قصائد مسكين الدارمي
من هو المسكين الدارمي
اسمه و نسبه ؛ ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح الدرامي التميمي ، و هو احد ابرز و اهم الشعراء الشجان في العراق . و بالنسبة إلى لقب المسكين ، سببه ابيات من احد قصائده يقول فيها ؛ انا مسكين لمن انكرني .
كان الشاعر المسكين الدارمي من اشجع شعراء العراق و كذلك في عصره الاموي اشتهر في قصة الخمار الاسود و القصة هي كالتالي ؛ يروي إن هناك تاجر يبيع الخمار و قد باع جميع خماره إلا الخمار الاسود و ذهب إلى السمكين الدارمي فهو كان من اشهر الشعراء في العراق و كذلك في امور العبادة معروف جدا .
قألقى المسكين الدارمي شعرا قصيرا يقول فيه ؛ قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ فشاعة هذه الاشاعة إن المسكين الدارمي يحب و يعشق صاحبة الخمار الاسود فذهب جميع النساء متنافسات لشراء الخمار الأسود و هكذا نفذ الخمار الاسود من عند البائع .
قصيدة انا مسكين لمن يعرفني للمسكين الدارمي
قصيدة انا مسكين لمن يعرفني هي القصيظة التي اشتهر بسببها الشاعر المسكين الدارمي و الذي بسببها تم اطلاق لقب المسكين عليه ، و هي قصيدة متكونة من عشرة ابيات ، متميزة بكلماتها و معانيها الدقيقة .
أَنا مسكين لمن يعرفُني
لوني السمرةُ أَلوان العرب
من رأَى ظبياً عليه لؤلؤ
واضح الخدين مقروناً بضب
أَكسبته الورق
البيض
أَباً
وَلَقَد كان وما يُدعى لأب
اصحبِ الأَخيار وارغب فيهم
ربَّ من صحبته مثلُ الجرب
واصدِق الناس إِذا حدثتهم
ودعِ الكذب لمن شاء كذب
رُبَّ مهزولٍ سمين بيته
وسمين البيت مهزول النسب
أَصبحت عاذلتي معتلة
قرماً أَم هي وحمى للصخب
أَصبحت تتفل في شحمِ الذُرى
وَتَظُنُّ اللومَ درّاً ينتهب
لا تلمها إِنَّها من نسوة
ملحها موضوعة فوق الركب
كَشموس الخيل يبدو شغبها
كُلما قيل لها هال وهب[1]
قصيدة ان ابانا بكر ادم فاعلموا
قصيدة إن ابانا بكر ادم فاعلموا احد اجمل قصائد المسكين الدارمي و التي كانت مشهورة في العصر الاموي بكثرة ، كما هو الحال مع صاحب هذه القصيدة و الذي اشهر كان من اشهر شعراء عصره . في ما يلي قصيدة ان ابانا بكر ادم فاعلموا و هي متكونة من عشرة ابيات.
إِن أَبانا بكر آدم فاِعلموا
وحواء قرم ذو عثانين شارفُ
كأَنَّ علي خرطومه متهافِتاً
من القطن هاجته الاكف النوادفُ
وَللصدأ المسود أَطيب عندنا
من المسك دافته الاكف الدوائف
وَتضحك عرفان الدروع جلودنا
إِذا جاءَ يوم مظلم اللون كاسفُ
تعلق في مثل السواري سيوفنا
وَما بينها والكعب منا تنائفُ
وَكانَ رديني كأَنَّ كعوبه
قطا سابق مستورد
الماء
صائفُ
كأَنَّ هلالا لاح فوق قناته
جلا الغيم عنه وَالقتام الحراجفُ
له مثل حلقوم النعامة حلة
وَمثل القدامى ساقها متناصفُ
وأَنا أُناس يملأ البيض هامنا
وَنحن حواريون حين نزاحفُ
جماجمنا يوم اللقاء برأسنا
الى الموت تَمشي ليس فيها تجانفُ[1]
اتق الأحمق أن تصحبه
قصيدة اتق الاحمق ان تصحبه من اشهر قصائد المسكين الدارمي التي تحمل معاني كثيرة و كذلك عبر و حكم يمكن إن تتعلم و تتعض منها الاجيال القادمة ، حيث كان الشاعر المسكين الدارمي شخصا حكيما جدا . و في ما يلي قصيدة اتق الاحمق ان تصحبه و هي قصيدة مكونة من اثنان و عشرون بيتا .
