سيرة أني جامب كانون التي صنفت النجوم

أني جامب كانون كانت من السيدات الرائدات في مجال علوم الفضاء فهي من أوائل السيدات اللاتي عملن في هذا المجال ، كانت كانون هي الابنة الكبرى لويلسون كانون ، والذي كان عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير ، وقد درست ماري الفيزياء وعلم الفلك في كلية ويليسلي وتخرجت عام 1884، ثم سافرت لعدة سنوات بعد ذلك وانخرطت في التصوير الفوتوغرافي والموسيقى، وفي عام 1894 عادت إلى ويليسلي ودرست علوم الفلك المتقدمة لمدة عام، وفي عام 1895 التحقت بجامعة رادكليف لمواصلة دراستها تحت إشراف إدوارد سي بيكرينغ ، الذي كان مديرًا لمرصد كلية هارفارد.

حياة آني جامب كانون المبكرة

ولدت أني في عام 1863، وقد شجعتها والدتها منذ الصغر على الدراسة والتعلم وقد شجعتها على دراسة الرياضيات والعلوم وكانت أيضًا تشجعها على رسم النجوم التي تراها في السماء من علية منزلهم، وخلال طفولتها أصيبت أني بضعف في السمع وغالبًا كان ناتجًا عن إصابتها بالحمى القرمزية، وفي سنوات الدراسة الجامعية فقدت السمع كليًا، وقد جعلها ذلك تعني كثيرًا في التواصل الاجتماعي مع الأخرين، ولذلك انكبت على العمل ولم تتزوج أو تنجب أطفالًا قط طوال حياتها.[1]

المسيرة العلمية لأني جامب كانون

كانت كلية ويليسلي في ذلك هي أفضل الكليات الأمريكية للفتيات  وقد التحقت أني جامب بها في عام 1880م وبدأت في دراسة علم الفلك والفيزياء، وتخرجت بتفوق عام 1884م.

في عام 1894م تعرضت أني لفاجعة عندما توفيت والدتها ماري والتي دعمتها طوال حياتها، ومع ازداد  حياة أني صعوبة في منزل

العائلة

بولاية ديلاوير، كتبت أني إلى أستاذتها السابقة في الجامعة والفلكية سارة فرانسيس وايتنج، لتطلب منها الحصول على فرصة عمل، فاستجابت سارة ومكنتها من الحصول على وظيفة مدرس مبتدئ للفيزياء وبذلك تمكنت آني من مواصلة تعليمها وحصلت على دورات على مستوى الدراسات العليا في مجال الفيزياء والتحليل الطيفي وعلم الفلك.

وقد احتاجت أني إلى تلسكوب أفضل من المتوفر في ويليسلي لاستكمال دراساتها لذلك التحقت بجامعة رادكليف، وكانت جامعة هارفارد قريبة من رادكليف فكان بعض الأساتذة يلقون محاضرتهم في كلتا الجامعتين مما مكن آني من الوصول إلى مرصد جامعة هارفارد، وفي عام 1896م ينها إدوارد سي بيكرينج مدير المرصد كمساعد فيه.

وقد عين  بيكرينغ العديد من

النساء

لمساعدته في مشروعه الرئيس وهو  إكمال كتالوج هنري دريبر ، والذ يعد كتالوج شامل بهدف رسم خرائط وتعريف كل نجم في السماء،  بتمويل من آنا دريبر ، أرملة هنري درابر ، وقد استهلك المشروع موارد بشرية وموارد كبيرة.

وقد عرف الفريق الذي عينه بيكرينج باسم “نساء بيكرينغ”، وهناك أني انضمت لكل من ويليامينا ب. فليمينغ وأنطونيا موري ، وقد كرست طاقاتها لمشروع بيكرينغ

الطموح

، الذي بدأ في عام 1885 ، لتسجيل وتصنيف وفهرسة أطياف جميع النجوم وصولاً إلى الأطياف ذات الحجم التاسع، وبعد فترة وجيزة من العمل نشأ خلاف بين المجموعة حول كيفية تصنيف النجوم.[2]

صنفت فيلمنج  في البداية الأطياف النجمية بالحروف في تسلسل أبجدي من A إلى Q ، وفقًا لقوة خطوط طيف الهيدروجين الخاصة بها وأنشأت موري مخططًا جديدًا معقد يتكون من 22 مجموعة من الأول إلى الثاني والعشرون وأضافت ثلاثة أقسام فرعية بناءً على حدة الخطوط الطيفية، كما أنها وضعت نجوم فلمنج “ب” قبل النجوم “أ”.

