هل يجوز قتل الغراب ؟ ”  وهل حقاً انه نذير شؤم


هل يجوز قتل الغراب

بيّن ابن رجب الحنبلي أنّ ما حرمه من اللحم أو من لحوم البهائم لا يجوز إلا بجزئه من الذبح والعقد، وفيما تبيّن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:”خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور”، ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن أكل صيد يجد فيه الصياد أثر لسهم ليس سهمه، أو كلبًا ليس كلبه، أو وجده ساقطًا في الماء، حيث وأوضح أنه لا يعلم هل مات للسبب المباح له أم لشيء آخر، ويرجع الأصل في التحريم حتى نتيقن إلى حل.

فإذا اجتمع في الضحية سببين جائز ومحرم وجب التحريم فلا يجوز الذبح والصيد، ويرى بعض الفقهاء أنّ الأصل في الحيوان النهي حتى يريد الذبح، وضرورة إثبات الذبح، فالأصل في أكلها المنع حتى تحصل الذكاة المشروعة إلى غير ذلك من الأمور التي أباحها الشرع، ويرى البعض أنّ الحيوان الحي فيجب فيه الحل لأكله إلا فيما استثني لقول الله تبارك وتعالى: “هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا”.

وما يدل على ذلك أنّ الأصل في الأشياء هو الإباحة وهذا يشمل الحيوانات والنباتات ونحو ذلك حتى تثبت ضرورة موجب التحريم، مثل النهي عن أكل لحم

الخنزير

والحمير الأهلية، أو أكل كل ذي ناب من الحيانات مثل :السباع والأسود والكلاب، أو كل ذي مخلب من الطير، أو كل ما نُهي عن قتله مثل النهي عن قتل الهدهد والصُّرد أو الأمر بقتله، مثل الأمر بقتل الثعبان والفأر أو ثبوت ذلك أو كونه خبيثًا؛ لقول الله تبارك وتعالى: “وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ”.

كما يصعب حصر ما يُؤكل من الحيوانات والأصل في المجمل لكل منهما هو حلال أكلها إلا ما يستثني من الشرع ومن أبرز ذلك مما يلي:

  • يعتبر الخنزير محرم بنص القرآن الكريم والسنة النّبوية المُطهرة وإجماع جمهور العلماء عليه.
  • اختلف جمهور الفقهاء في تحريم الحيوانات الأخرى، لذلك جادل معظمهم بأنه لا يجوز أكل كل حيوان له ناب مثل

    الأسود

    ، والسباع والنمور والفهود والذئاب والكلاب وغيرها.
  • لا يحل أكل كل ذي مخلب من

    الطيور

    كالصقر والنسر وغيرها، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع، ونهى عن أكل كل ذي مخلب من الطير.
  • وفي نفس

    الوقت

    اختلفوا في التحليل والتحريم لبعض الحيوانات كالخيول والضباع والثعالب والغراب وغيرها.
  • ويرى المذهب المالكي أنّه يجوز أكل كل الحيوانات من الفيلة إلى

    النمل

    والديدان وكل ما بينهما، ما عدا البشر والخنازير وهو ممنوع بالإجماع.

  • أنّ الأصل في تحريم اللحوم المنهي عنها من الحيوانات المحرم أكلها، والأصل في لحوم الحيوان الجواز.


  • إذا اشتبهنا في حيوان هل هو المسموح أم مم المحرم ي


    جوز لنا أكله، ولكن إذا اشتبهنا في هذه اللحوم بأنّها من المذبوحة أم ميتة،

    ف

    الأصل تحريمها حتى نعتقد أنّها من المسموح بها.[1]

هل الغراب نذير شؤم

يعد التشاؤم بالغراب من أعمال الجاهلية، حيث أن

الإسلام

أبطل ذلك، وذلك بعدما كان أهل الجاهلية يتشاءمون به. وفي هذا يقول الله عز وجل: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”، ويقول سبحانه وتعالى: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ  {التغابن:11}، وفي الحديث: وتؤمن بالقدر خيره وشره. رواه مسلم، وفي الحديث: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. رواه مسلم.

هل يجوز أكل لحم الغراب والهدهد

يبحث الكثيرون حول معرفة هل يجوز أكل لحم الغراب والهدهد أو يحرم أكله، والجواب: لا يجوز أكل لحم الغراب أو أكل لحم الهدهد كما أنه ممنوع لأنّ الغراب طائر يأكل الجيف، و لذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله كما أمر بقتل الفأر والأفعى.

