دعاء ليلة الدخله للمتزوجين – ابن باز وابن عثيمين
تعريف النكاح لغة وشرعاً
النكاح لغة وهو الضم والتداخل ويقال تناكحت الأشجار أي انضم بعضها إلى بعض، وسمي بالعقد لأنه سببه أي ويسمى به العقد مجازاً لكونه سبباً له، فالنكاح في كلام العرب يكون بمعنى الوطء والعقد، فإذا قيل أن فلان نكح فلانة أو ابنة فلان فهذا يعني أنه يريد تزويجها والعقد عليها، وإذا قالوا نكح امرأته أي لم يريدوا هنا إلا المجامعة.
أما النكاح شرعاً هو عقد التزويج أن هذا العقد الذي يتم فيه لفظ نكاح أو تزويج وهو أساس وحقيقة العقد مجازٌ في الوطء، لأنه قد تم ذكره كثيراً في الكتاب والسنة، وإن عند الشافعية والحنفية يعتبر أنه حقيقة في الوطء، مجاز في العقد وقيل أيضاً أنه مشترك بينهما.[3]
دعاء ليلة الزواج ابن عثيمين
سُئل الشيخ ابن عثيمين عن السنة للزوج والزوجة في ليلة الزواج بالإضافة إلى ذكر الدعاء الذي يجب أن يدعو به الزوج، فكان جواب الشيخ أن في ليلة الزواج يجب أن يدخل الزوج على زوجته وهو خافض الجناح لها وأن يكون أنيساً لها، لأن هذه الليلة تكون بالنسبة للزوجة هي ليلة رهبة وخوف، وعلى الزوج أن يقوم بــ :
-
أن يأخذ يناصية زوجته ويدعو:
«اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه»، ويستطيع أن يقول الدعاء جهراً أو أن يقوله سراً إذا خاف أن تعتقد المرأة أنه يقصد بأنها شر له.
-
وأن يقول:
«
اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً»، وهذا الدعاء يجب أن يدعو به عند إتيان الإنسان أهله، فقد حث عليه رسولنا الكريم عليه
الصلاة
والسلام بما فيه أسباب صلاح الأولاد.و -
هنا وجب التوضيح على نقطة مهمة عند حدوث
الجماع
أنه إذا حصل ولم يحصل الإنزال وجب الغسل على الطرفين، خلافاً ما يظنه بعض الناس أن الغسل لا يجب إلا عند الإنزال، فإن هذا ظن خطأ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام:
«إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل وإن لم ينزل»، وبناء على حديث الرسول الكريم أنه يجب الغسل بأحد الأمرين وهما:
- إما بالإنزال أي إذا حصل سواء بتقبيل أو ضم أو حتى نظر لشهوة أو محادثة ففي هذه الحالة وجب فيه الغسل.
- وإما بالجماع أي إذا حصل وإن لم ينزل فوجب الغسل.[1]
دعاء الزواج ابن باز
يقول الإمام ابن باز أنه عندما يدخل الزوج على زوجته في ليلة الزفاف يجب أن يسمي
الله
جل وعلا ويأخذ بيدها ورأسها ويقول: “
اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه”
، وإذا دعا الله بدعوات أخرى يسأله خيرها بالإضافة إلى أنه يدعو بأن تكون زوجة صالحة له وأن تكون من أسباب الذرية الصالحة، ويجب عليه أن يصلي ركعتين ويدعو الله بالدعاء الذي تم ذكره.[2]
دعاء العروس لنفسها
من الأمر الجميل مبادرة العروس بأن تبحث عن الأدعية التي تجعلها أكثر اطمئناناً في ليلتها الأولى التي ستكون بها مع شريك حياتها، فمن هذه الأدعية التي تحمل المعاني القيمة التي تتجلى بطلب الحياة الرغيدة السعيدة من الله سبحانه وتعالى والذرية الصالحة مع زوجها هي كالتالي:
- اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيها جمعني مع من تحب وترضى فى الدنيا والاخرة يا من أمره بين الكاف والنون ويقول للشئ كن فيكون ارزقنى بزوج صالح وذرية صالحة تقر بها عيني وعين أبي وأمي وكل من يهمه أمري يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد.
- أسئلك يالله بعزك الذى لا يرام وبملكك الذى لايضام وبنور وجهك الذى ملأ أركان عرشك أن ترزقني الزوج الصالح الذى تحبه وترضاه لي وأرزقني منه بالذرية الصالحة والطيبة يا رب ارزقني ولا تحرمني واسترني ولا تفضحني وعفني وحصني فى الدنيا والاخرة واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك يا رحيم يا قادر يا ذا الجلال والاكرام.
