اغرب ابيات شعر عربي اذهلت العالم


أغرب أبيات في الشعر العربي


للباحث في اللغات، والدارس لها أن يفاجأ بأمر غاية في العجب، والغرابة، والفخر في نفس الوقت، ألا وهو التغني والشعر في اللغة، فيكاد يجزم المختصون في مجال اللغات، والأدب أنه لا يوجد لغة قد تغنى أهلها، وشعرائها بجمال كلماتها، والحق لهم، فما من لغة، ولا من كلمات يمكن أن تضاهي حلاوة اللغة العربية، وهو ما كان سبب لتكون هي لغة القرآن الكريم.


وسواء كان القرآن الكريم سبب حلاوتها، ورقيها، أو أن اختيار الله عز وجل لها كان لحلاوتها، ولا ينكر عاقل شرف أن تكون اللغة العربية شرفت بنزول القرآن الكريم بها، وهو ما أعطاها غنى وحلاوة وقدر، وإن كانت هي بالفعل تستحق، فالقرآن الكريم رفعها إلى مراتب أعلى، لتبقى لغة

حب

بين من يعرفها وبينها، ومن جمال تلك اللغة أنها احتوت على أغرب أبيات في الشعر، ميزتها عن غيرها.


ومن تلك الأبيات ما يلي وهي أبيات ذات

صبغة

عجيبة لا تشبهها لغة، ولا شعر في كل الدنيا، فتلك الأبيات تقرأ مدح، وذم بحسب اتجاه القراءة، لها، وهو ما يستحيل أو يتعذر في غيرها من اللغات، واللغة العربية هوية، وهوى لمن أتقن حروفها ومعانيها، وهذه الأبيات دليل على عظمتها:


وتقول أبيات الشعر في وجه الذم:


منن لهم شحت فما سمحــــوا ** شيم لهم ساءت فما حلموا


سنن لهم ضلت فما رشدوا ** قدم لهم زلت فما سلموا


أما نفس الأبيات إذا قيلت بوجه من وجوه المدح ولكن بعد قراءتها بالعكس سوف تكون أبيات مدح كالتالي


حلموا فما ساءت لهم شيم ** سمحوا فما شحت لهم منن


سلموا فما زلت لهم قدم ** رشدوا ما ضلت لهم سنن


وهذا بيت شعر أخر يدل على غرابة، وإبداع اللغة العربية، وغناها بالمفردات والمعاني المثيرة، حتى أن كلمات متكررة مع تغيير في تشكيلها، كاف لإعطاء كلمات جديدة ومعان جديدة منها هذا البيت، وهو معناه ألم أو وجع، ومرض جاءني، لا أعلم المرض الذي تسبب بالألم، والوجع، إذا توجع المتألم فقد جاء وقت الشفاء.


وذلك بيت أخر يدل على غرابة الأبيات، والأشعار في تلك اللغة المتميزة منها تلك الأبيات التي يمكن أن تقرأ من البداية لتكون البيت أو أول كلمة أفقي لتكون نفس البيت، فمن ينظر للأول كلمة في كل بيت يجدها نفسها تكون أول بيت فيه، وتلك الأبيات هي:


ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال


صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــال


وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــــــال


محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيـــــــال


أما تلك الأبيات الغريبة في المدح فهي مدح في قراءتها مجملة أما إذا تم قراءة أول بيت من كل شطر فيها سوف تصبح بذلك أبيات ذم، وليس مدح، وهي كالتالي


