تلوث الغذاء والآثار الناجمة عنه


مفهوم تلوث الغذاء

يعد تلوث الغذاء من المشكلات التي يتعرض لها الإنسان في شتى أرجاء

العالم

، ويعرف تلوث الغذاء بأنه إضافة أي مادة غريبة او حدوث تغير للتركيب الكيميائي للغذاء ، ويوجد عديد من الملوثات التي تتسبب في تلوث الغذاء .

مسببات تلوث الغذاء

يوجد العديد من الملوثات التي تؤثر على الغذاء منها ما يلي :[1]

الملوثات البيولوجية

وهي تتمثل في الكائنات الحية المسببة للأمراض مثل :

  • البكتريا ؛ وهي عبارة عن كائنات حية دقيقه لا ترى بالعين المجردة تحتاج إلى ظروف معينه من النمو والتكاثر ، وتقسم إلى بكتريا نافعة ، وبكتريا ضارة تسبب تغير في صفات الأغذية وغالبا ما تكون خطرة وتسبب التسمم الغذائي والأمراض الأخرى مثل بكتريا السالمونيلا أو البكتريا العنقودية وغيرها ، والقسم الآخر هو بكتريا نافعة يمكن استخدامها في الصناعات الغذائية مثل بكتريا حامض اللاكتيك ، المستخدمة لصناعة اللبن الرائب.
  • الخمائر ، وهي عبارة عن كائنات حية دقيقة تحدث تغيرات في صفات الأغذية فتسبب لها فساد بحيث تصبح الأغذية غير صالحة للاستهلاك البشري مثل ، تخمر العصائر إذا تركت معرضة للهواء أو إذا كانت في عبوات غير محكمة القفل وعندها تصبح الأغذية لزجة ، ولها رائحة كريهة ، وهناك خمائر مفيدة تستخدم في الصناعات الغذائية مثل خميرة الخبز وخمائر صناعة الأجبان.
  • العفن ؛ حيث ينمو بسرعة في صورة خيوط بيضاء وخضراء على سطح الأغذية وخطورتها تكمن في افرازاتها ، كإفراز سموم الافلاتوكسين السامة والمسرطنة ، وتنمو عادة الأعفان بسبب خلل في جودة الأغذية أو خلل في ظروف التخزين من حيث الحرارة والرطوبة ويمكن مقاومتها برفع درجة الحرارة إلى 60°م لمدة عشر دقائق ، ولكن المواد السامة مقاومة للحرارة ولا يمكن التخلص منها بالتسخين والطبخ العادي ، كما أن عملية التجميد تمنع نمو الأعفان.
  • الأنزيمات ؛ وهي مواد كيميائية تفرزها الخلايا الحية ومن أهمها ، انزيم اللايبيز الذي يحلل الدهون.

الملوثات الكيميائية

  • بقايا المبيدات الحشرية والمعقمات ؛ حيث كثر استخدامها للقضاء على الآفات الحشرية علماً بأنها بقايا اثار سامة في النباتات وفي طعام الحيوان والتربة والمياه.
  • المعادن ؛ تتلوث الأغذية بالمعادن نتيجة تعبئتها أو تصنيعها أو طبخها في أواني غير ملائمة من معادن النحاس ، والرصاص ، والحديد ، والالومنيوم ، وهذا يؤدي بتسمم الإنسان بالمعادن الثقيلة الخطيرة.
  • المواد الحافظة ؛ تتلوث الأغذية بسبب الزيادة في تركيز المواد الحافظة أو المواد المضافة وهذه المواد إذا استعملت بكميات زائدة عن المسموح بها فإنها تسبب ضرر للإنسان.
  • عوامل التلوين ؛ وهي مركبات عضوية معقدة تضاف إلى الغذاء لإعادة لون الغذاء الذي فقدة في أثناء معالجة ، أو إضفاء لون

    طبيعي

    للغذاء ، أو إعطاء بعض الأغذية ألواناً لم تكن لها ، ومن أمثلتها التترازين الأصفر والكربون الأسود.
  • مضادات الأكسدة ؛ وهي مواد تضاف للغذاء لمنع تأكسده ، وتحمي هذه الكيماويات الدهون ، والزيوت من التونة ، ومن الكيماويات المضادة للتأكسد حمض الستريك وحمض الإسكوربيك.
  • المستحلبات ومحافظات الخواص ومكسبات القوام ؛ وتضاف هذا المواد الكيميائية للأغذية لتحسين صفاتها ، ومن أمثلتها البكتين وكربوكسى ميثيل سليلوز الصوديوم.
  • مكسبات الطعم والنكهة والرائحة ؛ ومن أمثلتها السكارين الذي يستخدم في التحليه الصناعية ، كما تعد الإسترات من المواد الكيميائية العضوية التي تستخدم دائماً لإعطاء الغذاء نكهة الفواكه ورائحتها.
  • المبيدات الحشرية ؛ وتستخدم هذه المبيدات لحماية النباتات والمزروعات والأغذية المخزونة من الأوبئة والأمراض ، وهذه المبيدات تنتقل خلال سلاسل الغذاء إلى الإنسان.
  • الأسمدة والمخصبات الزراعية ؛ وهي تستخدم لتخصيب التربة الزراعية ، بهدف تحسين الإنتاج الزراعي وزيادته ، حيث تنتقل الى جسم الانسان إما بطريقة مباشرة عبر المواد الغذائية النباتية ، أو بطريقة غير مباشرة خلال سلاسل الغذاء مسببة له أضرار صحية بالغة ، وقد أكدت الدراسات خطورة النيترات في إحداث الإصابة بالسرطان.
  • المواد المشعة ؛ وتكون نتيجة لتساقط الغبار الذري على النباتات والتربة الزراعية ، النتيجة لتلوث الهواء والماء بمخلفات التجارب النووية.
  • بعض المواد الكيميائية المستخدمة في تعبئة المواد الغذائية ومن هذه المواد ؛ البوليمر المعروف باسم بولى فينيل كلوريد poly vinyl chloride ، والذي يحضر بواسطة بلمرة مركب كلوريد

