قصة فيلم ايام السادات

حقيقة السادات

محمد أنور محمد السادات هو ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية حيث أنه حكم مصر بين 1970 م إلى 1981 م، وقد ولد عام 1918 في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة تدعى باسم المنوفية، و تخرج من الأكاديمية العسكرية ثم انضم إلى حركة الضباط الأحرار، هذه الحركة التي قامت بدروها بالثورة على حكم ملك البلاد وقتها الذي كان حاكماً وهو فاروق الأول، و تقلد مناصب كبيرة في الدولة فقد عُين منصب وزير الدولة ثم تقلد منصب الرئيس لمجلس الأمة، وإن جمال عبد الناصر قد اختاره نائباً له حتى وفاته عام 1970.

وكان السادات مميزاً بذكائه وجرأته بالإضافة إلى دهائه الساسي، وقد لعب ذكاؤه دوراً فعالاً في قضائه على خصومه السياسيين في ثورة سميت باسم ثورة التصحيح، وقام على التحضير لاسترجاع شبه جزيرة سيناء من يد الاحتلال الاسرائيلي إثر النكسة في حرب 1967م، فقد استطاع من هزيمة هذا الاحتلال بعد ثلاث سنوات من بداية حكمة في حرب

أكتوبر

سنة 1973.

وفي عام 1978 حصل أنور السادات على

جائزة نوبل

للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، وقد تم الحصول على هذه الجائزة إثر توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد، ولكن هذا الأمر واجه ردود فعل معارضة له تمركزت داخل مصر والدول العربية، مما سبب إلى حدوث حادثة الاغتيال التي تعرض لها في ستة أكتوبر عام 1981م وقد أصبح الاغتيال في مناسبة عرض عسكري الذي أقيم احتفالاً بانتصارات حرب اكتوبر.[1]

فيلم أيام السادات 2001

إن فيلم أيام السادات هو فيلم سيرة ذاتية مصرية حيث أنه يحكي سيرة شخصية وحياة الرئيس محمد أنور السادات التي أُخذت أحداثه من كتاب البحث عن الذات وأيضاً من كتاب ثان الذي أُصدر بعنوان سيدة من مصر، فقد جسد شخصية أنور السادات الممثل أحمد زكي في أحد أصعب أدواره السينمائية حسب قوله، وقد أوضح أن الصعوبة تجلت بسبب عدم اختصاص الفيلم بالجانب السياسي بالدرجة الأولى بل قد كان هدفه هو تسليط الضوء على حياة السادات الشخصية بأدق تفاصيلها من بدايتها وحتى وصوله لمنصب الرئاسة في مصر، وذلك على مدار أربعين سنة، وقد استمر تصوير هذا الفيلم لمدة أحد عشر أسبوعاً وقد جنى أرباحاً كبيرة زادت عن ستة ملايين جنيه مصري.

قصة فيلم السادات

إن اللقطات الأولى في فيلم أيام السادات تبدأ وهو جالساً على مكتب الرئيس السابق جمال عبد الناصر ثم يقف بجانب شرفة مسكنه متأملاً من خلالها سنين حياته وتُعرض على طريقة الفلاش باك، ويقوم باسترجاع دوره في الحركة الوطنية التي قامت على المناهضة ضد الاحتلال الإنجليزي بالإضافة إلى تعاونه مع المخابرات الألمانية خلال أحداث الحرب العالمية الثانية، وهذا التعاون هو الذي جعله يدخل السجن وقد أدى إلى تورطه في مقتل أمين عثمان باشا والذي قام بدوره في فصله من الجيش المصري ثم اتجه إلى العمل بعدة مهن، ولكنه عاد مرة أخرى إلى الجيش وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار.

وقد سلط الفيلم الضوء على أن السادات لم يكن مقتصراً على السياسة في هذه الفترة فقط  بل كان قارئاً متعمقاً لكتب المهاتما غاندي في سجنه، وبعد ذلك تزوج وارتبط بزوجته الثانية جيهان رغم أنها كانت صغيرة السن، حيث أنها أصغر منه بخمسة عشر عاماً وكانت أمها إنجليزية ولكنهما ارتبطا وتزوجا، بالإضافة إلى أنه ارتبط بعلاقة صداقة مع أحد الأشخاص الذين كانوا مقربين من الملك فاروق وهذا استدلال على ذكائه وتعامله الحذر مع الجميع، وليس هذا فحسب بل ارتبط بالقوة التي شكلها الملك فاروق والتي كانت تسمى بذلك

الوقت

بالحرس الحديدي، في حين كان ينتمي إلى الضباط الأحرار ويتمتع بعضوية الضابط والذين كان هدفهم هو الإطاحة بالملك وبنظامه الفاسد، وفي ليلة الثورة قام باصطحاب زوجته إلى السينما وقد قام بافتعال مشاجرة هناك في حين ضابط حركتهم كان ينفذ العملية المتفق عليها، ولكنه عاد وانضم إليه بعد أن تم تنفيذ الثورة بالفعل.

