كيف أربي طفل سعيد

إذا سألت أي أب أو أم عما يريده لطفله، فستكون إجابة معظمهم أنه يريدهم أن يكونوا سعداء، وسعادة الأطفال ورفاهيتهم أهم كثيرًا من سعادة الكبار لأنه من المرجح أن يكون

الطفل

السعيد أكثر نجاحًا في حياته عندما يكبر سواء في العمل أو في الزواج ، وقد يكون من الصعب الموازنة بين ما هو أفضل للطفل وما يجعله سعيدًا لكن لا يجب أن نفصل الشيئين، على سبيل المثال قد يرى الأب أن إرسال ابنه لمدرسة بعيدة هو الأفضل له، بينما يرى الطفل أنه سيكون أسعد بالقرب من منزله، وبالنظر إلى العلم فقد وجد أن بعض الخطوات التي يقوم بها الآباء تساهم في تربية طفل أكثر سعادة.

صفات الطفل السعيد

السعادة هي نتيجة ثانوية للصحة العاطفية لأي إنسان كبيرًا كان أم صغيرًا، تبين الأبحاث أن أكبر محدد لسعادتنا هو عاداتنا العقلية والعاطفية والجسدية ، والتي تخلق كيمياء

الجسم

التي تحدد مستوى سعادتنا، ونعلم جميعًا أن البعض منا يميل إلى التفاؤل أكثر من غيره وهذا ينطبق على الأطفال ، لأن جزء من هذا فطري ، وقد تؤثر الجينات بشكل بسيط على منح الطفل مزاج أكثر سعادة، لكن بوجه عام فإن السعادة بدرجة كبيرة عادة أكثر منها جينات موروثة.

ترتبط السعادة ارتباطًا وثيقًا بثلاثة أنواع من العادات:

  • كيف نفكر ونشعر تجاه

    العالم

    ، وبالتالي ندرك تجاربنا.
  • أفعال أو عادات معينة ، مثل ممارسة الرياضة بانتظام ، وتناول الطعام الصحي ، والتأمل ، والتواصل مع الآخرين ، وتذوق الأشياء الجيدة ، وحتى الابتسام والضحك بانتظام.
  • بعض السمات الشخصية مثل ضبط النفس ، والإنصاف ، والاهتمام بالآخرين ، والمشاركة، والشجاعة ، والقيادة ، والصدق.

وقد تبدو تلك الأمور خاصة بالكبار فقط، لكنك يمكن أن تلاحظها في الأطفال، فالأطفال يفكرون ويشعرون مثلنا تمامًا وحتى تجعل الطفل سعيدًا عليك تنمية العادات التي تجعله سعيدًا.

كيف أربي طفل سعيد

هذه بعض الاستيراتيجات التي ستفيد في جعل طفلك سعيد وتساعد في حصوله على نمو عاطفي

طبيعي

إلى درجة كبيرة:

كن سعيدًا

من المفارقات في تربية الأبناء أن الخطوة الأولى على طريق سعادتهم قد تبدو أنانية بعض الشيء، وهي إسعاد نفسك، فقد أثبتت الأبحاث المكثفة وجود صلة جوهرية بين الأمهات اللاتي يشعرن بالاكتئاب و “النتائج السلبية” لدى أطفالهن ، مثل السلوك العصابي ومشكلات السلوك الأخرى، ويبدو أن اكتئاب الوالدين يسبب مشاكل سلوكية للأطفال،. كما أنه يجعل الأبوة والأمومة أقل فعالية.

وعلى الرغم من أن الدراسة وجدت أن الآباء السعداء هم أكثر احتمالية من الناحية الإحصائية لإنجاب أطفال سعداء ، إلا أنها لم تجد أي عامل وراثي يؤدي لذلك.

واجعل الطفل يقضي الإجازة مع أصدقاء سعداء، حيث إن

الضحك

معدي، لذلك يفضل أن تخرج مع

الأصدقاء

وأفراد الأسرة الذين من المحتمل أن يضحكوا كثيرًا حتى على أنفسهم، وبسبب ضحكهم سوف تجد نفسك وأبنائك يضحكون أيضًا.[1]

علم أطفالك كيفية بناء العلاقات

لا أحد ينكر أهمية وجود علاقات صحية سليمة في حياة الأطفال، لكن كثير من الأطفال لا يعرفون كيفية التواصل مع الآخرين، والأمر قد لا يتطلب منك الكثير من الوقت، يمكن أن تبدأ بتشجيع الأطفال بالقيام بأعمال صغيرة لبناء علاقات ويمكن أن يبدأ هذا الشيء بقول ” أهلا ” لطفل أخر.

اشبع الطفل عاطفيًا

إن إظهار مدى حبك لأطفالك لا ينمي علاقتك به فحسب ، بل يمكن أن يساعد في تكوين رابطة قوية ويساهم في قدرة الطفل على إنشاء روابط دائمة مع الأخرين حتى مرحلة البلوغ يمكن أن ترتبط رعاية الوالدين بحجم الحُصين لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة ، وهي منطقة في الدماغ مسئولة عن التعلم والذاكرة، فتحدث دائمًا مع طفلك بلطف وأخبره دائمًا أنك تحبه.

شجع طفلك على بذل الجهد وليس الكمال

كلما ضغط الوالدين على أطفالهم من أجل الوصول للكمال كلما عانى الأطفال من مستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب وزادت أيضًا احتمالية تعاطيهم للمخدرات في سنوات المراهقة مقارنة بالأطفال الآخرين من نفس أعمارهم، كما أن بعض الدراسات وجدت أن الأطفال الذين يتعرضون للثناء على حل بعض الألغاز البسيطة كانوا أكثر اتجاهًا نحو الإنجاز وبذل الجهد حتى يحافظوا على نجاحاتهم أكثر من الأطفال الذين حلوا ألغازًا أكثر صعوبة لكنهم لم ينالوا الثناء والمدح

الكافيين

على إنجازهم، لذلك لا تحاول أن تضغط على طفلك جتى يكون الأول على أقرانه، لكن بدلًا من ذلك شجعه على بذل الجهد.

