اقوال الملك فيصل عن فلسطين
نبذة عن الملك فيصل
هو الملك السعودي البطل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وهو صاحب الفضل لحوث النهضة التعليمية في المملكة، وهو الابن الثالث للأميرة طرف بنت عبد الله بن عبداللطيف آل الشيخ من زوجها الملك عبدالعزيز آل سعود، ولقد تولى زمام أمور الحكم في السعودية عام 1964م، ولقد عاصر أهم القضايا التي مرت بالوطن العربي، فلقد شهد في حياته الصراع العربي الإسرائيلي كما كان كان له دورًا كبيرًا جدًا في دعم القضايا العربية حتى تمت عملية اغتياله عام 1975م.
أقوال الملك فيصل عن القضية الفلسطينية
- لقد ذكر أن الملك فيصل قال لوزير الخارجية أميركي هنري كيسينجر: (نحن كنا ولا نزال بدو، وكنا نعيش في الخيام وغذاؤنا التمر والماء فقط، ونحن مستعدون للعودة إلى ما كنا عليه، أما أنتم الغربيون فهل تستطيعون أن تعيشوا بدون النفط؟)
-
يتداول في أحد الفيديوهات الشهيرة للملك فيصل حيث قال:(ماذا ننتظر؟ هل ننتظر الضمير
العالم
ي؟ أين هو هذا الضمير؟ إن القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته ومما أبتلي به، فماذا يخيفنا هل نخشى الموت؟ وهل هناك موتة أفضل وأكرم أن يموت الإنسان مجاهدًا في سبيل الله؟) -
ومن
اقوال الملك فيصل
أيضًا: (إن الأكباد لتنفطر، وإن الجوانح لتتمزق حينما نسمع أو نرى إخوة لنا في الدين، وفي الوطن، وفي الدم، تنتهك حرماتهم، يشردون وينكل بهم يوميًا لا لشيء ارتكبوه، ولا لاعتداءٍ اعتدوه، وإنما لحب السيطرة والعدوان وإرتكاب الظلم.)
استخدام كوريا الجنوبية للضغط على إسرائيل
قال الملك فيصل للسفير الأمريكي، والذي كان يبلغ حينها 63 عامًا: (أنا رجل كبير في العمر، قبل أن أموت أريد الصلاة في جامع عمر بالقدس) وفي هذه العبارة إشارة إلى تحرير القدس من الاحتلال الإسرائيلي.
لكن هذه العبارة ليست مجرد عبارة عابرة قالها الملك فيصل ففي نفس الشهر واستنادًا إلى الوثيقة المؤرخة بالعشرين من نوفمبر عام 1973، طلبت المملكة العربية السعودية من دولة كوريا الجنوبية إصدار بيان يتضمن ما يأتي:
- إدانة جنوب كوريا لاستخدام القوة من أجل الاستيلاء على الأراضي، وذلك في إشارة إلى إسرائيل.
- دعم انسحاب إسرائيل الفوري من كل الأراضي المحتلة.
- دعم الموقف بوجوب حماية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
-
إذا لم تلتزم إسرائيل بهذه المطالب فإن كوريا الجنوبية ستعيد
النظر
في علاقاتها معها.
ولقد تلفت هذه الوثيقة المنشورة ضمن وثائق (ويكليكس) لكن قام السعوديين بإبلاغ كوريا الجنوبية بوجوب دعم الموقف العربي بهذا الشأن في الحال.[1]
حوار الملك فيصل مع الرئيس الفرنسي ديجول بشأن القضية الفلسطينية
قال الرئيس الفرنسي ديجول بلهجة متعالية: (يقول الناس يا جلالة الملك أنكم تريدون أن تقذفوا بإسرائيل في البحر، إسرائيل هذه أصبحت أمرًا واقعًا ولا يقيل أحد قبول هذا.)
فأجاب الملك فيصل: (يا فخامة الرئيس أنا أستغرب كلامك هذا، إن هتلر احتل
باريس
وأصبح احتلاله أمرًا واقعًا وكل
فرنسا
استسلمت إلا أنت انسحبت مع الجيش الإنجليزي، وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه، فلا أنت رضخت للأمر الواقع ولا شعبك رضخ، فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع، والويل يا فخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي، وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول، إن الاحتلال إذا أصبح واقعًا فقد أصبح مشروعًا.)
دهش الرئيس ديجول من سرعة بديهة الملك فيصل فغير لهجته قائلًا: (يا جلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك، فأجاب الملك فيصل: (فخامة الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك، وأنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس، أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر غزاة فاتحين، حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال فكيف تقول أن فلسطين بلدهم وهي للكنعانيين العرب، واليهود مستعمرون، وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة، فلماذا لا تعيد روما استعمار فرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط ؟ أتصلح
خريطة
العالم من أجل اليهود ولا تصلحها من أجل روما؟ ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها.
