ماذا تسمى ؟ ” الدائرة المنيرة التي تحيط بالقمر .. ولماذا تحدث
اسم الدائرة المنيرة حول القمر
الجميع يلاحظ في الليالي حينما تكون السماء صافية أن هناك حلقة دائرية كاملة محيطة بالقمر، وفي حالة إمعان النظر نجد أن تلك الحلقة تتخذ شكل مشابه لقوس قزح، إضافةً إلى بعض من النقاط المضيئة كالنجوم على جانبي تلك الحلقة أو من أعلاها وأسفلها، ذلك الأمر له تفسير علمي يتعلق بالظواهر الجوية وحالة الطقس والمناخ، وتلك الدائرة المنيرة حول القمر تعرف باسم (هالة القمر).
[1]
ومن المعروف عن الغلاف الجوي أنه ممتلئ بعدد كبير لا يمكن إحصائه من الكرات البلورية والتي يترتب على وجودها انكسار ضوء القمر والذي يتوزع وينتشر نتيجة لذلك على مختلف الجهات، وفي أي وقت يتم النظر به إلى القمر فإن البعض من تلك الانكسارات يكون مواجه لعين الإنسان ورؤيته مما يوفر له الفرصة نحو رؤية جميع ذلك الضوء المنكسر، وهو ما يعني أنه ليس كل من ينظر إلى القمر يرى الهالة نفسها ولكن كل شخص يرى الهالة الخاصة به من اتجاهه.
وذلك لأن الإنسان لا يرى إلى البلورات التي تعمل في محاذاة أشعة الضوء المنكسرة في الموقع الذي يقف به وينظر منه على وجه التحديد، بل إنه قد يكون هناك شخصين واقفين بجوار بعضهما البعض ولا يفضل بينهما سوى مترات معدودة ويرى كل منهم هالة خاصة به مختلفة عن تلك التي يراها الآخر، وهو الأمر ذاته فيما يتعلق برؤية قوس قزح.
أسباب ظهور هالة القمر
تنتج
هالة القمر
عن عملية انعكاس انكسار الضوء وانكساره وما يحدث للضوء من تشتت عبر ما يكون معلقاً من جزيئات الجليد داخل السحب الهشة والرقيقة أو المرتفعة من الرقائق السمعية، و
حينما يعبر الضوء خلال بلورات الثلج ذات الشكل السداسي، فإنه ينحني بزاوية اثنان وعشرون درجة، وهو ما يترتب عليه خلق هالة من الضوء يبلغ نصف قطرها 22 درجة أما قطرها فإنه يبلغ أربع وأربعون درجة، ومن الممكن في بعض الأحيان أن يتم
رؤية هالة القمر مزدوجة ولكن ذلك لا يحدث إلا في حالات نادرة حينما ينعكس الضوء عن الجليد أو عن
الماء
. [2]
وعلى ذلك ومما سبق ذكره يتضح أن الحلقة القمرية أو الهالة القمرية لا تحدث إلا في حالة انعكاس أو انكسار الضوء من بلورات الجليد المعلقة في غيوم رقيقة أو سحب ناعمة على ارتفاعات عالية،
حينما يبدأ ذلك الضوء في المرور خلال بلورات الجليد ثم ينحني بزاوية 22 درجة ويكون نتاج تلك العملية تكون هالة أو حلقة بمقدار 22 درجة، وفي بعض الأحوال
قد تكون تلك الحلقة باهتة جدًا أو واضحة جدًا وهو ما يتوقف على مقدار السحب الرقيقة أو كمية الضوء التي تعبر خلالها. [3]
كما وأن تأثي الضوء المنتشر خلال تلك البلورات الجليدية ذات الشكل السداسي يعمل على فصل الضوء وجعل كل لون من الألوان المكونة له يصبح على حدة، وبالتالي تبدأ الهالة التي تبدو وكأنها مثل قوس القزح بألوان طيفه السبعة تظهر للرائي ولكن الهالة تبدو وكأنها باهتة إلى حد كبير مع اللون الأزرق من الخارج والأحمر من الداخل، وهو الأمر الذي يرجع إليه وصف الهالة القمرية وكأنها مثل قوس قزح الذي ينتج عن المطر وضوء الشمس الذي يتم رؤيته بالنهار بوضوح.
