مضغ العلك للصائم في رمضان .. مفطر ام لا ؟
حكم مضغ العلك في رمضان
الأصل في
انواع الصيام واركانه وشروطه
أن كل ما هو ليس طعام أو شراب أو معصية فإنه لا يفطر، ولكن الفقهاء نصوا على أن مضغ العلك او اللبان في نهار رمضان مكروه للصائم، لانه يؤدي إلى كثرة الريق، وأنه سوف يكون شبهة للصائم لأن من ينظر إليه من بعيد سوف يتهمه ويظن أنه يتناول طعام، وأيضاً قد يدخل في حلقه شيئاً بالخطأ فيسبب فساد الصوم.
عندما تتحلل أجزاء العلك ينقسم إلى نوعين، النوع الأول هو علك تتحلل أجزاؤه، قد يبلع الصائم منه شئ فيبطل الصوم، أما النوع الثاني فلا يتحلل حتى لو كان له طعم، إذا بلغ للصائم من طعمه شئ، فإن العلماء لهم فيه رأيين، أحدهما أنه يفطر والٱخر أنه لا يفطر، ولكن في الغالب فإنه يكون مفطر، لأن طعم العلك يتحلل في الفم بالمضغ.[1]
هل مضغ اللبان يفطر
إن أغلب الٱراء حول اللبان أنه له طعم ومذاق فإنه يعتبر من
مفسدات الصيام
، مثله مثل مضغ الحلوى فهو مفطر، ولكن إذا تركها في فمه ثم لفظها ولم يبلع شئ، فإنها ليست مضرة، أما إذا كان يعلج ويبلع، فإنه مثل الذي يعلج التمر أو الحلوى ويبلع.
ولذلك فيمكن القول إن مضغ العلك يؤدي إلى الإفطار، بسبب المواد السكرية والطعم الموجود في العلك، والتي تتحلل مع لعاب الفم، وتدخل في الجوف، بذلك فهي تعتبر غذاء يدخل الجوف، أما إذا كان لم تكن فيه مادة تدخل الجوف وتتحلل فإنه لا يفطر.
ولكن إذا كان الهدف من العلك هو تحسين رائحة الفم الغير مرغوب فيها للصائم، فيمكن للصائم استخدام السواك، لأنه أحد السنن الثابتة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويمكن أيضاً للصائم أن يتمضمض حتى يزيل الرائحة الغير مرغوب فيها، ويمكن أن يستخدم معجون أسنان، ولكن يشرط واحد هو أن لا يدخل أي شيء من للمعجون إلى جوفه، وإذا كان هناك شئ أن يدخل شئ لا جوفه سوف يبطل الصيام فالأفضل أن لا يستخدمه.
وجدير بالذكر أن رائحة فم الصائم تظهر نتيجة خلو بطن الصائم، ولا يمكن التخلص منها إلا باستخدام السواك أو ما يشابهه، لأنه تخرج من الجوف بسبب الصيام، وللعلم هذه الرائحة عند الله مثل المسك حيث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أن النبي صلى الله عيه وسلم قال “لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”. [2]
هل اللبان السمارة يفطر
إذا كان الهدف من استخدام العلك هو معالجة الفك مع تحريكه وعمل مرونة للفك، فإن أغلب علماء الفتوى قد أوضحوا أن اللبان يوجد به الكثير من المواد التي يتم إفرازها مع المضغ، وتدخل في الجوف، ولا يجوز استخدام اللبان للصائم في نهار رمضان، ويمكن استبدال اللبان بعمل بعض تمارين المقاومة للفك، ويمكن الاكتفاء بمضغ اللبان منذ غروب الشمس وحتى الفجر.
ولأن اللبان السمارة لا يحتوي على مواد تفرز مع المضغ وتتحلل، ولا تدخل إلى المعدة، فيمكن للصائم استخدامه لعلاج الفك، ولكن ينصح المريض أن لا يمضغ اللبان أمام الٱخرون، خصوصاً الذين ليس لديهم أي علم عن حالته، حتى لا يعتقدون أنه يأكل في نهار رمضان، وإذا كانت حالة المريض قد تتاذى، أو يحدث له بعض المضاعفات، فيمكن له أن يفطر في رمضان، ثم يقضي الأيام التي فطرها بعد ذلك، لأن من
شروط الصيام
هو أن يكون الصائم سليم وأن لا يتأذى مع الصوم، يقول الله تعالى : ( ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) البقرة / 185[3]
حكم مضغ المرأة اللبان أمام الرجال الأجانب
في الأصل يكون مضغ اللبان مباح وليس حرام، ولا يوجد حكم واضح يحرم مضغ اللبان، قال الامام ابن تيمية: لست أعلم خلاف أحد من العلماء السالفين في أن ما لم يجئ دليل بتحريمه، فهو مطلق غير محجور، وقد نص على ذلك كثير ممن تكلم في أصول الفقه وفروعه، وأحسن بعضهم ذكر في ذلك الإجماع يقينا، أو ظنا كاليقين. اهـ.
