نبذة عن الشاعرة سارة تيزديل

من هي الشاعرة سارة تيزديل

ولدت الشاعرة الأميركية سارة تريفور تيزديل عام 1884 لعائلة ثرية في حي سانت لويس بولاية ميزوري، وكانت أصغر الأطفال في أسرتها ولديها ثلاثة إخوةٍ، ومنذ صغرها كانت سارة تبدو طفلةً هزيلةً ومعتلّة الصّحّة باستمرار، ومناعتها ضعيفةٌ وسرعان ما تلتقط الأمراض المختلفة، مما جعل والديها يحرصان على تعليمها منزليًّا.

سارة شاعرة  مخضرمة غنائية تناولت في قصائدها موضوعات عديدة كالحب والجمال والطبيعة والموت، ولقد سطع نجم شعرها الذي حظـــي بشعبية كبيرة أوائل القرن العشرين، وفازت سارة عام 1918 بجائزة جمعية الشعر التابعة لجامعة كولومبيا، ولقد تحولت هذه الجائزة فيما بعد إلى جائزة بوليتزر الشهيرة للشعر، لم تحظى الطفلة سارة بالتّواصل مع أقرانٍ مقاربين لها في السن إلّا في بداية العاشرة من عمرها.

توفيت الشاعرة سارة منتحرة عام 1933 عن عمر49 عام، ولقد كانت سارة من أوائل النّساء الأمريكيّات اللّواتي حظين بمكانةٍ مرتفعة بين شعراء الشّعرِ الأمريكيّ، فلقد أسرت بشعرها قلب الجماهير، كما نالت اعترافًا من بعض النقّاد الذين عاصروها وأشادوا بعذوبة كلماتها ورهافة إحساسها، وحين تبدأ بقراءة شعرَ سارة تأخذك كلماتها لعالمٍ خياليٍّ قادمٍ من النّجوم، ولا بدّ أن تشعر أن قصائدها تلمسك بأحد أبياتها إن لم تفعل قصيدةٌ كاملةٌ هذا المفعول ، فسارة تستطيع أن تغوص بتعبيراتها في أحاسيس النّفس المتناقضة بجمالها وخوفها وحزنها.

حياة الشاعرة سارة تيزديل

كان

حب

سارة للجمال والتفاتها له باديًا عليها في وقتٍ مبكر من طفولتها حتى أن والدتها قد لاحظت ذلك، وهذا ما جعل من سارة عضوًا في جماعةٍ إبداعيّةٍ للنّساء الموهوبات في فترة شبابها، وأطلقت على نفسها اسم بوترز(Potters)، وقامت الجماعة الإبداعية بنشر مجلة مطبوعة يدويًا تحت اسم بوترز ويل (The Potter’s Wheel) حيث قامت سارة بنشر قصائدها فيها في سنٍ مبكر.

أصدرت سارة كتابها الأول الذي يحمل العديد من قصائدها في عمر الثالثة والعشرين تحت اسم قصائد سونيت إلى دوسي وقصائد أخرى  (Sonnets to Duse and other poems) وبعجها قات بإصدار ديوان هيلين وطروادة عام 1911، ولقد قال عنها النقاد أنها شاعرة تتميز بكونها غير معقدة ولكن مليئة بالمشاعر المثيرة وتمتلك لغة سحرية خاصة تُمكنها من آثر القلوب، ويؤكّد النّقّاد أنّ شهرتها في عصرها تعود لإخلاصها في التّعبير عن الجمال، ولقد كتب عنها واحدٌ من مراجعي الكتب عام 1917 عن ديوانها الصّادر آنذاك «أغنيّات حبٍّ»، واصفًا سارة تيزديل بأنّها «أوّلًا وأخيرًا ودائمًا مغنّيّةٌ.»

قامت سارة خلال فترة حياتها القصيرة بكتابة سبعة دواوين، ولقد حازت جميعها على إعجاب العامة ورضاهم وذلك بسبب شعرها الذي كان يحمل

صبغة

غنائية، فقلد قامت سارة في أشعارها بالتعبير عن المرأة ورؤيتها عن الجمال والحبّ والموت، كما كانت تمتلك قصائد غنية بالموسيقى والعاطفة النقية والصادقة.

ولقد عبرت قصائد سارة تيزديل عن الكثير من متغيرات ومنعطفات حياتها المتغيرة، وما يحدث لها من تغيرات تؤثر على نظرتها للحياة منذ جاءت للحياة وهي فتاة صغيرة وهزيلة محاطة دائمًا بالحماية الزّائدة في إس تي لويس بميزوري، كما تحدثن عن أيّام نجاحها التي صارت فيها كاتب مشهورة ذات اسمٍ كبيرٍ في

نيويورك

ونهايةً باكتئابها وخيبة الأمل الّتي أحاطت حياتها من كل جانب في أواخر أيّامها.