    الفينيل

    vinyl chloride ، وترجع خطورة هذه المادة إلى أنها تحتوي دائماً على نسبة ضئيلة من كلوريد الفينيل الحر الذي لم يتحول الى البوليمر ، وهو مادة سامة وتسبب الإصابة بالسرطان.

الملوثات الفيزيائية

  • قطع الزجاج المنتشرة عند تحطم زجاج مصباح كهربائي.
  • جزيئات معدنية من أدوات الطبخ أو تحضير الأغذية.
  • أجزاء متساقطة من مفتاح العلب أثناء فتح العلب.
  • الكدمات والجروح المحدثة أثناء القطف أو النقل أوتداول الثمار كالزيتون ، البندورة ، الفراولة.
  • جفاف أو ذبول الثمار بسبب الحرارة وسوء التخزين.
  • التجميد البطئ ينتج عنه بلورات ثلجية كبيرة تسبب تغير وتمزق الأنسجة للمادة الغذائية المجمدة مما يسبب طراوتها.
  • أشعة الضوء تسبب فقدان بعض الفيتامينات كما تسبب تأكسد وفساد الدهون.
  • النقل غير الجيد وارتجاج وتحريك الأغذية بسبب تلوثها.

الاثار الضارة الناتجة عن تلوث الغذاء

  • لبعض المضافات الغذائية تأثيرات صحية ضارة على الإنسان ، فالمواد الحافظة مثلا تمنع تعرض المواد الغذائية المفيدة للفساد ، إذا أضيفت إليها بكميات مسموح بها دولياً ، أما إذا تجاوزت كميتها الحد المطلوب فإنها تؤدي إلى تسمم الغذاء.
  • وعلى سبيل المثال منعت الدول المتقدمة إضافة مادة نيتريت الصوديوم عند حفظ اللحوم نظراً لخطورتها وآثارها المدمرة على صحة الإنسان ، أما العالم الثالث فمازالت تضيف مادة نيتريت الصوديوم إلى منتجات اللحوم المحفوظة ، وبنسب غير متاحة دولياً معتمدة في ذلك على أنه بزيادة الكمية للمادة الحافظة تزداد مدة حفظ اللحوم لآجال طويلة.
  • وقد أثبتت الدراسات التي أجرتها الدول المتقدمة أن إضافة مادة نيتريت الصوديوم في عملية حفظ اللحوم يسبب أضراراً صحية بالغة للإنسان حيث تسبب هذه المادة آثاراً مدمرة لخلايا

    الجسم

    ، ويحدث ذلك عند دخول اللحم الممتزج بنتريت الصوديوم كمادة حافظة إلى المعدة ، تتفاعل هذا المادة مع حمض الهيدروكلوريك الموجود بالمعدة ، ويتكون كلوريد الصوديوم وحمض النيتروز اللذان يسيران مع الدم ويصلان للخلايا ويسببان لها اضرار بالغة تتمثل في :
  • يدمر حمض النيتروز القواعد النيتروجينية المكونة للأحماض النووية DNA,RNA التي تكون الشفرات الوراثية ، وهذه القواعد هي الأدنين والجوانين والسيتوزين والثيامين واليوراسيل ، وذلك بتحويلها إلى مشتقات لهذه القواعد ، وهذا عكس ما يحدث في أثناء انشطار جزئ حمض DNA لتكوين جزيئين ، حيث يرتبط السيتوزين بالجوانين ، وبالتالي يلعب حمض النيتروز دوراً كبيراً في إحداث تغييرات جينية ، مما يؤدي إلى حدوث طفرات مرضية ، وهي أحد مسببات السرطان.
  • يؤدي كلوريد الصوديوم الناتج من هذا التفاعل إلى زيادة عنصر الصوديوم في سوائل الجسم ، وفي الدم أيضا مما يؤدي إلى حدوث عدم توازن بين العناصر المعدنية الموجودة في الجسم ، مما ينتج عنه خلل وظيفي ، وهو أحد المؤشرات الرئيسية لارتفاع ضغط الدم.
  • أما بالنسبة للمواد المكسبة للطعم والرائحة فكلها مواد عضوية مصنعة كيميائياً ليس لها أي فوائد غذائية صحية ، ولكنها تضاف لتحسين طعم السلعة ورائحتها ومعظمها يسبب أنواعاً مختلفة من السرطان بالإضافة إلى آثارها السامة على معظم أجهزة الجسم.
  • أما المواد المانعة لنمو البكتريا ، التي تضاف للأطعمة المحفوظة ، فإنها تسبب بعض أنواع الحساسية ، كما أنها تقتل الميكرو فلورا الطبيعية الموجودة في الأمعاء والقولون والمسئولة عن تخليق الفيتامينات المختلفة التي يحتاج إليها جسم الإنسان ولا يمكنه الحصول عليها من مصدر خارجي.