ما هو الوسواس السوداوي
تعريف الوسواس السوداوي
الوسواس السوداوي أو الاكتئاب السوداوي هو واحد من أشكال الاضطراب الاكتئابي الرئيسي (MDD) الذي يظهر على المريض على هيئة مجموعة سمات حزينة، وبالرغم من أن الاكتئاب السوداوي كان يُنظر إليه باعتبار أنه اضطراب متميز، في حين أن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) لم تعد حتى الآن تصنفه باعتباره مرض عقلي مستقل، ولكن عوضاً عن ذلك فقد أصبح يتم
النظر
إليه باعتباره أحد أنواع الكآبة والتي تمثل مُحدد للاضطراب الاكتئابي الرئيسي بمعنى أنه نوع فرعي من اضطراب الاكتئاب الشديد.
ويعد اضطراب الاكتئاب الرئيسي أو الوسواس السوداوي حالة عقلية صحية خطيرة تتميز بمجموعة من الأعراض و المشاعر الشديدة المستمرة من اليأس والحزن، والذي أحياناً ما قد يؤثر ذلك الاضطراب على الكثير من السلوكيات في الحياة والتي قد تشتمل على الدراسة والعمل والعلاقات.
كما قد يؤثر الوسواس السوداوي كذلك على السلوك والحالة المزاجية إلى جانب مختلف الوظائف الجسدية، ومن أمثلتها
النوم
، والشهية، وعادةً ما يفقد الأشخاص المصابون بالاضطرابات الذهنية الاهتمام نحو الأنشطة التي كانوا يستمتعون بها من قبل ويواجهون صعوبات بقضاء اليوم، وفي بعض الأوقات، قد يشعرون كذلك كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.
أما عن شدة ونوع أعراض الوسواوس السوداوي الرئيسي فإنها تختلف بشكل كبير ما بين شخص إلى شخص آخر، حيث إن بعض الأشخاص قد يعانوا من أعراض الاضطراب الاكتئابي الرئيسي التقليدية، في حين قد يصاب البعض الآخر بمتلازمات وأعراض إضافية، من أمثلتها الكاتونيا والكآبة، ومن الممكن أن يتم السيطرة على أغلب الأعراض عن طريق العلاج ، والذي يختلف ما بين العلاج بالأدوية أو بالكلام. [1]
أعراض الوسواس السوداوي
على الأغلب تحدث السمات الكئيبة لدى الأشخاص ممن يعانون بشكل متكرر من أعراض اضطراب الاكتئاب الرئيسي الحادة، إلى جانب أنها قد تتواجد في الكثير من الأحيان عند أولئك ممن يعانون من الوسواس السوداوي بسمات وأعراض ذهانية، وقد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب السوداوي من أعراض الاضطراب الاكتئابي الرئيسي، ومن أبرز الأمثلة عليها: [1]
-
الشعور بالحزن الشديد المستمر لفترة طويلة من الزمن.
- فقدان الاهتمام نحو الأنشطة التي كانت في السابق ممتعة.
- الشعور بالإرهاق أو نقص الطاقة.
- الانفعال السريع والمعاناة من الشعور بالقلقو.
- الأكل المفرط أو فقد الشهية الشديد.
- الأرق الشديد والنوم القليل جداً، أو المعاناة من النعاس و الحاجة إلى النوم كثيرًا.
-
المعاناة من التغيرات في حركة
الجسم
ومن أمثلتها هز ساقك المستمر والذي لم يكن معتاد من قبل. - المعاناة من الصعوبة في التركيز وتذكر الأشياء واتخاذ القرارات.
- التفكير أو الحديث حول الموت أو الرغبة في الانتحار.
- محاولة انتحار.
قد يعاني كذلك المصابون من الوسواس السوداوي من السمات الكئيبة للـ MDD ، والتي تشمل: [1]
-
فقد المتعة والشغف نحو مختلف الأنشطة اليومية أو أغلبها.
-
انعدام التفاعل مع الأحداث الإيجابية والأخبار.
-
المشاعر العميقة والبالغة باتعدام القيمة واليأس.
-
اضطرابات النوم الشديدة والبالغة.
-
فقد الوزن بشكل كبير.
-
الشعور الدائم والشيد بالذنب المفرط.
-
تزداد أعراض الوسواس السوداوي MDD سوءًا في أوقات
الصباح
وحين الاستيقاظ من النوم.
