ملخص رواية يسمعون حسيسها .. وهل هي حقيقية ؟ “
ملخص رواية يسمعون حسيسها
تعتبر رواية يسمعون حسيسها مذكرات في صورة رواية، وتعود هذه المذكرات لطبيب سوري يدعى بإياد أسعد، ولقد تمت رواية هذه المذكرات على لسان الكاتب أيمن العتوم، ويقول الكاتب
أيمن العتوم
عن حالته عندما كتب هذه الرواية: (لقد بكيت عشرات المرات، ونزفتُ مع كل جملة، وانتحبتُ مع كل حرف لقد أثرت مشاهد التعذيب التي رويتها في نفسيتي كثيرًا، إذ إنّ كثيراً من الكوابيس كانت تراودني وأصابتني حمى شديدة أقعدتني في الفراش عشرة أيام لم أغادر فيها البتة) ويقول الدكتور إياد صا
حب
هذه المذكرات أن ما تم ذكره في الكتاب ليست الحقيقة كاملة بل أنها لا تساوي أكثر من عشرها.
تتناول هذه الرواية قصة الدكتور إياد نصار حينما تم القبض عليه أثناء عمله، وتم اتهامه بأنه إرهابي منتسب إلى خلية إرهابية حاولت اغتيال الرئيس، وتم اقتياد إياد والتحقيق معه حول انتسابه لهذه الخلية، وكان الدكتور إياد خلال اعتقاله يعيش كل يوم تجربة شبيهة بالموت، وذلك خلال التعذيب والإهانة ومفارقة أحبته، ويفقدهم بفعل الإعدامات، أو الأمراض الفتاكة التي تصيبهم.
وبعد قضاء مدة في الاعتقال بين التعذيب والإهانة تم نقله هو ومن معه إلى سجن تدمر الموجود في سوريا، ويعد سجن تدمر من أسوأ السجون في العالم وأشدهم عذابًا، فمنذ لحظة دخولهم يتم استقبالهم بالضرب بالعصى والتعرض للإساءة اللفظية في أعراضهم، كما أن النهاجع التي يُسجنون فيها صغيرة جدًا لا تتسع للشخص الواحد كي ينام، وكان المكان ملوث ومليئ بالحشرات، وعندما يحاول أحد السجناء الخروج للتنفس يتم تعذيبهم، حتى وصل الأمر ببعض السجناء بالجنون ومنهم من خرج عن الملة، والبعض كان يلجأ للانتحار.
يعلم الدكتور إياد بخبر اعتقال أخيه أحمد والذي يتم اعتقاله فيما بعد مما يزيد من سوء حالته النفسية داخل المعتقل، وتمر به السنين على هذا الحال، لكنه كان يواسي روحه بمساعدته للمعتقلين مستخددمًا خبرته الطبية، وبعد مرور سبعة عشر عامًا في المعتقل قضاها بين الألم والمعاناة خرج ليرى النور.
هل رواية يسمعون حسيسها حقيقية
رواية يسمعون حسيسها هي رواية من
روايات أيمن العتوم
والتي تُصنف كأدب السجون وهي رواية حقيقية قائمة على مذكرات لشخص يدعى دكتور إياد وذكرياته ومعاناته داخل المعتقل في سوريا لمدة 17 عامًا.
اقتباسات من رواية يسمعون حسيسها
- خلف الوادي انتشرت أشجار هرمة، إلا أنها ظلت خضراء على طول عمرها الذي تجاوز مئات السنين، ووقفت أمام شجرة لزاب عتيقة، وخاطبت فيها الراحلين جميعًا من جدي إلى جدتي إلى عمتي إلى إلى كلب صديقي إلى قطة جارتنا إلى ببغاء أخي: لقد شهدتكم هذه الشجرة العتيقة، أنتم مضيتم وظلت هي مخضرة، أنتم توقفتم عن العطاء عند حد الثواء وهي ظلت تعطي كأنها من النهر نفسه تستمد البقاء، أنتم انبتم من جذوركم فسقطتم على جبهاتكم في حفر التراب، وهى ظلت تضرب جذورها في التراب ورؤؤس أغصانها في رحب الفضاء أنتم فانون وهي إلى الآن باقية.
- ابتاه ماذا قد يخطُّ بناني والحبلُ والجلادُ ينتظراني، هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ مَقْرورَةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْران، لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها وأُحِسُّ أنَّ ظلامَها أكفان، سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في هذا وتَحمِلُ بعدَها جُثمان، الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني، وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي في بِضْعِ آياتٍ مِنَ القُرآن، والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني.
- حين تغادر الأرواح أجسادها تترك خلفها بيتًا خربًا لا قيمة له، القيمة كلها للروح، والروح ليس بين هؤلاء الطّغاة، إنها بين يدي أرحم الراحمين، فهنيئًا لمن لم تبق روحه مرتهنةً عند بعض المرتزقة من الجلادين.
