافها :
- رفض النداء والإدعاء بأن السودانيين راضون عن الإدارة البريطانية.
- وتم نقض الجمعية لأداء الحكومة في الخرطوم من الجانب الاقتصادي والتعليمي.
- اعتبرت الجمعية بأن مشروع الجزيرة كان مزرعة خلفية لمصانع لانشكير.
-
إن مطالب الأمة التي ذكرت في المقال دعت إلى إلغاء الاحتكار لسلعة
السكر
من قِبل الحكومة بالإضافة إلى المواد التموينية. - طالبت بالمساواة بين الموظفين السودانيين وغيرهم من الإنجليز.
- طالبت بمنح حق تقرير المصير للسودانيين.
- وقد أسس علي عبد اللطيف حركة سياسية قامت على قيادة أول مظاهرة ضد الحكم الثنائي في السودان.[2]
من هو علي عبد اللطيف
هو من الشخصيات المعروفة والبارزة في الحركة لوطنية السودانية وكان ضد الاستعمار الإنجليزي الذي كان يسيطر على السودان، وقد قام بقيادة ثورة 1924 والتي كانت ضد هذه الاستعمار عبر جمعية اللواء الأبيض والتي تم إنشاؤها من قبل عبيد حاج أمين وغيره من الأشخاص عام 1923م، وولد علي عبد اللطيف في مدينة وادي حلفا وقد شب في جو يملؤه ثكنات الجيش ومعسكرات التدريب فقد كان والده جندياً بالأورطة الثالثة عشرة السودانية والتي كانت تابعة للجيش المصري، وبعد أن تم استعادة مدينة الخرطوم من يد القوات المهدية والتي تمت بواسطة القوات البريطانية، انتقلت أسرة علي للعيش في حي هبوب ضرباني والذي يقع بالخرطوم وقد كان له باع من الجانب السياسي وكان كالتالي:
- كان ينتمي إلى مؤسسة تعليمية تمثلها طبقة الأفندية في العاصمة.
- تقدم بمذكرة مفتوحة على شكل مقال سياسي إلى جريدة حضارة السودان.
- قام بالتعبير عن احتجاجه ضد الحكومة الاستعمارية حيث أنه عدد بعض المظالم ومنادياً بشعار تقرير المصير .