أصعب بيت شعر في اللغة العربية
أصعب بيت شعري في العربية
إن القراء في قرائتهم للشعر يجدون الكثير من الأبيات في الشعر التي لا يعرفون ولا بفهمون ما تحمله من
معنى
وكذلك يصبحون عاجزين ولا يفقهون كيف يقومون بشرحَها، ومن أصعب الأبيات الشعرية التي قيلت على مر العصور هو ما قاله المتنبي في إحدى قصائده التي ترجع إلى العصر العباسي وهو: [1]
عِشِ اِبقَ اِسمُ سُد قُد جُد مُرِ اِنهَ رِفِ اِسرِ نَل
غِظِ اِرمِ صِبِ اِحمِ اِغزُ اِسبِ رُع زَع دِلِ اِثنِ نُل
وَهَذا دُعاءٌ لَو سَكَتُّ كُفِيتَهُ
لِأَنّي سَأَلتُ اللَهَ فيكَ وَقَد فَعَل
أصعب بيت شعر
جاهلي
هناك العديد من الأبيات الصعبة والتي تعود إلى العصر الجاهلي، والتي قيلت على لسان الشاعر الكبير امرؤ القيس، ومنها:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعًا
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
وكذلك ما قاله امرؤ القيس في قصيدته ديمة هطلاء فيها وطف: [2]
دَيمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ
طَبَّقَ الأَرضَ تُجَرّى وَتُدِر
تُخرِجُ الوِدَّ إِذا ما أَشجَذَت
وَتُواريهِ إِذا ما تَشتَكِر
وَتَرى الضَبَّ خَفيفاً ماهِر
ثانِياً بُرثُنُهُ ما يَنعَفِر
وَتَرى الشَجراءَ في رَيِّقِهِ
كَرُؤوسٍ قُطِّعَت فيها الخُمِر
ساعَةً ثُمَّ اِنتَحاها وابِلٌ
ساقِطُ الأَكنافِ واهٍ مُنهَمِر
راحَ تُمرِيهِ الصَبا ثُمَّ اِنتَحى
فيهِ شُؤبوبُ جُنوبٍ مُنفَجِر
ثَجَّ حَتّى ضاقَ عَن آذِيِّهِ
عَرضُ خَيمٍ فَخُفاءٍ فَيُسُر
قَد غَدا يَحمِلُني في أَنفِهِ
لاحِقُ الإِطلَينِ مَحبوكٌ مُمِر
خُذوا ما أَسأَرَت مِنها قِداحي
وَرِفدُ الضَيفِ وَالأَنَسُ الجَميعُ
فَلَو لاقَيتَني وَعَلَيَّ دِرعي
عَلِمتَ عَلامَ تُحتَمَلُ الدُروعُ
تَرَكتُ جُبَيلَةَ بنَ أَبي عَدِيٍّ
يُبَلُّ ثِيابَهُ عَلَقٌ نَجيعُ
وَآخَرَ مِنهُمُ أَجرَرتُ رُمحي
وَفي البَجَلِيِّ مِعبَلَةٌ وَقيعُ
أصعب بيت شعر
غزل
من أصعب أبيات الشعر التي تم كتابتها في العصر الجاهلي كانت بقلم الشاعر عنترة بن شداد في قصيدته هل غادر الشعراء من متردم: [4]
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّه
فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُن
بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت
عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ
عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَه
زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ
مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُه
بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ
إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّم
زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ
ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِه
وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ
فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً
سوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ
إِذ تَستَبيكَ بِذي غُروبٍ واضِحٍ
عَذبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذِ المَطعَمِ
وَكَأَنَّ فارَةَ تاجِرٍ بِقَسيمَةٍ
سَبَقَت عَوارِضَها إِلَيكَ مِنَ الفَمِ
أَو رَوضَةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبتَه
غَيثٌ قَليلُ الدِمنِ لَيسَ بِمَعلَمِ
جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ
فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ
سَحّاً وَتَسكاباً فَكُلَّ عَشِيَّةٍ
يَجري عَلَيها الماءُ لَم يَتَصَرَّمِ
وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ
غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ
قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ
تُمسي وَتُصبِحُ فَوقَ ظَهرِ حَشِيَّةٍ
وَأَبيتُ فَوقَ سَراةِ أَدهَمَ مُلجَمِ
وَحَشِيَّتي سَرجٌ عَلى عَبلِ الشَوى
نَهدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المَحزِمِ
أصعب
أبيات الشعر لفظا
يوجد الكثير من أبيات الشعر التي تكون سهلة في ألفاظها من حيث النطق والفهم، بينما أن هناك العديد أيضًا من الأبيات صعبة الألفاظ، ومنها ما قاله الشاعر المخضرم لبيد بن ربيعة في قصيدته عفت الديار محلها فمقامها: [5]
