اشهر قصائد أبو الفضل الميكالي .. وبما يتميز شعره ؟
نبذة عن ابو الفضل الميكالي
اسمه الكامل عبيد الله بن أحمد بن علي الميكالي أبو الفضل ، هو كاتب و شاعر و هو احد امراء كتاب الشعراء ، و كذلك شاعر من احد شعراء العصر العباسي العظماء ، و التي اشتهرت قصائده ودواوينه بكثرة في عصره و حتى في باقي العصر تميز شعر الشاعر عبيد الله ابو الفضل الميكالي بشعره المتنوع و كلماته المختارة بكل دقة و حرفية .
ما الذي يميز قصائد ابو الفضل الميكالي
تمتاز قصائد الشاعر عبيد الله ابو الفضل الميكالي بتناوله مواضيعا مختلفه في قصائده و كتاباته ، فمنها قصائد
رومانسية
، و قصائد دينية ، و قصائد تاريخية ، و قصائد عن
الاصدقاء
و عن الفرق و الخ .. . و كذلك كان ما يميز قصائد الميكالي هو ابياته القصيرة ، قليل جدا نستطيع ايجاد قصائد ذات ابيات طويلة .
كغيره من الشعراء الذين يكتبون و يعبرون عن ما يدور في ذهنهم من خلال قصائدهم طويلة الابيات ، اما الشاعر عبيد الله ابو الفضل الميكالي كان يلخص جميع ما يراه و يشعره به من خلال قصيدة متكونة من بيتا واحد او بيتين و هناك ايضا قصائد ذات اربعة ابيات و خمسة ابيات و حتى اربعة عشر بيتا و ثمانون بيتا ، و لكن أغلب اشعاره متكونة بيتين فقط .
اشهر قصائد ابو الفضل الميكالي القصيرة
كما تم الذكر في الاعلى إن للشاعر عبيد الله ابو الفضل الميكالي قصائد قصيرة متكونة من بيتين او اكثر و لا تزيد عن خمسة عشر بيتا ، اشتهرت من بين هذه الابيات و القصائد العديد من القصائد الذي تتناول مواضيعا مختلفة ، و تم استخدامها كقصائد لتدريس مادة اللغة العربية .
و كذلك تم استخدام القصائد الدينية للشاعر ابو الفضل الميكالي في الاناشيد الدينية . و في ما يلي تم ذكر اشهر هذه القصائد المتنوعة
قصيدة “هل إلى سلوة و صبر سبيل”
هَل إِلى سَلوةٍ وَصَبرٍ سَبيلُ
كَيفَ وَالرزءُ ما عَلِمتَ جَليلُ
فَجعتني الأَيّامُ لَمّا أَلَمّت
بِصَديقٍ وَجدي عَلَيهِ طَويلُ
بِأَبي القاسمِ الَّذي أَقسَمَ المَج
دُ يَميناً أَن لَيسَ مِنهُ بَديلُ
حسنُ خَلقٍ وَمَخبرٍ ورُواءٍ
قَد عَلَته قَسامَةٌ وَقَبُولُ
كانَ مَغنى الوَفاء وَالبِرّ إِن حا
لَ زَمانٌ فَوُدُّه ما يَحُولُ
كانَ زَينَ النَدى في العِلمِ وال
آدابِ تَرعى رِياضَهُنَّ العُقولُ
كانَ بَدرَ النُهى فَحانَ أفُولُ
كانَ شَمسَ الحجى فَحانَ أَصيلُ
كانَ كَهفي عَلى الحَوادِث ما عا
شَ عَلَيها بِرَأيِهِ أَستَطيلُ
لَهفَ نَفسي عَلى شَمائِلِ حُرٍّ
سُحِبَت لِلشَمالِ فيها ذُيولُ
كَيفَ أَسلُو عَن صاحِبٍ لَيسَ مِنهُ
خَلفٌ يَشتَفي بِهِ لي غَليلُ
لَيسَ هَيهاتَ لي إِلَيهِ سَبيل
إِنَّ دَهري بِمثلِهِ لَبَخيلُ
زانَهُ العَقلُ وَالحَصافَةُ وَالرَأ
يُ وَحُسنُ البَيانِ وَالتَحصيلُ
وَعَفافٌ يُثنيهِ عَن مَوقِفِ الشَك
قصيدة “دهتنا السماء غداة النجاب”
دَهتنا السَماءُ غَداةَ النِجابِ
بِغَيمٍ عَلى أُفقِهِ مُسبلِ
فَجاءَ بِرَعدٍ لَهُ رَنَّةٌ
كَرَنَّةِ ثَكلى وَلَم تُثكَلِ
وَثَنّى بِوَبلٍ عَدا طَورهُ
فَعادَ وَبالاً عَلى المُمحلِ
وَأَشرَفَ أَصحابُنا مِن أَذاهُ
عَلى خَطَرٍ هائِلٍ مُعضِلِ
فَمن لابدٍ بِفَناءِ الجِدارِ
وَآوٍ إِلى نَفَقٍ مُهمَلِ
وَمِن مُستَجيرٍ يُنادي الغَريقَ
هُناكَ وَمِن صائِحٍ مُعوَلِ
وَجادَت عَلَينا سَماءُ السُقوفِ
بِدَمعٍ مِنَ الوَجدِ لَم يُهمَلِ
كَأَنَّ حَراماً لَهُ أَن يَرى
يَبيساً مِنَ الأَرضِ لَم يُبلَلِ
وَأَقبَلَ سَيلٌ لَهُ رَوعَةٌ
فَأَدبرَ كُلٌّ مِن المُقبِلِ
يَقلّعُ ما شاءَ مِن دَوحَةٍ
وَما يَلقَ مِن صَخرَةٍ يَحملِ
كَأَنَّ بِأَحشائِهِ إِذ بَدا
أَجنَّةَ حُبلى وَلَم تَحبَلِ
فَمِن عامِرٍ رَدّهُ غامِراً
وَمَن مُعلمٍ عادَ كَالمَجَهلِ
كَفانا بَلِيَّتهُ رَبّنا
فَقَد وَجَبَ الشُكرُ لِلمُفضِلِ
فَقُل لِلسَماءِ أَبرِقي وَاِرعُدي
فَإِنّا رَجَعنا إِلى المَنزِلِ
قصيدة “غدوت بخيرة و رخاء حال”
غَدوتُ بِخيرَةٍ وَرَخاءِ حالِ
وَرُحتُ بِحَسرَةٍ وَكُسوفِ بالِ
وَأَحرَ بِأَن تَنالَ السُوءُ مِمَّن
تُصاحِبُ حُسنَ ظَنٍّ بِاللَيالي
غَفِلتُ عَنِ الزَمانِ وَقَد تَراءَت
نَوائِبُهُ وَحادِثُ صَرفِها لِي
فَما نَفَعَ التَحَسُّر إِذ دَهاني
وَقَد عَلِقَت حَبائِلُهُ حِبالي
تَلاعبُ بي حَوادِثُهُ وقِدماً
تَلاعَبُ بِالكِرامِ وَبِالرِجالِ
كَذاكَ الدَهرُ طَوراً سلمُ ناسٍ
وَطَوراً حَربُهُم يَومَ السِجالِ
فَصَبراً في النَوائِبِ فَهوَ ذُخرٌ
تَؤولُ بِهِ إِلى خَيرِ المآلِ
لَعَلَّ اللَهَ يَصنَعُ عَن قَريبٍ
فَلَيسَ يُؤودُهُ حَلُّ العِقالِ
فَتخلصُ مِن صُروفِ زَمانِ سُوءٍ
خَلاصَ السَيفِ حودث بِالصِقالِ
وَتَنكَشِفُ المَكارِهُ عَن سُرورٍ
كَما اِنكَشَفَ السرارُ عَنِ الهِلالِ
قصيدة “يا غزالة بوجهه جدري”
يا غَزالاً بِوَجهِهِ جَدريُّ
ظَلَّ يَحكي كَواكِباً في هِلالِ
لا تَلمني إِن نَمَّ بِالسِرِّ دَمعي
فَلَهُ الذَنبُ خالِصاً فيهِ لا لي
قصيدة “قد كان من زهرات العيش لي غصن”
قَد كانَ مِن زَهَراتِ العَيشِ لي غُصُنٌ
يَميسُ لُطفاً وَطُول الدَهرِ أَجنيهِ
إِذا خلوتُ فَرَيحانُ أُشمّمه
وَإِن خَلَوتُ فَقَمريٌّ أُناغَيهِ
وَإِن شَكَوتُ مِنَ الأَيّامِ نازلَةً
سَلَيتُ قَلبي بِهِ مِمّا أُقاسيهِ
أَضحى يَرفرفُ قَلبي حَولَهُ شَفقَاً
وَيُشفِقُ النَفسَ مِن سُوءٍ يُدانيهِ
مِن يَدي حَتّى شَوَى كَبدي
كيدٌ مِنَ الدَهرِ لا تَعدي مَراميهِ
لَم أَنسَه وَالرَدى يَمحُو مَلاحَتَهُ
وَلَحظُهُ قاصِدٌ طَرفي يُناجيهِ
حَيرانَ يَبغي دَواعي ما أَلَمّ بِهِ
وَلَيسَ بي حيلَةٌ فيهِ فَأَكفيهِ
وَقَد تَبدّلَ مِن سُكرِ الشَبابِ ضُحىً
بِسَكرَةِ المَوتِ تَعلو في تَراقيهِ
وَلِلحَياةِ وُجودٌ في جَوارِحِهِ
وَلِلوَسامَةِ ذَوبٌ في مَآقيهِ
تَحنُو المَنونُ إِلى حَوبائِهِ وَلَعاً
يهدّمُ الشَيءَ يَأبى أَن يُدانيهِ
مُبدٍ أَسرّتَهُ مِمّا يُساورُها
رَشحاً تُنافِسهُ حُسناً لآليهِ
ما زالَ في أَنَّةٍ مَوصولَةٍ بِشَجى
يديمُ لي نَفَساً تدمي مَجاريهِ
حَتّى خَبا نُورُ وَجهٍ لا خَفاءَ بِهِ
وَأَلهَبَت نارُ وَجدٍ كُنتُ أُخفيهِ
آليتُ لا أَقتَني عَلَقاً بِقاسمِه
أَيدي الرَدى قَسَماً يَوماً أُواليهِ
قصيدة “سل الربيع على الشتاء صوارما”
سَلَّ الرَبيعُ عَلى الشِتاءِ صَوارِماً
تَرَكتهُ مَجروحاً بِلا إِغمادِ
وَبَكَت لَهُ عَينُ السَحابِ بِأَدمُعٍ
ضَحِكَت لِساجِمِها رُبى الأَنجادِ
وَبَدَت شَقائِقُها خِلالَ رِياضِها
تُزهى بِثَوبي حُمرَةٍ وَسَوادِ
فَكَأَنَّها بِنتُ الشِتاءِ تَوَجَّعَت
لِمُصابِهِ كَشَقيقَةِ الأَولادِ
فَقُنو حُمرَتِها خِضابُ نَجيعِهِ
وَسَوادُ كِسوَتِها لِباسُ حِدادِ
قصيدة “يا حبذا خبر الصدي”
يا حَبَّذا خبرُ الصَدي
قِ مُحدّثاً عَن جَمعِ شَملي
وَنَسيمُهُ وَكِتابُهُ
وَالفِكرُ مِنهُ حينَ يُملي
وَبَنانُهُ وَبَيانُهُ
وَالعُذرُ مِنهُ حينَ يُبلي
يَشكو تَباريحَ الفِراقِ
بِغلَّةٍ في الصَدرِ تَغلي
وَيطيلُ وَصفَ نِزاعِهِ
فَيَزيدُ في شَوقي وَخبلي
كَم لي عَلى ما قَد حَكى
مِن شاهِدٍ في القَلبِ عَدلِ
سَمَحَ الزَمانُ بِقُربِهِ
مِن بَعدِ تَسويفٍ وَمَطلِ
فَغَفَرتُ سَالِفَ مَنعِهِ
لَمّا تَعقَّبه بِبَذلِ
وَعَزمتُ مُجتَهِداً عَلَيهِ
لا يُروّعُنا بِفَصلِ
قصيدة “و طلعة بقبحها قد شهرت”
وَطَلعَةٍ بِقُبحِها قَد شُهِرَت
تَحكي زَوالَ نِعمَةٍ ما شُكِرَت
كَأَنَّها عَن لَحمِها قَد قُشِرَت
أَسمِج بِها صَحيفَةً قَد نُشِرَت
عُنوانُها إِذا الوُحوشُ حُشِرَت
يَلعَنُها ما قَدَّمت وَأَخَّرَت
صاحِبُها ذُو عَورَةٍ لَو سُتِرَت
إِن سارَ يَوماً فَالجِبالُ سُيِّرَت
أَو رامَ أَكلاً فَالجَحيمُ سُعِّرت
قصيدة”ابا بشر ذهب بكل انس”
أَبا بِشرٍ ذَهَبتَ بِكُلِّ أُنسٍ
فَما شَيءٌ لَدَينا مِنه يُعهَد
أَأَنسى طيبَ أَيّامٍ تَوَلَّت
بِعِشرَتِكَ الَّتي تُرضى وَتُحمَد
إِذِ الأَحداثُ عَنّا غافِلاتٌ
وَخَطوُ صُروفِها عَنّا مُقيّد
وَإِذ تَشدو لَنا بِرَقيقِ لَحنٍ
تقاصرُ عِندَهُ ألحانُ مَعبد
فَأمّا الموصِلِيُّ فَلَو وَعاهُ
لَكانَ لَدَيهِ يَستَخزي وَيَسجُد
وَلَو عاشَ الغَريضُ لَكانَ مِمَّن
يُقِرّ بِفَضلِ صَنعَتِهُ وَيَشهَد
بَعُدتَ فَما لَنا في الأُنسِ حَظّ[1]