سنن ليلة الزفاف للألباني
إن هناك سنن يستحب القيام بها عندما يستقبل الزوج زوجته في ليلة الدخلة، فمن هذه السنن:
- يستحب أن يلاطف الزوج زوجته كتقديم لها شيئاً من الشراب، وقد قالت أسماء بنت يزيد بن السكن ( ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﺄﺗﻲ ﺑﻌﺲ ﻟﺒﻦ – ﻗﺪﺡ ﻛﺒﻴﺮ – ﻓﺸﺮﺏ ﺛﻢ ﻧﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﺷﻴﺌﺎً ).
-
وضع
اليد
على رأس
الزوجة
ويدعو الدعاء الذي تم ذكره سابقاً وذلك لقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام:( ﺇﺫﺍ ﺗﺰﻭﺝ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﺑﻨﺎﺻﻴﺘﻬﺎ ﻭﻟﻴﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻟﻴﺪﻉ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭﻟﻴﻘﻞ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﻭﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﺎ ﻭﺷﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ). - ويستحب أن يصليا معاً ركعتين لأنه منقول عن السلف ﻭﺫﻟﻚ ﻷﺛﺮ : ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻮﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺃﺳﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ( ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻤﻠﻮﻙ ﻓﺪﻋﻮﺕ ﻧﻔﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻭﺣﺬﻳﻔﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻫﻠﻚ ﻓﺼﻞ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ).
-
ويجب أن يدعو الزوج حين يأتي أهله أي حين مجامعة زوجته:( ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺟﻨﺒﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺟﻨﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﺘﻨﺎ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ.
- ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : “ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺟﻬﺔ ﺷﺎﺀ ﻣﻦ خلفها ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ”، فعن ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺗﻘﻮﻝ : ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻣﻦ ﺩﺑﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﺣﻮﻝ ﻓﻨﺰﻟﺖ الآية الكريمة :”ﻧﺴﺎﺅﻛﻢ ﺣﺮﺙ ﻟﻜﻢ ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺣﺮﺛﻜﻢ ﺃنى ﺷﺌﺘﻢ”، ﺃﻱ ﻛﻴﻒ ﺷﺌﺘﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :(ﻣﻘﺒﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﺪﺑﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺝ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ.
- قيام الزوجين بالوضوء بين الجماعين فإذا أتاها ثم أراد أن يعود إليها فمن المستحب أن يتوضأ، ولكن الغسل يكون في هذه الحالة أفضل من الوضوء، لأن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام طاف على نسائه ذات يوم يغتسل عند هذه وعند هذه، ويستطيع أن يغتسل الزوجين معاً، فعن ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ :(ﻛﻨﺖ ﺃﻏﺘﺴﻞ ﺃﻧﺎ ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﻧﺎﺀ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻭﺍﺣﺪ )ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
-
وقد أوضح الألباني
رحمه الله
أن الحديث الشريف : ( ﺇﺫﺍ ﺟﺎﻣﻊ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺟﺎﺭﻳﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺟﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻌﻤﻰ )، ﻓﻬﻮ حديث ﻣﻮﺿﻮﻉ.
ما هي الشروط في النكاح
إن هناك شرطين من شروط النكاح وهما:
-
الشروط الصحيحة والتي يصح اشتراطها ويجب
الوفاء
بها وهذا النوع من الشروط وجوده كعدمه أي لا بد من وجوده كتسليم المرأة لزوجها حتى يستمتع بها، أو أن تشترط الزوجة ما تنتفع به المرأة مما لا ينافي مقتضى العقد كالاشتراط بزيادة المهر أو اشتراط أن لا يتزوج عليها، وإن في هذه الحالة إذا تم التفريط بهذه الشروط من قِيل الزوج فيكون للزوجة خيار الفسخ. -
الشروط الفاسدة والتي لا يصح أن يتم الاشتراط بها أو أن يلزم الوفاء بها، ولكن السؤال المطروح هنا هل هذه الشروط تفسد العقد فتتجلى الإجابة بــ:
- القسم الأول شروط فاسدة وتكون مفسدة للعقد مثل زوجني ابنتك على أن أزوجك ابنتي بدون مهر وهذا ما يُعرف باسم نكاح الشغار، بالإضافة إلى نكاح التحليل الذي يفسد العقد ومعناه أن ينكحها ر جل ليحللها لزوجها الأول الذي طلقها ثلاثاً، وأيضاً نكاح المتعة كأن يُحدد في العقد مدة زمنية للزواج.
- القسم الثاني شروط فاسدة ولكن لا تؤدي إلى فساد العقد، ففي هذه الحالة يكون العقد ساري المفعول ولكن الشرط ملغى مثل اشتراط الزوج أن يتزوج الفتاة بدون مهر أو بدون أن يتم الإنفاق عليها، فإذا اشترط في العقد صح العقد ولكن الشرط يكون باطل.[4]