تعريف التضامن العربي


مفهوم التضامن العربي


منذ زمن طويل والعالم العربي غارق في الفرقة، وتكاد تنعدم فيه أشكال التضامن الحقيقي، إلا من محاولات قليلة ومتباعدة،  والتضامن هو نوع من أنواع التعاون وسد العجز بين الدول، وليس شرط أن يكون التضامن مادي، فهناك أيضاً التضامن السياسي، وهو أحد أهم أشكال التضامن، ويعد مفهوم، ومعنى التضامن ذو

معنى

شامل جامع لمعاني عديدة، أما على المستوى العربي، فهو يشمل عدة أوجه، يدخل فيها التضامن الاقتصادي، والاجتماعي.


وهنا يمكن توضيح قيمة وتعريف التضامن العربي حيث تعد أهميته في أشكال التعاون بين عدة دول عربية، أو بينها جميعا، للوصول لنتائج إيجابية هامة منها الوصول إلى تحقيق كرامة المواطن العربي، والحفاظ على حقوق الدول العربية، واستقلال تلك الدول، والحفاظ على حقوق مواطنيها، والعمل على تنمية الدول العربية، وتنمية الإنسان العربي.


كذلك أيضاً تدعيم الصلة والتواصل بين الدول المختلفة بغض

النظر

عن مدى تقدمها، والحد من فقر الدول العربية، ومواجهة الجوع والفقر، والمرض في تلك الدول، وكذلك تحقيق مشاعر الوحدة بين الدول العربية، والتضامن في المساعدة في تجاوز الكوارث التي قد تصيب الدول العربية، سواء كانت تلك الكوارث كوارث طبيعية من زلازل، وفيضانات، وغيره، أو حروب، ونزاعات وصراعات.


ويعرف مفهوم التضامن العربي بأنه واحد من القيم التي يتبناها المجتمع الدولي بشكل أساسي، والتي تقوم على العدل، والمساواة، والعدالة الاجتماعية.


وهو ما يعد الأساس لعدة قيم أخرى غيرها مثل، الانتماء، والولاء، والتآزر، وذلك باعتباره من المبادئ الإنسانية التي تدعم مشاعر الوحدة العاطفية بين الدول العربية، الذين يتم منحهم المساعدات، والتضامن، فالأمر لا يرتبط بالمصلحة الخاصة للدولة، بل يرتبط بالعلاقات العربية المتبادلة، بين الدول والمحافظة على الترابط بين انسجام المجتمعات العربية.


ويعد تحقيق التضامن بين الدول العربية ممكن من خلال تقديم الالتزامات الموجهة بين مختلف الدول العربية، وتقديم سبل المساعدة، والتعاون بين الدول العربية، مع معرفة، وتوعية المجتمعات، بأهمية التضامن العربي.


وقد سعت الدول العربية في فترة من فتراتها التاريخية، والتي تزامنت مع فترة الاستقلال والتخلص من الاحتلال، والاستعمار الأجنبي الذي وقعت في أسره أغلب الدول العربية، قد سعت في أعقاب تلك الفترة أغلب الدول العربية إلى عقد اتفاقيات، وعمل تضامن عربي مشترك، وتعاون من أجل التخلص من وطأة وسطوة الدول الغربية، ومن أجل تحقيق نمو على كافة المستويات الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية، بهدف تحقيق التنمية فهذا ضمن

أهمية التضامن

.


وكان ما سبق من محاولات السعي لنيل مكانة على مستوى دول

العالم

وتحقيق التضامن العربي المنشود، كانت أولى تلك الخطوات المعنية بتحقيق كيان هام، وهو إنشاء جامعة الدول العربية، ومن بعدها عدة كيانات كان لبعضها شكل إسلامي، وعربي.


ويعد مفهوم وتعريف التضامن العربي، ذو عدة أوجه، كلها تصب في معنى واحد، قد يكون التضامن العربي على الصعيد السياسي، ولكن من المؤكد أن العائد من هذا التضامن سيشمل باقي الأوجه، وتعد القضية الفلسطينية، هي القضية الأبرز في

الوطن

العربي، والتي بدأ التضامن لأجلها منذ أكثر من خمسين عام، ولا يزال إلى الآن، حتى وإن كان ذلك التضامن يتم على استحياء.


