أشكال اللعثمة اللغوية
اللعثمة اللغوية
اللعثمة اللغوية أو التأتأة عند الأطفال، وهي اضطراب في الكلام، وعدم قدرة
الطفل
على نطق الكلمات بشكل صحيح، حيث يقوم الطفل بتكرار المقاطع والأصوات بشكل أطول، مما يؤدي إلى تعثر الكلمة أثناء النطق أو عدم خروجها من الأساس
والتلعثم اللغوي من الأمور الشائعة جداً خصوصاً عند الأطفال، ولكن تختلف في درجات شدتها من شخص لٱخر وقد تظهر في بعض الكلمات، ولا تظهر في كلمات أخرى، وأيضاً قد تختلف حسب الموقف، وفي بعض الأحيان تظهر اللعثمة اللغوية في مواقف معينة فقط.
وقد يتراوح التلعثم بين درجات معتدلة أو شديدة، فمثلاً قد يقوم الطفل بتكرار الكلمات أو امتداد الصوت، أو نطق كلمات لا يمكن فهمها بسهولة، وأحياناً قد يظهر التلعثم عندما يقوم أي فرد بالتحدث أمام مجموعة كبيرة من الأشخاص، أو التحدث عن طريق الهاتف، حيث يتسبب التوتر في زيادة التلعثم، ويسبب صعوبة الكلام، حيث يظهر المتحدث وكأنه يكافح حتى يخرج الكلمات بشكل سليم، ويكون ذلك مصحوبًا بحركات جسدية أو إيماءات.
أسباب اللعثمة اللغوية
لم يتكمن الخبراء من تحديد السبب الاساسي لللعثمة اللغوية عند الاطفال، ولكن يعتقد الكثيرين أنه يحدث بسبب بعض العوامل التي قد تشمل واحدًا أو أكثر مما يلي:
- الوراثة، حيث ان التلعثم اللغوي قد يكون وراثياً، حيث ان حوالي 60٪ من الأشخاص المصابون بالتلعثم اللغوي لديهم فرد أو أكثر من عائلتهم مصابون بنفس الشئ.
- التأتأة التنموية، قد تحدث التأتأة أو التلعثم اللغوي عند الأطفال في فترة النمو ما بين 18 شهرًا وحتى عامين، حيث أنهم في هذه الفترة يبدأون في صقل مهارات النطق واللغة لديهم، وفي الغالب يكون هذا النوع من التأتأة مؤقتًا.
- التوتر والعوامل العصبية، اكتشفت الأبحاث أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من التلعثم اللغوي يحاولون معالجة اللغة بشكل مختلف عن الٱخرون الذين ليس لديهم أي اضطراب الكلام، وفي بعض الحالات، قد يكون هناك مشكلة في الطريقة التي تنتقل بها اللغة عبر الدماغ، أي أن هناك الاختلافات الصغيرة في مدى كفاءة عمل مناطق الكلام في الدماغ، ولا يمكن أيضاً معرفة السبب الفعلي في حدوث ذلك، ولكن بصفة عامة لا يمكن القول أن حدوث التلعثم مرتبط بأي شئ يفعله الوالدان، أو لماذا يبدأ الطفل في التلعثم.
- وتعتبر عملية تطوير الكلام لدى الأطفال من العمليات المعقدة، والتي تتضمن على التواصل بين مناطق مختلفة من الدماغ وبين الدماغ والعضلات المسؤولة عن التنفس والتحدث، ويحدث النطق الصحيح بالترتيب السليم والإيقاع السليم والتشديد والوقفات، عندما يعمل كل جزء من هذا النظام بشكل جيد.
- ولكن الطفل يحتاج أيضاً إلى أن يتعلم كيف يكون جمل بسيطة منذ البداية، حتى يمكنه تطوير مناطق الكلام المختلفة في الدماغ وإنشاء المسارات العصبية اللازمة لتعمل أجزاء الدماغ المختلفة معًا بشكل جيد.
- إذا لم يتم تطوير وتنسيق الأجزاء المسؤولة عن النطق في الدماغ، فإن ذلك يتسبب في حدوث مشاكل، حيث يؤدي إلى التكرار والتوقف، خاصة يحتاج الطفل إلى قول الكثير من الأحاديث، عندما يشعر بالتوتر، أو يكون متحمسًا، ولكن في اغلب الحالات، ومع استمرار تطور الدماغ، يتم حل بعض هذه المشكلات أو تستطيع الدماغ تعويض ذلك.
- اختلافات الجينات بين الجنسين أيضاً هي أحد أبرز أسباب التلعثم، حيث أن التلعثم اكثر انتشاراً بين الأولاد عن الفتيات، بالرغم من أنه لا يمكن تحديد السبب في ذلك، كما أن الجينات التي يرثها الطفل من والديها لديها تأثير أيضاً في التلعثم، حيث أنه ما بين 2 من كل 3 أشخاص لديهم تاريخ عائلي من التلعثم.
أنواع اللعثمة اللغوية
هناك نوعين أساسيين من التلعثم اللغوي، وهما:
التلعثم التنموي
وهو أحد أكثر أنواع التلعثم شيوعًا، ويحدث خلال مرحلة الطفولة المبكرة عندما يبدأ الطفل في تطوير مهارات الكلام واللغة بسرعة.