عَفَتِ الدِيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها
بِمَنىً تَأَبَّدَ غَولُها فَرِجامُها
فَمَدافِعُ الرَيّانِ عُرِّيَ رَسمُها
خَلَقاً كَما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعدَ عَهدِ أَنيسِها
حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُها وَحَرامُها
رُزِقَت مَرابيعَ النُجومِ وَصابَها
وَدقُ الرَواعِدِ جَودُها فَرِهامُها
مِن كُلِّ سارِيَةٍ وَغادٍ مُدجِنٍ
وَعَشيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرزامُها
فَعَلا فُروعُ الأَيهُقانِ وَأَطفَلَت
بِالجَهلَتَينِ ظِبائُها وَنَعامُها
وَالعَينُ ساكِنَةٌ عَلى أَطلائِها
عوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضاءِ بِهامُها
وَجَلا السُيولُ عَنِ الطُلولِ كَأَنَّها
زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أَقلامُها
أَو رَجعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نُؤورُها
كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوقَهِنَّ وِشامُها
فَوَقَفتُ أَسأَلُها وَكَيفَ سُؤالُنا
صُمّاً خَوالِدَ ما يُبينُ كَلامُها
عَرِيَت وَكانَ بِها الجَميعُ فَأَبكَروا
مِنها وَغودِرَ نُؤيُها وَثُمامُها
شاقَتكَ ظُعنُ الحَيِّ حينَ تَحَمَّلوا
فَتَكَنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها
مِن كُلِّ مَحفوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّهُ
زَوجٌ عَلَيهِ كِلَّةٌ وَقِرامُها
زُجَلاً كَأَنَّ نِعاجَ توضِحَ فَوقَها
وَظِباءَ وَجرَةَ عُطَّفاً آرامُها
حُفِزَت وَزايَلَها السَرابُ كَأَنَّها
أَجزاعُ بيشَةَ أَثلُها وَرُضامُها
بَل ما تَذَكَّرُ مِن نَوارَ وَقَد نَأَت
وَتَقَطَّعَت أَسبابُها وَرِمامُها
مُرِّيَّةٌ حَلَّت بِفَيدِ وَجاوَرَت
أَهلَ الحِجازِ فَأَينَ مِنكَ مَرامُها
بِمَشارِقِ الجَبَلَينِ أَو بِمُحَجَّرٍ
فَتَضَمَّنَتها فَردَةٌ فَرُخامُها
فَصُوائِقٌ إِن أَيمَنَت فَمَظِنَّةٌ
فيها وِحافُ القَهرِ أَو طِلخامُها
فَاِقطَع لُبانَةَ مَن تَعَرَّضَ وَصلُهُ
وَلَشَرُّ واصِلِ خُلَّةٍ صَرّامُها
اغرب ابيات
شعر
عربى اذهلت العالم
لقد شعر
العالم
بالذهول من بعض الأبيات الشعرية التي كتبها العرب ومنها ما كتبه الشاعر المخضرم (لبيد بن ربيعة) في قصيدته قوما تجوبان مع الأنواح: [6]
قوما تَجوبانِ مَعَ الأَنواحِ
في مَأتَمٍ مُهَجِّرِ الرَواحِ
يَخمِشنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ
في السُلُبِ السودِ وَفي الأَمساحِ
وَأَبِّنا مُلاعِبَ الرِماحِ
أَبا بَراءٍ مِدرَهَ الشِياحِ
يا عامِرا يا عامِرَ الصَباحِ
وَمِدرَهَ الكَتيبَةِ الرَداحِ
وَفِتيَةٍ كَالرَسَلِ القِماحِ
باكَرتَهُم بِحُلَلٍ وَراحِ
وَزَعفَرانٍ كَدَمِ الأَذباحِ
وَقَينَةٍ وَمِزهَرٍ صَدّاحِ
لَو أَنَّ حَيّاً مُدرِكِ الفَلاحِ
أَدرَكَهُ مُلاعِبُ الرِماحِ
كانَ غِياثَ المُرمِلِ المُمتاحِ
وَعِصمَةً في الزَمَنِ الكَلاحِ
حينَ تَهُبُّ شَمأَلُ الرِياحِ
كَأساً مِنَ الذيفانِ وَالذُباحِ
تَرَكتَهُ لِلقَدَرِ المُتاحِ
مُجَدَّلاً بِالصَفصَفِ الصَحاحِ
وكذلك فإن أبيات الشعر التي قالها الشاعر المخضرم كعب بن زهير في قصيدته (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول) كانت من الأبيات الصعبة التي تُذهل كل من يسمعها، إذ قال فيها العديد من الألفاظ الغريبة وهي: [7]
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ
صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ
تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت
ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها
فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها
كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت
إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ
أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها
إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
وَلَن يُبَلِّغها إِلّا عُذافِرَةٌ
فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت
عُرضَتُها طامِسُ الأَعلامِ مَجهولُ
تَرمي الغُيوبَ بِعَينَي مُفرَدٍ لَهَقٍ
إِذا تَوَقَدَتِ الحُزّانُ وَالميلُ
ضَخمٌ مُقَلَّدُها فَعَمٌ مُقَيَّدُها
في خَلقِها عَن بَناتِ الفَحلِ تَفضيلُ