ملخص رواية أثقل من رضوى

نبذة عن رواية أثقل من رضوى

هذا الكتاب هو عبارة عن سيرة ذاتية للكاتبة المصرية

رضوى

عاشور، تتناول فيه سيرتها الذاتية في صورة قصص صغيرة كي تستطيع تخليد به ذكراها في التاريخ، سردت رضوى عاشور في كتابها هذا بعض الظروف التي عايشتها طوال حياتها ومرت بها وساهمت في تكوين أفكارها وشخصيتها، كما تطريثقت أيضًا إلى العديد من الأمور منها السياسي والاجتماعي والإنساني، حيث تناولت الحديث عن الثورة المصرية في عام 2011 وتحدثت عن مآسي الشعب المصري، كما تحدثت عن تجربتها المريرة مع داء السرطان، واللحظات التي أشعرتها بالعجز والألم، والصمود والقوة، ويتخلل هذا الكتاب الشيق العديد من المشاعر المحزنة والمفرحة، حيث يظهر لنا خليط مم المشاعر التي أحستها رضوى تجاه العديد من الأمور في حياتها.

ملخص قصة رواية أثقل من رضوى

تتزوج رضوى من الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، ثم تنجب منه ابنها الشاعر تميم البرغوثي، ولن تفصل لنا عن حياتها العائلية، وكأن  هذه الأمور من البديهياتالتي يجب أن يدركها القارئ، ستجعلنا رضوى نعيش معها أغلب معاناتها مع المرض، وتطوّر حالتها وعلاجها، بدايةً من بروز حبة بجانب الأذن يتم استأصلها العديد من المرات، وتكون حميدة، إلى أن تعرف أنّ لديها ورم في الدماغ يحتاج لمتابعة طبيّة عاجلة، سيكون ذلك متزامناً مع بدايات الربيع العربي في تونس، وبدايات إرهاصاته في مصر.

رضوى عاشور هي ناشطة في الشأن العام منذ سنين، تدافع عن كل ما يمتّ لقضايا حقوق المواطن داخليًا، وعن كل ما يتعلق بحقوق

الوطن

خارجيًا، رضوى عاشور واحدة من الناشطين السلميين، فبقدر ما يتيح النظام للناشطين، من اعتصامات أو تظاهر أو كتابة عرائض أو اجتماعات ومهرجانات عامة، إلا أن القضية الفلسطينية من أولى اهتمامها،  كما أنها في اهتمام أغلب الفئة المثقّفة في مصر وعبر عقود.

ثم  ستتابع رضوى استعراض إرهاصات الثورة المصرية عام ٢٠١١، وتجعلك تعيشها وجدانيًا، وتعبر عن أن هذه الثورة ستكون ثورتها وثورة أمثالها من الناشطين، كما تعتبرها ثورة الجيل الجديد من الشباب، الجيل الذي جاء إلى الدنيا ووجد أمامه الفساد والاستبداد وما ينتج عنهما، وثم يأتي الربيع العربي.

ثم تعود رضوى كي تتابع لنا تطورات الورم وتشخيصه وكيفية علاجه، وتصحبنا في بعض التفاصيل التي عايشته في رحلتها العلاجيّة مع زوجها مريد وابنها تميم، تذكرها لنا بتفاصيل حميمية تجعلنا نشعر كأننا جزء من العائلة، ثم ستذهب بنا إلى أمريكا لتلقي العلاج،  ثم سنتوقف عند العقبات التي ستواجهها أمام الإدارة في الجامعة بمصر حيث تعمل، وسنرى كيف أنهم سيحاربونها بسبب موقفها السياسي ضد النظام المصري، وكيف أنها ستعالج على نفقتها الخاصة على الرغم من حقّها في أن تتلقى العلاج على حساب الدولة، وكيف أنها ستعاني هي عائلتها من كونهم في أمريكا لإجراء عمل جراحي لها، وهم بأمسّ الحاجة إلى أن يكونوا في بلدهم مصر في أهم لحظاتها التاريخيّة، أيام الثورة وتطوّر المواجهات يوماً بيوم.

اقتباسات رواية أثقل من رضوى

  • هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا.
  • وحتى عندما ارتبك المسار لم يهتز اليقين لأنني ساذجة؟ لأنني متفائلة إلى حد البلاهة؟ لأنني أؤمن بقشة الغريق فلا أفلتها أبدًا من يدي؟
  • الحياة في نهاية المطاف تغلب، وإن بدا غير ذلك والبشر راشدون مهما ارتبكوا أو اضطربوا، أو تعثرت خطواتهم