تزوجت سارة عام 1914 من إيرنست فليسينجر الذي كان واحد من معجبيها ومحب كبير لأشعارها، وانتقلت معه بعدها إلى نيويورك في عام 1916 لتنطلق من هناك إلى دائرةٍ أدبيّةٍ أكثر اتّساعًا، وأصدرت هناك ديوانها الشهير أغنيات الحب عام 1917 وهو الديوان الذي حازت به على جائزة كولومبيا للشّعر في عام 1918، كما حازت على جائزة جمعيّة أمريكا للشّعر، وبهذا صارت سارة أول امرأة تحصل على جائزة البوليتزر الشّعريّة باسمها القديم.[1]

قصائد سارة تيزديل


  • ستأتي أمطار خفيفة (زمن الحرب)

ستأتي أمطار خفيفة ورائحة الأرض، وطيور السنونو تدور محلقة بأصواتها الوامضة؛ والضفادع تغني في البرك ليلا، وأشجار البرقوق البري ترتدي حلتها البيضاء المرتعشة.

وستكتسي طيور أبي الحناء بريشها الناري وهي تزقزق بأهوائها فوق سياج مشبك خفيض؛ ولن يعلم أحد بالحرب، لا أحد سيكترث أخيرًا حين تنتهي.

لا أحد سيهتم، لا طير ولا شجرة وإن هلكت البشرية جمعاء؛ حتى الربيع نفسه حين يستيقظ عند الفجر، ما كان ليعلم أننا قد رحلنا.


  • مقايضة Barter

لدى الحياة بهجة للبيع كل الأشياء الجميلة والرائعة، أمواج زرقاء تتحول إلى البياض عند منحدر صخري، نارٌ محلّقة ترقص وتغني

،

وجوه أطفال تنظر إلى الأعلى تحمل الدهشة كالكوب.

لدى الحياة بهجة للبيع موسيقى أشبه بمنحنى ذهبي، رائحة اشجار صنوبر في المطر، عيون تُحبُّك، وذراعان تحضنانك.

ومن أجل أن تظل روحك تنعم بالمسرة، أفكار مقدسة تملأ الليل نجوما.

أنفق كل ما تملك في سبيل البهجة، اشترها ولا تحسب التكلفة أبدًا؛ مقابل ساعةِ سلامٍ واحدةٍ بيضاء من الغناء عَدِّدْ أعوامًا من الصراع ضاعت من العمر، ومقابل كل لحظةٍ من النشوة تخلَّ عن كل ما كنت، أو ما كان من الممكن أن تكون.



  • الربيع في زمن الحرب

أحسّ الرّبيع بعيدًا بعيدًا، عطر براعم وأوراق، باهتًا بعيدًا آهٍ للرّبيع فكيف جَرُؤ يحلّ بعالمٍ بات حزينا، حزنًا عميقا؟

تصير الشّمس إلى الشّمال ويلمع نجمٌ في مساء اﻷيّام الطّوال، كيف يتسكّع ضوء النّهار حتّى يقتتل الرّجال ما انفكّ القتال؟

في الأرض يصحو العشب صحوا فسيعلو مع النّسيم ويهبط موجا، أما يستحي أن يتمايل على القبور رقصا قبورٍ جديدةٍ أخرى؟

تحت اﻷغصان حيث ألف العشّاق الفوت، ستذرف أزهار التّفّاح أنسامًا حَوَت، وما نفع العشّاق الآن وقد فرّقهم الموت الرماديّ الموت؟


  • أنا لست ملكك


أنا لست مِلكك، لست ضائعةً فيك،


لست ضائعة، مع أنني أتوق إلى أن


أكون ضائعةً مثل شمعةٍ توقَد في الظهيرة،


ضائعةً مثل بلورةِ ثلج في البحر.


أنت تعشقني، وأنا ما زلت أرى فيك


روحًا جميلةً مشرقة،


إلا أنني أنا من تتوق إلى أن تكون


ضائعةً مثلما يضيع النور في النور.



آه، أغرقني في أعماق الحب – أَطفئ


حواسي، اجعلني صماء كهماء،


تجتاحها عاصفة حبك،


شمعة ضئيلة في مهب الريح.

اقتباسات للشاعرة سارة تيزديل

  • فلأجمع نفسي من نفسي ثانيةً فلأجعل من أنفسي المتناثرة نفسًا واحدةً، أدمجها إلى كرة بلّورٍ لامعةٍ

    لأرى فيها القمر والشّمس السّاطعة، فلأجلس كالعرّافة، منكبّةً لساعاتٍ أشاهد الحاضر ذاهبًا والمستقبل آتٍ وصور النّاس مراوغةٌ صغيرةٌ وفي عجلةٍ، ذهابًا وإيابًا بالعُجْب مضطرباتٍ.
  • يا جميلةً قد امتلأت دمعا حيث كروبٌ مرّت حفرت أثرا، أصلّي ﻷن تمنحيني نعمةً: أن أرى وجهك؛ البهاء والحزنا

    أرى -قبل أن يذهب ويَخْفَى، وبأملنا وخوفنا يعصف عصفا، إلى حضن موتٍ لا يعرف شبعا- شوقًا فيه ظلّ سِنينًا لا يهدا، حزنك نقيٌّ لا يحمل امتعاضا، فتحتَ شلّال شَعرك والظّلمة قاسيةٌ،  تكمن قوّةٌ تحلّق وتغنّي دوما

    وكذا صمت فمك التّعِبِ ليس يأسا، ربّما ﻷنّا أشياء تدعو اللّه جُبنا، يحبّ اللّه صمته بين بني اﻷرض اصطفاءا.[2]