تشخيص الاكتئاب السوداوي
لم يعد الوسواس السوداوي يعرف باعتباره الاكتئاب التقليدي والمعتاد أو باعتباره شكل مميز من أشكال الاكتئاب، ولكنه يندرج باعتباره نوع من MDD، والذي حينما
يظهر على شخص ما أحد علامات الكآبة والاكتئاب، فإن التشخيص يصبح بأنه “اضطراب اكتئابي شديد مع سمات حزينة”،
و
لإجراء ذلك التشخيص ، يسأل الطبيب غالباً مجموعة من الأسئلة منها التالي: [1]
-
هل تجد صعوبة في النهوض من السرير والبدء في الصباح؟
- هل تسوء الأعراض بشكل عام في الصباح أم في المساء؟
-
كيف تنام؟
-
هل حدث تغيير في أنماط نومك؟
-
ماذا في اليوم العادي تبدو بالنسبة لك؟
-
هل تغير روتينك اليومي مؤخرًا؟
-
هل تستمتع بنفس الأشياء التي كنت تفعلها من قبل؟
-
ما الذي يحسن مزاجك ، إن وجد؟
-
هل تواجه صعوبة في التركيز أكثر من المعتاد؟
علاجات الوسواس السوداوي
عادةً ما يتم علاج الوسواس السوداوي باستخدام مضادات الاكتئاب الأحدث، ومن أمثلتها مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وتتضمن تلك الأدوية المعروفة، منها فلوكستين (بروزاك) ، سيتالوبرام (سيليكسا) ، أو باروكستين (باكسيل).
وعلى الرغم من هذا قد يستجيب الكثير من الأشخاص المصابين بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي بسمات سوداوية بصورة أفضل لمضادات الاكتئاب التقليدية منها مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (MAOIs)، فضلاً عن مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين، مثل فينلافاكسين (إيفكسور).
تساعد تلك الأدوية في الحد من التعرض لانهيار السيروتونين والنورادرينالين بالدماغ، وهو ما يترتب عليه ظهور كميات أكبر من تلك المواد الكيميائية التي تجعل المصاب يشعر بالراحة، وفي بعض الأحيان، من الممكن أن يتم استخدام بعض مضادات الذهان الغير تقليدية ومنها أبيليفاي (أريبيبرازول) لزيادة تأثيرات مضادات الاكتئاب.
إلى جانب الأدوية، يتم استخدم العلاج بالكلام بطريقة شائعة لعلاج الأشخاص المصابين باضطراب الاكتئاب الرئيسي (MDD) الوسواس السوداوي بسمات حزينة، وغالباً ما يكون الجمع بين تلك الطريقتين في العلاج ذات فعالية أكبر من أي من الطريقتين حين يتم استخدامها منفردة، ويشمل العلاج بالكلام المقابلة مع المعالج المتخصص على أساس منتظم من أجل مناقشة الأعراض والقضايا ذات الصلة، ومن الممكن أن يوضح للمصابين بعض الأمور منها التالي: [1]
-
تحسين مهارات الاتصال.
-
حل المشاكل والتعامل مع التحديات
-
التكيف مع أزمة أو حدث آخر مرهق.
-
استبدال السلوكيات والمعتقدات السلبية بأخرى صحية وإيجابية.
-
زيادة احترام الذات واستعادة الشعور بالرضا والتحكم بمجريات الحياة.
-
من الممكن في الكثير من الأحيان أن يساعد العلاج الجماعي بطريقة مماثلة ويمنح المصاب المقدرة على مشاركة مشاعره مع الأشخاص ممن يمكنهم التواصل معه.
علاج الحالات الشديدة من الاكتئاب السوداوي
بالحالات الشديدة، من الممكن أن يتم إجراء العلاج عن طريق الصدمات الكهربائية (ECT) وذلك من أجل المساعدة في الحد من الأعراض المصاحبة للاضطراب الاكتئابي الرئيسي مع السمات الكئيبة الذي يصنف بأنه وسواوس سوداوي.
ويشتمل ذلك العلاج على توصيل أقطاب كهربائية مع الرأس تقوم بإرسال نبضات كهربائية إلى الدماغ، وهو ما يترتب عليه حدوث نوبة خفيفة، ويعد العلاج بالصدمات الكهربائية في
الوقت
الحالي علاجًا فعالًا وآمنًا للأمراض العقلية والاضطرابات المزاجية، ولكن لا تزال هناك بعض الانتقادات الشديدة التي توجه إليه، والتي ينتج عنها أنه قد لا يتم استخدامه باعتباره علاج أولي لأعراض الكآبة، وعلى الرغم من هذا فإن الجمع بين العلاج بالكلام والأدوية والعلاج بالصدمات الكهربائية قد يكون أفضل علاج من الممكن أن يتم تطبيقه لاضطراب الاكتئاب الرئيسي مع السمات الكئيبة للوسواس السوداوي. [1]