ما هي الوحدات الموضوعية

مفهوم الوحدة الموضوعية


الوحدة الموضوعية مجال من مجالات الكتابة في اللغة العربية، تتبع الشعر والنثر، وقد تختص بالخطابة، وغيرها من مواضيع اللغة بشكل عام، وتعد الوحدة الموضوعية، جزء من كل وهي الوحدة العضوية، والتي تعد الوحدة الموضوعية جزء أو جانب من جوانبها.


إذن نستنتج من لك الأمر فيما يخص الوحدة الموضوعية، أنها إبقاء العمل سواء كان فني أو شعر، أو قصائد مقتصر على موضوع واحد، أو يدور حول فكرة معينة.


مما سبق يتضح عند الحديث عن الوحدات الموضوعية، أنه حديث حول رثاء، مدح، غزل، حب، هجاء، أي كان مجال أو لون الحديث، يكون واحد، وهو أمر ما كان في السابق متوفر في شعراء الزمن الماضي، وأيضاً مع مراعاة مقتضى القصيدة أو النثر، أو مجال الكتابة.


ويذكر من الناحية التاريخية أن أول ما تحدث وأثار أمر الوحدة الموضوعية، وجعل منها مجال للنقاش كان الفيلسوف أرسطو، حيث تعرض لها في كتاب له كان هذا الكتاب بعنوان فن الشعر.


الوحدة الموضوعية هي منهج أو خطة درس مصممة حول موضوع أو موضوعات معينة،  تتضمن الوحدات الموضوعية إنشاء سلسلة من الدروس المتكاملة لجميع مجالات المحتوى ، والقراءة ، والكتابة ، والرياضيات ، والعلوم ، وما إلى ذلك ، والتي يدعمها الموضوع قيد الدراسة، باختصار ، يمكن اختيار موضوع (تفاح) وإدماجه خلال يوم أو أسبوع أو حتى شهر دراسي.


وبذلك يمكن اعتبار الوحدات الموضوعية في التقسيم الذي يخص القصيدة، هي نوع من أنواع الوحدات التي تتضمنها القصائد فإذا كانت وحدة البيت تعني، أن كل بيت له معناه المختص بذاته والمستقل، حتى إذا افترض تغيير مكانه أو ترتيبه، أو حتى حذفه لا تتأثر القصيدة على الأغلب في شيء.


أما من حيث التغيير الذي يحدث التأثير والفارق، ويتسبب في جعل القصيدة غير متناسقة، وغير واضحة، ويفكك أبياتها، من بعضها فهو هنا يسمى وحدة عضوية، أما النقطة التي تخص وحدة الموضوع هي التي تشمل القصيدة كلها في نوع محدد واحد، بعينه لا يوجد غيره، في كامل القصيدة، ويتوافق مع مقتضى الحال في القصيدة.


هل الوحدة الموضوعية هي الوحدة العضوية


مما لاشك فيه أن المهتمين، والشعراء، والنقاد قد أثاروا عدة قضايا بخصوص الوحدة الموضوعية، في محاولة للبحث عن إجابات لذلك، وهو ما جعلهم ينخرطون في الجدل القائم حوله.


لكن من المهم توضيح أن ليست الوحدة البنائية هي الوحدة العضوية والوحدة الموضوعية، كما يعتقد البعض بأنهم مترادفات، وهو ما ليس بصحيح عند أصحاب وجهة نظر من ثلاثة بين موافق، ومعارض، ومن يقف بينهم في المنتصف، وسوف يتم استعراض الثلاث موقف كالتالي :


موقف المعتبرين أن الوحدة الموضوعية ليست هي الوحدة العضوية، يرون أن المغزى من وحدة عضوية داخل منظومة أدبية شعرية، هو الوحدة الموضوعية ، وهي وحدة في الشعور المثار في موضوع القصيدة، وما ينبغي من ذلك من تنظيم للفكرة، والصورة، مع ترتيبهم باعتبار العمل جسد كامل لكل جهاز فيه عمل يؤديه، يتضح في سلاسة وتتابع الشعور، والفكر.


أما أصحاب الرأي المخالف مثل دكتور طه حسين فقد عارضوا الرأي وأكدوا على وحدة المعنى، وأما الفريق الذي يقف في المنتصف بين الرأيين متخذ موقف وسط منهما، حيث رأى أصحاب هذا الرأي أنه يجب عدم الميل التام للرأي الأول ولا التسليم الكامل للرأي الثاني ، ويرى أصحاب الرأي الثاني في وجهة نظرهم هذا النموذج الشعري دليل على صحة رأيهم [1]


فكفكـت منى عبـرة فـرددتـهـــا على النحر منها مستهل ودامـع


على حين عاتبت المشيب على الصـبا وقلت ألما أصـح والشيب وازع


و قـد حـال هـمُّ دون ذلـك شاغـلُ مكان الشغافِ تبتغيه الأصـابـع


وعيدُ أبى قابـوس فـى غيـر كنهـه أتانى ودونى راكس فالضـواجع


هذا كلام متناسب تقتضى أوائله أواخره،ولا يتميز منه شىء عن شىء


أتانى ، أبيت للعــن ، أنـك لمتنـى وتلك التى تستكُّ منها المسامــع


مقالة أن قـد قـلـت سـوف أناله وذلك مـن تلقـاء مثلـك رائـع


وقيل أيضاً في الجمع بين أكثر من غرض شعري في نفس القصيدة، هذا النموذج لأمروء القيس


وبيضـة خـدر لايـرام خبـاؤها تمتعت من لهـو بـها غير معـجل


تجاوزت أحراساً إليها ومعشــراً علـى حراصـا لـو يسرون مقتلى


إذا ما الثريا في السماء تعرضـت تعـرض أثنـاء الوشاح المفصـل


تعريف وحدة القصيدة


يرى أرسطو كما سبق وذكر في السطور الفائتة أن أرسطو كان أول من تعرض من الفلاسفة للحديث عن وحدة الموضوع وقد أكد في قول له مشبهًا القصيدة، وليس القصيدة وحدها بالنسبة له، بل كل عمل شبهه بالجسد أو

الجسم

الواحد، المنظم المتكامل المرتب بشكل معين، الذي لا يقبل أو يعقل أن ينقل منه جهاز من داخل الجسم إلى مكان أخر، ولا جزء من موضوع إلى موضع الآخر.


كذلك هو العمل الفني، وكذلك عند أرسطو، كل من الشعر والقصيدة، يعتبر العمل له وحده مثل الرأس والجسد بالترتيب، ذاته، كما أكد أبن طباطبا العلوي على نفس ما أكد عليه أرسطو، والعقاد وخليل مطران.


تعريف الوحدة الموضوعية في القرآن


إن سور القرآن الكريم على تعددها وتنوع مواضيعها، فإنها لا تحمل بين أياتها تضاد، فقد تحمل السورة موضوع واحد معين، أو عدة مواضيع مترابطة، ويمكن الوصول بشكل بسيط والتعرف على موضوع السورة ذلك من خلال، معرفة اسمها، وسبب نزولها، وتدبرها، والمناسبة بين أول السورة وآخرها، وأخر السورة مع أول السورة التي تليها، وغيرها من المواضيع المتعلقة بها مما ييسر معرفة موضوع السورة.


وقد سبق واتضحت أمثلة عديدة لوحدة الموضوع في القرآن الكريم، وناقشها العلماء وبينوها في مواضع عدة، ويمكن من خلال استعراض أيات بعض السور القرآنية بيان وحدة الموضوع فيها، وعلى سبيل المثال يمكن الاستعانة بسورة الواقعة، وملاحظة وحدة موضوعها كالتالي


{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاء مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ} الواقعة 27- 40


{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ وَكَانُوا يَقولونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} الواقعة 41- 56.


حيث يتبين من خلال ملاحظة وتلاوة الآيات أنها تتحدث في موضوع واحد، بمختلف جوانبه، ليكمل بعضه بعضًا، ويكون ما بين الآيتين في السورة الواحدة نوع من أنواع التكامل، فالأولى تتحدث عن أصحاب اليمين أهل الجنة ونعيمهم، والثانية تتحدث عن أصحاب الشمال أهل النار وعذابهم، وبذلك يتضح مفهوم وحدة الموضوع في القرآن الكريم. [2]