صفة الصلاة الصحيحة
الصلاة
تعريف كلمة الصلاة ف اللغة والتعريف الإصطلاحي:
-
الصلاة في اللغة:
جذر كلمة صلاة لغوياً في اللغة العربية هو (صَلَى) : وبمعنى الدعاء. -
الصلاة اصطلاحا:
الصلاة فريضة الله على المسلمين وتؤدى بأركان وطريقة محددة ويقال بها أذكار معينة ولها شروط حتى تكون صحيحة، ولا تؤدى في أى وقت بل تقام في أوقات محددة ومعلومة، يعلن عنها المؤذن وقت كل فرض.
وفرض الله الصلاة على النبى ﷺ والمسلمين قبل الهجرة النبوية المكرمة، وبالتحديد في ليلة الإسراء والمعراج.[1]
صفة الصلاة بشكل عام
وصفة الصلاة التي يقبلها الله يشترط أن متوافقة مع الطريقة التي كان رسول الله يصلى بها، والرسول الكريم ﷺ كان إذا أراد أن يقيم الصلاة فعل التالي:
- قام فتطهّر أي توضأ، وستر كل عورته، ثم توجه بقلبة وبدنه وأستقبل القبلة.
- ويقوم باستشعار الخشوع بأستحضار الله وعظمته في قلبه، ويستشعر أنه في حضرته.
- ثم يرفع يديه بحيث تكون موازية لمنكبيه فيكبر بقول “الله أكبر”.
- ثمّ يضع يديه الشريفتين على صدره اليسرى فوقها اليمنى، و بقراءة سورة الفاتحة يبدأ كل ركعة، وبعد الإنتهاء منها يقرأ ما أستطاع من القرآن و يقوم بذلك في الركعتين الأولتين.
- ثم يكبر بقول “الله أكبر” ويداه مرفوعتان وتكونان موازيتان لمنكبيه الشريفين.
- ثم يقوم بالركع فينحني للأمام حتى تلمس يديه ركبتيه و وقدر الإنحناء يكون كافي لجعل ظهره بأكثرقدر ممكن يوازي للأرض، ويذكر الله ويعظمه فيقول “سبحان ربي العظيم”.
- ومن ركوعه بقول “سمع الله لمن حمده، ربّنا فولك الحمد”.
- وبعدها يكبر “الله أكبر”.
- فيسجد بعدها ويقول “سبحان ربّي الأعلى”.
- ويقوم من سجوده فيكبر “الله أكبر”.
- ويقول”رب اغفر لي، رب اغفر لي” ويكون رأسه مرفوعاً ويجلس بشكل مستوي، ويجعل رجله اليسرة مفتشرة الأرض، أما رجله اليمنى يجعلها منصبة، ويديه يضعها على فخذيه وتكون باتجاه القبلة.
- وحتى يسجد السجدة الثانية يكبر “الله أكبر” ويقول مثلما قال في الاسجدة الأولى.
- ثم يقوم ويكبر “الله أكبر” ويجلس بشكل مستوى على رجله اليسرى.
- وبعدها يقف لكى يؤدي الركعة الثانية، ولكي يقف يجعل يديه متندتان على الأرض ويداه تكون بأكملها ملامسة للأرض.
- ويؤدي الركعة الثانية مثل الركعة الأولى من قول القرآن والركوع والسجود.
- وبعدما ينتهي من أداء الركعة الثانية يجلس لكى يقول التشهّد الأول، وإذا كانت الصلاة ركعتان كالفجر يقول التشهد كاملاً وبعده يصلى على النبي (نفسه)، أما إذا كانت صلاة رباعية كالعصر أو ثلاثية كالمغرب كان يقول التشهد فقط بعد أداء الركعتين الأولين.
- وبالركعة الأخيرة من الصلاة الرباعية أو الثلاثية كان يقول التشهد كاملاً أي يقول الشهادتبن ثم يصلي على النبى.
- وبعدها كان يسلم بحركة رأسه لليمين ثم اليسار.
- وبالنسبة للكعات التي بعد التشهد الأول لا تختلف سوى بقراءة سورة الفاتحة فقط، دون أى قرآن غيرها.
- وقبل التسليم يجلس ورجله اليمنى تكون منصبة على الأرض ومقعدته تكون على الأرض، أما رجله اليسرى تكون مفترشة الأرض.[2][3]
فضل الصلاة وأهميتها
الصلاة ركن من أركان
الإسلام
الخمسة وهي ثاني ركن منها، وهذا يدل على مدى أهميتها لكل مسلم، فهي أول ما يسأل عنه المسلم في قبرة، وأل ما يسأل عنه يوم عرض أعماله يوم القيامة.
والصلاة واجبة على كل مسلم بالغ وعاقل وقادر، والصلاة مفروضة على المسلم في كل أحواله في
السفر
والإقامة والصحة والمرض، فالمرض لا يمنع المسلم من الصلاة، والصلاة تكون بالترتيب وفي مواقيتها، خمس فروض يؤديها المسلم يومياً.
والصلاة حين فرضت في البداية كانت خمسين صلاة ثم خففها الله رحمة بالعباد وأصبحت خمس فروض فقط، وثوابها ثواب الخمسين صلاة.
ويستدل على أهميتها بحديث عن رسول الله الكريم ﷺ حينما قال: (إن أول ما يحاسبُ به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر).
