متى دخل اليهود فلسطين ؟ ” وكيف حدث ذلك
متي دخل اليهود إلى فلسطين
عرضت قضية فلسطين على الأمم المتحدة بعد وقت قصير من انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك، فإن أصل مشكلة فلسطين كقضية دولية تكمن في الأحداث التي وقعت قرب نهاية الحرب العالمية الأولى، وقد بدأ اليهود بالدخول إلى فلسطين من عام
1948 إلى عام 1951.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
نشأ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نتيجة حدوث العنف الطائفي في دولة
فلسطين
المُنتدبة، وقد نشأ منذ عام 1920 بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولم يعد مجرد صراع فقط ولكنه أصبح مجموعة من الأعمال العدائية التي لا تنتهي، ويظل هذا الصراع قائماً إلى يومنا هذا، ومن
اقوال الملك فيصل عن فلسطين
، مايأتي:
“ماذا ننتظر هل ننتظر الضمير العالمي أين هو هذا الضمير إن القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته ومما أبتلي به، فماذا يخيفنا هل نخشى الموت؟ وهل هناك موتة أفضل وأكرم أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله؟”.
قرار الانتداب في فلسطين وسبب دخول اليهود إلى فلسطين
أدت الأحداث إلى قرار عصبة الأمم بوضع فلسطين تحت إدارة بريطانيا العظمى كقوة انتداب تحت نظام الانتداب الذي تبنته عصبة الأمم، ومن حيث المبدأ، كان من المفترض أن يكون الانتداب في طبيعة مرحلة انتقالية حتى تحصل فلسطين على وضع دولة مستقلة تمامًا، وهو وضع معترف به مؤقتًا في ميثاق العصبة، ولكن في الواقع لم يؤد التطور التاريخي للانتداب إلى ظهور فلسطين كدولة مستقلة.
لم يأخذ قرار الانتداب في الاعتبار رغبات الشعب الفلسطيني، على الرغم من متطلبات العهد بأن “رغبات هذه المجتمعات يجب أن تكون الاعتبار الرئيسي في اختيار الدولة المنتدبة”، واكتسب هذا أهمية خاصة لأنه، قبل ما يقرب من خمس سنوات من استلام الانتداب من عصبة الأمم، أعطت الحكومة البريطانية التزامات للمنظمة الصهيونية فيما يتعلق بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، والتي طالب القادة الصهاينة من أجلها بـ ” صلة تاريخية “منذ أن عاش أجدادهم في فلسطين قبل ألفي عام قبل أن يتشتتوا في” الشتات “.
خلال فترة الانتداب، عملت المنظمة الصهيونية على
تأمين
إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وشعر السكان الأصليون في فلسطين، الذين سكن أجدادهم الأرض منذ الألفيتين السابقتين تقريبًا، أن هذا التصميم يمثل انتهاكًا لحقوقهم الطبيعية وغير القابلة للتصرف، كما اعتبروها انتهاكًا لضمانات الاستقلال التي قدمتها دول الحلفاء للزعماء العرب مقابل دعمهم أثناء الحرب، وكانت النتيجة تصاعد مقاومة العرب للانتداب، تلاها لجوء الجالية اليهودية إلى العنف مع اقتراب الحرب العالمية الثانية من نهايتها.
بعد ربع قرن من الانتداب، قدمت بريطانيا العظمى ما أصبح “مشكلة فلسطين” إلى الأمم المتحدة على أساس أن القوة المنتدبة تواجه التزامات متضاربة أثبتت عدم إمكانية التوفيق بينها، وفي هذه المرحلة، عندما كانت الأمم المتحدة نفسها بالكاد تبلغ من
العمر
عامين، دمر العنف فلسطين، وبعد التحقيق في البدائل المختلفة، اقترحت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين، واحدة عربية فلسطينية والأخرى يهودية، مع تدويل القدس، ولكن لم تجلب خطة التقسيم السلام لفلسطين، وانتشر العنف السائد إلى حرب في الشرق الأوسط أوقفتها فقط إجراءات الأمم المتحدة، وأعلنت إحدى الدولتين المتصورتين في خطة التقسيم استقلالها كإسرائيل، وفي سلسلة من الحروب المتتالية، توسعت سيطرتها الإقليمية لتشمل كل فلسطين، ولم تظهر الدولة العربية الفلسطينية المتصورة في خطة التقسيم على
خريطة
العالم، وعلى مدى السنوات الثلاثين التالية، كافح الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المفقودة.
اتسعت مشكلة فلسطين بسرعة إلى نزاع الشرق الأوسط بين الدول العربية وإسرائيل، ومنذ عام 1948، كانت هناك حروب ودمار، مما أجبر ملايين الفلسطينيين على النزوح، وإشراك الأمم المتحدة في
بحث
مستمر عن حل لمشكلة أصبحت تنطوي على مصدر خطر محتمل على السلام العالمي.
