ما هو علم الاركيولوجيا ؟ ” وأهميتة
مفهوم الأركيولوجيا
علم الأركيولوجيا أو ما يعرف بعلم الآثار، هو علم يقوم بدراسة الآثار المادية للإنسان منذ بداية الخليقة، ويهتم علم الأركيولوجيا بدراسة ما تركه الإنسان القديم من أحجام قام بنحتها وتشكيلها الإنسان واندفعت بفعل عوامل المناخ تحت الأرض.
ويقوم علم الآثار بالبحث والتنقيب عنها ودراسة كل ما يتعلق بها من الآلات التي استخدمت في تشكيلها وجميع ما تركه الإنسان القديم من آثار من كلاً من قصور ومقابر وتوابيت، التي تعود للحضارة الفرعونية القديمة على الأخص.
ويهتم علم الآثار بدراسة ما تحتويه القصور والمقابر والتوابيت وما بداخلها من مومياوات، وكذلك كل ما يتعلق بها من مجوهرات وتحف،
ويُعد علم الآثار أو ما يعرف بعلم الأركيولوجيا، هو العلم الوحيد المختص بمعرفة تاريخ الإنسان القديم ودراسة كل ما يتعلق به، كما يقوم علم الآثار بالتعاون مع العلوم الأخرى ليقدم لنا دراسة وصفية لكلاً من علم الحيوان والنبات كذلك.[1]
مجالات دراسة الأركيولوجيا
علم الأركيولوجيا من العلوم ذات المجال الواسع وقد تم تقسيمه ليشمل علم الآثار الأحيائي، حيث يقوم في الأساس على دراسة كلاً من البقايا البشرية والحيوانية والنباتية كذلك، حيث يختص هذا العلم بدراسة الهياكل العظمية وفحصها من أجل الوصول لتاريخها.
كما يقوم علم الأركيولوجيا بدراسة بقايا البشر التي توجد في السواحل تحت
الماء
كذلك، نتيجة تعرض مجموعة من البشر لحادث غرق ما، يقوم علم الآثار باستخراج هذه البقايا البشرية وكل ما يتم العثور عليه من المتعلقات الخاصة بهم، ويقوم علم الآثار أولاً قبل البدء في فحص هذه البقايا بتحديد تاريخ استخراج هذه البقايا.
كما يُصنف علم الآثار في كلاً من أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية كأحد فروع العلوم الإنسانية، أما عن علم الآثار في باقي دول
العالم
فهو يُعد علم مستقل للبحث والدراسة.
مجالات العمل في الأركيولوجيا
يتسع علم الآثار ليشمل العديد من المجالات، ومنها العمل الميداني، الذي يقوم بالبحث والتنقيب عن الآثار، كما يهتم بعملية الحفر على أسس علمية مدروسة من أجل الحفاظ على الآثار وعدم المساس بها في روما.
لذلك في العاصمة الإيطالية روما لا بد قبل البدء في بناء أي منشأة الحصول على تصريح للتأكد من خلو المكان من أي آثار للحضارة الرومانية وذلك بسبب انتشار الآثار الرومانية في كل مكان تحت الأرض.
وتسمي هذه الوظيفة بالمدقق الأثري هذا بالإضافة إلى ظهور وظيفة أخري تخص مجال علم الأركيولوجيا وهى وظيفة المؤرخ الذي يقوم بتسجيل أماكن الآثار وتاريخ اكتشافها والوصف الذي قام علماء الآثار بتحليله، كما يتضمن علم الآثار العمل في مجال العلوم الأرضية والمساعدة في استكشاف المعادن كذلك.[2]
طرق معرفة التاريخ في الأركيولوجيا
من الأمور المهمة في علم الآثار الذي يقوم الباحث بدراسته ويعطيه الأولوية هو معرفة تاريخ القطع الآثارية التي تم اكتشافها، ولمعرفة ذلك يتطلب الأمر بعض الأمور البسيطة وفي بعض الحالات تحتاج الأمر طرق شديدة التعقيد بالإضافة إلي استخدام بعض الأدوات الدقيقة ومن هذه الطرق ما يلي:
-
الكربون المشع:
يستخدم في
تحديد
عمر القطع الآثارية التي تجاوزت الخمسون ألف عام.
-
التاريخ
النسبي:
حيث يتم تحديد تاريخ بعض القطع بناءاً على ما يقاربها من قطع أخرى بالنسبة لها.
-
حلقات خشب الأشجار:
يقوم العلماء بتحديد تاريخ بعض الآثار مثل معرفة تاريخ الأشخاص بواسطة عدُّ حلقاتها ليتم على أساسها
حساب
وتقدير عمرها.
-
البوتاسيوم المشع:
يستخدم البوتاسيوم المشع مثلمًا يستخدم الكربون المشع ولكن البوتاسيوم يستخدم في تحديد عمر القطع الآثارية التي تجاوز عمرها مليوني عام.