والصلاة المفروضة لها فضائل كثيرة، ومن ضمنها أن كل صلاة كفارة للذنوب، بحيث تكون المواقيت الخمسة كفارة لِما بين الفرضين أي الذنوب التي بين كل صلاة والتي تعقبها، وهذا بشرط إذا اجتنب المسلم ارتكاب الكبائر.[4]
عدد ركعات الصلوات المفروضة
لكل فرض من الفروض الخمسة عدد معين فمنها ما تكون رُباعية يعني أربع ركعات، مثل الظهر والعصر والعشاء، أو صلاة ثلاثية أي ثلاث ركعات مثل صلاة المغرب، أو ثنائية مثل صلاة الفجر (صلاة الصبح).[5]
أركان الصلاة مختصرة
وقد وضح الفقهاء ما هى أركان الصلاة، واتفقوا على أركانها بشكل إجمالي، و تعددت أراءهم فيما يخص بعض التفاصيل، وتتضح فيما يلي:
-
النيّة:
عند مذهب الشافعيّة وبعض من مذهب المالكيّة أعتبروا أن النية من أركان الصلاة، أما بالنسبة لمذهب الحنفيّة والحنابلة فهم يعتبرون أن النية شرط للصلاة، والنيّة تعني أن يقرر
القلب
والشخص في نفسه أنه سوف يقيم الصلاة خالصة لله. -
تكبيرة الإحرام:
وتعني أن يقول المسلم بصوت واضح مسموع “الله أكبر”، ولا تصح الصلاة بدون تكبيرة الإحرام فهي ركن من أركان الصلاة وتسقط عن الأخرس. -
القيام:
يجب على المصلي أداء الصلاة هو قائم، ولكن هناك تصريح لمن هو مريض بعدم القيام. -
القراءة:
تكون بين قراءة سوة الفاتحة وما تيسر من القرآن، وعند جمهور الفقهاء أتفقوا أن سورة الفاتحة ركن أساسي في الصلاة وتقرأ بكل ركعة، وهذا استناداً على حديث رسول الله ﷺ: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، وأما مذهب الحنفية قالوا أنه يمكن للمصلي قراءة آيات من القرآن ولم يشترطوا أن تقرأ الفاتحة، وأستنادوا في فتواهم على قول الله :{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [سورة المزمل: 20]. -
الركوع والطمأنينة فيه:
يفرض على المسلم في صلاته الركوع وهو بعني أن ينحني للأمام وحتى يجعل ظهره ورأسه موازيين للأرض قدر الإمكان، ويجعل يداه تصل لركبتيه، والدليل أن الركوع ركن من أركان الصلاة قول الله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا }[سورة الحج:77]، والقدر المطلوب للإطمئنان (السكون) يساوي قدر التسبيح، والدليل هو حديث النبيّ ﷺ (…ثم اركع حتى تطمئن راكعاً). -
الرفع من الركوع والاعتدال قائماً مطمئناً:
الرفع من الركوع ركن من أركان الصلاة عند جمهور الفقهاء ومن الحنفيّة فقط أبي يوسف، وبالنسبة لأبي حنفية ومحمد يقولون أن الرفع من الركوع واجب، والمقصود بالاعتدال هو أن يعود المصلى للهيئة التي كان يصلي بها قبل الركوع. -
السجود والطمأنينة فيه:
السجود يكون مرتين في كل ركعة، وهو ركن من أركان الصلاة، وهناك سبعة أعضاء يجب أن تلامس الأرض وتلك هي صفة أكمل السجود، وتلك الأعضاء هي: اليدان والجبهة والأنف، وأطراف القدمين، والركبتان. -
الجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه:
والرفع بين السجدتين ركن من أركان الصلاة وهذا بإجماع من جمهور الفقهاء، وعند مذهب الحنفية وجب السجود. -
الجلوس الأخير والتشهّد:
يكون بجلوس المصلى في أخر ركعة من صلاته ويقول التشهد ونص التحيات هو : (التحياتُ لِلَّهِ، والصلواتُ، والطَّيباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُها النبيُّ ورَحمَةُ اللَّه وبَرَكَاتهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)، وأضاف للتشهد مذهب الشافعية ومذهب الحنابلة قول النص التالى بعد الجزء الأول من التشهد: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)، أما مذهب المالكية اكتفى فقط بركن الجلوس للسلام. -
السّلام:
هو توجيه الرأس نحو اليمين ثم اليسار، في مذهب المالكيّة ومذهب الشافعيّة أعتبروا التسليمة الأولى ركنٌ من أركان الصلاة، وأما مذهب الحنابلة أعتبروا على أن التسليم على الجانب الايمن ويليه الأيسر ركنٌ من أركان الصلاة، وبالنسبة لمذهب الحنفية اعتبروا أن التسليمتان واجبتان. -
الطمأنينة:
تعني أن يسكن المصلي بين حركات الصلاة وأفعالها، وقد اعتبرها ثلاث مذاهب أنها ركن من أركان الصلاة وهم (الشافعية، المالكية، الحنابلة)، أما مذهب الحنفية اعتبروا الطمأنينة واجبة. -
الترتيب:
يعني القيام بأركان الصلاة بالترتيب كما أدّاها النبيّ ﷺ وعند جمهور الفقهاء أعتبروا أن الترتيب ركنٌ، وأعتبروا عدم الترتيب داعي لبطلان الصلاة، وبإجماع من الفقهاء أنه حتى لو كان عدم الترتيب عن غير قصد (سهو) يكون داعي لبطلان الصلاة، وبالنسبة لمذهب الحنفية أجمعوا أنه يجب الترتيب بالأفعال التي تتكرر بكلّ ركعة؛ كالقراءة، ولكن فرضوا الأفعال التي لا تتكرر بكل ركعة.[6]