مراحل هجرة اليهود إلى فلسطين
واجهت دولة فلسطين خمس موجات من هجرات اليهود إلى فلسطين، وقد حدث ذلك بعد حدوث العديد من المشاكل والأزمات، وذلك من نهاية القرن التاسع عشر إلى الحرب العالمية الثانية، وسنتعرف على تلك الموجات فيما يأتي:
-
الهجرة
الأولى 1882-1903م:
وقد تم حدوث تلك الهجرة على جزئين، حيث وفد حوالي تمت 25 ألف من اليهود إلى الأراضي الفلسطينية، وهؤلاء اليهود كان أغلبهم من يهود رومانيا وروسيا وقد تم تمويل هؤلاء اليهود عن طريق جمعيات أحباء صهيون بالتعاون مع حركة
البيلو
والعديد من الشخصيات الاستعمارية وبعض الأجهزة البريطانية.
-
الهجرة الثانية 1904-1918م:
وقد تم حدوث تلك الهجرة وذلك بعد تكوين الحركة الصهيونية، وقد وصل عدد المهاجرين اليهود إلى حوالي 40 ألفاً إلى فلسطين، وقد وفد أغلبهم من روسيا ورومانيا وكان هؤلاء الشباب من الشباب المغامرين وقد قامت الأجهزة القائمة على الاستعمار بتجنيدهم، وبعد انتهاء المرحلة الثانية من الهجرة الثانية، وبعد أن اندلعت الحرب العالمية الأولى وذلك في عام 1914م، كان قد بلغ عدد اليهود في الأراضي الفلسطينية إلى حوالي 85 ألف يهودي، وكانوا قد استولوا على حوالى 418 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية، كما استولوا أيضاً على حوالى 44 مستعمرة زراعية.
-
الهجرة الثالثة 1919-1923م:
وقد وصل عدد الأشخاص المهاجرين في تلك الهجرة إلى ما قد يصل إلى 35 ألف مهاجر من اليهود، وهذا ما يقدر بنسبة حوالي 8000 مهاجر يهودي خلال العام، وقد وفد أغلب هؤلاء اليهود من روسيا ورومانيا وبولندا، والجزء الأقل منهم كانوا من يهود ألمانيا وأمريكا.
-
الهجرة الرابعة 1924-1932م:
وقد نشأت تلك الهجرة في وقت الانتداب البريطاني، وقد انتقل
حوالى
89 ألف مهاجر من اليهود إلى الأراضي الفلسطينية، وقد كان أغلب هؤلاء المهاجرين اليهود من شباب الطبقة المتوسطة من بولندا، وكان البعض منهم يمتلك بعض من الأموال وقد قاموا بإنشاء بعض المشاريع الصغيرة.
وقد وصل عدد الأشخاص اليهود المهاجرين إلى فلسطين إلى أعلى نسبة، وذلك في سنة 1925م، حيث قد بلغ عدد اليهود حوالي 33 ألف شخص بالمقارنة مع 13 ألف شخص في عام 1924م، وبعد هذا قل عدد اليهود حتى بلغ حوالي 13 ألفً شخص مرةً أخري وذلك كان في عام 1926م، وبعد ذلك كانت الهجرة إلى فلسطين قد بدأت في الانحسار وذلك في سنة 1927م، وكان السبب وراء ذلك الانحسار هو وجود العديد من المشاكل والصعوبات الاقتصادية في فلسطين في ذلك
الوقت
، حيث بلغ عددهم في هذا الوقت إلى حوالي 3000 شخص، ثم 2000 شخص، وذلك في عام 1928م.
وقد وصل إجمالي عدد اليهود في فلسطين في نهاية هذه المرحلة حوالي 175 ألفاً استوطن 136 ألفاً منهم في 19 مستعمرة مدنية أما الباقون فقد انتشروا في نحو 110 مستعمرات زراعية.
-
الهجرة الخامسة 1933-1939م:
وقد وصل عدد الأشخاص المهاجرين من اليهود الذين اتجهوا إلى فلسطين في ذلك الوقت إلى ما يقدر بحوالي 215 ألف شخص، وقد أتي أغلبهم من دول وسط أوروبا والتي قد تأثرت بعد وصول النازية إلى الحكم، وقد قام حوالي 45 ألف شخص بالهجرة في ذلك الوقت، وقد وصلت نسبة اليهود المهاجرين من ألمانيا إلى فلسطين عام 1938م حوالي 52% من المجموع الكلى للأشخاص اليهود الذين هاجروا.
وفي عام 1933م قد نشر الكتاب الأبيض، والذي بعد صدوره أصدرت بريطانيا قراراً قامت فيه بوضع حد معين للهجرة، حيث صرحت بهجرة حوالي 75 ألفً شخص فقط وذلك على مدار الخمس سنوات التالية، وعلى إثر ذلك قل عدد المهاجرين من خلال الطريق الرسمي وزاد عددهم من خلال الطريق غير الرسمي، وقد وصل إلى أعلى حد له في عام 1935م، وقد بلغ عدد الأشخاص المهاجرين حوالي 62 ألف مهاجر، وبعد ذلك قلت الأعداد وذلك ثم لأن بسبب ثورة 1936 قد اندلعت في فلسطين.[1]