اتقِ الأحمق أَن تصحبه
إِنَّما الأَحمق كالثوب الخلق
كُلما رقعت منه جانباً
حرّكته الريح وهناً فانخرق
أَو كصدع في زجاج فاحش
هَل ترى صدع زجاج متفق
وَإِذا جالسته في مجلسٍ
أَفسد المجلس منه بالخرق
وإِذا نهنهته كي يرعوي
زاد جهلا وَتَمادى في الحمق
واذا الفاحش لاقى فاحشاً
فهناكم وافق الشن الطبق
إِنَّما الفحش ومن يعتاده
كَغُراب السوء ما شاء نعق
أَو حمار السوء إِن أَشبعته
رمح الناس وان جاع نهق
وَغلام السوء إِن جوَّعته
سرق الجار وان يشبع فسق
أَو كغيري رفعت من ذيلها
ثم أَرخته ضراطاً فانمزق
أَيُّها السائل عما قد مَضى
هَل جديد مثل ملبوس خلق
أَنا مسكين لمن انكرني
ولمن يعرفني جد نطق
لا أَبيع الناس عرضي إِنَّني
لَو أَبيع الناس عرضي لنفق[1]
قصيدة فان يبل الشباب فكل شيء
قصيدة اخرى للشاعر المسكين الدارمي بعنوان فان يبل الشباب فكل شيء ، و هي قصيدة اشتهرت بشكل كبير في العصر الاموي اي عصر المسكين الدارمي ، و حتى
الوقت
الحالي تعد من اشهر قصائده . في ما يلي قصيدة فان يبل الشباب فكل شيء و هي متكونة تسعة و ثلاثون بيتا .
فان يبل الشباب فكل شيء
سمعت به سوى الرحمن بال
أَلا ان الشباب ثياب لبس
وَما الاموال الا كالظلال
وَما ادري وان جامعت قوماً
أَفيهم بغيتي أَم في الزيال
وَحاملة وَما تدري أَفيه
يَكون نجاحها أَم في الحيالِ
لعلك يا ابن فرخ اللؤم تَرجو
زَوال الراسيات من الجبال
فانك لن تنال المجد حتىّ
حتىّ تردَّ الماضيات من اللياليَ
أَبي مضر الَّذي حدثت عنه
وَكل رَبيعة الامرين خالي
واني حين أَنسب من تميم
لَفي الشم الشماريخ الطوالِ
وآبائي بنو عُدس بن زيد
وَخالي البشر بشر بني هلال
كَساني غرَّتي عمرو بن عمرو
وردّاني زرارة بالفعالِ
كَفاني حاجب كسرى وقوماً
هم البيض الكرام ذوو السبالِ
وَسار عطارد حتىّ أَتاهم
فأَعطوه المنى غير اِنتحال
وَذو القرنين آخاه لقيط
وكان صفيه دون الرجالِ
هما حبيبا بديباج كَريم
وَياقوت يفصل بالمَحالِ
وَكانَ الحازم القعقاع منا
لزاز الخصم والأَمر الفصالِ
شَريح فارس النعمال جدي
وَنازلها اذا دعيت نزالِ
وَقاتل خاله بأَبيه منا
سماعة لم يبع حسباً بمالٍ
وندمان ابن جفنة كان خالي
ففارقه وليس له بقالِ
وَيَومٍ مظلم لبني تميم
جلونا شمسه والكعب عالِ
بحث المجد قد علمت معد
وَنَغلي المجد ان المجد غالِ
دَعَتنا الحنظلية إِذ لحقنا
وقد حملت على حمل ثقالِ
فأدركها ولم يعدل شريح
وأَعوج عند مختلف العوالي
فغرنا ان غيرتنا كذاكم
اذا برز النساء من الحجال
متى نأسر وَنؤسر في اناس
وَيوجع كلما عقد الحبال
فَنَحن الذائدون إِذا بُدئنا
ولا يرضون منا بالبدال
فدع قَومي وَقومك لا تسئنا[1]
قصيدة ونار دعوت المتعفين بضوئها
وَنار دعوت المعتفين بضوئها
فَباتو عليها أَو هديت بها سفرا
تضرّم في ليل التمام وقد بدت
هوادي نجوم اللَيل تحسبها جمرا
وَضيف يخوض الليل خوضاً كأَنَّما
يَخوض به حتى تأوبنيبحرا
وَكَم من كَريم بوأته رماحه
فتاة اناس لا يَسوق لها مهرا
وَما أَنكحونا طائعين بناتهم
ولكن نكحناها بأَرماحنا قِسرا
وكائن ترى فينا من ابن سبيئة
إِذا لقي الابطالَ يطعنهم شزرا
فَما ردها فينا السباء وضيعة
ولا عريت فينا ولا طبخت قدرا
ولكن جعلناها كخير نسائنا
فَجاءَت بهم بيضاً غطارفة زهرا
وَمنعقد ثني اللسان بعثته
يخال النعاس في مفاصله جمرا
بأرض كساها اللَيل ثوباً كأَنَّما
كَساها مسوحاً أَو طيالة خضرا
إِذا لَم تجد بداً من الأَمر فائته
رَحيب الذراع لا تضيقن به صدرا
ولا تأمن الخلان إِلّا أَقلهم[1]