لماذا تمرر الطيور منقارها على ريشها ؟ “

وظيفة الريش للطيور

توجد بعض الظواهر والسلوكيات المتعددة التي غالباً ما تحتاج إلى تفسير لفهم ماهيتها والغرض منها، على وجه الخصوص إذا كان الأمر يتعلق بكائنات أخرى غير الإنسان مثل

الطيور

والحيوانات، فالمتأمل في طبيعة الطيور يجد أنها تقوم بتمرير منقارها على الريشة بطولها، وهذا السلوك ضمن السلوكيات الغريبة التي تحتاج إلى تفسير علمي ومنطقي، وبالطبع تقوم الطيور بذلك للتكيف مع طبيعة عيشها، وحتى تستطيع العيش والبقاء على طبيعتها والمحافظة على اتزانها في أثناء الطيران، كما يساعدها أيضاً على القيام بكافة وظائفها كاملة دون أي خلل في أي بيئة قد توجد بها، فمن المعروف أن الريش له وظائف عدة ولا يمكن لطائر أن يحيا دونه.


تمرر الطيور بمنقارها على طول الريش لماذا

للإجابة عن هذا التساؤل الذي يثير اهتمام الكثير من الأشخاص، يمكن القول بأن الريش له أهمية كبيرة في حياة الطيور فهو بمثابة

الجلد

في الإنسان، فمن خلاله يحافظ الطائر على مرارته والطيران في وضع متزن دون حدوث خلل، لذا تقوم الطيور بالمحافظة عليه وهذا أمر فطرها الله تعالى عليه منذ خلقها.

ومن هنا يمكن القول بأن الطيور تقوم بتمرير منقارها على طول الريشة مراراً وتكراراً على مدار اليوم، وذلك بهدف تنظيفه جيداً من الأوساخ أو ما قد يعلق به من مواد ضارة، بالإضافة إلى بعض الطفيليات وذلك لأنه معرض بشدة لتكاثر ونمو العديد منها، حيث يعتبر الريش بيئة ملائمة لنموها لأن تلك الأجزاء في الطيور تعد ميتة، لذا يقوم كل طائر بتجديد ريشه بعد مرور فترة معينة من الزمن، ويختلف هذا الأمر من طائر لآخر فهناك من يقوم بتغيير ريشه بعد عدة

أشهر

وهناك من يفعل ذلك بشكل سنوي.

كما أنها تقوم بتمرير المنقار على الريشة محاولاً منها لإعادة ترتيب ريشها بشكل صحيح، كما يتسبب ذلك في نشر وتوزيع الزيت الخاص بها، الذي تقوم بإفرازه من خلال عدة توجد على ظهورها وتستخدم المنقار لفعل ذلك، ومن الجدير بالذكر بأن هذا الزيت يعد السبب وراء مقاومة الطيور البحرية والبط للمياه، حيث يتسبب وجود المياه على الريش إعاقة طيران الطيور.


ما هو ريش الطيور

ريش الطيور هو لفظ يطلق على ما يغطي جسم الطائر أو المظهر الخارجي له، وقد تطور هذا الريش ليمر بعدة مراحل حتى يصل لهذا الشكل الذي يظهر عليه الآن، حيث تطور من حراشف الزواحف وتغير حتى أصبح هكذا، ويعد الريش هو ما يميز الطيور عن غيرها من الحيوانات الأخرى، وهو مهم جداً للقيام بعملية الطيران بالإضافة إلى العزل والتودد أيضاً، ويعتبر الاختلاف في شكل ونوع الريش بين طائر وآخر هو ما يميز بين الأنواع المختلفة ذكوراً كانوا أو إناثاً.

من الجدير بالذكر أن الريش مكون من مادة تسمى الكيراتين التي تتميز بخفة وزنها، وهي تشبه تماماً تلك المادة التي تتكون منها أظافر الإنسان، حيث نجد أن الإعلان التي تتصل بقاعدة كل واحدة تقوم بالسماح للطائر بالحركة بحرية، كما نجد أن ريش الطيور يجب أن يتعامل مع العديد من العوامل التي تسبب تلفه، لذا نلاحظ في كل عام أن الطيور ينمو على جسدها ريش جديد يحل محل القديم وتسمى تلك العملية بالانسلاخ.

يجب الإشارة إلى أن هذه العملية قد تحدث مرة واحدة أو مرتين خلال العام الواحد ويتوقف ذلك على نوع الطائر، حيث نجد أن كل ريشة تمتلك عمود مركزي مجوف إلى جانب منطقة مسطحة تقع على جانبيها، ثم أن الريشة تتكون من عدة فروع جانبية صغيرة الحجم وجميعها مرتبط ببعضه البعض، عن طريق افرع صغيرة تمتلك خطافات تعرف باسم الأسيلات، ويقوم الطائر من حين لآخر بتمرير منقاره على الريش ليرتبه من خلال الضغط على تلك الأسيلات.[1]


أنواع الريش في الطيور

بعد معرفة ما السبب وراء قيام الطائر بتمرير منقاره على الريش الخاص به مراراً وتكراراً، يعد من المهم أن نتعرف على أنواع ريش الطيور المختلفة والمتعددة، حيث توجد أنواع مختلفة من الريش ولكل نوع منها وظيفة محددة، ويمكن التعرف على تلك الأنواع من خلال النقاط التالية:

  • الريش المحيطي: يتسم بكونه يغطي أغلبية سطح الطائر وبذلك يمنحه مظهر ناعم، بالإضافة إلى كونه يحميه من العوامل الجوية المختلفة، والمتمثلة في أشعة الشمس والرياح إلى جانب المطر والإصابات المتعددة، وفي الغالب يتسم هذا النوع من الريش بألوانه الزاهية إلى جانب الأنماط المتعددة في الألوان، ويتم تقسيمه إلى نوعين أحدهما للطيران والآخر لتغطية الجسد.
  • ريش الطيران: عبارة عن ريش كبير يوجد على كلٍ من الذي والأجنحة، ويعد بمثابة مكابح يتم من خلالها التحكم في الاتجاه في أثناء الطيران، وتمتلك أغلبية الطيور 12 من ريش الذيل.
  • الريش السفلى: عبارة عن ريش صغير يتسم بنعومته ورقته ويوجد أسفل الريش المحيطي، ويتميز بكونه يمتلك كثير من الأشواك الغير متشابكة، وفي

    الوقت

    ذاته يفتقر لما يسمى بالآسيلات والخطافات، وهذه توجد في كلٍ من النوعين السابقين من الريش “المحيطي، الطيران”، هذا الأمر من شأنه أن يمكنها من حجز الهواء داخل طبقة عازلة توجد بجوار الجلد، مما يساعد في حماية الطيور من عوامل جوية مثل البرودة والحرارة.
  • الريش الخشن: يتسم بكونه يمتلك ركيزة صلبة مع تواجد قليل من الأشواك بالقاعدة، وفي العادة يوجد هذا الريش في المنطقة التي توجد حول كلٍ من الفم والجفون، وهناك اعتقاد بأنها تملك وظيفة وقائية حسية.


فوائد الريش في الطيور

كما سبق الذكر بأن الريش مكون من بروتين هام جداً يسمى بالكيراتين وهو نفسه الذي يوجد في كلٍ من الأظافر والشعر لدى الإنسان، ونلاحظ أيضاً أن الريش يحتوي على خطافات تتكون على هيئة سحاب، بحيث تقوم بتشكيل سطح يتسم بالأحكام والنعومة في الوقت ذاته، وذلك من شأنه المحافظة على شكل وهيئة الريش، فبدون وجد تلك الروابط القوية تصبح الريشة في حالة من عدم القدرة، مما يجعل الطائر غير قادر على تحمل المقاومة التي يلاقيها في أثناء القيام بعملية الطيران، ومن هنا تتضح بعض من فوائد الريش التي نسردها من خلال الآتي:

  • المحافظة على الشعور بالدفء: من المعروف أن الطيور تعد من الكائنات الحية ذات الدم الحار، حيث يجب عليها أن تقوم بالحفاظ على درجة حرارة جسدها لتكون بمقدار 40 درجة مئوية، حيث يوجد أسفل الريش المحيطي نوع اخر من الريش ناعم وصغير في الحجم، ويلاحظ تواجده على جلد الطائر مما يبقيه في حالة من الدفء، ويعد الريش من الأمور التي من شأنها المحافظة على درجة حرارة أجسام الطيور.
  • الطيران: لا أحد منا لا يعلم بضرورة وجد الريش حتى تتمكن من الطيران في الهواء، والحفاظ على الاتزان الخاص بها في أثناء تلك العملية.
  • المظهر الخارجي: لا يقل المظهر الخارجي للطيور والمتمثل في الريش عن أهميته، حيث توجد بعض أنواع من الطيور تستعمل أنماط ريشها بهدف التمويه ومن أمثلتها النايتجار، حيث تجده يشبه في هيئته الأوراق الميتة، وهناك أنواع أخرى مثل الطاووس تستعمل الريش لإثارة إعجاب الأنثى، من خلال قيامه بعروض مبهرة ومميزة.[2]