إن الفيلم يرصد الصراع الذي حدث بين الضباط الأحرار بالإضافة إلى محاولة اغتيال جمال عبد الناصر ثم توليه حكم مصر بعد جلاء الإنجليز عن مصر وقد قام بتأميم قناة السويس، ونتيجة لهذا التأميم أعلنت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الحرب على مصر، ثم ينتقل الفيلم إلى الحدث الذي تم فيه تعيين السادات نائباً لعبد الناصر وتوليه الرئاسة بعد وفاته، وقيامه بتصفيه مراكز القوى بعد صراعه معهم.

إن فيلم أيام السادات يروي أن السادات كان المخطط شبه الأوحد الذي قام بتنفيذ حرب أكتوبر، وكان يضع خطط خداعة للاحتلال الاسرائيلي وهو يسير في ردهات وفي حديقة قصره، ثم يقوم بتبليغ هذه الخطط في اليوم التالي لكبار القادة من الجيش، بالإضافة إلى أنه يروي نجاحه في الضغط على السوفييت حتى يتم إقناعهم بأن يسلموا السلاح والمعدات التي كانت ممنوعة عن مصر في عهد الرئيس السابق وهو جمال عبد الناصر، وأيضاً يتطرق الفيلم إلى زيارة السادات القدس دون سابق إنذار وقد قام على تسليط الضوء على خطبته التي خطب بها في الكنيست وتم إلحاق هذا المشهد بصور وثائقية لوصوله واستقباله، دون عرض رأي الطرف الآخر المعارض لهذه الزيارة ولتوقيتها وجدواها، ولم يتطرق أيضاً إلى الخلافات التي كانت بارزة في صفوف حكومة السادات من جرائها.[2]

مؤلف قصة فيلم أيام السادات

إن هذا الفيلم كان مستوحى من أفكار الكتاب البحث عن الذات الذي تم تأليفه من قِبل محمد أنور السادات ولكن الذي كتب الحوار والسيناريو للفيلم هو أحمد بهجت، وقد تمت صياغة السيناريو بواسطة أفكار محفوظ عبد

الرحم

وعلي سالم وإبراهيم عيسى، ولكن الثلاثة قد طلبوا حذف أسمائهم لأسباب مختلفة وكانت الأسباب كالتالي:

  • إبراهيم لأنه رغب أن يقدم أحمد زكي السيناريو وفق رؤيته للمشهد فقط.
  • أما محفوظ فلم يريد أن يكون متهماً من قبل الناصريين بأنه يقوم بكتابة فيلم يعمل على تأييد السادات.
  • أما سالم فإن اسمه سيؤثر سلباً على الشريط السينمائي إن كان من الجانب الفكري أو التسويقي، وفي الوقت نفسه سينتقل اتهام التطبيع الذي كانوا يتهمون به سالم إلى الفيلم.

ولكن السؤال المطروح هنا أن كيف وافق أحمد بهجت أن يُكتب اسمه على سيناريو ليس له علاقة به ومن هنا تأتي معضلة التفسير لماذا لم يقل لا؟، فممكن أن يكون هناك مسؤول كبير قد طلب منه أن يقبل بوضع اسمه على السيناريو ولم يستطع أن يعترض على هذا، وقد تم سؤال محفوظ عبد الرحمن عن حقيقة اشتراكه في كتابات فيلم أيام السادات التي أكدها خان وقد كان رد محفوظ أن خان قد اختلط عليه الأمر وقد قام بكتابة مشهداً واحداً فقط بعد إلحاح كان من صديقه أحمد زكي ولكن خان قد اعترض عليه ولم يقم بتصويره.

فريق العمل في فيلم أيام السادات

كان هذا الفيلم من:

  • إخراج محمد خان .
  • وقد قام بكتابة السيناريو الحوار أحمد بهجت.
  • وقد قام بالمعالجة السينمائية أحمد زكي بالإضافة إلى أنه كان من إنتاجه هذا الفيلم.
  • بالإضافة إلى أنه استلم المونتاج خالد مرعي.
  • أما الموسيقى التصويرية فكانت لياسر عبد الرحمن.
  • ومدير التصوير هو طارق التلمساني.