إذا أتيت نوفل بن دارم ** أمير مخزوم وسيف هاشم


وجدته أظلم كل ظالم ** على الدنانير أو الدراهم


وأبخل الأعراب والأعاجم ** بعرضه وسره المكاتم


لا يستحي مـن لوم كل لائـم ** إذا قضى بالحق في الجرائم


ولا يراعي جانب المكارم ** في جانب الحق وعدل الحاكم


يقرع من يأتيه سن الندم ** إذا لم يكن من قدم بقادم


وإذا اكتفى القاريء بأول شطر من كل بيت سوف يجد أن الشعر تحول إلى ذم كالتالي


إذا أتيت نوفل بـن دارم وجدته أظلـم كل ظالم


وأبخل الأعراب والأعاجم.. لا يستحي من لوم كل لائم


ولا يراعي جانب المكارم.. يقرع من يأتيه سن النادم


أصعب أبيات شعر المتنبي


المتنبي هو شاعر وحكيم عربي، وكان من

أشهر

أدباء العرب، وترك إرث كبير، في الحكم، والشعر، والقصائد، ومن أشعاره


عِشِ اِبقَ اِسمُ سُد قُد جُد مُرِ اِنهَ رِفِ اِسرِ نَل


غِظِ اِرمِ صِبِ اِحمِ اِغزُ اِسبِ رُع زَع دِلِ اِثنِ نُل


وَهَذا دُعاءٌ لَو سَكَتُّ كُفِيتَهُ


لِأَنّي سَأَلتُ اللَهَ فيكَ وَقَد فَعَل


عَذلُ العَواذِلِ حَولَ قَلبِ التائِهِ


وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ في سَودائِهِ


يَشكو المَلامُ إِلى اللَوائِمِ حَرَّهُ


وَيَصُدُّ حينَ يَلُمنَ عَن بُرَحائِهِ


وَبِمُهجَتي يا عاذِلي المَلِكُ الَّذي


أَسخَطتُ كُلَّ الناسِ في إِرضائِهِ


إِن كانَ قَد مَلَكَ القُلوبَ فَإِنَّهُ


مَلَكَ الزَمانَ بِأَرضِهِ وَسَمائِهِ


الشَمسُ مِن حُسّادِهِ وَالنَصرُ مِن


قُرَنائِهِ وَالسَيفُ مِن أَسمائِهِ


أَينَ الثَلاثَةُ مِن ثَلاثِ خِلالِهِ


مِن حُسنِهِ وَإِبائِهِ وَمَضائِهِ


مَضَتِ الدُهورُ وَما أَتَينَ بِمِثلِهِ


وَلَقَد أَتى فَعَجَزنَ عَن نُظَرائِهِ


أَتُنكِرُ يا اِبنَ إِسحاقٍ إِخائي


وَتَحسَبُ ماءَ غَيري مِن إِنائي


أَأَنطِقُ فيكَ هُجراً بَعدَ عِلمي


بِأَنَّكَ خَيرُ مَن تَحتَ السَماءِ


وَأَكرَهُ مِن ذُبابِ السَيفِ طَعماً


وَأَمضى في الأُمورِ مِنَ القَضاءِ


وَما أَربَت عَلى العِشرينَ سِنّي


فَكَيفَ مَلِلتُ مِن طولِ البَقاءِ


وَما اِستَغرَقتُ وَصفَكَ في مَديحي


فَأَنقُصَ مِنهُ شَيئاً بِالهِجاءِ


وَهَبني قُلتُ هَذا الصُبحُ لَيلٌ


أَيَعمى العالَمونَ عَنِ الضِياءِ


تُطيعُ الحاسِدينَ وَأَنتَ مَرءٌ


جُعِلتُ فِدائَهُ وَهُمُ فِدائي


وَهاجي نَفسِهِ مَن لَم يُمَيِّز


كَلامي مِن كَلامِهِمِ الهُراءِ


وَإِنَّ مِنَ العَجائِبِ أَن تَراني


فَتَعدِلَ بي أَقَلَّ مِنَ الهَباءِ


وَتُنكِرَ مَوتَهُم وَأَنا سُهَيلٌ


طَلَعتُ بِمَوتِ أَولادِ الزِناءِ [1]


أصعب أبيات الشعر الجاهلي


عرف الشعر الجاهلي، بشعر قد نظمه أصحابه، قبل ظهور الإسلام، وكان له خصائصه، ومميزاته، التي اشتهر بها، كما كان له شعرائه، وأدبائه، ومحبيه، وكان الشعر الجاهلي في أغلبه، يتكلم عن الخمر، والنساء، وتكثر فيه عادات الجاهلية، ومن أصعب أبيات هذا الشعر


ومدركل بالشنصلين تجوقلـت  *** عفص له بالفيلطوز العقصـل


ومدحشر بالحشرمين تحشرجت *** شرنا فتـاه فخر كالخر بعطـل


والكيكذوب الهيكذوب تهيعهت *** من روكة للقعلبـوط القعطـل


تدفق في البطحاء بعد تبهطلِ *** وقعقع في البيداء غير مزركلِ


وسار بأركان العقيش مقرنصاً *** وهام بكل القارطات بشنكلِ


يقول وما بال البحاط مقرطماً *** ويسعى دواماً بين هك وهنكلِ


إذا أقبل البعراط طاح بهمةٍ *** وإن أقرط المحطوش ناء بكلكلِ


يكاد على فرط الحطيف يبقبق *** ويضرب ما بين الهماط وكندلِ


فيا أيها البغقوش لست بقاعدٍ *** ولا أنت في كل البحيص بطنبلِ


ومن ذلك أيضاً


صـــوت صفير البلبلي هـيـج قلبـي الـثملـي


المـــــــاء والزهر مـعًا مع زهـــر لحظ المقلي


وأنــت يـا ســـيد لــي وســــيــدي ومــولـي لـي


فــكم وكـــــم تيـمنـي غُــزيلٌ عـقـــــيـقــلـي


قطـفـــتـه مـن وجنة من لثم ورد الخجــــلي


فقـــــال: لا لا لا لا لا فـقـد غــدا مــــهرولـي


والخــــــود مالت طربا من فعــــل هذا

الرجل


فـولوَلـت وولـــــــولـت ولــــي ولــي يا ويـل لي


فقـلـت: لا تـــولـولي وبــيِّـنـــــي اللـؤلـؤ لـي


قالت له حين كــــذا انهـــــــــض وجـد بالنقلي


وفـتـيــة ســقـونـــني من قـهـوة كالعسل لي


شـــمـمـتهـا بـأنـنـي أزكى من القـرنفلـــي


في وسط بستان حلي بـــالزهـر والسرور لـي


والعـود دنــــدن دنـا لـي والطــبل طـبطب طب لـي


طب طبطب طب طبطب طب طبطب طبطب طب لي


والسقف سق سق سق لي والرقـص قد طاب لي شوى شوى


وشاهش على ورق سفرجلي وغرد القمري يصيح ملل في مللي


ولـو تــــــــــراني راكـــبًا علـى حـــــــمار أهزلـي


يمشـي علـى ثــلاثـــة كمـشـــــيـة العـرنـجـلي


والناس ترجم جملي في السوق بالقلـقـلـلي


والـكـــــــل كــــعكع كعكع خـــلفـي ومن حـــويللي


لــــــــكـن مشيت هاربًا مـن خــشيـة العـقـنقـلي


إلــى لقــــــــاء مــــلـك مـعـظـم مـبــجـــــــــلــي


يأمـــر لــي بـخــلـعـــة حــــــــــمــراء كَالـدَم دمـلي


أجـــــــر فــيــها ماشــيا مـــبـــغــددا للـــذيــــلـــي


أنا الأديب الألــــمـــعـي من حي أرض الموصلي


نظــــــمت قطعًا زخرفت يـعـجـز عــــنـها الأدب


لي أقــول فـي مطلــعــها صـــوت صـفـيـر البلـبــلي


أصعب أبيات شعر عربي


وقد قال الشاعر الشنفري، وهو من الشعراء الذين أطلق عليهم شعراء الجاهلية، أطلق تلك القصيدة والتي عرفت باللامية، وهي


أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم


فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ


فقد حمت الحاجاتُ


والليلُ مقمرٌ وشُدت، لِطياتٍ


مطايا وأرحُلُ؛ وفي الأرض مَنْأىً، للكريم


عن الأذى وفيها، لمن خاف القِلى


مُتعزَّلُ لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على امرئٍ


سَرَى راغبًا أو راهبًا، وهو يعقلُ ولي، دونكم


أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ هم الأهلُ


لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ لديهم، ولا الجاني بما جَرَّ، يُخْذَلُ [2]