هل يجوز قتل العنكبوت ؟ ” ابن باز – ابن عثيمين
هل العنكبوت خير أم شر
يعتبر العنكبوت من المخلوقات معقدة التركيب التي ترغم الإنسان على التّفكر في قدرة الله سبحانه وتعالى في الخلق، وتتغذى العناكب على بعض الحشرات كالذباب والحشرات الصغيرة، وعندما يتمعن الإنسان في خلق هذه الكائنات الصغيرة وقد اتضح هذا الإعجاز الإلهي وسبب ذلك يرجع إلى شدة تعقيد أعضاءها، ولكن يتساءل العديد من الأشخاص هل تواجد العنكبوت في مكان يدل على خير أو شر أم ماذا ولكن في الواقع وجود العنكبوت أو رؤيته لا يدل على أي شيء فلم يذكر أي دليل في السنة النبوية أو القرآن الكريم ما يدل على أن رؤية العنكبوت خير أم شر والله أعلى وأعلم.
حكم قتل العنكبوت
قد ذُكر العنكبوت في القرآن الكريم في الكثير من المواضع كما أن هناك سورة كاملة في القرآن تمت تسميتها باسمه وهي سورة العنكبوت، كما أن العنكبوت معجزة من المعجزات التي آتاها الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه للهجرة، وقد وردت بعض الأحكام المتعلقة بالحيوانات وكافة المخلوقات على الأرض من حيث جواز قتلها أو تربيتها في المنازل وغيرها.
وقد ذكرت بعض الأحاديث في السنة النبوية تدل على ذلك ومنها الأحاديث التي تطالب المسلم بقتل بعض الحيوانات لأسباب متعددة سواء كانت نجسة أو حيوانات مؤذية، وبالنسبة لحكم قتل العنكبوت قد ورد عن علماء الدين أنه يجوز قتل العنكبوت لأنه ينتمي لفصيلة الحشرات المؤذية فمنه أنواع سامة فأجمعوا على جواز قتلها لتجنب أذاها والله أعلم.[1]
هل يجوز هدم بيوت العنكبوت
حيث أن ذكر علماء الدين عن حكم قتل العنكبوت أنه يجوز قتل العنكبوت لأنه ينتمي لفصيلة الحشرات المؤذية فمنه أنواع سامة فأجمعوا على جواز قتلها لتجنب أذاها، ولكن يتردد بعض الناس عن أمر هدم بيوت العناكب وقتلها لأن العنكبوت وبيته معجزة آتاها الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أثناء
الهجرة
لحمايته من المشركين، لكن لا يحرم قتلها أو هدم بيتها كونها أحد معجزات النبي ولم يرد في الأحاديث النبوية أو في الدين الإسلامي أي دليل على تحريم هدم بيوت العنكبوت والله أعلم.[1]
حكم قتل العنكبوت وهدم بيوته لابن باز
لا يوجد حرج في إزالة آثار العنكبوت، وكما نعلم أنها قد كانت على غار حراء الذي دخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق وذُكر ذلك في بعض الأحاديث فإنه لا يُمنع أو يحرم إزالتها من البيوت لأن هذا شيء آتاه الله سبحانه وتعالى معجزة لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.[1]
حكم قتل الحشرات التي توجد في البيت لابن الباز
هذه الحشرات يجوز قتلها إذا سببت الأذى للإنسان ولكن بدون النار أو التعذيب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم:
الغراب
والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور وجاء في الحديث الآخر الصحيح ذكر الحية، وهذا الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على شرعية قتل هذه الحشرات التي سبق ذكرها.[4]
حكم قتل العنكبوت إذا كان مؤذياً لابن عثيمين
يقول ابن عثيمين أنه يجوز قتل العنكبوت حيث قال «نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن قتل أربعة من الدواب:
النمل
ة، والنحلة، والهدد، والصُّرَد»رواه أبو داود، وحرم الله تعالى قتل النفس المسلمة، حيث إن آذى المسلم بقطع الطريق أُبيحَ قتله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
الرجل
يريد أخذ المال، قال: «لا تعطه مالك»، قال: يا رسول الله! أرأيت إن قاتلني؟ قال: «فقاتله». قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: «فأنت شهيد». قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: «هو في النار»؛ رواه مسلم، فـ المؤذي يجوز قتله.
وقيل عن ابن عثيمين في حكم إزالة العنكبوت من البيوت لا بأس بها وذلك لأن العنكبوت يمكن أن يؤذي الإنسان ويلوث الحيطان ويمكن أن تبني عشها على الكتب وعلى الملابس، فإذا حصل منها أذية فإنه لا حرج من إزالة ما بنته من العش، ولكن يتم قتلها في حالة أذيتها ولكن لا يحبب أن تقتل إذا كانت لا تؤذي، لأن قتلها في هذا الحالة قد يكون سبباً لتعود النفس على العدوان على مخلوقات الله ولكن ليس هذا على سبيل التحريم أو الكراهة لأن الحشرات وشبهها جاءت السنة بها على ثلاثة وجوه :
-
الوجه الأول
: الأمر بقتلها وهذا في المؤذيات بطبيعتها فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحل والحرم؛ الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور» فهذه الخمسة ما كان مثلها أو أشد أذية يجوز قتلها في الشرع بكل حال سواء حصل منها الأذية فعلاً أو لم تحصل. -
الوجه الثاني
: وهو ما نهى الشرع عن قتله فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد فهذه لا تقتل . -
الوجه الثالث
: ما سكت الشارع عنه فالأولى ألا تقتل وإن قتلت فلا حرج فيها كالخنفساء، وما أشبهها حيث قال بعض أهل العلم: إنه يحرم قتلها، وقال بعضهم: إنه يكره، وقال بعضهم: إنه يباح، لكن تركه أولى، وهذا القول الثالث الأخير هو الصواب.[2]
حكم قتل الرتيلاء والعنكبوت والفأر
قد اجتمع أهل العلم وعلماء الدين على جواز قتل العنكبوت لأنه من النوع المؤذي، وأما الفأرة فورد فيها الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: «خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحل والحرم؛ الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور» فهذه الخمسة ما كان مثلها أو أشد أذية يجوز قتلها في الشرع بكل حال سواء حصل منها الأذية فعلاً أو لم تحصل.
ولكن بالنسبة لقتل الرتيلاء فقال الخرشي في شرح مختصر خليل: هي دابة صغيرة سوداء ربما قتلت من لدغته ويجوز قتلها.
ولكن بالنسبة لقتل النمل يحرم قتل النمل لما رواه أحمد وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد”، ولكن يجوز قتل النمل الضار الذي يسبب أذى للإنسان مثل النمل الأبيض المعروف (بالأرضة)، وقد ورد عن بعض أهل العلم النهي عن قتل نوع معين من النمل وهو النمل الأحمر الكبير حيث أن هذا النوع لا يسبب أذى للإنسان، والحق أن الأصل في النمل أنه لا يجوز قتله ولا يجوز الخروج عن هذا الأصل إلا إذا ثبت أن النمل من النوع الذي يؤذي ولم يمكن التخلص منه إلا بالقتل.[3]