ما اسم الجبل الذي رست عليه سفينة نوح ؟ ” وأين يقع
ما اسم الجبل الذي رست عليه سفينة نوح
من المعروف أن سيدنا نوح عليه السلام هو نبي من
الأنبياء
الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى لتوعية الإنسان بدين الحق، وتبليغ الناس أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ويبعدون عن عبادة الأوثان ويؤمنون بالله وحده وجميعنا على دراية بقصة سيدنا نوح عليه السلام وعن الطوفان وأن كل قوم سيدنا نوح هلكهم الطوفان إلا من كان على السفينة وقد رست تلك السفينة على جبل حتى تحمي الناس من هلاك الطوفان بمشيئة الله تعالى، وهذا الجبل هو جبل الجودي.[1]
ما هو جبل الجودي
يعتبر جبل الجودي من
أشهر
الجبال التي تم ذكرها في التاريخ، وقد عُرف قديماً باسم جبل الجودي، ويعرف في
الوقت
الحاضر باسم جبل (حمرين)، ويعتبر واحد من أهم وأبرز المعالم في تركيا، وأيضاً في الدول المجاورة له، واكتشف الأمريكان رون وايت و ديفيد فاسولد فى عام 1959 آثار وبقايا يُحتمل أنها لسفينة نوح فى شرق تركيا.[3]
ويعتبر هو الجبل الذي رست عليه سفينة سيدنا نوح عليه السلام، حيث تم العثور على بقايا وأخشاب من سفينة نوح عليه السلام على قمة هذا الجبل، واستند العلماء العرب إلى القرآن الكريم، حيث ذكرت سورة هود اسم هذا الجبل، في قوله تعالى: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وغِيضَ
الماء
ُ وقُضي الأمرُ واستَوتْ على الجُودِيّ، وقيلَ بُعداً للقوم الظالمين)، ويذكر أهل العلم العرب أن أجزاء السفينة ظلت على قمة جبل الجودي حتى زمن بني العباس.
قد اجتمع أهل العلم على أن الجودي هو عبارة عن جبل رست عليه سفينة نوح عليه السلام، لكن كان الخلاف في المكان الذي يقع فيه هذا الجبل، حيث رأى بعض العلماء أن هذا الجبل يقع في تركيا على الحدود الأرمينية الإيرانية أي في شمال شرق تركيا ويطلق عليه اسم جبل أرارات وقد تم ذكر هذا اللفظ في الكتاب المقدس قديماً، وهناك أقوال أخرى ترى أن هذا الجبل يقع في جنوب شرق تركيا على الحدود السورية العراقية، وقد كان هناك العديد من الإثباتات والشواهد العلمية التي دلت على وجود هذا الجبل فعلا وذلك عندما وجد بعض العلماء بقايا كائنات حية عليه وأجزاء من السفينة على قمة هذا الجبل.[2]
أين يقع جبل الجودي
كان هناك العديد من الأقوال الكثير بشأن الموقع الجغرافي لـ جبل الجودي منها:
- حيث يقول الأصفهاني: إنَّ جبل الجودي هو جبل في الجزيرة العربية، وهو أحد الجبلين الواقعين في منطقة قبيلة طيء، وهي قبيلة كبيرة منتشرة في عدد من البلاد العربية”.
- بينما هناك رأي آخر، يؤكد أن جبل الجودي ضمن سلسلة جبلية يطلق عليها اسم الكاردين، وتقع في شمال شرق جزيرة ابن عمر التي تقع في شرق دجلة، وعلى القرب من الموصل.
- كما أن قد ذُكر في التوراة أن المكان التي رست فيه سفينة نوح هو جبال أرارات، وهو جبل ماسياس الذي يقع في أرمنستان.
- وهناك آخرون يقولون أن جبل الجودي في الأصل يقع في شرناق بتركيا.[2]
كما ذُكر في كتاب الحسن بن أحمد الهمداني المتوفى حيث فقال: «إن أردت بعد أرض الموصل مررت بتكريت وكان الثرثار عن يمينك وأكثر أهل الموصل مذحج وهي ربيعة فإن تياسرت منها وقعت في الجبل المسمى بالجودي يسكنه ربيعة وخلفه الأكراد وخلف الأكراد الأرمن وإن تيامنت من الموصل تريد بغداد لقيتك الحديثة وجبل بارما يسمى اليوم حمرين».
