لماذا تموت اللغات
أسباب اندثار
اللغات
يتساءل بعض الأشخاص ماذا سوف يكون شعورهم حينما يكونون آخر أشخاص على وجه الأرض يتحدثون باللغة الخاصة بهم، حيث إنه
بالنسبة لهؤلاء الأفراد الذين يمتلكون الملايين من المتحدثين بلغاتهم الأصلية، قد يكون من المستحيل تخيل هذا،
وبالرغم من ذلك، ظهرت اللغات وذهبت خلال تاريخ البشرية، ولا زالت تؤدي هذا، إذ
يقدر اللغويون أنه ما بين حوالي 6900 لغة في العالم، ما يزيد عن نصفها معرضة لفرصة الانقراض عند الوصول إلى نهاية القرن الحادي والعشرين،
وفي القليل من الأوقات تموت اللغات بسرعة كبيرة، كما
يمكن أن يتم ذلك حينما يُقضى على مجتمعات صغيرة من المتحدثين نتيجة الكوارث أو الحرب، حيث إنه
في السلفادور، على سبيل المثال، قد تخلى المتحدثون من السكان الأصليين (لينكا) و(كاكاوبيرا) عن لغاتهم من أجل تجنب تعريفهم على أنهم هنود بعد مذبحة في عام 1932م، والتي قتل فيها القوات السلفادورية عشرات الآلاف من الفلاحين الأصليين لقمع الانتفاضة، وموت تلك اللغات يعود إلى أسباب محددة يمكن ذكرها في الآتي:[1] [2]
-
تعد اللغة ضعيفة حينما يتحدث الأطفال لغة والديهم فقط في المنزل أو عند وجود الأقارب.
-
تعد اللغة مهددة بالانقراض حينما يتوقف الأطفال عن دراستها، ومع هذا إنها لغتهم الأم.
-
كذلك تعد اللغة مهددة بطريقة خطيرة عندما يكون أصغر الأشخاص الذين يستطيعون التحدث بها هم الأجداد.
اللغات
المهددة بالانقراض
اللغة المهددة بالانقراض هي عبارة عن لغة من المحتمل أن تنقرض في
المستقبل
القريب، حيث
يفشل استعمال الكثير من اللغات وتُستبدل بأخرى، كما تستعمل على أوسع نطاق في المنطقة أو الأمة، مثل اللغة
الإنجليزية
في الولايات المتحدة أو اللغة الإسبانية في المكسيك، وهو ما سوف يتم
ما لم تُعكس الاتجاهات الحالية، كما أنها سوف تنقرض تلك اللغات المهددة بالانقراض أثناء القرن المقبل،
بالإضافة إلى أنه لم يعد يتعلم الكثير من اللغات الأخرى من قبل الأجيال الجديدة من الأطفال أو بواسطة المتحدثين الكبار الجدد، إلى جانب أن
تلك اللغات سوف تنقرض حينما يموت آخر متحدث بها،
وفي حقيقة الأمر، هناك في عشرات اللغات اليوم متحدث أصلي واحد هو المستمر على قيد الحياة، ومع وموت ذلك الشخص سوف يشير هذا إلى انقراض تلك اللغة، بمعنى أنه لن يتحدث بها أو يعرفها أي إنسان بعد الآن، وفيما يلي بعض من اللغات المهددة بالانقراض:[3]
الغيلية الأيرلندية
الغيلية الأيرلندية تمتلك الأن أكثر من 40،000 من المتحدثين الأصليين، حيث يوجد
الكثير من المجتمعات في أيرلندا، والتي تُعرف باسم (Gaeltachts)، إذ لا يزال يتم التحدث باللغة الأيرلندية على أنها لغة أساسية،كما
بذلت الجهود الحكومية منذ سنوات كثيرة مطالبة الطلاب الأيرلنديين بتعلم اللغة الأيرلندية والتشجيع على التحدث بها،
ومع كل هذه المحاولات من الحكومة، لا زالت تلك اللغة مصنفة على أنها ضعيفة في (ELCat).
كريمتشاك
تهجئ كذلك (Krimchak)، والتي تسمى (Judeo-Crimean Tatar)، حيث يتحدث بها الناس في شبه جزيرة القرم، وأيضًا في شبه جزيرة أوكرانيا، ومن الواضح
أن الأشخاص الذين ولدوا أثناء الثلاثينيات أو قبلها فقط قد احتفظوا بطلاقة في تلك اللغة، وهم بذلك يتركون حوالي 200 متحدث أصلي على قيد الحياة حينما تم إجراء البحث في عام 2007م.
