لماذا يجب عليك زيارة الطبيب النفسي لو مرة في العمر

العلاج النفسي

العلاج النفسي يشير إلى مجموعة من العلاجات التي يمكن أن تساعدنا في مواجهة الصعوبات العاطفية والاضطرابات النفسية، من خلال استخدام الأساليب اللفظية النفسية، وقد يتم اللجوء للدواء.

وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية (APA)، يمكن تعريف العلاج النفسي على أنه “علاج تعاوني بين الفرد وطبيب نفساني” حيث يستخدم الطبيب النفسي “إجراءات مثبتة علميًا لمساعدة الأشخاص على تطوير عادات أكثر صحة وفعالية”.

دور الطبيب النفسي

يساعد الطبيب النفسي العميل في التعامل مع مشاكل محددة أو عامة، مثل مرض عقلي معين أو التعامل مع مصدر توتر في حياته الشخصية، فإن هدفه الأساسي هو السماح للمرضى أو الاستشاريين بفهم مشاعرهم وما يجعلهم يشعرون بالتشاؤم أو القلق أو الاكتئاب، الأمر الذي يمكن أن يزودهم بأدوات للتعامل مع المواقف الصعبة في حياتهم بطريقة أكثر قابلية للتكيف.

ومن أدوار الطبيب النفسي التدخل الضيق للمساعدة في التغلب على الحواجز العقلية التي تشكلها تحيزات الفرد وتحيزات الآخرين، والقوالب النمطية الاجتماعية، والمعتقدات الخاطئة المصحوبة بخبرات لاحقة من الخزي والشعور الإحراج والعداء وعدم الثقة وغيرها.[1]

من خلال دعم الشخص خلال الانزعاج الداخلي حتى توهينه أو اختفائه

المساعدة في فهم وإعادة تنشيط وتقوية طاقات الفرد وقدراته وحلوله ودوافعه الداخلية ، مما يسمح بالتغلب على العوائق والعقبات النفسية.

الطبيب النفسي يخلق مساحة مختلفة عن تلك المعتادة في الحياة اليومية، حيث يمكن الوثوق ومواجهة بعضنا البعض من خلال إيجاد نقاط مرجعية وإجابات، ويقوم بتقديم المعلومات اللازمة عن المشكلة المكشوفة وإرسالها، إذا لزم الأمر، إلى أخصائي آخر.[2]

زيارة الطبيب النفسي

التحدث عن معاناتك أو عدم ارتياحك مع شخص ما (طبيب نفساني، معالج نفسي، طبيب نفسي) هو قرار يتم اتخاذه شيئًا فشيئًا، لأنه ليس مألوفًا ولكنه حاجه أساسية لصحة الفرد النفسية والجسدية، الصحة النفسية التي تؤثر على كل جوانب الحياة.

جميعنا تربينا ونشأنا في دوائر تربوية أثرت في تركيب شخصيتنا، وبالطبع لم يكن كل التأثير إيجابياً، كثيراً ما تكون طريقة التربية بذرة وعي الطفل، وأبسط سبب يوجب عليك زيارة الطبيب النفسي هو صندوق ذكريات الطفولة، الذي ربما يكون عند البعض دفن في أعماق العقل الباطن، ولكن ينعكس أثره في كل صور حياتنا في كل مراحلها، وفي جميع الاتجاهات.

كما يجب عليك القيام بكشف دوري على جسدك للاطمئنان على صحتك بشكل عام، وبدون وجود مرض ظاهر، وبالمثل يجب عليك زيارة الطبيب النفسي، للاطمئنان وكشف المشاعر المُعيقة المخزنة في داخلنا من كل الأحداث التي نمر بها في حياتنا، من أبسط المواقف التي نمر بها في يومنا الطبيعي لأصعب الأيام.

ولكن للأسف غالبًا ما ينتظر المرء عدة

أشهر

أو حتى سنوات ليقرر أن يذهب للطبيب النفسي، وعندما يبدأ العيش مع مشاكله ويكون بمثابة مساومة بشكل كبير على مجالات مختلفة من حياة المرء وراحة المقربين (العائلة والأصدقاء ، …) ولم يعد بإمكانه التخفيف من الشعور بالضيق، يتم حينها الاتصال بطبيب نفسي.

كيف تعرف إذا كنت بحاجة إلى طبيب نفسي

أن الذهاب إلى عالم النفس لا يعني مطلقًا أن تكون “مجنونًا”، “مختلفًا”، بل على العكس من ذلك، الاعتناء بالصحة العقلية النفسية، والتي تسير جنبًا إلى جنب مع صحة الفرد الجسدية وليس رفاهية عامة، وبالتالي تجد أشخاصًا يتمتعون بصحة جيدة، ولكن يدركون شعورهم بعدم الراحة.

والذي يجد نفسه لا يستطيع مواجهة في فترة معينة من حياته، عليه أن يقرر الاتصال بالأخصائي لدعمه ولتفعيل عملية العلاج والشفاء، والتي كثيراً ما تكون ضرورية وليس كما يظن الكثير أن

الوقت

يستطيع أن يشفي آلامك النفسية، بل يدفنها ويكبتها، إذا لم تتعامل معها بوعي.

