هل تعلم ؟ ” من هو النبي الذي قتله إبليس
من هو إبليس
قد خلق الله سبحانه وتعالى الجن والشياطين قبل خلق البشر حيث كان يسكن بعضهم الأرض والبعض الآخر منهم كان يسكن في السماوات وقد خلق الله تعالى إبليس من النار وخلقه الله سبحانه وتعالى بحيث كان حسن الخلقة وكان يعبد ويطيع الله سبحانه وتعالى وقد وهب الله له ملكاً كبيراً حيث كان واحداً من خزان الجنة وكان ملكاً على السماء وكذلك على الأرض.
لكن عندما خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام من صلصال من طين ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة بأن يسجدوا له لكن إبليس عصى الله سبحانه وتعالى ورفض أن يفعل ذلك واستكبر عليه حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المقدس: “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ”، وقال: “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا * قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا”.
ولم يستجب إبليس لأمر الله سبحانه وتعالى فلعنه الله تعالى وجعله رجيماً حيث قال سبحانه وتعالى: “إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ”.
وطرد الله سبحانه وتعالى إبليس من الجنة ومن رحمة الله ووعده بالنار في الآخرة هو وكل من اتبعه من ذرية آدم أو من هم من جنسه، وأخذ الله تعالى منه ملكه وما آتاه وطرده من الجنّة ليسكن الأرض ومنعه الدخول إلى الجنة.[1]
من هو النبي الذي قتله إبليس
يتساءل ويبحث الكثير من الأشخاص عن
اسئلة عن الأنبياء
وعن
اسماء الانبياء
لتنمية الجانب الديني لديهم واتخاذ المواعظ من تلك القصص، ومن المعروف أن
الأنبياء
عليهم السلام هم صفوة البشر وأفضلهم وقد اصطفاهم الله سبحانه وتعالى فحسّن من أخلاقهم وأعمالهم وأرسل الله الأنبياء لهداية الناس ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والإيمان بالله وحده واتباع طريق الحق والابتعاد عن ظلمات الضلال.
وعندما طرد الله سبحانه وتعالى إبليس من رحمة الله تعالى ومنعه من الصعود إلى السماء ومن دخول الجنّة أيضاً أقسم إبليس بأن يغوي ذرّيّة آدم كلّها ويدخلهم معه لنار جهنّم حيث قال “قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ”، وتمادى إبليس في عصيانه وكفره حتّى وصل به الحال لقتل الأنبياء عليهم السّلام عن طريق مساعدة الإنس وتحريضهم على قتلهم.
وذُكر في السّنّة النّبويّة أن سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام عندما عرج إلى السماء رأى نبي الله زكريا عليه السلام فسأله كيف مات فقص عليه سيدنا زكريا كيف دل إبليس القتلة الذين أرادوا قتله وكيف ساعدهم إبليس على إيجاده في الشجرة التي اختبأ فيها وقام بشقه بالمنستير وهو داخل الشجرة وهذا يدل على أن النبي الذي قتله إبليس هو نبي الله زكريا عليه السلام.
سيدنا زكريا عليه السلام
كان سيدنا زكريا بن لدن بن مسلم بن صدوق بن حشبان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن برخيا بن بلعاطة بن ناحور بن شلوم بن بهفاشاط بن إينامن بن رحبعام بن سليمان بن داود، من بني إسرائيل، وهو أبو سيدنا يحيى عليه السلام.
وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (كان زكريا نجاراًً)، وكان سيدنا زكريا متزوج من امرأة عاقر ولم ينجبا ولكنه دعا الله تعالى حيث قال: “
قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بـ دعائك رب شقيا
*
وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقر فهب لي من لدنك وليا
*
يرثني و يرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً”، ثم رزقه الله يحيى عليه السلام.[2]
وكان سيدنا زكريا نبي من أنبياء الله المرسلين في دين
الإسلام
ووالد سيدنا يحيى عليه السلام حيث أرسله الله لهداية الناس ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والإيمان به والابتعاد عن عبادة الأصنام واتباع طريق الحق، ولكن في المسيحية كان يعتبر رجل صالح وبار وكاهن من الكهنة الصالحين وهو زوج أليصابات ووالد القديس يوحنا المعمدان.
كيف مات زكريا عليه السلام
حيث روى إسحاق بن بشر في كتابه ” المبتدأ ” عن مقتل سيدنا يحيى وسيدنا زكريا عليهم السلام حيث قال : أنبأنا يعقوب الكوفي، عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به رأى زكريا في السماء، فسلم عليه وقال له: يا أبا يحيى، خبرني عن قتلك كيف كان ؟ ولم قتلك بنو إسرائيل ؟ قال: يا محمد، أخبرك أن يحيى كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم، وأصبحهم وجها، وكان كما قال الله تعالى: سيداً وحصوراً وكان لا يحتاج إلى النساء ، فهويته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية، فأرسلت إليه، وعصمه الله، وامتنع يحيى وأبى عليها، وأجمعت على قتل يحيى، ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب، قال: فخرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجبا، ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك: سليني ، فما سألتني شيئا إلا أعطيتك، قالت : أريد دم يحيى بن زكريا، قال لها: سليني غيره، قالت: هو ذاك، قال : هو لك، قال: فبعثت جلاوزته إلى يحيى، وهو في محرابه يصلي، وأنا إلى جانبه أصلي، قال: فذبح في طست وحمل رأسه ودمه إليها، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بلغ من صبرك ؟ قال: ما انفتلت من صلاتي، قال: فلما حمل رأسه إليها ، فوضع بين يديها، فلما أمسوا خسف الله بالملك وأهل بيته وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل: قد غضب إله زكريا لزكريا، فتعالوا حتى نغضب لملكنا، فنقتل زكريا، قال: فخرجوا في طلبي ليقتلوني، وجاءني النذير فهربت منهم، وإبليس أمامهم يدلهم علي، فلما تخوفت أن لا أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني وقالت: إلي إلي . انصدعت لي فدخلت فيها، قال: وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة، وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة، وجاءت بنو إسرائيل فقال إبليس: أما رأيتموه دخل هذه الشجرة ؟ هذا طرف ردائه، دخلها بسحره، فقالوا : نحرق هذه الشجرة، فقال إبليس : شقوه بالمنشار شقا، قال : فشققت مع الشجرة بالمنشار، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل وجدت له مسا أو وجعا ؟ قال : لا ، إنما وجدت ذلك الشجرة جعل الله روحي فيها .[3]