ما هي الليالي الوترية في رمضان ؟ ” وفضلها


ليالي رمضان الوترية


شهر رمضان المبارك هو شهر واحد في العام، ولكنه قد يكون عمر مديد لمن يحسن استغلاله في العبادات، ويقوم ليله، ويصوم نهاره، كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالاجتهاد والعمل في هذا الشهر خاصة.


وكانت تقول السيدة عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان مثل الريح المرسلة، أي أنه في الخير شديد، ويكثر حتى كأنه ريح مرسلة، وقد جعل الله سبحانه وتعالى لكل وقت أفضله، حتى يتحراه العبد المؤمن.


فقد جعل الله

يوم الجمعة

عيد عند المسلمين، وجعل فيه

ساعة

استجابة، وجعل في يوم عرفة رحمات ومغفرة، وجعل في صيام رمضان تكفير للذنوب، وجعل في وقت الأفطار دعوات مستجابة، فسبحان من جعل في قلب كل خير خير.


ومن الأيام المباركة في شهر رمضان أيام العشر الأواخر من رمضان خاصة، ثم اختص الليالي الوترية من العشر الأواخر، ثم زيد في ذلك بليلة السابع والعشرون من شهر رمضان خاصة.


فالليالي الوترية في رمضان هي ليلة الواحد والعشرين من الشهر، والثالث والعشرين، وهكذا وصولاً إلى ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان، لذلك فإن الليالي الوترية يمكن معرفتها في العشر الأواخر، وأهمية معرفتها تكمن في محاولة لبلوغ ليلة القدر وفضلها.


فعلاقة الليالي الوترية بشهر رمضان، هي نفس علاقة الليالي الوترية بليلة القدر، فضل على فضل، وخير يأتي بخير، وتتميز الليالي الوترية النفحات والرحمات الربانية، التي تتنزل على البشر، والمسلمين بشكل خاص.


فضل الليالي الوترية


إذا بلغ المسلم

الصائم

، وغير الصائم من أصحاب الأعذار ليالي العشر الأواخر من رمضان، ثم هيء له الله أن يتحرى الليالي الوترية، فعليه أن يعلم ما لتلك الأيام من قيمة وفضل عظيم لا يضاهيه إلا أيام معدودات أخرى، لها ذات الفضل.


وتعد فضائل تلك الأيام الوترية مبناها أمران أولها أنه ثبت بالحديث الصحيح عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، حيث ينقل لنا حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إن لله من الأسماء الحسنى تسعا وتسعون اسم، وإن الله وتر يحب الوتر، كما جاء أيضاً في حديث آخر رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن الله وتر، فأوتروا يا أهل القرآن.


الأمر الثاني في أهمية وفضل تحري ليالي رمضان الوترية هو أمر ليلة القدر والاي لها من الفضل، والقدر في

الإسلام

عظيم، ليلة نزل فيها القرآن الكريم، ويستجاب فيها الدعاء، وتتنزل فيها رحمة الله على عباده.


وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد اجتهاد كبير في العشر الأواخر من رمضان لا يجتهد مثله في غيرهم، وقد روي أيضاً عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت، كان إذا أقبلت العشر الأواخر شد النبي مئزره كناية عن الاشتغال بالعبادة والتفرغ لها، وأيقظ أهله، أي أيقظهم للعبادة، والصلاة والذكر.


ويمكن لاغتنام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يمكن القيام ببعض العبادات التي لها فضل عظيم ومنها:


  • قراءة القرآن الكريم، مع السعي ختم قراءته.

  • ذكر الله الدائم أناء الليل وأطراف النهار.

  • أداء الصلاة على وقتها، وعدم التفريط أو الانشغال عنها.

  • الاهتمام بالعبادات فرائض ونوافل لحصول رضا الله والأجر.

  • إخراج الصدقات، والزكاة.

  • استغلال الأوقات الموصوفة بالخير، وبقرب الاستجابة فيها، مثل الثلث الأخير من الليل، وقبل الأفطار.

  • صلة الرحم، ووصل المنقطع.

