هل التأمل حرام ؟ ” ولماذا
ما هو التأمل
للتأمل مفاهيم كثيرة منها أن التأمل هو ممارسة يقوم فيها الشخص بتدريب عقله لتحفيز الوعي الداخلي، وفي المقابل يحصل على فوائد معنوية وعقلية.[1]
فوائد التأمل
التأمل هو عبارة عن تمرين هام ومفيد للجسم والعقل والروح إذا تمت ممارسته بطريقة صحيحة فهو يتيح الشعور بالاسترخاء، ويجعلك تتصل بنفسك الطبيعية وبالتالي تستطيع التفكير بشكل أنضج ويجعلك تتجه إلى اتباع أسلوب مبدع في حياتك وخلق كل ما هو جديد في حياتك.
حيث انك بعد أن تمارس وتقضي بعض
الوقت
في التأمل بشعور الوعي الداخلي الذي يوجد بداخلك وهذا له دور هام ومفيد للنمو الجسدي، ويثبت لك التأمل أن لا يستطيع أي شخص أن يجعلك سعيداً ومتفائلاً غير نفسك، فكل واحد منا عليه أن يكتشف طريقه الذي يتناسب معه حتى يسير فيه، ومن المعروف أن للأصدقاء والأسرة دور هام وضروري في تقديم يد المساعدة إلا أننا لا يجب أن نتأثر بهم إلى درجة كبيرة حتى لا يجعلنا هذا التأثر أن ننحرف عن مسارنا الذي يحقق أهدافنا و ميولنا ورغباتنا.[1]
الأديان والتأمل
ليس على التأمل أي اختلاف ديني، فهو يهدف إلى الوصول إلى السلام الروحي والعقلي عن طريق تصفية العقل من أية أفكار سلبية ويساعدك في اكتساب طاقة ايجابية تساعدك في مواجهة مشاكلك اليومية بحكمة وهدوء، وبالتالي يعزز من الترابط الوثيق بين الدين والتأمل.
هل التأمل حرام
الإجابة هي لا، حيث أن هناك الكثير من المفاهيم للتأمل مذكورة في الشرع ، مثلاً فحكم التأمل كحكم التفكر، منه المحمود ومنه المذموم، وذلك على حسب الأمر المتأمَّل فيه، وما يؤدي إليه.
حيث قال ابن القيم: “فالفكر هو إحضار معرفتين في
القلب
ليستثمر منهما معرفة ثالثة، ومثال ذلك إذا أحضر في قلبه العاجلة وعيشها ونعيمها وما يقترن به من الآفات وانقطاعه وزواله، ثم أحضر في قلبه الآخرة ونعيمها ولذته ودوامه وفضله على نعيم الدنيا وجزم بهذين العلمين أثمر له ذلك علما ثالثا وهو أن الآخرة ونعيمها الفاضل الدائم أولى عند كل عاقل بإيثاره من العاجلة المنقطعة المنغصة… وهذا يسمى تفكرا وتذكرا ونظرا وتأملا واعتبارا وتدبرا واستبصارا، وهذه معان متقاربة تجتمع في شيء وتتفرق في آخر… يسمى تأملا؛ لأنه مراجعة للنظر كرة بعد كرة حتى يتجلى له وينكشف لقلبه… فالخير والسعادة في خزانة مفتاحها التفكر، فإنه لا بد من تفكر وعلم يكون نتيجته الفكر وحال يحدث للقلب من ذلك العلم، فإن كل من عمل شيئا من المحبوب أو المكروه لا بد أن يبقى لقلبه حالة وينصبغ بصبغة من علمه، وتلك الحال توجب له إرادة وتلك الإرادة توجب وقوع العمل، فها هنا خمسة أمور الفكر وثمرته العلم، وثمرتهما الحالة التي تحدث للقلب، وثمرة ذلك الإرادة، وثمرتها العمل، فالفكر إذا هو المبدأ والمفتاح للخيرات كلها، وهذا يكشف لك عن فضل التفكر وشرفه، وأنه من أفضل أعمال القلب وأنفعها له حتى قيل تفكر
ساعة
خير من عبادة سنة، فالفكر هو الذي ينقل من موت الفطنة إلى حياة اليقظة، ومن المكاره إلى المحاب، ومن الرغبة والحرص إلى الزهد والقناعة، ومن سجن الدنيا إلى فضاء الاخرة، ومن ضيق الجهل إلى سعة العلم ورحبه، ومن مرض الشهوة والإخلاد إلى هذه الدار إلى شفاء الإنابة إلى الله والتجافي عن دار الغرور، ومن مصيبة العمى والصمم والبكم إلى نعمة البصر والسمع والفهم عن الله والعقل عنه، ومن أمراض الشبهات إلى برد اليقين وثلج الصدور، وبالجملة فأصل كل طاعة إنما هي الفكر، وكذلك أصل كل معصية إنما يحدث من جانب الفكرة”. اهـ, باختصار من مفتاح دار السعادة.[2]
نقد التأمل علمياً والتشكيك به
وجد الكثير من الباحثين أن التأثيرات الجانبية التي توصلوا إليها تشابه تلك التأثيرات التي وجدت في الدراسات الألمانية عن خلاصة التأمل وما عرف بالاسترخاء الذي يتسبب في القلق وتم وصف النتائج بالزيادة المتناقضة للتوتر والقلق والارتباك وقلة دوافع الحياة والملل والألم والاكتئاب والشعور بالسلبية الزيادة وإدمان التأمل والشعور بعدم الراحة عند الحركة والشعور بالخوف والغضب والقلق واليأس.