-
التاريخ الذاتي:
ويكون ذات في البعض القطع التي يكون مدون عليها تاريخها مثل قطع النقود المعدنية.
-
التسلسل الزمني للطين:
ويقوم العلماء من خلال دراسة طبقات الأرض والترتيبات الطينة المحيطة بالقطع الأثرية ويتم بذلك تحديد تاريخها.[3]
أهمية علم الآثار
يهتم علم الآثار في الأساس على دراسة الآثار المادية للحضارة التي أقامها وأنشأها الإنسان القديم، ويكون ذلك من خلال استقراء كافة الشواهد المادية على كافة العصور التاريخية.
ويحاول الباحثين والدارسين لعلم الآثار باكتشاف واستخلاص كل ما يتعلق بحياة الإنسان القديم الجمالية والثقافية والفكرية والأخلاقية التي تظهر بشكل واضح على هذه القطع الآثارية التي قام الدارسين والباحثين باكتشافها.
حيث تؤدي هذه الاكتشافات العظيمة إلي معرفة الإنسان في عصرنا الحالي حياة الإنسان القديمة وتجعلك يتخيل شكل وطريقة الحياة القديمة ومدى تقدم الإنسان القديم بالرغم من عدم توافر الكثير من سُبل العيش في وقتنا الحالي.
كما يقوم علم الآثار بالإضافة إلي ما سبق بدراسة بالتحقق إلى ما وصل إليه من معلومات تخص ما تم اكتشافه من آثار الحضارات القديمة، ويقوم بمحاولة فك طلاسم العديد من الحضارات التي مازالت مبهمة للعديد حتى الأن.
ولقد ظهرت أهمية علم الآثار على سبيل المثال عندما قام العالم الدكتور روبرت بولارد في عام 1985 م بمعرفة وتحديد
موقع
غرق سفينة التايتنك، التي غرقت في عام 1912م في المحيط الأطلسي وغرق كل ما عليها حيث يصل عدد ركابها إلي ما يقارب 1500 شخص.
هذا بخلاف طاقم السفينة، وقد استخدام الدكتور بولارد بجهاز السونار مع مساعدة علماء الآثار واستخدام كاميرات الاستكشاف عن بعد، تحديد مكان حطام السفينة واكتشاف العديد من الحقائق حول السفينة بعد غرقها.
حيث تم اكتشاف أن السفين انقسمت إلى جزئين عند غرقها، كما تم اكتشاف العديد من القطع الآثارية كانت على متن السفينة، كما تم اكتشاف بقايا حطام السفينة في منطقة مخّيمات الصّيد في الجرف القاري لخليج المكسيك، كما تم العثور على بعض الحطام في مياه
البحر
المتوسط في مدينة الإسكندرية.
أسس دراسة علم الآثار
تقوم أسس دراسة علم الآثار على قاعدتين أساسيتين مرتبطتين لا يمكن الفصل بينهما وهما كما يلي:
-
المنهج العلمي والميداني لعلم الآثار
حيث يكون ذلك من خلال القيام بعملية التنقيب والبحث عن الآثار، وعملية استخرجها من باطن الأرض، ويتم فحصها والاستفادة من كافة المعلومات التي تخصها وإدخالها في العلوم التطبيقية والعلمية كذلك.
كما يقوم علم الآثار بعدم اكتمال علمية الكشف والدراسة القيام بعمل صيانة لهذه القطع إذا تطلب الأمر ذلك، ثم يقوم بعمل حفظ لها وعرضها في المتاحف المخصصة لذلك.
ويقوم علم الآثار بوضع الأرضيات وطرح جميع الأسئلة المتعلقة بما سوف يقوموا به من اكتشافات أثرية والبحث عن الأدلة التي تقودهم إلى
اختبار
موقع الحفر اكتشاف جديد، حيث يستخدم علماء الآثار تقنيات أخذ العينات العلمية التي يقوم على أساسها بعد ذلك تحديد مكان الحفر.
كما تُعد عملية البحث والتنقيب عن الآثار هي الأساس في دراسة الآثار لاكتشاف ما تحويه الأرض وتخفيه في باطنها من آثار يتم من خلال اكتشافها معرفة حياة الإنسان القديمة ومعرفة كيف كانوا يعيشون.
-
الجانب النظري والأكاديمي
يعتمد هذا الجانب من الدراسة للاكتشافات الأثرية على معرفة تاريخ القطع الآثارية، وذلك حتى يتم تحديد نوعية وكيفية الحياة في تلك الفترة، وذلك من خلال اتباع الدارسين
والباحثين علم الآثار طرق أكاديمية وعلمية وبحثية كذلك في الوصول كل هذه المعلومات التي قامت عليها حياة الإنسان في الحضارات القديمة ومعرفة كيف كان نمط الحياة وكيف كان يتفاعل الإنسان قديمًا مع البيئة المحيطة به التي كان يعيش فيها.[1]