    والنهايات ليست نهايات، لأنها تتشابك ببدايات جديدة.
  • الكتابة فعل أناني وطارد يفرض درجة من العزلة الداخلية، ينفيك عمن حولك أو ينفي من حولك ويضعهم على الرف إلى حين، فعل ينفي الأخرين ليخاطبهم ويكتب حكاياتهم، يقصيهم ليراهم أكثر، يبتعد ليقترب، ويعزلك ليتيح لك تبديد وجودك المفرد وإذابته في وجودهم ومكانهم وزمانهم، عجيب!
  • لا أملك تسليم القيادة إلى عاطفة، كي لا تفتح الباب لهشاشة أجاهد في نفيها.
  • لا أملك سوى تسليم أمرى إلى الله ومواصلة الحياة بعادية، لأننى لست من جنس الأرانب ولا الفئران، بل مخلوق آدمى طوَّر على مدى آلاف السنين شيئًا ثمينًا اسمه الكبرياء.
  • استحضر المشهد حين يراودنى اليأس، أقول لنفسي: لا يصحّ أو يجوز لأنني من حزب النملن من حزب قشّة الغريق، أتشبث بها ولا أُفلتها أبدًا من يدي، من حزب الشاطرة تغزل برِجْل حمارة.
  • هذه السخرية كانت درعًا من نوعٍ ما، إزاء خطر قررت أن أفضل أسلوب لمواجهته هو التصغير من شأنه.
  • منذ طفولتي وأنا أُوصف بالمطيورة، في المرحلة الإبتدائية كانت هذه الملحوظة تتكرر في الشهادة الشهرية، مضافًا إليها في الغالب أنني ثرثارة، أنسى أشيائي في المدرسة، أصطدم بهذا الشيء أو ذاك: باب، حائط، شجرة، عمود نور أو حفرة في الطريق أتعثّر فيها، وفي يوم سقطت هكذا فجأة وأنا أقف في فناء المدرسة مع زميلاتي، صِحْنَ: إيه اللي حصل؟ بهدوء أجبت: اتكَعْبِلْت، اتْكَعْبِلْتِ ف إيه؟ اتكعبلت في نفسي، انقلب الفزع إلى صخب وقهقهة، وذهبت العبارة والواقعة مثلًا، أما أن أترك شيئًا كأنه لا يخصني وأذهب في أمان الله، فلاحصر لوقائعه: أنسى حقيبة كتبي أو سترتي الصوفية في أوتوبيس المدرسة، أضع محفظتي أمامي في مكتبة جامعة القاهرة أو مكتبة جامعة ماساشوستس وتأخذني القراءة وحين أنتهي، أُعيد الكتاب وأغادر، أنسى محفظتي تراود من يستجيب لها، أنسى حقيبة يدي في القطار المتجه إلى البلدة التي يعقد فيها المؤتمر، فأجلس على مقعد خشبي على الرصيف في انتظار وصول القطار إلى المحطة التالية، وردّ ناظر المحطة إن كانوا وجدوا الحقيبة في القطار، العجيب، كانت النهايات، على طريقة الأفلام العربية القديمة، نهايات سعيدة، وإن لم يتوفر في الأحداث أي منطق يقود إلى هذه النهايات.

مقتطفات من رواية أثقل من رضوى

تقول رضوى عاشور عن نفسها: أستاذة في التنكر أم شخصية مركبة الخلق تجتمع فيها النقائض والأضداد؟ بعد أيام أتمّ السابعة والستين، قضيت أربعة عقود منها أدرس في الجامعة، صار بعض ممن درستهم أساتذة لهم تلاميذ، لا ياسيدي القارئ لا أستعرض إنجازاتي قبل أن أنهي الكتاب، بل أحاول الإجابة على السؤال الذي طرحته في أول الفقرة، لن تنتبه أنني في السابعة والستين، لا لأن الشيخوخة لا تبدو بعد على ملامحي، ولا لأنك لو طرقت بابي الآن ستفتح لك امرأة صغيرة الحجم نسبيًا ترتدي ملابس بسيطة، شعرها صبياني قصير وإن كان أبيضه يغلب أسوده، يكاد يغيبه، ليس لهذه الأسباب فحسب بل لأن المرأة، وأعني رضوى، ما إن تجد الشارع خاليًا نسبيًا، حتى تروح تركل أي حجر صغير تصادفه بقدمها اليمنى، المرة بعد المرة في محاولة لتوصيلها لأبعد نقطة ممكنة، تفعل كأي صبي بقال في العاشرة من عمره يعوضه ركل الحجر الصغير عن ملل رحلاته التي لاتنتهي لتسليم الطلبات إلى المنازل، وعن رغبته في اللعب غير المتاح لأنه يعمل طول اليوم، تأخذها اللعبة، تستهويها فلا تتوقف إلا حين تنتبه أن أحد المارة يحدق فيها باندهاش.

تمزج رضوى عاشور في هذه المقاطع من سيرتها الذاتية بين مشاهد من الثورة وتجربتها في مواجهة المرض طوال السنوات الثلاث الأخيرة، تربطها بسنوات سابقة وأسبق، تحكي عن الجامعة والتحرير والشهداء، تحكي عن نفسها، وتتأمل فعل الكتابة. [1]