وفي المحيط البرهاني من كتب الحنفية: مضغ العلك للنساء لا بأس به بلا خلاف، واختلف المشايخ في مضغه للرجال منهم من كره ذلك، ومنهم من قال: إن كان
الرجل
يمضغ كما تمضغ المرأة، وكان يرى هيئته هيئة النساء يكره، وإن كان يمضغ جلداً كمضغ الرغيف، لا يكره، قال شمس الأئمة الحلواني في شرح كتاب الصوم: والصحيح أنه لا بأس به في حق الرجال والنساء جميعاً إن كان لغرض صحيح. اهـ.
وعن مضغ المرأة اللبان أمام الرجال الاجانب، فإنه لا يحرم إلا إذا كان مثيرا للفتنة، حيث ان بعض الأئمة قد رخصوا للمرأة أكل الطعام أمام غير المحارم، ففي الموطأ: سئل مالك هل تأكل المرأة مع غير ذي محرم منها، أو مع غلامها؟ فقال مالك: ليس بذلك بأس إذا كان ذلك على وجه ما يعرف للمرأة أن تأكل معه من الرجال، قال: وقد تأكل المرأة مع زوجها ومع غيره ممن يؤاكله، أو مع أخيها على مثل ذلك. اهـ.
أما إذا كان مضغ اللبان مثيرا للفتنة للرجال، فإنه يكون ممنوع وحرام بالتأكيد، فقد حرم الشرع على المرأة كل ما يثير فتنة الرجال، حتى أن تضرب المرأة برجلها، لأنه يعلم الرجال ما تخفيه من زينتها، وقد قال سبحانه: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ {النور:31}.[4]
حكم مضغ اللبان أثناء الصلاة
أوضح مفسري الإسلام أن من المكروهات في الصلاة أن يضع المصلي شئ في فمه، لأن ذلك ينافي الخشوع ويمنعه، وق يؤدي إلى عدم الإتيان بالحروف على وجهها، لذلك فقد نص الفقهاء على أن مضغ اللبان مبطل للصلاة.
ومن فقهاء الإسلام من قال أنه إذا كثر مضغ اللبان فإنه يبطل الصلاة، وتظ تقدير المضغ الكثير بأنه ثلاث متواليات، ففي رد المحتار في الفقه الحنفي: أَمَّا الْمَضْغُ فَمُفْسِدٌ أَيْ إنْ كَثُرَ وَتَقْدِيرُهُ بِالثَّلَاثِ الْمُتَوَالِيَاتِ كَمَا فِي غَيْرِهِ كَذَا فِي شَرْحِ الْمُنْيَةِ، وَفِي الْبَحْرِ عَنْ الْمُحِيطِ وَغَيْرِهِ وَلَوْ مَضَغَ الْعِلْكَ كَثِيرًا فَسَدَتْ، وَكَذَا لَوْ كَانَ فِي فِيهِ إهْلِيلَجَةٌ فَلَاكَهَا، فَإِنْ دَخَلَ فِي حَلْقِهِ مِنْهَا شَيْءٌ يَسِيرٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَلُوكَهَا لَا تَفْسُدُ، وَإِنْ كَثُرَ ذَلِكَ فَسَدَتْ. انتهى.
ويمكن الاستفادة من اللبان عن طريق وضعه في الفم بدون مضغ مبطل أو ابتلاع المادة التي تتحلل منه، خصوصاً إذا كان الشخص محتاجاً إلى ذلك أو يحاول تجنب رائحة الفم الكريهة، فإنه ليس هناك مانع من ذلك، لأن مجرد وضع شئ في الفم لا يبطل الصلاة، وأيضاً مضغ اللبان دون المضغ ثلاث مرات متوالية، وكذلك الأمر يكون أثناء الصيام، أما مضغ اللبان في الأمور العادية لا حرج فيه.[5]