لماذا تحتاج الطيور التي لا تطير إلى الريش ؟ “
الطيور التي لا تطير
تكيفت
الطيور
مع البيئات المتعددة حيث أنّ معظم أشكال المعيشة تنتمي للنظام Struthioniformes ويتضمن النعام، والريا، والكاسوري، والكيوي، ومع ذلك فهي معروفة بشكل أكثر شيوعًا باسمراتيتس، وتشمل أغلبية الطيور التي لا تطير العديد من الأشكال المنقرضة مثل طائر الدودو الذي وصل إلينا عن طريق السجلات التاريخية والحفريات .
كما أنّ الطيور التي لا تطير تنحدر من فصيلة الطيور التي يمكن أن تطير ولكن ما هو غير معروف تمامًا هو سبب فقدان هذه الطيور القدرة على الطيران، ويفترض الباحثون إحدى الفرضيات أن الطيران أصبح غير ضروري للطيور القديمة التي استعمرت موائل بدون حيوانات مفترسة، لأن تلك الطيور لم تعد بحاجة إلى هذا التكيف للهروب وبمرور
الوقت
تم تفضيل السمات الأخرى عن طريق الانتقاء الطبيعي، وتم نقل عدم القدرة على الطيران إلى أحفاد هذه الطيور لأنّها تفتقر إلى التكيف من
البيئة
.
لماذا تحتاج الطيور التي لا تطير مثل النعام إلى الريش
تسعى الطيور غير الطائرة كالنعام إلى العناية بالريش والحفاظ عليه ويرجع السبب في ذلك لأنّ الريش يحميها بشكل كامل من الحرارة والبرودة ومن الطيور أو الحيوانات المفترسة، والطيور الطائرة لها هياكل عظمية خفيفة بها العديد من
العظام
المجوفة، ولأنّ الطيور غير الطائرة لا تحتاج إلى رفع أجسادهم بعيدة عن الأرض للطيران، وأجسادهم كبيرة مدعومة بعظام أرجل ثقيلة وأقدام قوية لملائمه البيئة المحيطة وللتكيف مع الجري السريع.
ريش الطيور
تُعتبر مادة “الكيراتين” هي المادة الأساسية التي يتكون منها ريش الطيور، كما أنّ العضلات المتصلة بقاعدة كل ريشة تسمح للطائر بتحريكه، ويُصاب الريش بالتآكل مع الوقت لذلك تنمو مجموعة جديدة كل عام حيث تحل محل القديم، ويسمى ذلك بالاستنساخ، كما أنّ بعض الطيور تستنسخ مرة واحدة في السنة والبعض مرتين، ويتكون لكل ريشة محور مركزي مجوف مع سطح مستوٍ يسمى ريشة على كلا الجانبين حيث يتكون الجزء العاري في قاعدة العمود من الريشة ويتكون الريش من العديد من الفروع الجانبية الصغيرة لأنّها متصلة ببعضها البعض بواسطة فروع صغيرة معقوفة تسمى “الأسيلات”، ويحافظ الطائر على ريشه مرتبًا وذلك من خلال دفع الأُسيلات بمنقاره.
ويحتوي الريش على هياكل ميتة لا يمكنها إصلاح نفسها عند تلفها نظرًا لأنه معطفًا صحيًا وعمليًا أمر بالغ الأهمية للبقاء على قيد الحياة حيث إن الطيور تتخلص كل عام من ريشها القديم ثم تنمو مجموعة جديدة تمامًا، فعملية الريش هذه هي عملية موقوتة بعناية يتم فيها تساقط الريش وتجديده بدوره على مدى أسابيع حتى يتمكن الطائر من الحفاظ على طبقته الخارجية الواقية وقدرته على الطيران، وبمجرد أن تنضج المجموعة الجديدة من الريش يكتمل تساقط الريش ويحدث النمو الجديد فقط قبل دورة الريش التالية عندما يفقد الريش عن طريق الخطأ.[1]
أهمية الريش للطيور
وترجع أهمية الريش التي تُحقق للطائر التكيف مع الطبيعة وملائمة البيئة فيما يلي:
- تستخدم الطيور ريشها للطيران حيث يمكنها الريش من دفع أجنحتها في الهواء، ويُطلق على الريش الكبير والقاسي الموجود على أجنحة وذيل الطائر اسم الريش الطائر، مما يعطي الدفعة التي يحتاجها للطيران، على خلاف الطيور التي لا تطير ليس لديها ريش طيران مناسب مع ريشها الرخو والمرن، ومظهر الريش الخارجي له أهمية حيث بعض الطيور مثل النايتجار تستخدم أنماط ريشها للتمويه مع ريشها الذي يشبه الأوراق الميتة.