تسميات جبل الجودي
يُطلق على جبل الجودي العديد من التسميات، منها:
- لُقب بـ جبل الجودي: وهي تسمية من أصل عربي.
- لُقب بـ جبل نوح: وهي تسمية من أصل إيراني.
- لُقب بـ جبل كرداغ: وهي تسمية من أصل تركي، والمقصود بها الجبل المنحدر.
- لُقب بـ جبل كاردو: وهي تسمية الأكراد.
- لُقب بـ جبل جوردي: وهي تسمية من أصل يوناني.
قصة سفينة نوح عليه السلام وجبل الجودي
أرسل الله نوح عليه السلام لتوعية الإنسان بدين الحق، وتبليغ الناس أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ويبعدون عن عبادة الأوثان ويؤمنون بالله وحده، ولكن كلنا على دراية بأن قوم نوح من أظلم وأطغى الأقوام على وجه الأرض، حيث كانوا كفاراً ويعبدون الأوثان، وبعد العديد من محاولات سيدنا نوح في دعوتهم لدين الحق وإبعادهم عن عبادة الأصنام، كان يمتنعوا عن الاستجابة له.
فدعا نوح ربه بإهلاك كافة الكافرين، وأن لا يبقى أحد من المشركين، واستجاب الله
دعاء
سيدنا نوح عليه السلام بدعائه بإهلاك الكافرين خلال دعوته لعبادة الله تعالى، فأمر الله تعالى بإغراق الكافرين، حيث أمر الله تعالى سيدنا نوح أن يصنع سفينة، حتى ينجى بها هو ومن معه من المؤمنين من الغرق وهلاك الطوفان حيث قال تعالى: “فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ”.
وبعد أن انتهى سيدنا نوح من بناء تلك السفينة، حمل نوح أهله والمؤمنين من قومه على متن السفينة وظلت السفينة في المياه إلى أن شاء الله سبحانه وتعالى، وحينها غرق كل ما على الأرض من إنسان، وحيوان، ونبات، ولم ينجوا غير من كان على متن سفينة نوح، وبعد ذلك أمر الله تعالى السماء بأن تتوقف عن إنزال الماء، وبدأ الماء بالتوقف حتى استقرت سفينة نوح على قمة جبل الجودي.[5]
جبل الجودي في القرآن الكريم
لقد تم ذكر اسم هذا الجبل في القرآن الكريم ولكن لم يتم ذكر موقعه ولكن ذكر اسمه في القرآن الكريم في سورة هود، من الآية الكريمة (44)، حيث أنه هو الجبل التي رست عليه سفينة نوح عليه السلام عليه وذلك بعد الطوفان الذي أرسله الله لهلاك كافة الكافرين من قوم سيدنا نوح عليه السلام إلا من نجا في السفينة مع سيدنا نوح من المؤمنين، حيث قال سبحانه وتعالى: “وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”.[1]
بقاء السفينة لتكون آية للناس
ويرى العلماء والمفسرون من قتادة بن دعامة، والسيوطي وابن المنذر، وغيرهما، أن هناك أهمية كبيرة لحدوث الطوفان حيث أن الله سبحانه وتعالى أرسله لهلاك كافة الكافرين من قوم سيدنا نوح عليه السلام إلا من نجا في السفينة مع سيدنا نوح من المؤمنين، وأن الله تعالى أبقى على السفينة حتى يمثل عبرة للبشر جيل بعد جيل كثر، أكدوا أن السفينة باقية، واستقرت على جبل الجودي تأييد واستنادا لما ذكر في القرآن الكريم.
- حيث قال قتادة : أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
-
قال عبد بن حميد : وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ سورة
القمر
آية 15، قال : أبقى الله سفينة نوح على الجودي حتى أدركها أوائل هذه الأمة. - وقال قتادة: ألقى الله تعالى السفينة في أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة نظرا، وكم من سفينة كانت بعدها فصارت رمادا.
- وذكر في الدر المنثور للسيوطي: قال قتادة في تفسير الآية { وجعلناها آية للعالمين } قال :أبقاها الله آية فهي على الجودي.
- وقال ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {لنجعلها لكم تذكرة} قال: لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وكم من سفينة قد هلكت وأثرها قد ذهب، يعني ما بقي من السفينة حتى أدركته أمة محمد فرأوه كانت ألواحها ترى على الجودي.[4]