اول قبيله يهوديه نقضت عهدها مع رسول الله


أول قبيله يهوديه نقضت عهدها مع رسول الله

تعتبر قبيلة بني قينقاع هي أول قبيلة يهودية أقدمت على نقد عهدها مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك بسبب حقدهم على المسلمين بعدما شاهدوا نصرهم في

غزوة بدر

على المشركين وصار لهم الهيبة والعزة في المدينة والقبيلة العربية

ولم يقفوا عند هذا الحد بل جاهروا بالبغي والأذى والحقد وكانوا يسكنون في حي بين قينقاع داخل المدينة المنورة، وكانوا يحترفون الحدادة، مما جعلهم محترفين في صناعة المعدات والآلات الحربية وكان عددهم 700 مقاتل من أشجع الناس، وهؤلاء اليهود هم أول من نقض العهد والميثاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقدم النبي الكريم النصح لهؤلاء ودعاهم إلى الدخول في

الإسلام

وعبادة الله وحده لا شريك له، وحذرهم من أن يصيبهم ما أصاب المشركين في غزوة بدر، وعلى الرغم من ذلك قابلوا حديث رسول الله بعدم مبالاة، ليس هذا فقط بل عقدوا العزم على إيذاء المسلمين

فما كان منهم إلا أن تعرّضوا للمرأة المسلمة في الحادثة المشهورة، والتي قتلوا على إثرها رجًا مسلم، فاتضحت خيانتهم للعهد، فنبذ إليهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم  عهدهم، كما أمره الله تعالى تبارك وتعالى بقوله: “وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ”.

وسار إليهم الرسول الكريم، بجيش المهاجرين والأنصار وحاصر حيهم، وحاصرهم لمدة 15 ليلة، مما أوقع يهود بني قينقاع في حيرة من أمرهم، بسبب قطع الرسول عنهم المدد، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم الرسول الكريم في أنفسهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم.[1]


عهد الرسول مع اليهود

عقد الرسول الكريم مع اليهود مجموعة من العهود، وذلك عقب الهجرة من مكة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة مباشرة ومع وجوده في أيامه الأولى في المدينة، وإن دلّ ذلك على شيء فيدل على ترسيخ فكرة التعايش والمسالمة مع غير المسلمين من اليهود وغيرهم، ومما جاء في نصوص الوثيقة ما يلي:

  • اليهود أمّة مع المسلمين، فللمسلمين دينهم ولليهود دينهم ومواليهم وأنفسهم.
  • أن يكون بين المسلمين واليهود النصح والنصيحة والبرّ دون الإثم.
  • المسلمين عليهم نفقتهم واليهود عليهم نفقتهم.
  • لا يأثم شخص بحليفه‏ ويجب أن يُنصر المظلوم‏.
  • إنفاق اليهود مع المسلمين ماداموا يحاربون معهم.
  • اليهود والمسلمين بينهم النصر على من حارب بنود هذه الصحيفة.


ما هي وثيقة المدينة أو معاهدة المدينة

تعرف المعاهدات التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم من أهم المعاهدات النبوية الموقّعة، سواء كانت المعاهدات في المدينة المنورة أو خارجها، والسبب الرئيسي في ذلك هو انتشار الدولة الإسلامية وكثرة الاختلاط مع اليهود، فبعد إتمام بيعة العقبة الثانية وهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة كانت القوة والحصانة لليهود

بدورهما الأوس والخزرج كانا على علم بقوة وحصانة اليهود بجانب سيطرتهم على الوضع الاقتصادي والديني، مما دفع النبي الكريم إلى إبرام معاهدات مع اليهود، وكان الأطراف جميعهم من بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة، لذلك فإن العقد الذي عقده الرسول معهم كفل لهم حقوقهم وأوضح لهم واجباتهم.


أهم معاهدات الرسول

سعى رسولنا الكريم إلى تعليم الأمة الإسلامية كيفية التصرف من بعده لكيلا تضيع وتفقد طريقها ومن الأسس التي أرساها الإسلام الإسلام منذ قيام الدولة معاهدات الرسول عليه السلام مع المشركين والقبائل غير الإسلامية، وذلك للتفرغ لإقامة الدولة الإسلامية بشكل سليم بعيدًا عن الحروب وغدر الأعداء.