ماذا يقول الفولكلور عن الهالة القمرية
تشير تقاليد الطقس والمناخ أن الهالة القمرية ما هي إلا مقدمة تدل على طقس وشيك غير مستقر، تلك الظاهرة تزداد بشكل خاص أثناء فضل الشتاء، ولكن
غالبًا لا يعد ذلك الاعتقاد صحيحًا، إذ أن الغيوم السمعية تسبق بشكل عام أنظمة العواصف والمطر والعواصف، وفي الحقيقة فإن ظهور
الهالات القمرية لا يقتصر فقط على
أشهر
الشتاء، ولكن في الكثير من الأحيان تكون دلالة حقاً على اقتراب هطول المطر.
[1]
ظواهر ذات علاقة بهالة القمر
هناك العديد من الظواهر الطبيعية التي ترتبط بهالة القمر، ومن بينها:
وهج كوروناس
وضع العلماء تعريف لظاهرة وهج كوروناس (Coronas) بأنها عبارة عن حلقة ضوئية محيطة بقرص القمر والتي يعتقد الكثيرون ممن ينظرون إليها أنها هي الهالة القمرية، ولكن ذلك ليس صحيح حيث إن كلاً منهما يختلف عن الآخر ومن بين أوجه الاختلاف بينهما أن وهج كوروناس أصغر من حيث الحجم من الهالة القمرية، والتي تظهر بسبب انجراف ضوء القمر بفعل كل من قطع الجليد وجسيمات الماء صغيرة الحجم المعلقة بالسحب الرقيقة، وهو ما يترتب عليه تحلل ألوان الضوء فيظهر اللون الأحمر الخارجي، والأزرق الداخلي، وكلما ابتعد القمر أصبح وهج كوروناس باهتاً غير واضح.
قوس قزح القمري
ينتج عن انكسار مختلف الألوان المكونة للضوء المنبعث عن القمر والذي ينتشر على العديد من الاتجاهات والزوايا إلى ظهور، خيث يبدأ الضوء في الانقسام إلى عدة ألوان، ويكون في فترة الليل أقرب بالشبه من قوس القزح الذي يظهر بعد المطر بالنهار، ومن غير الممكن أن تتم رؤيته إلّا بالجزء المقابل لموضع القمر في السماء، ويشار في ذلك الصدد إلى أنّ تلك الحالة تعد نادرة الظهور إلى حد كبير حيث لم يتم رصد سوى حالتين فقط في غضون ما يزيد عن الخمسين عاماً الماضية.
القمر الزائف
تعرف القمر الزائف في اللغة
الإنجليزية
وهو الاسم الشائع لها لدى العلماء بـ mock moon أو moon dogs، وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من البقع المنيرة التي تظهر على واحد من جانبي القمر، بالتحديد على كلا جانبي هالة قمر، وعادةً ما تتوازى تلك البقع المضيئة مع لأفق، وهو ما يحدث حينما يكون القمر في طور البدر أي مكتملاً، وكما ويكون قريباً من الأفق أيضاً.
وعلى ذلك فإن القمر الزائف يظهر على هيئة دائرة مضيئة وساطعة إلى حد ما والتي يكون سطوعها عادةً أكثر وضوحاً من هالة القمر، وبشكل أكثر تحديدًا فإن القمر الزائف يترتب على ما يحدث لضوء القمر من انكسار من خلال البلورات الجليدية سدادسية الشكل التي تظهر على هيئة صفيحة بالسحب الغائمة، كما ويظهر القمر الزائف باعتباره جزء من هالة بزاوية اثنان وعشرون درجة.
وهي قريبة في الشبه بشكل بالغ من ظاهرة الشمس الزائفة، ولكنها نادرة الحدوث وذلك يرجع لأن القمر لا بد وأن يكون في حالة سطوع، حول ربع القمر أو ما يزيد، ولذلك لكي تتم ملاحظة القمر الزائف، كما ويظهر القمر الزائف القليل من الألوان للعين المجردة البشرية لأن الضوء الخاص به لا يكون ساطعًا بما يكفي لكي ينشيط الخلايا المخروطية.