أوكاناجان كولفيل
تُعرف كذلك باسم (Nsyilxcən)، وهي واحدة من مئات اللغات الأمريكية الأصلية التي تعد مهددة بالانقراض، حيث
تحدث في المقام الأول في المجتمعات في كولومبيا البريطانية، والذي يقدر بما يقرب من 150 متحدثًا أصليًا لتلك اللغة فقط، كما أنه
لحسن الحظ، قد جمعت (ELCat) عددًا كبيرًا من الموارد، بما يتضمن في هذا مقاطع الفيديو من أجل المساعدة في الحفاظ على تلك اللغة.
رابا نوي
حيث تتعرض الكثير من اللغات للخطر نتيجة عزل سكانها من المتحدثين في الجزر، كما أن
رابا نوي هي واحدة من تلك اللغات، إذ
تعد لغة رابا نوي لغة مهددة بالانقراض، ويتم التحدث بها في جزيرة إيستر الشهيرة، وهذا
اعتبارًا من عام 2000م، فقد كان هناك 3390 متحدثًا أصليًا،
وأضحت الإسبانية تدريجيًا اللغة الأكثر شيوعًا بين سكان الجزيرة.
اللغات التي انقرضت
اللغات الميتة ليست عبارة عن مجرد تاريخ قديم، حيث إن
اللغة الميتة هي أي لغة لم تصبح اللغة الأم لأي مجتمع حتى إذا كانت لا تزال تستخدم أو يتم تعليمها، كما أن
اللغة الميتة التي غالبًا ما تخطر ببال الكثير من الأشخاص هي اللغة اللاتينية، والتي تمتلك تأثير كبير على الكثير من اللغات المستعملة اليوم،
و
من المفترض أن تكون (ميتة)، وبالرغم من هذا يتم التحدث عن اللغات الميتة لأنها مهمة من أجل فهم أصول اللغات التي يتحدث بها الناس اليوم، وفي التالي مجموعة من اللغات التي انقرضت بالفعل:
[4]
اللغة اللاتينية
اللاتينية تعتبر أكثر اللغات الميتة شهرة،
ومع أنها تعتبر لغة ميتة للعديد من القرون، إلا أنها لا تزال تُدرس في المدرسة على أنها طريقة مهمة من أجل فهم الكثير من اللغات، حيث
كان يتم التحدث باللاتينية في الأصل بواسطة الناس الذين يعيشون على طول
نهر
(التيبر السفلي)، وقد
انتشرت المنطقة الجغرافية التي تستعمل اللاتينية مع الإمبراطورية الرومانية، إذ
شقت اللغة طريقها في كافة أنحاء أوروبا ومن خلال المناطق الساحلية الغربية للبحر الأبيض المتوسط في إفريقيا،
و
جزئيًا نتيجة التعقيد الهائل لها، ولكن كذلك بسبب قوى أخرى، أدت إلى موت اللاتينية مع الإمبراطورية الرومانية،
وبالرغم من هذا، تم دمجها في لغات أخرى متنوعة، وقد يقول البعض، أنها تطورت إلى لغات يتحدثها كثير من الناس في يومنا هذا،
وتتضمن تلك الفرنسية، الإسبانية، البرتغالية، الإيطالية، والرومانية.
القبطية
القبطية هي الشيء الوحيد الذي تبقى من اللغات المصرية القديمة
وحتى الهيروغليفية، حيث إن
القبطية هي عبارة عن خليط من اللغات الهيروغليفية، الديموطيقية، والهيراطيقية، والتي
تم استعماله في كافة أنحاء مصر بواسطة الحكام البطالمة بعد انتشار الثقافة اليونانية في كل أرجاء المنطقة، وفي حال
كان الشخص يريد التحدث كما فعل قدماء المصريين، فإن اللغة القبطية هي الأنسب، إذ أن
القبطية موجودة الآن فقط في ليتورجيا الكنيسة القبطية في مصر،
ويعدها البعض اللغة الأولى للمسيحية، ومما لا شك فيه أنها مهمة من أجل فهم الأصول المبكرة للمسيحية، ولكنها
فقدت مؤخرًا آخر متحدثيها الأصليين، وبذلك أصبحت لغة موجودة بطريقة أو بآخرى لعلماء اللغات الميتة.
العبرية التوراتية
ليس من الممكن أن يتم الخلط بين العبرية التوراتية والعبرية الحديثة، وهي لغة لا زالت حية إلى حد كبير، كما
تدل العبرية التوراتية إلى شكل قديم من العبرية التي تطورت إلى لغة أدبية وليتورجية في ما يقرب من عام 200م،
و
كان عندها يتحدث بها في الأصل الإسرائيليون القدماء، وحاليًا
تُدرس في المدارس العامة في إسرائيل، وذلك باعتبارها طريقة مهمة من أجل فهم العقيدة العبرية واليهودية الحديثة،
وفقًا لأن العبرية الحديثة كانت عبارة عن تطورًا للعبرية التوراتية ولا تزال تتضمن على الكثير من العناصر التوراتية، إذ أن اللغة العبرية التوراتية سهلة نسبيًا للمتحدثين باللغة العبرية الأصليين.