خصائص الأدب التركي ومميزاته
سمات الأدب التركي
عند دراسة الأدب التركي، فإنه يتم دراسة
التطور التاريخي له من خلال ثلاث فئات أساسية، وهما الأدب التركي قبل الإسلام، الأدب التركي الذي تطور بواسطة تأثير الحضارة الإسلامية، والأدب الذي تطور بواسطة تأثير الغرب، حيث
جاء ذلك التصنيف تحت التأثير المميز الخاص بالمدارات الدينية والثقافية التي دخل فيها الأتراك، وفي التالي بعض من خصائص الأدب التركي:[1]
-
التقليد الشفوي:
تم تدوين المنتجات الشفوية لتلك الفترة في (Divanü Lugati’t-Türk)، وهو قاموس اللغات التركية الذي قام بكتابته (محمود الكاشغر) أثناء القرن الحادي عشر، حيث
احتل الشعر هذه المكانة البارزة في التراث الأدبي الشفهي، كما
كان الشعراء الأوائل، واللذان يسمان (الشامان) أو (المنشدين)، كانوا يقرؤون قصائدهم بصحبة آلة وترية تُعرف باسم (كوبوز)، وهي تشبه العود، بالإضافة إلى أن
(
أبرينكور تيجين)، (تشوتشو)، (كول تاركان)، (تشيسويا توتونج)، (أسيج توتونج)، (سونجكو سيلي)، و(كليم كيشي) هم من أوائل الشعراء الذين نجوا بأعمالهم.
-
التقليد المكتوب
؛
كانت النصوص الأولى المكتوبة باللغة التركية هي عبارة عن (نقوش ينيسي) من القرن السادس، كما كانت (نقوش أورهون) من القرن الثامن، حيث
إن (نقوش أورهون)، من النوع التذكاري، ممتلئة بالمعلومات عن الحياة الاجتماعية، الثقافة، فن الأتراك،
و
الأدب التركي الذي نشأ نتيجة تأثير الحضارة الإسلامية.
-
أدب البلاط:
يُعرف عن الأدب الذي طوره المفكرون العثمانيون الذين نشأوا بطريقة أساسية في المدارس أو مجمعات المساجد والذين اتخذوا الأدب العربي وبالأخص الفارسي على أنها نماذج يحتذى بها أنه يُسمى (أدب البلاط)، إلى جانب الإشارة إليه كذلك باسم الأدب التركي (الطبقي) أو (العصر الإسلامي)، حيث انتشرت الترجمات الفارسية أثناء السنوات الأولى من الأدب، وهما القرنين الثالث عشر والخامس عشر، والشعراء الأوائل متمثلون في (أحمد داي)، (قاضي برهان الدين)، و(حيي)، وقد كتبوا على وجه العموم أبياتًا دينية.
-
الأدب الشعبي:
تتكون تلك المنطقة من الحكايات الشعبية، الأغاني الشعبية، الأمثال، الأحاجي، وعروض الأداء القروية، التي يكون مبدعوها واضحين أو معروفين، ومن الممكن اعتبار أدب الدراويش كنوع من الأدب الشعبي ذو المحتوى الديني، وكذلك أدى التسامح الواسع للصوفية وأسلوب التعبير في ظهور خيط مستقل في ذلك التقليد الأدبي، حيث كان يُقرأ شعر الدراويش بصحبة الألحان المسماة (إله) أو (النفيس) وبالرغم من تضمنها على بعض من العناصر العربية والفارسية، إلا أن اللغة المستعملة في أدب الدراويش كان من المفترض أن تكون مفهومة بشكل أكثر وضوحًا، وتم استعمال الرباعية والمتر المقطعي في كافة جوانب الأدب الشعبي.
مميزات الأدب التركي
الأدب هو أحد العناصر الهامة في الحياة الثقافية التركية، حيث يعكس تاريخ الشعب، أساطيرهم، تصوفهم، والتغيرات السياسية والاجتماعية، ومن الممكن
تقسيم تاريخ الأدب التركي إلى ثلاث فترات، والتي تقوم بعكس تاريخ الحضارة التركية كما تم ذكره من قبل، وفي الآتي المميزات التي عُرف بها الأدب التركي:[2]
-
نقوش أورهون:
وهي
أقدم تراث أدبي في خلال فترة ما قبل الإسلام، وهي عبارة عن نقوش في شمال منغوليا، وقد تم كتابتها عام 735م على حجرين كبيرين من أجل تكريم ملك تركي وأخيه، في
ديوان الأدب خلال الفترة العثمانية، وكان الشكل الأدبي الشائع هو الشعر، كما كانت اللهجة المنتشرة هي الأناضول أو العثمانية، بالإضافة إلى أن الموضوع الأساسي تمثل في الجمال والرومانسية، إلى جانب التأثر الشديد من الأدب الديوان العثماني بالثقافة الفارسية وكُتب باللهجة التي جمعت بين العربية، الفارسية، والتركية.