وهناك تضامن على فترات يحدث مع الظروف الطارئة التي قد تحدث في دولة من الدول العربية، مثل أزمة دولة

الكويت

وحرب الخليج، وزلزال سنة إثنان وتسعون في مصر، وغيرها من الأحداث والنوازل التي استدعت حدوث التضامن العربي. [1]


مفهوم التضامن في الإسلام


يمكن تعريف التضامن في

الإسلام

على أنه التفاعل والتواصل الذي يتم بين مجموعة من الأطراف على أن يكون الهدف منها، تحقيق أقصى استفادة، وسعادة، مع ضمان ما لها من احتياجات هامة توفر لها العزة، والكرامة، مع تقديم دعائم المجتمع الذي يدعم الأمن والعدل، ومن الوجهة الإسلامية للتضامن يمكن القول أنها التضامن والتكافل والتعاون.


وهو الأمر الذي يتعدى أمر التعاون أو المساعدة في الأوقات التي يحتاج فيها الطرف الأخر للتعاون أو في أوقات حاجته وضعفه، حيث يتعدى الأمر ذلك ليصل إلى الولاية، وهي من مبادئ المجتمع الإسلامي، يتضح هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم أخرجه مسلم في صحيحه.


وقوله صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه وقوله صلى الله عليه وسلم: مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.


(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).


وأيضاً قوله سبحانه وتعالى [ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ۝ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات:9، 10]. [2]


الأهمية الفعلية للتضامن في المجتمع


يعد التضامن في المجتمع أمر هام وضروري، بل وإحدى دعائم قيام، وبقاء واستمرار المجتمع، فهناك دائماً ما يستدعي، وجود قوة تمنح للضعيف والمصاب بالأزمات إلى الحاجة إلى المساندة، والتعاون، وتعد أهمية التضامن  415005 هي أحد أبرز الإشارات التي تدل على قيمة التضامن، ومن أهمية التضامن ما يلي:


  • يعد التضامن جزء أساسي من القوة التي يتمتع بها المجتمع.

  • يعد التضامن في المجتمع هو عمود المجتمع الفقري الذي يقيم صلبه.

  • يساعد التضامن على توفير التكافؤ بين أفراد المجتمع.

  • يعد التضامن واحدة من الطرق الهامة في طريق تحقيق الأهداف المجتمعية، والشخصية، وهو ما لا يمكن لأي فرد أن يتجاوز المشاكل الخاصة به بشكل فردي.

  • يعد التضامن بمثابة الأسلوب  المثالي الأقرب لتقليل الهموم التي يعيشها الناس، والمؤازرة مع المكلوم ومساندته، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف {عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال {قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّّ) رواه مسلم.

  • يعد التضامن أحد الوسائل الهامة التي توصل المجتمع لزيادة الإنتاج، سواء على مستوى الناحية الاجتماعية أو على المستوى الإنتاجي في العمل في المؤسسات والمصانع حيث وجد أن أماكن العمل التي تتصف بالتضامن والتعاون هي الأكثر إنتاجية، وتوافق.


مظاهر التضامن


إن تضامن الأشخاص مع غيرهم من مجموع الأفراد الأفقر، والأضعف، والتي تحتاج للدعم، والتي قد تتمثل في عدة مظاهر يمكن توضيحها فيما يلي:


  • التضامن مع ذوي

    الاحتياجات

    الخاصة، وأصحاب القدرات الخاصة.

  • التضامن مع ضحايا العنف، وذلك بكل أشكاله.

  • التضامن مع ضحايا الكوارث، والحروب، وغيرها من الأزمات.

  • التواصل مع الجماعات والأشخاص التي تحتاج للتضامن، مع معرفة طبيعة مشاكلهم.

  • معرفة أهداف، وآمال الجماعة المستهدف التضامن معها، والتضامن معها في الوصول لأهدافها.

  • تقديم تضامن بشكل معياري يظهر القوة اللازمة للأفراد المتضامن معهم.

  • التضامن النقابي بحيث يكون التضامن بشأن مختلف النشاطات.

  • التضامن على الصعيد الوظيفي بحيث تلقي الدعم والوظيفة.