أظهرت بعض الاختبارات أن التأمل يأتي ببعض الأشارات العصبية التي تختلف بشكل كبير مع تلك التي تظهر عند الأسترخاء والراحة وفقاً لمؤيدي التأمل التجاوزي (هو نوع من أحد
أشهر
انواع التأمل) كما يدعي مروجوا التأمل أن يمكن للإنسان القدرة على الطيران رغم ان ذلك لم يحدث ابداً وقد توقفت تلك الادعاءات في الفترة الأخيرة.
وفي احدى المقابلات قال أحد اساتذة جامعة مهاريشي في الولايات المتحدة التي تروج للتأمل بأن هناك مدينة من مدن ولاية ايوا التي يوجد فيها عدد كبير من المؤمنين بالتأمل وذلك يجعل المدينة تمتلك صفات فريدة ومميزة، من ناحية قلة الجرائم وحوادث السير وجودة المحاصيل، ولكن عندما تحققوا من الأمر فيما بعد من قبل الدكتور المناقش ظهر أن لا يوجد اي نسبة مميزة تكلم عنها مروجوا التأمل.
ويركز مروجوا التأمل في كافة إعلاناتها على الفوائد العملية للتأمل مثل التخلص من التوتر والقلق، وينشر مروجوا التأمل فيدوهات للأعضاء في مختلف أنحاء
العالم
وهم يؤيدون لفوائد التأمل، ولكن لا يتم ذكر أي نتائج للبحوث والأختبارات العلمية التي توضح نتائج مشابهة لنتائج التأمل والتي يمكن الحصول عليها عن طريق الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو تآدية بعض تمارين الأسترخاء والتي يمكن تآديتها من خلال بعض الكتب، أو من ممارستها الأصليين.[1]
كيف تتأمل
هناك العديد من أساليب التأمل مثل “تجسيد الصورة الذهنية” وتعتبر هي المرحلة الأولى التي ينبغي أن تبدأ بها والتي يتم فيها خلق وتخيل صورة في الذهن لشيء معين ثم التركيز عليه بصورة كلية حيث يمكنك ذلك من عدم القدرة على رؤية أي شيء حولك غير هذه الصورة التي رسمتها في ذهنك والتي تجدها في صورة مرئية أمام عينيك، وهناك خطوات يجب إتمامها واتباعها لتساعدك على التأمل الصحيح وهي:
-
يجب أن تتم عملية التأمل في مكان هادئ.
-
يجب أن تكون الإضاءة طبيعية حولك.
-
يجب أن يملأ الهواء النقي كافة أنحاء الغرفة التي يتم إتمام عملية التأمل فيها.
-
يجب ألا تكون درجة حرارة الغرفة مرتفعة جداً أو منخفضة جداً بل يجب أن يكون الطقس معتدل.
-
يجب أن يكون المكان مريح فمن الممكن أن يوجد زرع أو شموع في المكان حولك، أو من الممكن الانصات إلى بعض من الموسيقي الهادئة المريحة للأعصاب.
-
يجب أن تجلس في وضع مريح مثل (وضع القرفصاء)، بحيث يكون العمود الفقري في وضع مستقيم ومريح والرأس متعامدة على الكتفين.
-
كلما كان العمود الفقري في وضع مستقيم والرأس متعامدة على الكتفين كلما تمت عملية التنفس بسهولة أكثر وأيضاً تنتظم الدورة الدموية، ومن الممكن ميل الرأس قليلاً إلي الأمام مع ارتكاز اليدين علي الركبتين للمزيد من الراحة والاسترخاء.
-
من الممكن فتح العين أو غلقها حسب رغبتك ولكن إذا شعرت بالنعاس عند غلق العين عليك بفتحها وأن تتجول قليلاً حولك لبضعة دقائق وعندما تتنبه ويعود إليك الوعي إغلقها ولكن ليس بشكل كلي.
-
يجب أن يكون الفك واللسان في وضع استرخاء.
-
يجب أن تتنفس بعمق وهدوء لكي تتم عملية التنفس بسهولة ويسر.
-
يجب أن تتم عملية التأمل في الصباح، أي في بداية اليوم لأن العقل يكون خالي من أية أفكار سلبية من شأنها أن تفسد التأمل.
-
ليس من المفضل أن تتأمل وأنت تحت تأثير الكحول أو عندما تكون ممتلئ المعدة.
-
يجب أن تتم ممارسة التأمل مرة أو مرتين في اليوم الواحد وأن تستغرق كل مرة حوالي من 20 – 30 دقيقة.
-
يجب ألا تعود للعمل مباشرة بعد الانتهاء من التأمل.
-
لن يخلصك التأمل من ضغوط الحياة اليومية لكنه يمكنك من التعامل معها بأسلوب عملي وإيجابي.[1]