اظهر لطفلك نموذج السلوك المسئول

لكي يتطور الأطفال إلى مواطنين مسؤولين ومنتجين ، يجب أن يشهدوا مواطنين بأعينهم مواطنين آخرين مسئولين ومنتجين، وهذا يبدأ منك كوالد ، فالأطفال سيقلدون السلوكيات التي يشهدونها في والديهم، لذلك كن أنت النموذج الذي تريد أن يكون عليه طفلك.

توسط بشكل موضوعي في نزاعات الأشقاء

تظهر الأبحاث أن الآباء الذين نجحوا في التوسط في النزاعات بين الأشقاء لديهم أطفال يتعاملون بشكل أفضل مع النزاع في حياتهم العامة، فعندما ينشأ تعارض بين الأشقاء ، أظهر تقنيات الاستماع النشط ومهارات الوساطة الأخرى، وقد يحتاج هذا منك بذل بعض الجهد في تعلم تلك المهارات.

اقرأ مع طفلك

فوائد القراءة مع الطفل كثيرة منها أنها تجعله أكثر سعادة، حيث تؤدي قراءة الأطفال إلى إحداث تغييرات في عديد من مناطق الدماغ، وهذه التغيرات تزداد عندما تقرأ مع الطفل، وعندما تفعل ذلك حاول أن تسأل الطفل عما يفكر فيه بشأن القصة وكيف يربط الأشياء ببعضها البعض، وحاول أن تكتشف مشاعره ناحية ما يقرأ ونمي بداخله الشعور بالتعاطف والسعادة تجاه ما يقرأ.

علم طفلك التفاؤل

فقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال في سن العاشرة الذين يتم تعليمهم كيفية التفكير وتفسير العالم بطريقة متفائلة هم أقل عرضة للاكتئاب عندما يمرون لاحقًا بالبلوغ بمقدار النصف عن أقرانهم.

وقد حددت الكاتبة كريستين كارتر عدة أمور وجدت أن الأطفال المتفائلين قد تفوقوا فيها على أقرانهم، منها:

  • كانوا أكثر نجاحًا في المدرسة والعمل وألعاب القوى
  • كانوا  أكثر صحة ويعيشون لفترة أطول
  • ينتهي بهم الأمر أكثر رضا مع زيجاتهم
  • هم أقل عرضة للتعامل مع الاكتئاب والقلق

اجعل الطفل يلعب

إن وقت اللعب بالنسبة للطفل ليس رفاهية، إنه ضروري لمساعدة الأطفال على النمو والتعلم.

يعتقد الباحثون أن الانخفاض الكبير في وقت اللعب غير المنظم للأطفال مسئول جزئيًا عن إبطاء التطور الإدراكي والعاطفي للأطفال، فاللعب بالإضافة إلى أنه يساعد الأطفال على تعلم التنظيم الذاتي ، فإنه أيضًا المعزز النمو الفكري والجسدي والاجتماعي والرفاهية العاطفية للطفل، كما أن اللعب مع الأطفال الآخرين أو مع البالغين يساعد على تعليمه كيفية العمل في مجموعات ، والمشاركة ، والتفاوض ، وحل النزاعات ، وتنظيم عواطفه وسلوكه ، والتحدث عن نفسه.

دع طفلك يفشل

قد يبدو السماح لأطفالك بالفشل مخالفًا للثقافة العامة السائدة اليوم ومع ذلك ، يمكن أن يكون الفشل درسًا مهمًا للغاية، تشير الدراسات إلى أن الفشل يؤدي في الواقع إلى زيادة الإنتاجية طوال الحياة ويساعد في تطوير مهارات حل المشكلات المتقدمة، لكن كما ذكرنا يجب أن تشجعه على بذل مزيد من الجهد حتى ينجح في المرات القادمة.

تناول الطعام مع الأسرة

قد يبدو لك هذا الأمر أيضًا غريبًا لكنه أمر علمي تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتناولون العشاء مع عائلاتهم بشكل منتظم يكونون أكثر استقرارًا من الناحية العاطفية وأقل عرضة لتعاطي المخدرات والكحول، كما أنهم قد حصلوا على درجات أفضل من غيرهم لديهم أعراض اكتئاب أقل ، خاصة بين الفتيات المراهقات، وهم أقل عرضة للإصابة بالسمنة أو اضطرابات الأكل، فالعشاء العائلي يفوق حتى القراءة لأطفالك من حيث إعدادهم للمدرسة، والعشاء ليس ضروريًا لكن تناول وجبة رئيسية ثابتة مع الأبناء كلما أمكن أمر هام جدًا لصحة الأبناء النفسية والعاطفية فلا يجب إهمال هذا الجانب لجعل طفلك أكثر سعادة.

علم طفلك المشاركة والعطاء

من الأفضل دائمًا أن تعطي من أن تأخذ. تظهر الأبحاث أن المشاركة تحسن من شخصية الطفل.على سبيل المثال ، أظهر الأطفال الصغار الذين طُلب منهم إعطاء هدايا للأطفال الصغار سعادة أكبر من غيرهم، يمكنك أن تبدأ مع طفلك بمشاركة أشياء صغيرة مثل قطع حلوى صغيرة، واجعل حدث المشاركة يكون بمثابة متعة خاصة ، واظهر دائمًا سعادتك عندما يفعل ذلك.[2]