-
الأدب الشعبي:
في الابتعاد
عن أدب الديوان الأرستقراطي، فإن الأدب الشعبي استمر في السيطرة على الأناضول، إذ احتفل الشعراء الذين يشبهون (التروبادور) بالطبيعة، الحب، والله بلغة تركية بسيطة، ولكن الأدب التركي بداية من القرن العشرين، أصبحت لغته بسيطة أكثر، وسياسية واجتماعية أكثر من ناحية الجوهر، حيث قدم أحد
الأدباء الأتراك
، وهو الشاعر العظيم والمثير للجدل سياسيًا (ناظم حكمت)، المستوحى من الشاعر الروسي (ماياكوفسكي)، شعرًا مجانيًا في الفترة الأخيرة من الثلاثينيات.
-
مشاهير الكتاب الأتراك:
كان (يسار كمال) وهو أحد الكتاب الرواد في تركيا، والذي
حصل على 38 جائزة أثناء حياته وكان مرشحًا للفوز بجائزة نوبل في الأدب في (Ince Memed)، ولكن تم
منح
جائزة نوبل
في الأدب لعام 2006م إلى الكاتب التركي (أورهان باموك)، والذي اكتشف رموزًا جديدة للصراع والتشابك بين الثقافات خلال سعيه وراء الروح الكئيبة لمدينته الأم،
ويجب ذكر بعض من المشاهير الكتاب الأتراك على مستوى العالم، وهما
(
أتيلا إلهان)، (عزيز نسين)، (إليف شفق)، (ناظم حكمت)، (أورهان باموق)، و(يسار كمال).
نشأة
الأدب التركي
تشكل نقوش أورهون مجموعة من أقدم الكتابات الموجودة في اللغة التركية، حيث تظهر تلك النقوش على نصبين تم بناؤهما في الفترة الأولى من القرن الثامن الميلادي في شمال منغوليا، وتشتمل الكتابات التركية المبكرة الأخرى على الشعر في قاموس تركي عربي خلال القرن الحادي عشر (لمحمود قشقري) و(كوتودغو بيليغ)، كما قال يوسف خاص حاجب: “المعرفة التي تؤدي إلى السعادة”، والذي يستعمل بعض الأشكال الشعرية من التقاليد الأدبية العربية والفارسية، أثناء القرن الثالث عشر المتأخر، إذ أُنتج ما أصبح يسمى الأدب التركي بطريقة أساسية في الأناضول الخاضعة لسيطرة المغول، ومن بين السلالات التركية الكثيرة في آسيا الوسطى، جنوب آسيا، الشرق الأوسط، والقوقاز، فقط بعض دول الأناضول ما بعد المغول ثم الإمبراطورية العثمانية قد استطاعت الحفاظ على اللغة التركية كلغة أدبية.[3]
بدايةً من القرن الرابع عشر وحتى بداية القرن العشرين، قد ازدهرت الكتابة التركية في الإمبراطورية العثمانية، وظلت مستمرة بعد هذا في الجمهورية التركية، ومع التغييرات في اللغة والثقافة من الفترتين المغولية والعثمانية إلى ظهور تركيا الحديثة، قد استمر الأدب التركي على أنه وسيلة تعبير ضرورية للشعوب الناطقة باللغة التركية في الأناضول والمناطق المجاورة في البلقان، بالإضافة إلى أن غالبية النشاط الأدبي لتلك المنطقة يرتكز على إسطنبول، وحاضرتها الحضرية المركزية منذ النصف الثاني من القرن الخامس عشر، والذي اشتمل على
أقدم نوع من الأدب التركي، وهو (الملحمة البطولية)، ومن أمثلتها الرئيسية هو كتاب (ديدي كوركوت)، وقد نجى في مخطوطات القرن، بينما التاريخ الحقيقي للعمل غير معروف، وتم بالفعل تداول واحدة على الأقل من الحكايات على هيئة مكتوب في بداية القرن الرابع عشر، وتدل مصادر في آسيا الوسطى على أن (شامان-بارد كوركوت) وحكاياته ترجع إلى القرنين التاسع والعاشر، وهو أسلوب الملحمة، الذي يتشكل من السرد النثرى الممزوج بخطابات الشعر، والجدير بالذكر أن هذا يشير إلى التأليف الشفهي.[3]