فمع بداية انتشار الإسلام وقيام الدولة الإسلامية، كانت هناك تحديات وصراعات كثيرة دفعت رسول الله إلى خوض غزوات وحروب كثيرة لردع شر الظالمين والدفاع عن الدعوة الإسلامية قدر المستطاع حيث أن المعادين للإسلام في تلك الفترة كانوا كثيرون، وكذلك أولئك الذين حاولوا منع انتشاره فكان لابد من التوصل لاتفاقات وحلول سلمية مع هؤلاء المشركين والمعادين للإسلاميين

ومن جهة للراحة لبعض

الوقت

والانشغال بإقامة دولة إسلامية بشكل صحيح بعيدًا عن الانشغال بالحروب وخيانة الأعداء، و من جهة أخرى للحفاظ على حقوق الإنسان والموارد المالية التي لا تنضب بسبب الغزوات المتكررة، لذا نرصد لكم في السطور التالية أبرز المعاهدات التي أبرمها الرسول الكريم مع اليهود والنصارى في تلك الفترة:


معاهدة يهود بني عوف

تعتبر معاهدة يهود بني عوف من أولى معاهدات الرسول الكريم في الإسلام حيث كانت مع اليهود في المدينة المنورة وذلك بعد هجرة المسلمين وتوطينهم فيها وقد شملت هذه المعاهدة جميع يهود بني النجار ويهود بني حارثة، ويهود بني ساعدة، ولكن المعاهدة تتضمن إشارة خاصة إلى يهود بني عوف بالتحديد.

ونصت المعاهدة على احترام دين كل طائفة فالمسلمون لهم دينم واليهود لهم دينهم، ولا يحق لأي طائفة إجبار أخرى على اعتناق دينها مع الحفاظ على الذمة المالية لكلاً المسلمين واليهود ولكل منهم ماله الخاص.

كما نصت المعاهدة على أن يتحد الجميع للدفاع عن المدينة في حالة حدوث أي هجوم خارجي أو حصار، وفي هذه الحالة يمكن تقاسم التكاليف والدفاع المشترك طالما عاش الاثنان على نفس الأرض وفي حالة الخلاف بين مسلم وأحد اليهود يرجع الأمر إلى الله ورسوله ويحكمه به محمد صلى الله عليه وسلم.


صلح الحديبية

يعتبر صلح الحديبية من

أشهر

اتفاقيات الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش، والتي تضمنت إنهاء الحرب والغزو بين المسلمين وقريش لمدة 10 سنوات، مع إلزام الرسول صلى الله عليه وسلم بإعادة أي شخص من قريش أراد الدخول في الإسلام دون علم أهله وأهله مع الالتزام بعدم الخيانة أو السرقة بين الطرفين.

تركت المعاهدة الحرية لكل من يرغب في الدخول في الإسلام أو الانضمام إلى تحالف قريش، وفي نفس عام التصالح يعود الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين إلى المدينة المنورة بشرط أن يعودوا في العام التالي لآداء مناسك العمرة، وأن يدخلون المسلمون مكة فقط بأسلحة المسافر، على أن تترك الأسلحة بالقرب من مكة.

وساعدت معاهدة الحديبية المسلمين على مضاعفة قدرتهم وقوتهم على نشر الإسلام، وتركت المسلمين منشغلين بكفار قريش لتكريس أنفسهم ليهود خيبر وانتشر الإسلام في مناطق أكبر حتى حدث الغدر ونقض المعاهدة من قبل مشركي قريش.


المعاهدة مع أهل الجزيرة العربية ومن خارجها

لم تقتصر معاهدات النبي صلى الله عليه وسلم على أهل المدينة المنورة وكفار قريش في مكة بل امتدت إلى المسيحيين واليهود في شبه الجزيرة العربية وخارجها حيث عقد الرسول الكريم معاهدات صلح مع كل من نصارى نجران ويهود فدك وأيلة وكذلك يهود تيماء وبني صخر من كنانة.

واشتملت هذه المعاهدات على استقلالهم الذاتي والإداري بعيدًا عن المدينة المنورة حيث يمكنهم تطبيق قوانينهم وفقًاً لراحتهم في بلادهم، ولم تفرض الجزية قسراً من قبل معاهدات الرسول عليه الصلاة والسلام مع أهل الكتاب، وكان الأهم من هذه المعاهدة هو نصرة الطرفين لبعضهم البعض، أما المعاهدات النبوية مع أهل الحبشة فهي معاهدات سلام طويلة الأمد استمرت لقرون بدون نص مكتوب.[2]