كما يحرم أكل الكلاب بأنواعها والعقرب  فجميع هذه الحيوانات محرم أكلها ولحومها ممنوعة فالأمر بقتلها كان من النبي صلى الله عليه وسلم لحقدها ولجلبها والأذى والضرر، وهذا يدل على النهي عن أكلها، بينما الهدهد فأكله حرام لأنّ الأكل وسيلة لقتله من خلال اصطياده واسره، كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتله وما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب على المسلمين نبذه وتجنبه.

حكم قتل الفواسق في الحرم

يتفق معظم العلماء بالإجماع على جواز قتل ستة حيوانات فاسقة في الحل وفي الحرم وهي: الفأر والحدأة والأفعى والعقرب والغراب الابقع، والكلب العقور، وما يدل على صحة ذلك ما جاء في الحديث الشريف عن أُم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : “خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ في الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الأَبْقَعُ، والفَأرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْحُدَيَّا”، والمتفق عليه قتل ستة أنواع من الدواب تتمثل فيما يلي:


  • الفأر:

    فلا يوجد حيوان أفسد من الفأر ولا أكبر ضرر منه وقد سمحوا بقتله لأنه لا يترك خلفه لا حقير ولا شريف ويفسد كل شيء يمر عليه ويهلكه، ولهذا يسميه أبو الخراب، كما أنّ الفأر قد يقوم بعض الراكب ويمكنه أيضًا سرقة أو إتلاف أموال الناس.

  • العقرب:

    ويرجع السبب في إباحة قتل العقرب لأنّ من ذوات المسموم، لذا فهو ضار فكانت الحكمة في قتل العقرب أنه سام وضار، فقد لدغ العقرب نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أثناء صلاته، وعن أُمّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: “لَدَغَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَقْرَبٌ وهو في الصَّلاَةِ، فقال: لَعَنَ اللهُ الْعَقْرَبَ، ما تَدَعُ الْمُصَلِّيَ وَغَيْرَ الْمُصَلِّي، اقْتُلُوهَا في الْحِلِّ وَالْحَرَمِ”.

  • الكلب العقور:

    يُعتقد أنّ الكلب العقور مفترسًا تمامًا مثل الأسود والنمور، لذلك فمن الأرجح أن كل عاد مفترس كالأسد والنور والثعلب والذئب ونحو ذلك، ويرجع السبب في إباحة قتل الكلب العقور هو كثرة اعتداؤها على النّاس وإخافتها لهم وإلحاق الضرر بهم وعقر النّاس وافتراس الحيوانات الضعيفة، فهي من فصيلة السباع العادية القاتلة فهي مفترسة، ووجب قتلها في الحل والحرم بسبب ضررها الكبير.

  • الحية:

    وترجع أسباب إباحة قتل الحية لنفس ذات أسباب إباحة قتل العقرب، لأنّها من ذوات السموم فلا تجلب النّفع وتقصد من تقوم بلدغه فتتبع حسه وتقوم بإفسادها وضررها فهي تُذهب البصر وتسبب العمى وتفسد حمل المرأة، ولذلك أمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بقتل الحيّة.

  • الحدأة:

    تعتبر من الطير الجارحة وتعرف بأنّها من أكثر الطيور مقاومة لأنّها لا تصطاد وإنما تخطف فريستها، ولذلك كنيت الحدأة بأبي الخطّاف حيث إنها تخطف فريستها من الفراخ والجراء وهي صغار أطفال الكلاب تمامًا كما يخطف اللحم الذي ينتشر أثناء الذبح، وتقع الحدأة على الحثة فيأكل منها، ولهذا أباحوا قتلها لأكلها الميتة.

  • الغراب:

    ويُقصد بالغراب “الأبقع”، وهو الذي يختلط سواده بشيء البياض، ويُعد من أشنع أنواع الغربان لكثره ضرره وإيذائه، ويضرب به المثل لكل خبيث ولكل شر، ولذلك سمح جمهور الفقهاء بقتله، كما أنه يسقط على ظهر الإبل التي ترجع ملكيتها للبدو الرحل، وينقر  عليها القروح والدَّبر، مما يُلحق الدواب بالأذى البالغ والأضرار الجسيمة بها وأحيانًا يقوم بسرقة اللحوم من أيدي النّاس.[2]