  • التقرب إلى الله بشتى العبادات. [1]


أدعية الليالي الوترية


ليالي شهر رمضان الوترية، تجمع تلك الليالي بين أفضال عدة، ما بين شهر رمضان نفسه بما فيه من الخيرات، وبين الليالي الوترية وفضلها، وبين ليلة القدر أحدى ليالي هذا الشهر العظيم، لذا فإن العبادات كلها لها فضل وفضائل عظيمة يستحب زيادتها في تلك الأيام، بشكل خاص، كما يستحب فيها الذكر والدعاء، وللدعاء في الإسلام قيمة بارزة، بل أن الدعاء هو العبادة، لذا فمن المستحب الإكثار من الدعاء في تلك الأيام، ومن الأدعية التي يستحب الحرص عليها ما يلي:


  • اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

  • اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا.

  • اللهم اعتق رقابنا.

  • اللهم اجعلنا من عتقاء الشهر الكريم.

  • اللهم حرم أجسادنا على النار.

  • اللهم تقبل توبتنا.

  • اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك.

  • اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا.

  • اللهم اجعلنا من أهل الجنة.

  • اللهم ارفع عن عبادك ما ألم بهم من نكبات.

  • اللهم انصر المستضعفين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

  • اللهم اشف مرضى المسلمين، وطهرهم.

  • اللهم ارحم موتى المسلمين، واغفر لهم.

  • اللهم استر عورات المسلمين.

  • اللهم رد كيد الكائدين.

  • اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين.

  • اللهم إنك كريم رحيم غفور، ودود عفو تحب العفو فاعف عنا.

  • اللهم ارفع الظلم عن المظلومين.

  • اللهم وحد صفوف المسلمين.


ماذا تفعل في الليالي الوترية


إن معرفة قيمة وقدر شهر رمضان، ثم بالتبعية معرفة القيمة الحقيقية الليالي الوترية في العشر الأواخر، لهو دافع أساسي، ورئيسي لتساءل المسلم، عن ما يجب أو يستحب له أن يفعله في مثل تلك الأيام، ليحصل الأجر العظيم، وفيما يلي بعض ما يمكن توضيحه بهذا الشأن.


في البداية يفضل أن يقوم المسلم، بالتخلص من كل الأعباء الدنيوية، والمشاغل الزائلة، والغير ضرورية في حياته استعداداً لتلك الأيام، والليالي، فإذا كان يمكن للمرأة أن تقلل فترات الانشغال الغير ضروري بشيء خلاف العبادة، فعليها ذلك، كما يجب الابتعاد تماما عن المشتتات مثل مواقع التواصل الاجتماعي، والتليفزيون، وغيرهم.


يستحب أيضاً، الابتعاد عن المحادثات التليفونية الغير هامة، والتي قد تطول، أو الزيارات التي لا هدف منها، والخروج إلى الأسواق، والمتاجر بدون هدف حقيقي، وضروري، كما يستحب

النوم

قليلا، بالنهار والاستعانة بالقيلولة من أجل إعطاء

الجسم

قدرة وطاقة على السهر.


من المهم تناول الطعام الخفيف، حتى لا يشعر الجسم بالخمول على أن يكون نهار الصائم تأدية فرائض، وذكر وعبادات، وقراءة القرآن، مع المحافظة على الأذكار، وعلى أن يكون ليله قيام، وصلاة، وتعبد ودعاء لله، والنوم في أول الليل معين على السهر والتهجد لله. [2]


تحري ليلة القدر


وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”، وقد جاء ذكر ليلة القدر في القرآن الكريم في سورة باسمها، وهي سورة القدر ﷽ ﴿إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ۝ وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡر ۝ لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَیۡرࣱ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرࣲ ۝ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِیهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرࣲ ۝ سَلَـٰمٌ هِیَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ ۝﴾.


وهي بتلك الفضائل العديدة، والتي أولها نزول القرآن الكريم فيها، ثم ذكر خيريتها عن ألف شهر مثلها، ونزول الملائكة للسماء الدنيا، وأمر الله أن تكون ليلة سلام من عنده سبحانه حتى يطلع الفجر، كلها لا تشير إلا إلى قدر وقيمة تلك الليلة المبارك وضرورة تحريرها.


وهذا التحري معناها محاولة تكثيف الطاعات في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ثم الاجتهاد أكثر في الليالي الوترية، ثم الاجتهاد أكثر في الثلث الأخير من الليل ثم قمة الاجتهاد في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان.