هل تعلم ” من هي أول ملكة في الإسلام ؟ “

المرأة في الإسلام

من المعروف أن دين

الإسلام

يرفع دائماً من مكانة وقدر المرأة ولم يُقلل مما تستطيع أن تحققه من إنجازات وأعمال كما أن دين الإسلام قد جاء حتى يضمن حقوق المرأة ويحميها من الظلم، فأعطى أيضاً الإسلام الحق للمرأة في ممارسة كافة الأعمال التي تتناسب معها بدنياً وصحياً ومراعاة الضوابط الشرعية.

فقد حظيت المرأة بمكانة عظيمة في الدين الإسلامي، حيث أنصف الإسلام المرأة وأكرمها، وأعطى لها كل حقوقها، وساوى بينها وبين

الرجل

بما يتناسب معها بدنياً وصحياً ولكن مع مراعاة الضوابط الشرعية، وأزهق كل العادات والتقاليد التي كانت تهين المرأة أيام الجاهلية، فجعل لها الحق في الوراثة، وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خير مثال وقدوة للمسلمين في تعامله مع نساءه، فكان يحُسن إليهن ويأمر بذلك، حيث قال: “خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي”، حيث يوصينا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالاهتمام بالنساء والإحسان إليهن.[3]

دور المرأة في الإسلام

حظيت المرأة بدور هام في الحياة الاجتماعية وكذلك السياسة في الإسلام، فظهر الكثير من

النساء

اللواتي كان لهن أثر كبير وواضح في الإسلام، ومن أبرز تلك النساء هي السيدة خديجة التي كانت أول من أسلم من البشر وكانت دائماً إلى جانب النبي لدعمه، وكانت تقدم المشورة في المواقف الصعبة، كذلك كان للعديد من النساء المسلمين دور في رواية الحديث عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

وأكبر دليل على ذلك هو ما ذُكر عن صحابيات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعن دورهم في نشر الدعوة الإسلامية والجهاد في سبيل الله تعالى، فقد كان النساء حينها يخرجن للجهاد في الغزوات الإسلامية والدفاع عن دين الإسلام.

ولم يقتصر دور نساء المسلمين و صحابيات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على البقاء في المنزل فقط ولكن كان لهن دور كبير في مساعدة المجاهدين في سبيل الله حيث كانوا يقومون بسقي

الماء

وتضميد الجروح وإعداد الطعام، وكان هناك البعض الذي حمل السلاح وشارك الرجال في غزواتهم والدفاع عن دين الإسلام.[3]

من هي اول ملكة في الإسلام

استمرت الدولة الإسلامية لفترة طويلة، وانتشرت الفتوحات الخارجية في ذلك

الوقت

واتسعت رقعة الدولة كثيراً، وتعددت الحروب الداخلية وانقسمت الدولة لدول كثيرة، حكمها العديد من الملوك والخلفاء، وكان للمرأة دور هام في ذلك، حيث استطاعت امرأة أن تحكم الدولة الإسلامية في وقت من الأوقات وتلك المرأة هي شجرة الدر.

وبذلك تكون شجرة الدر هي أول ملكة في الإسلام حيث استلمت العرش بعد وفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين، وكانت البلاد في ذلك الوقت تمر بحالة حرب مع الفرنجة، وتمكنت شجرة الدر من حماية البلاد وحققت نصر كبير بمساعدة من كبار قادتها وبعض الأمراء من المماليك، ثم قامت بدعوة توران شاه (ابن زوجها) حتى يستلم الحكم، ولكنه كان لا يعرف أي شيء عن شؤون الحكم والسلطة، وأنكر جهود الأمراء المماليك و شجرة الدر في تحقيق النصر على الفرنجة، وأساء معاملتهم وأراد إبعادهم عن طريقه حتى لا يهددون نفوذه، لكن المماليك اتفقوا على قتله و بعد أن قتلوه اتفقوا على تسليم الحكم إلى شجرة الدر حتى تكون ملكة على البلاد.

وبهذا تكون شجرة الدر هي أول ملكة في الإسلام، وقد واجهت الكثير من المصاعب التي تمكنت من تجاوز بعضها كعقد معاهدة صلح مع الفرنجة، وقامت بحكم البلاد بصورة جيدة وكانت فترة حكمها مستقرة إلى حد ما ولكن بدأ العديد من الأمراء بعصيانها وسبب ذلك يرجع إلى كونها امرأة، وانقسمت الدولة الإسلامية فأصبحت بلاد الشام تحت حكم الأيوبيين، وأصبحا مصر تحت حكمها وحكم المماليك.[2]

معلومات عن شجرة الدر


  • نبذة عن حياة شجرة الدر

هي عصمة الدين أم خليل المنصور، من أصل خوارزمية وقيل أنها تركية أو أرمنية الأصل، وهي كانت في الأصل جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب قبل أن يصبح سلطان ثم حررها وتزوجها لاحقاً، وبعد وفاة السلطان أيوب بايعها المماليك على الحكم وتولي شؤون البلاد، وقامت بتولي حكم الدولة الإسلامية وعلى الرغم من مهارتها في الحكم إلا أن كان هناك العديد من المعارضات الشديدة لها التي تلقتها من داخل البلاد وخارجها وذلك لم يجعل حكمها يدوم لفترة طويلة.

حيث تظاهر المصريون وغضبوا بسبب جلوس امرأة على عرش الدولة، وفي ذات الوقت ثار الأيوبيين في الشام على مقتل توران شاه وبسبب تولي شجرة الدر الحكم أيضاً، ورفض العباسيون في بغداد حكم شجرة الدر، فكتب الخليفة المستعصم إليهم: “إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيّر إليكم رجلاً”، فلهذا حكمت شجرة الدر الدولة لمدة 80 يوماً، ثم تزوجت من الأمير عز الدين أيبك، وتنازلت له عن الحكم، ولكنها كانت ذات سلطة كبيرة على زوجها، مما جعلها هي الحاكمة الفعلية للدولة وراء زوجها عز الدين أيبك.[1]


  • وفاة شجرة الدر

بعد أن حكم الأمير عز الدين أيبك العرش بعد تزوجه من شجرة الدر وأحكم قبضته على عرش البلاد قام بالتخلص من منافسيه وقرر بعد ذلك الانقلاب على شجرة الدر أيضاً، ورفض الخضوع لسيطرتها، واتخذ قرار الزواج من ابنة حاكم الموصل بدر الدين لؤلؤ للحصول على وريث لحكم البلاد من بعده، وهذا الأمر أثار غضب شجرة الدر، التي سرعان ما قررت في التخطيط للتخلص منه، فأرسلت له أنها تريد التصالح معه، فدخلت عليه حيلتها، وجاء إلى القلعة وحينها قامت بقتله، ثم ذاعت خبر وفاته فجأة، ولكن المماليك لم يصدقوها، وأخذوها إلى زوجة عز الدين أيبك التي أمرت جواريها بقتلها، فقاموا بضربها بالقباقيب علي رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة، ولم يتم دفنها إلا بعد عدة أيام وهكذا انتهت حياة شجرة الدر أول ملكة في الاسلام.[1]

وقد قال المؤرخون المعاصرون لدولة المماليك العديد في حقها، حيث قال “ابن تغري بردي” عنها: “وكانت خيّرة دَيِّنة، رئيسة عظيمة في النفوس، ولها مآثر وأوقاف على وجوه البِرّ، معروفة بها…”.

وقد قُتلت “شجرة الدر” ملكة مصر في القاهرة في يوم 3 مايو في عام 1257 الموافق يوم 23 من ربيع الأول لعام 655 من الهجرة.

من هو أول ملك في الإسلام

أول ملك في الإسلام هو الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، حيث بدأت فترة خلافته للدولة الإسلامية بعد الخلفاء الراشدين، ولم يُعد خليفة لهم بل ملكاً وذلك بسبب أنه تولى حكم البلاد بعد انتهاء المدة التي حددها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للخلافة، حيث قال: “خلافةُ النبوةِ ثلاثونَ سنةً، ثم يُؤتِي اللهُ الملكَ من يشاءُ”، وأسلم الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان يوم فتح مكة وقيل أنه أسلم قبل الفتح ولكن أجمعوا على إسلامه في عام الفتح وكان معاوية من أفضل ملوك الأمة، وكان صبوراً وتكريماً وحكيماً جاهد في سبيل الله وشارك في الفتوحات الإسلامية، وتولى إمارة الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ودام حكمه عشرين عاماً وساعد في توسيع وتحسين الدولة الإسلامية وتوفي في دمشق عام 60 للهجرة وقد بلغ سن الثامنة والسبعين من عمره.[4]