ثمار التوكل على الله وأهميتة
ثمار التوكل على الله
إن التوكل على الله هو التفويض لله، وهو الاعتماد على الله، وهو فريضة، وهو أحد شروط الإيمان، والإسلام، وقد وردت أيات وأحاديث متعددة في هذا الشأن، منها {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [المائدة: 23]، وغيرها من الآيات والأحاديث الشريفة لكن ما هي ثمار هذا التوكل، وكيف يشعر الفرد بعد أن يتوكل على الله بثمارها، يمكن إجمال ثمار التوكل على الله في الآتي:
-
الشعور بالسكينة والطمأنينة
إن شعور الفرد بالسكينة والطمأنينة لهو من أصعب الأحاسيس التي يمكن للفرد أن ينالها، ذلك لأن السكينة والطمأنينة سلعة غالية، لا يمنحها الله، ولا تهبها الحياة لأي شخص في الحياة يل لابد أن يكون مستحق لها، لقيمتها العظيمة، والمتوكل على الله يجد ذلك الشعور العظيم بالسكينة والطمأنينة في داخله، فهو يتوكل على ربه يقينه أن لا شيء في خير أو شر آت أو ذاهب، لن يناله إلا بإرادة الله، ولن ينال أكثر ولا أقل مما أراده الله له.
-
عدم الشعور بالخوف من بشر
هو على يقين أن الخير بيد الله، وأن البشر بقوتهم، وسلطتهم أمام الله وقوته وسلطته لا يساوون شيئا، فلا سبب ولا داعي إلا للسكينة والطمأنينة، كما يجد المتوكل في نفسه وروحه سكينة وطمأنينه، تملأ قلبه تجاه الحياة وأحداثها وابتلاءات، فلا يجزع بمصيبة، ولا يفرح بنصر، كل شيء بالنسبة له في موضعه الصحيح، بلا مبالغة فجة.
-
الشعور بالعزة
إن المتوكل على الله يشعر بشعور العزة والأنفه، فهو لا يذل ولا يخضع، وهو من
ثمرات التوكل على الله
، ولا يستعين إلا لله، وشرف العزة من شرف الذل لله، ذلك أن كل ما ذل الشخص نفسه لخالقه، ارتفع، وعز نفسه بالعبودية، والتوكل يجعل الإنسان عزيز، فلا يقلل من ذاته من أجل أمر أو شيء أهمه.
فلا يسأل في حاجته مخلوق أو بشر مهما كان ملك أو رئيس، أو صاحب سلطة أو منصب لعلمه بأن الخير كله بيد الله، وأن التوكل على الله يصلح كل شيء، ويوصل إلى كل خير، فيجد في نفسه إذا كان له طلب عند بشر أي ما كان هو من يطلبه بعزة ولا يذل حاله، ويسأل الله قبل أن يسأل المخلوق، متوكل على خالقه.
-
الشعور بالأمل
هذا الشعور هو واحدة من ثمار التوكل على الله ، ودائم الأمل مع المتوكل على الله فلا ييأس ولا يقنط، فهو يعلم جيداً أن الدنيا كلها بما فيها من ابتلاء وهموم وأحزان لا تساوي عند الخالق سبحانه وتعالى جناح بعوضة، وهناك
أمثلة على التوكل على الله
عديدة في حياة كل شخص.
وأنه إذا أراد شئ قادر على إنفاذه، وأن الأمل لا ينقطع بوجود الله، ومهما طال المتوكل فهو يضع أحماله على أعتاب ربه طال منه العون، يبقى دائم الأمل واليقين ، لا ينقطع عنه الرجاء في الله بالدعاء والتوكل عليه سبحانه وتعالى. [1]
أهمية التوكل على الله
بالنظر إلى ثمار التوكل، وبمعرفة
آثار التوكل على الله
والتسليم إلى الله تتضح أهميتة بشكل جلي ظاهر، إن أهمية التوكل لا تنفصل كثيراً عن ثماره ومن أهمية التوكل على الله
-
دافع للعمل والاجتهاد، مع انتظار الأجر من الله بأي شكل يريده سبحانه وتعالى.
-
سبب لراحة القلب والسكون.
-
قوة محركة للنفس، والسعي والجهد.
-
دافع لإرضاء الله، والقيام بالعبادات.