متى تحتاج زيارة الطبيب النفسي

وكما وضحت أن الذهاب للطبيب النفسي لا يستدعي سبباً سوى للاطمئنان، وفيما يلي بعض الظروف التي تحتاج الذهاب للطبيب النفسي، بشكل عام:

  • لتجد الصفاء والسعادة في حياتك.
  • لتعزيز النمو الداخلي الشخصي.
  • لاحتياجات الفهم لذاتك أو للتوجيه، لتحقيق وعي أكبر وأفضل بالنفس وللآخرين وللمجالات الحيوية للفرد ( الأسرة، العاطفية، الاجتماعية، العمل، المدرسة).
  • وفي الأزمات المؤقتة.
  • لكشف الصعوبات العاطفية والاجتماعية والأسرية والعلائقية والمدرسة والعمل.
  • للخروج من حالات الجمود أو تخطي العوائق.
  • عندما تجد أعراض (مثل القلق، الاكتئاب، التوتر …) في زيادة تدريجية في شدة وتواتر.
  • في حالة الفجيعة والأحداث المؤلمة كوفاة المقربين.
  • للتخلص من القلق الزائد والتوتر والدوافع والأفكار والمخاوف والصعوبات والأفكار والمشاعر السلبية (الحزن والأفكار القاتلة عن

    المستقبل

    والمخاوف غير المنطقية).
  • عندما نلاحظ تغيرات في السلوك (مثل التقلبات المزاجية الثابتة وغير المبررة، والتغيرات في سلوكنا التي تولد مشاكل أو العزلة غير المبررة).
  • عندما تميل مشكلة نفسية إلى الزيادة في حدتها وتكرارها، وتصبح مزمنة وتغزو بطريقة مختلة جميع مجالات الحياة المختلفة.
  • لاستعادة التوازن والمستوى الصحيح من المزاج واحترام الذات.
  • لإعادة تشكيل وتحسين شخصية الفرد.
  • للتحرر تدريجياً من التعاطي والإدمان ( المخدرات، الكحول، التبغ، المواد الغذائية، الإلكترونيات، وغيرها..).

هل أنت بحاجة للدعم النفسي أو العلاج النفسي

قبل الشروع في مسارٍ ما من الجيد الاستفسار عن

التمييز

بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي حتى تكون قادراً على الاختيار الواعي للمهني الذي ستلجأ إليه بناءً على احتياجاتك.

من المستحسن أيضًا أن يكون لديك فكرة عن الأنواع المختلفة للعلاج النفسي بطريقة تجعلك قادراً على اختيار الذهاب إلى معالج نفسي بناءً على منهجه المرجعي النظري والمنهجي، هذا لأنه من المهم أن تكون ميول المرء منسجمة مع ميول المحترف.

بالنظر إلى أن التدخل النفسي أو العلاج النفسي يقوم على التعاون النشط المتبادل بين المحترفين والعميل على “عقد عمل” بأهداف محددة وعلى علاقة محددة من الثقة المتبادلة والتعاطف، فقط في التقدم يمكن أن قم بتقييم فعالية الدورة. العناصر التي يمكن تقييمها هي:


  • جودة العلاقة

المكان الذي يشعر فيه العميل بالراحة في الحديث عن نفسه، والتعبير عن عدم ارتياحه وأفكاره، وتقبل مؤشرات عالم النفس أو الطبيب النفسي.


  • الوقت

فترة العلاج سريعة أو طويلة ليست بالضرورة ضماناً للفعالية وتحقيق الشفاء. وبدلاً من ذلك، فإن ما يُنصح به هو البدء بتحليل دقيق للحاجة وصياغة أهداف صغيرة قابلة للتحقيق وواقعية ضمن إطار زمني محدد ومتفق عليه بشكل مشترك.

بعد الوصول إلى تلك اللحظة “تقييم الوضع” بطريقة صادقة ومشتركة، وربما يتم إعادة تقييم فترة أخرى من الدراسة والتحليل والتوضيح وفقًا للاحتياجات الحالية.

كيف تشرح لعائلتك الحاجة إلى استشارة طبيب نفساني

هناك مسألة مهمة أخرى تحدد أحيانًا قرار الذهاب إلى طبيب نفساني، وهي العلاقة مع

العائلة

وإمكانية أن يكون المرء صادقًا وشفافًا معهم في إعلان حاجته. ولسوء الحظ، غالبًا ما نجد أنفسنا في أنظمة

عائلية

بالكاد تفهم هذه الحاجة.

وربما تكون مشروطة بالتحيزات والصور النمطية ( عالم النفس مجرد دجال، ولكن لماذا عليك أن تذهب وتخبر شخصًا غريبًا عن عملك، ويقال شمر عن سواعدك بمفردك، يمكنك فعل ذلك في الماضي فلماذا لا تفعل ذلك الآن؟….) وفي أحيان أخرى تنغمس أنفسنا في هذه

الصور

النمطية والمعتقدات الخاطئة، وبالتالي نخشى حكم الآخرين، ونحرم أنفسنا من إمكانية مشاركة هذا الاختيار، وربما إيجاد الفهم والطمأنينة.

إذا كنا نحن أنفسنا مدركين ومقتنعين بحقيقة أن عالم النفس هو أداة يمكن أن تساعدنا، في فترة معينة من حياتنا، في إيجاد التوازن والوصول إلى أهدافنا الصحية، فسنكون بالتأكيد أكثر راحة في التواصل مع أحد أفراد عائلتنا تعرف على قرارنا هذا وإذا كنت مدرك لحقيقة أنه يوجد مواجهة أي رفض، ضع أمام عينك تلك الجملة نعلم أننا “أشخاص أصحاء يعتنون بصحتهم العاطفية والنفسية والعلائقية” ولهذا نحن في حاجة للذهاب للطبيب النفسي ولو مرة واحدة في حياتنا.[2]