-
ويتم ترتيب الريش في خطوط وأنماط ولكل منها اسم مختلف، حيث يسمى ريش الطيران الطويل بالانتخابات التمهيدية، ويطلق على ريش الطيران الأقصر اسم الثانوي، ويطلق على الريش الصغير الذي يغطي قواعده اسم أغطية، والريش الأصغر الذي يغطي جسم الطائر يسمى الريش المحيطي، وهي مستوية على جسدها لحمايتها من
الرياح
والبرد والشمس، كما أنها تمنح
الجسم
شكلاً سلسًا وانسيابيًا يساعد على الطيران. -
كما يحافظ الريش على درجة حرارة جسم الطيور، فالطيور من ذوات الدم الحار عند حوالي 40 درجة مئوية تحت الريش المحيطي يوجد ريش ناعم صغير يسمى أسفل، والذي يقع على
الجلد
ويحافظ على دفء الطائر ويعتبر الريش من الأشياء الرائعة في الحفاظ على الدفء حيث يستخدمه الناس لصنع الأغطية والألحفة في الطقس البارد ويقوم الطائر أيضًا بدفع ريشه المحيطي لحبس طبقة من الهواء الدافئ. - يحمي أجسام الطيور من الإشعاع والماء، كما يحميها من الكدمات عند سقوطها لأي سبب من الأسباب، ويُستخدم مظهر الريش الخارجي عند بعض الطيور لتمويه نفسها بالريش الذي يشبه الأوراق الميتة، وتستخدم الطيور الأخرى مثل الطاووس بشكل فردي، لإثارة إعجاب الأنثى بعروض مبهرة مثل ردف الطاووس.
الخصائص البدنية للطيور
تتشابهة جميع الطيور في نفس الهيكل العظمي والعضلات الأساسية، ولكن تختلف في الهياكل إما غائبة أو تتشكل بشكل مختلف في الطيور التي لا تطير فعلى سبيل المثال: الطيور الطائرة لها عارضة أي نتوء على عظمة القص أو عظم الصدر، وهو الموقع الرئيسي لربط عضلات الطيران، بينما الـ”Ratites” لا تمتلك هذه العارضة وغيابها هو أحد الأسباب التي تجعل العضلات للمجموعة هي غير صالحة للطيران.
تحتفظ طيور البطريق بالعارضة ولكنّها تطورت لتلائم الوجود المائي غير الطائر للطيور، كما يتم الاحتفاظ أيضًا بعضلات الطيران، ولكن تغيرت الأطراف الأمامية للطيور حيث تطورت الأطراف الأمامية لطيور البطريق من هياكل شبيهة بالجناح قادرة على الطيران إلى هياكل تشبه مجداف تسهل السباحة بالإضافة إلى ذلك تقع أقدام طيور البطريق في الخلف على الجسم أكثر من أقدام الطيور الأخرى، كما توجد في بطن قدم طيور البطريق.
يعتبر الحجم المادي للطائر وعظم الساق وبنية إصبع القدم من الخصائص المترابطة، لأنّ الطيور الطائرة لها هياكل عظمية خفيفة مع العديد من العظام المجوفة كما أنّ الجرذان ليسوا مضطرين لرفع أجسادهم عن الأرض للطيران حيث لديهم أجسامًا كبيرة مدعومة بعظام أرجل ثقيلة وأقدام قوية سميكة تتكيف مع الجري ويرجع السبب في ذلك لأنّهم يعيشون على الأرض ولا يحتاجون إلى فهم أغصان الأشجار، فإن الراتيت تفتقر إلى الإصبع الأول المقابل للعديد من الطيور الطائرة.
الأنواع المنقرضة من الطيور التي لا تطير
تظهر العديد من الطيور المنقرضة التي لا تطير في السجل الحفري فبعضها انقرض بفعل الأنشطة البشرية، ومن الجدير بالذكر أنّ طيور الفيل “Aepyornis ،مولرورنيس وVorombe” كانت طيورًا ضخمة عاشت في جزيرة مدغشقر حيث يشير التاريخ الكربوني إلى أن أطول أنواع طيور الأفيال بقاءً “A. hildebrandti”، واستمرت في منطقة المرتفعات الوسطى في الجزيرة حتى قبل ما يقرب من 1،300-1،560 سنوات، وبفعل إزالة الغابات و الصيد المستمر تسبب ذلك في انقراضهم، ويعتبر “تيتان” من أكبر أنواع طيور الفيل ويبلغ ارتفاعه 3 أمتار (10 أقدام) ويزن في المتوسط حوالي 650 كجم (1433 رطلاً)، وتشير بعض التقديرات إلى أن أكبر الأفراد يمكن أن يكون وزنه بقدر 860 كجم (1895 رطل)، والذي نجا قبل حتى حوالي 2500 سنة يعتبر من أكبر الطيور التي عاشت على الإطلاق.
ومن الطيور التي لا تطير وانقرضت طائر الدودو (Raphus cucullatus)، وهو طائر ممتلئ الجسم غريب المظهر من موريشيوس ويزن حوالي 23 كجم (50 رطلاً)، و moas وهي مجموعة من الطيور سريعة الجري من نيوزيلندا والتي تراوحت بين 0.5 متر تقريبًا (1.6) قدم) إلى أكثر من 1.8 متر (حوالي 6 أقدام) في الارتفاع، واستسلم طائر الدودو لتأثيرات افتراس
البيض
من قبل الخنازير والجرذان التي أدخلها البحارة البرتغاليون، بالإضافة إلى أنشطة الصيد التي قام بها البحارة بحلول عام 1690 حيث اصطاد أسلاف شعب الماوري كل من 11 نوعًا معروفًا من موا 1250 و 1350.[2]