التلعثم المكتسب أو المتأخر
ويعتبر هذا النوع نادر الحدوث نسبياً، ويحدث لدى الأطفال الأكبر سنًا والبالغين ويكون سببه هو حالة عصبية شديدة أو الإصابة في الرأس أو السكتة الدماغية، وقد يحدث أيضاً بسبب تناول بعض الأدوية أو الصدمات العاطفية أو النفسية. [1]
كيفية التخلص من اللعثمة اللغوية
قد يتردد بعض الٱباء في طلب المساعدة في علاج تلعثم النطق عند أطفالهم حتى لا يتسببون في زيادة الإدراك الذاتي عند أطفالهم بشأن اضطراب الكلام، ولكن الخبراء أوضحوا أنه إذا كان عمر الطفل أكبر من 3 سنوات وكان يتلعثم لمدة ثلاثة إلى ستة
أشهر
فمن الأفضل أن يقوم الٱباء بعمل تقييم للكلام عندهم، وذلك لأن الطفل قد يعاني من أكثر من مشكلة نمو مؤقتة، ومن الأفضل أن يقوم الأبوين بالبحث عن معالج للنطق متخصص التلعثم، حيث يمكن أن يساعد المعالج في تحديد ما إذا كان الطفل بحاجة إلى التدخل أم لا.
قد يستفيد أغلب الأطفال الذين لديهم مشكلة التلعثم لفترات طويلة من علاج النطق، هناك بعض الحالات التي يمكنها التخلص من مشكلة التلعثم نهائياً، وفي حالات أخرى، قد يصبح الأمر أفضل بكثير، ولكن مهما كانت النتيجة النهائية، يجب أن يعمل الوالدين على تعزيز الثقة عند أبنائهم، حتى يتم علاج النطق وتحسين مهارات التحدث.
وهناك عدة وسائل لعلاج اللغة ومشاكل النطق، والتي يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يتلعثمون في التحدث بسهولة أكبر، يمكن أن يتم الاتفاق مع معالج لاختيار طريقة مناسبة مصممة خصيصًا للطفل المتلعثم أو الشخص، وقد تتضمن الخطة على ما يلي:
إنشاء بيئة مناسبة للطفل تجعله يشعر بالثقة في نفسه والاسترخاء، حتى تزيد الطلاقة اللغوية لديه، وتتطور مهارات الاتصال، كما يجب العمل على التخلص من مشاعره الداخلية التي تتسبب في التلعثم مثل القلق والتوتر والخوف، كما يمكن استخدام الأجهزة الإلكترونية التي تسبب التلعثم، وقد تساعد بعض الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة.
تشير الدراسات إلى أن 1 من كل 12 طفلاً يمر بمرحلة التلعثم، كما يمكن التخلص من مشكلة التلعثم للأطفال حوالي 2 من كل 3 أطفال، ولكن بالرغم من ذلك لا يمكن معرفة
الوقت
الذي سوف يمكن فيه علاج المشكلة، وقد أوضحت بعض التقديرات حوالي 1 من كل 100 بالغ يصابون بالتلعثم، وقد يتعرض الرجال للتلعثم بنسبة 3 إلى 4 مرات أكثر من النساء.
متى تزور الطبيب أو أخصائي اللغة-التخاطب
من المهم للٱباء معرفة إذا كان الطفل المتلعثم بديه بالفعل مشكلة مؤقتة في النمو، أو اديه اضطراب الكلام الأكثر خطورة الذي يحتاج التدخل السريع؟ ولكن وفقًا لمؤسسة Stuttering Foundation ، فإن هناك مجموعة العوامل التالية تعرض الطفل لخطر أكبر:
- العائلة والعوامل الوراثية، أي أنه إذا كان هناك أحد أفراد الأسرة الذين يعانون من التلعثم في سن البلوغ.
- إذا بدأ الطفل في التلعثم قبل أن يصل عمره إلى الثلاث أعوام، فإنه لا يكون خطيراً، وسوف يتخلص منه.
- إذا استمرت فترة التلعثم او التأتأة عند الطفل مدة طويلة أكثر من ستة أعوام، فإنها تشير إلى وجود حاجة للتدخل لأنها قد تستمر فترة معه.
- احتمالية الإصابة بالتلعثم لدى الأولاد تزيد عن البنات بحوالي ثلاثة إلى أربعة أضعاف احتمال تلعثم الفتيات.
- إذا كان هناك اي عيوب أخرى في اللغة والكلام عند الطفل، أو أنه يعاني من عدم القدرة على الفهم أو التحدث بشكل جيد.
دور الأبوين في التخلص من اللعثمة اللغوية
بالتأكيد فإن الوالدين لهم دور كبير جدا في علاج مشاكل التحدث عند أطفالهم، كما أنهم هم أول من يشعر باضطرابات الكلام لدى أبنائهم، ومدى قدرتهم على التعبير عن أنفسهم وأن يسمعهم من حولهم، وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن أن يستخدمها الٱباء في التخلص من التلعثم عند أبنائهم:
- محاولة التحدث مع الطفل المتلعثم بهدوء وببطء، ويمكن أيضاً تشجيع البالغين الآخرين في حياة الطفل على تنفيذ نفس الخطوات.
- محاولة توفير جو هادئ وغير متوتر في المنزل.
- الانتباه إلى ما يقوله الطفل، وليس الطريقة التي يتحدث لهاي حيث أن ذلك سوف يتطلب منه أن ينتبه ويبطئ الحديث، حيث لا يجب أن يظهر للطفل غضبه أو نفاد صبره عندما يتحدث الطفل معه.
- لا يفضل للأبوين تقديم أي اقتراحات مثل “تمهل” أو “هل يمكنك قول ذلك بشكل أوضح؟”، حيث يفضل تقليل المقاطعات والأسئلة عندما يتحدث الطفل.
- لا يجب لفت انتباه الطفل إلى تلعثم كلامه أو إضطرابه.
- محاولة تخصيص وقت كل يوم لقضاء وقت مع الطفل.[2]