لكن آني توصلت لنظام وسط بين النظامين السابقين أكثر بساطة منهما حيث قامت بتقسيم النجوم إلى إلى الطبقات الطيفية O ، B ، A ، F ، G ، K ، M، وهو نظام لا يزال يُدرس لطلاب علم الفلك حتى اليوم.

وفي عام 1901م تم نشر أول كتالوج لتصنيف أني للأطياف النجمية، وبعد ذلك تسارعت مسيرتها المهنية بشكل كبير، وحصلت على درجة الماجستير عام 1907م من ويليسلي، وفي عام 1911 أصبحت أمينة

الصور

الفلكية في جامعة هارفارد.

وفي عام 1911م أصبحت أمينة الصور في هارفارد، وفي عام 1914م أصبحت أني عضوًا فخريًا في الجمعية الفلكية الملكية بالمملكة المتحدة، وبالرغم من هذا التكريم وحصولها على درجات علمية إلا أن عمل أني وزميلاتها تعرض لانتقادات كبيرة حيث أن الرجال كانوا يعتقدون أن مكانهم الحقيقي هو أن يكن ربات منازل، وفي كثير من الأحيان كانت رواتب أني وزميلاتها عن

ساعات

العمل الطويلة زهيدة جدًا.

وبالرغم من كل الانتقادات ازدهرت حياتها المهنية، وفي عام 1921 ، كانت أني من بين أوائل النساء اللائي حصلن على درجة الدكتوراه الفخرية من إحدى الجامعات الأوروبية عندما منحتها الجامعة الهولندية جامعة جرونينجن درجة فخرية في الرياضيات وعلم الفلك، وبعد أربع سنوات ، حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أكسفورد ، مما جعلها أول امرأة تحصل على الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة النخبة، وانضمت آني أيضًا إلى الحركة المناصرة لحقوق المرأة ، التي دعت إلى حقوق المرأة ، وعلى وجه التحديد ، تمديد حق التصويت وتم الفوز بالحق في التصويت لجميع النساء أخيرًا في عام 1928 ، وذلك بعد ثماني سنوات من التعديل التاسع عشر في عام 1920.

وقد لوحظ أن عمل آني لكونه سريعًا ودقيقًا بشكل لا يصدق، ففي ذروتها ، كان بإمكانها تصنيف 3 نجوم في الدقيقة الواحدة، وقد صنفت حوالي 350.000 نجم على مدار مسيرتها المهنية، واكتشفت أيضًا 300 نجمًا متغيرًا وخمسة نوفا ونجمًا ثنائيًا طيفيًا واحدًا، وفي عام 1922 ، اعتمد الاتحاد الفلكي الدولي رسميًا نظام التصنيف النجمي الخاص بآني كانون وهو لا يزال مستخدمًا مع تغييرات طفيفة فقط ، حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى عملها في التصنيفات ، عملت كنوع من السفيرة في مجال علم الفلك ، حيث ساعدت في تكوين شراكات بين الزملاء في المجال، وتولت دورًا مشابهًا في العمل المواجه للجمهور في مجال علم الفلك، فقد كتبت كتبًا تقدم علم الفلك للقاريء العام ، ومثلت النساء المحترفات في المعرض العالمي لعام 1933.

التقاعد والحياة اللاحقة لأني جامب كانون

حصلت آني جامب كانون على لقب عالم الفلك ويليام سي بوند في جامعة هارفارد عام 1938، وبقيت في هذا المنصب قبل حتى تقاعدت في عام 1940 عن عمر يناهز 76 عامًا، وعلى الرغم من تقاعدها رسميًا ،إلا أنها استمرت في العمل في المرصد، وفي عام 1935 ، أنشأت جائزة آني جيه كانون لتكريم مساهمات النساء في مجال علم الفلك، وواصلت مساعدة النساء على اكتساب موطئ قدم واكتساب الاحترام في المجتمع العلمي ، حيث كانت قدوة يحتذى بها مع رفع عمل زميلاتهن في مجال العلومK والجدير بالذكر أن عالمة الفلك الشهيرة سيسيليا باين كانت إحدى متعاونات آني ، واستخدمت بعض بيانات آني لدعم عملها الرائد الذي حدد أن النجوم تتكون أساسًا من الهيدروجين والهيليوم.

توفيت أني جامب كانون في 13أبريل 1941م بعد أن عانت من مرض طويل، واليوم تقدم الجمعية الفلكية الأمرية جائزة سنوية تحمل اسمها تكريمًا لمساهماتها الكبيرة في علم الفلك.