-
سبب في الراحة النفسية، وتقبل كل أحكام الله.
ايات التوكل في القرآن الكريم
يعد التوكل واحد من أهم عبادات المسلمين القلبية التي تظهر
ثمرات التوكل
، على الله في حياة الناس ومدى أهميتها وإن من تلك الأهمية التي تتضح في ذكر الله للتقوى في أكثر من موضع، من مواضع وآيات القرآن الكريم، ومن ذلك
فَبِمَا رَحۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِینَ﴾ [آل عمران159]، وهذه الأية تتحدث عن التوكل، وتأمر بالتوكل على الله، وتزيد على ذلك توضيح
حب
الله لمن يتوكل عليه.
[ وَیَقُولُونَ طَاعَةࣱ فَإِذَا بَرَزُوا۟ مِنۡ عِندِكَ بَیَّتَ طَاۤىِٕفَةࣱ مِّنۡهُمۡ غَیۡرَ ٱلَّذِی تَقُولُۖ وَٱللَّهُ یَكۡتُبُ مَا یُبَیِّتُونَۖ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِیلًا ].سورة النساء (81)، والآية تأمر بالتوكل على الله والإعراض عن المنافقين وعدم انتظار الخير منهم.
أما في سورة يونس في الآية واحد وسبعون فقد قال الله سبحانه وتعالى ۞ وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ نُوحٍ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦ یَـٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَیۡكُم مَّقَامِی وَتَذۡكِیرِی بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوۤا۟ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَاۤءَكُمۡ ثُمَّ لَا یَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَیۡكُمۡ غُمَّةࣰ ثُمَّ ٱقۡضُوۤا۟ إِلَیَّ وَلَا تُنظِرُونِ﴾ كيف أن نبي الله نوح عليه السلام توكل على ربه بعد ان استنفذ كل ما لديه مع قومه.
أما سورة الأنفال الآية اثنان يقول سبحانه وتعالى ( إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِیَتۡ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ ) وهذه الأية توضح صفات المؤمنون وجعل من بين هذه الصفات أنهم متوكلون على الله.
معنى التوكل على الله
كثير من الناس تسأل
كيف نحقق التوكل على الله
، حتى نعرف فضل التوكل وأهميته، ومما لا شك فيه أن التوكل على الله واحد من أكثر ما يمكن للعبادات القلبية أن يحقق للنفوس مبتغاها من الرضا، والسكينة، والأمل، والتوكل على الله، هو اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب.
وهذا هو
معنى
التوكل على الله بشكل صريح، وقد ورد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في التوكل يوضح قيمته، وأثره ،وهو حديث عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً، رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، ويمكن معرفة مواضع التوكل على الله، بشكل أكثر وضوح في هذه المواضع، وهي:
-
وقت الدعاء، هو أكثر موضع يتضح فيه التوكل على الله، حيث يظهر للإنسان ثمار التوكل على الله وأهميتة ، فيكون دائم الاتصال بربه بالدعاء، والتضرع إلى الله.
-
في طلب الزواج، حيث قال النبي في الحديث الشريف عن ثلاثة يعينهم الله على أمورهم وهم الذي يجاهد في سبيل الله، والمدين، ومن يريد العفة بالزواج.
-
طلب الشفاء للمريض، حيث لا يتعلق المريض بطبيب مشهور، ولا دواء شافع، ولا جراحة نافعة، بل يتعلق بالله ويتوكل عليه موقن أن الشفاء من عنده سبحانه وتعالى.
-
عند كيد الأعداء والكفار للإنسان، حيث يخوفه الناس بمن لا يخشى الله فيعلم يقيناً ويتوكل عليه سبحانه، وتعالى حتى يتمكن الأمان من قلبه وروحه بالركون إلى ربه، والتوكل عليه مع أخذ الأسباب.
-
في السعي للرزق، وهي أكثر المواضع التي يتبين فيها للناس أهمية التوكل، وضرورة الاستعانة بالله، إن السعي بمفرده لا يكفي لحصول الرزق، والتوكل أيضاً يحتاج لسعي، وقتل النفس لتحصيل المال، أو الهم لضياعه فوات الرزق، يتنافيان مع تحقيق التوكل على الله حق توكله. [2]