قال ديجول: ولكنهم يقولون أن أباهم ولد فيها، ف
أجاب الملك فيصل :غريب، عندك الآن مئة وخمسون سفارة في باريس وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس .. فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس، فمسكينة باريس، لا أدري لمن ستكون؟
سكت ديجول وضرب الجرس مستدعيا (بومبيدو) وكان جالسا مع الأمير سلطان بن عبد العزيز ورشاد فرعون في الخارج وقال ديجول : الآن فهمت القضية الفلسطينية، أوقفوا السلاح المصدر لإسرائيل، وكانت حينذاك تحارب بأسلحة
فرنسية
وليست أمريكية.
ويقول الدواليبي: واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة، وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأمريكية وكنت حاضرًا (الكلام للدواليبي) وقال له: إن أي نقطة بترول تذهب لإسرائيل ستجعلني أقطع البترول عنكم.
ولما علم بعد ذلك أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع البترول عنها وقامت المظاهرات في أمريكا ووقف الناس في صفوف أمام محطات البترول وهتف المتظاهرون: نريد البترول ولا نريد إسرائيل، هذه الأحداث من مذكرات معروف الدواليبي.[2]
جهود الملك فيصل في قضية فلسطين
ذكر في أحد الوثائق المؤرخة بتاريخ 19 من شهر يوليو عام 1973 أن الملك السعودي كان داعمًا قويًا للقضية الفلسطينية، فلقد قام الملك فيصل بمفاجأة جميع أعضاء السلك الدبلوماسي بإحضاره الملك ياسر عرفات رئيس فلسطين وهذا لم يكن متوقعًا أبدًا.
فكتب السفير الأمريكي حينها في برقيته: (حادثة غير مرضية وقعت الليلة الماضية في عشاء الملك لحاكم البحرين، قبل العشاء تم جمع السلك الدبلوماسي وكبار المسؤولين السعوديين وشخصيات في قاعة استقبال كبيرة بجانب غرفة العشاء من المكان، وقام رئيس البروتوكول بصف السلك الدبلوماسي لتحيتهم من قبل الملك والشيخ عيسى -ملك البحرين السابق عيسى بن سلمان آل خليفة- ومع دخول الملك والشيخ عيسى قاعة حفل الاستقبال لاحظنا شخصية عسكرية موجودة هي ياسر عرفات الذي وقف في صف الاستقبال مع الحاكم البحريني.)
وفي ذات اليوم اشتكى السفير الأمريكي من الحفاوة التي حظي بها عرفات خلال زيارة رسمية له إلى السعودية لمدة 5 أيام، بحسب ما جاء في نفس البرقية الأمريكية، وكتب عنها السفير الأمريكي في برقية في التاسع عشر من يوليو عام 1973 قائلا: (حظي رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات بالحفاوة والتغطية الإعلامية الواسعة خلال زيارته إلى السعودية، وقد يكون ذلك ناجم عن الارتباط العاطفي للملك مع القضية الفلسطينية.)
وأضاف: (يبدو أنه بمجرد وصوله قررت المملكة العربية السعودية إظهار الدعم القوي والتضامن مع عرفات شخصيًا والقضية الفلسطينية، وهو اتجاه في السياسة السعودية بدأ يتضح أكثر فأكثر في
الأشهر
الأخيرة كما تم التعبير عنه في افتتاح مكاتب لحركة فتح في الرياض وطابوق ومن خلال الإعلان رسميا الشهر الماضي (عام 1973) عن مساهمة شعبية لصندوق الشهداء بقيمة 200 ألف دولار من الرياض وحدها.)
خطاب الملك فيصل بعد قطع النفط عن الغرب
واستنادًا إلى وثيقة أخرى وردت عن الملك فيصل ومؤرخة بتاريخ الثامن من ديسمبر عام 1973، تمت الإشارة إلى استخدام الملك فيصل النفط من أجل الضغط لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
متى دخل اليهود فلسطين
،
فلقد جاء في نص الوثيقة ( أن الربط ما بين النفط السعودي بالقوة العسكرية المصرية كان واحدًا من العناصر الجديدة القوية في المرحلة الحالية من النزاع العربي الإسرائيلي، وبينما قد تكون هناك نوع من المرونة في استخدام النفط كسلاح، فإن العرب سيطلبون تقدم بما في ذلك انسحاب إسرائيلي كبير من الأراضي المحتلة قبل إنهاء الضغط في إمدادات النفط) وأكملت الوثيقة: (الملك فيصل سوف ينسق إجراءاته عن كثب مع شركائه العرب خاصةً مصر، وإلى جانب دعم السادات فإن الطبيعة الدينية للملك فيصل تدفعه للإصرار على نوع من السيطرة العربية على المدينة القديمة من القدس.)[2]