صفات المهدي المنتظر بالتفصيل

يقول الإمام ابن باز عن صفات المهدي المنتظر الجسدية أن ظهور المهدي المنتظر هو أمر صحيح وليس خرافة، وأنه حقيقة واقعة، وأن حدوث ذلك سوف يكون عند آخر الزمان أي أنه سوف يكون في فترة قريبة من خروج الدجال المعروفة بعلامات الساعة، ومع اقتراب نزول النبي عيسى عليه وعلى نبينا السلام، وعندها يحدث اختلاف واقع بين الخلق.

وعندها كذلك موت لخليفة ما من الحكام، هنا يظهر المهدي المنتظر ويبايعه الناس ويسود العدل بين الخلق مدة تصل إلى سبعة سنين وفي تفسير أخر تصل إلى أو تسعة سنين، ويهبط إلى الأرض في هذا

الوقت

نبي الله عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، هذا كله ورد في الكثير من الأحاديث.

ويستكمل الإمام ابن باز كلامه عن أمر صفات المهدي المنتظر، ويقول:

أما عن المهدي الذي يتحدث عنه الرافضة من الشيعة، وغيرهم وهو مهدي الشيعة الذين يصفونه بصاحب السرداب، فإن هذا الأمر لا صحة، ولا أصل له عند أهل العلم، والأكثر منذلك أنه يعد خرافة لا صحة لها ولا دليل شرعي عليها.

أما بالنسبة إلى المهدي المنتظر الذي جاء ذكره في الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة فهو يخرج في صلبه من بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أولاد السيدة فاطمة بنت النبي رضي الله عنها ، ويعرف بنفس اسم النبي صلى الله عليه وسلم، محمد ويعرف أبوه كذلك بنفس اسم النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله.

وما قيل في ذلك هو الحق وجاءت به الأحاديث النبوية الشريفة والسنة المطهرة، الصحيحة وسوف يحدث بالفعل في آخر الزمان، ويحدث بسبب خروج المهدي المنتظر وبيعة المسلمين له، مصالح للمسلمين حيث أنه يقيم العدل وينشر شريعة

الإسلام

في الأرض، ويزيل الظلم عن الناس.

وكما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة أن الأرض ستملأ عدلاً بعد أن ملئت جوراً في زمن المهدي المنتظر، وبترتيب الأحداث أنه يموت واحد من الحكام أو الخلفاء الأحياء ويحدث بين الناس وقتها شقاق شديد يصل إلى حد حدوث فتنة، يظهر المهدي المنتظر ويبايعه المؤمنون، بعد أن يتوسمون فيه إقامة العدل، والخير ويعرفوا فيه خروجه من بيت النبوة.

وأما عن صفات المهدي المنتظر الجسدية لـ ابن باز، فلم يتعرض الأمام لها وإنما تعرض فقط إلى اسمه، وصفاته الخلقية، لا الجسدية لكن هناك من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، ومن العلماء من غير الإمام ابن باز قد ذكر كل ذلك، ومنها عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي أخرجه أحمد.

أما عن الصفات الجسدية يقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصفه له: المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً، يملك سبع سنين. رواه أبو داود والحاكم، ومن هذا الحديث تتضح الصفات الجسدية للمهدي المنتظر كالتالي:

أحلى الجبهة، أي منحسر الشعر عن

مقدمة

رأسه.
أقنى الأنف، وهو ما يعني أن أنفه طويلة.
عادل، يملأ الأرض عدلا ً.
يحكم سبعة أعوام.

وقيل فيه أيضاً وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي” رواه ابن ماجه والحاكم. [1]

المهدي المنتظر في صحيح البخاري

من الأمور التي تشغل المسلمين، وخاصة مع ظهور بعض علامات الساعة الصغرى، أمر المهدي المنتظر، وهو أمر حقيقي ثابت في السنة المطهرة، والتي هي مصدر ثابت للتشريع الإسلامي، ولا جدال في ذلك، ومنها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكر فيها المهدي المنتظر وأوردها الإمام البخاري، ومنها:

في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم.

لكن هناك في غير أحاديث الإمام البخاري أحاديث أخرى، قد ورد فيها ذكر المهدي المنتظر، وهي أيضاً أحاديث صحيحة عند أهل العلم من السنة والجماعة، ومنها هذه الأحاديث:

يخرجُ المهديُّ وعلى رأسِه ملكٌ يُنادي : هذا المهديُّ فاتَّبِعُوهُ الراوي : عبدالله بن عمر.
كنَّا عندَ أمِّ سلَمةَ فتذاكَرنا المَهديَّ، فقالَت سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم، يقولُ: المَهديُّ من ولَدِ فاطمةَ، الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : الألباني.
في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة لهذه الأمة.
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة. رواه أحمد وابن ماجه صححه أحمد شاكر والألباني.
عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.

مؤشر ظهور المهدي

كما سبق بيان صفات المهدي المنتظر الجسدية والخلقية، فإنه يتبين أن من بينها ما يحدث بين الناس قبل ظهوره من اختلاف عند موت خليفة، وهو ما تعرض له العلماء بالتوضيح.

يقول العلماء في ذلك أن الناس تبايعه على القيادة في مكة بعد أن يواجه أعدائه، ويتجه إلى بيت الله الحرام، ويحاربه جيش ظالم يأتيه من اتجاه بلاد الشام، ويرد الله ميد ذلك الجيش حيث يخسف به الأرض بين كل من مكة ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( «يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربًا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيُخرِجونه وهو كارهٌ، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويُبعث إليه بعْث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدالُ الشام وعصائبُ أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام» ).

وفي صحيح مسلم عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( «لَيَؤُمَّنَّ هذا البيتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يُخْسَفُ بأوسطهم وينادي أولهُم آخرَهم، ثم يخُسف بهم فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم» ).

الخلافة قبل المهدي

إن الخلافة قبل ظهور المهدي المنتظر، يتضح حالها من الأحاديث النبوية، حيث يظهر أنها ستكون فيها خلافات، وفتن، وظلم، ولا ينتشر فيها عدل، ولا يقام فيها قسط، وهو ما يشير إلى قرب ظهور المهدي المنتظر، ويتضح ذلك من حديث النبي الذي أشار فيه إلى أنه ستكون هناك ملك جبري، ويرفعه الله لتكون خلافة على منهاج النبوة. [2]