- يا وجع الأيام الذابح، يا وجه الطغيان النابح، قتلتنا الهمجية قي عصر الإنسان الأول حيث الغادي يفترس الرائح، ما نحن ومن نحن وكيف نعيد لإنسانيتنا المطعونة روحًا؟ من فينا الخاسر والمهزوم ومن فينا الرابح؟ في عهد تتسلى فيه الأنظمة المسعورة بالقتل وسلخ الجلد وشرب دم المنحورين السافح.
نقد رواية يسمعون حسيسها
لنبدأ في هذا النقد بالأساسيات، هذه الرواية ليست عمل قد تفتقده، لأن العناصر التي تشكلت منها الرواية مبعثرة قليلًا، فأنت تستطيع معرفة بداية القصة ونهايتها منذ بداية القراءة، فالرواية تتحدث عن معايشات سجين تدمري من 1980 إلى 1997، هذه الأحداث كان من الممكن أن تكون في صيغة شهادات حية، أو تأريخ لكنها ليست رواية.
يتميز أسلوب هذه الرواية بالقوة بلا شك، لكنالأسلوب المتبع في الوصف ممل، وعلى الرغم من انه يمكنك تفهم ذلك من خلال قراءتك للرواية، لكن الوصف الكثير في هذه الرواية قد حد من حركية الرواية وجعلها ساكنة، كما أن الرواية طويلة جدًا لكن تتميز مع ذلك بأن وصفها مؤثر.
بعض المعلومات في الرواية مبهمة قليلًا، لأنه خلال 365 صفحة لن تعرف ما إذا كان الدكتور من جماعة الأخوان أو لا، ونحن نتكلم هنا عن البناء القصصي في الرواية، فتارةً هو معهم، وتارةً ليس كذلك، فلا نستطيع أن نعرف بالتجريد إذا كان هذا الشخص مظلومًا بالاعتقال أو ظالمًا بأفعاله.
نقد تفصيلي لرواية يسمعون حسيسها
- صفحة (13): ظل الشيخ منير يغرس الفضائل والقيم في نفوسنا، حتى نمت ثمرتها مع الزمن، وفتحت عيني على أفكار جديدة لم تكن لولا الشيخ منير لتحل فيّ، لكن في هذه الفقرة لم يوضح الكاتب ما هي هذه الأفكار؟
- صفحة (40): ولا رئيس الجمهورية بصلّي منشان يضحك عالشعب إذا كان صحيح فلن يجرؤ الجندي على نطق هذه، وإذا كان كذبًا لن يجرؤ كذلك، إذن الاستهداف هنا موجه للقارئ أليس كذلك؟
- صفحة (58): همّ بأن يقوم من مكانه ليحتضنني، أشرت إليه بيدي كي يبقى جالسًا، كنت أخشى أن يكون أحد المخبرين بيننا، فيعرف سر العلاقة، فينهدم ما صبرت عليه طوال سبعة أشهر، لكن لم يذكر الكاتب ما هو السر الذي أحتمل العذاب من أجله؟ عندما تنهي الرواية لن تستطيع معرفة هذا السر.
- صفحة (83): إذا بدك معي ليرة، اكتب الأسماء عليها، ما حدا رح يفتش الليرة وأنا طالع، الوجه الأول في هذه الفقرة هل يمكن للسجين أن يملك ليرة في السجن؟ إذا قلنا نعم وتغاضينا عن هذا الأمر، ثم هل شخص مثل محمود الفحام المشهود له بحرصه طوال الرواية أن يكون بهذا الغباء؟ هذا يعد استخفاف بالقارئ.
- صفحة (97): دبّ الرعب في أوصال الجميع عن نفسي فعلتها تحتي مبكرًا، هذا المقطع أتى بعد أن وضع أحد العاملين بالسجن رأس أحد المساجين في سطل مملوء بالصراصير، السؤال هنا يكمن في كيف للشخص الذي فعلها تحته مبكرًا أن يكون قد احتمل أن يتم تعذيبه لمدة سنة ونصف؟
- صفحة (126): كان طبيب السجن المدعو بيونس زميلًا للزهدي في الجامعة، ولقد تسابق قلبيهما أيهما يمكنه الفوز بالحبيبة والتي اختارت زميله زهدي بدون أي تردد، هذه القصة تعتبر إعادةً لما جاء في روايته القوقعة.
- صفحة (243): وشعر بعضنا أن مصيبة لا يمكن الوقوف في وجهها ولا الإحتماء من عواصفها ستحل قريبًا من دارنا بسبب تجرؤ بعضنا على الله بتلك العبارة، كيف يمكن أن تكون هذه مصيبة بينما هذه الأحداث تدور داخل السجن؟ كل هذه التفاصيل لا تُقارن بكونهم في السجن.
- صفحة (336): لم يرد عن الصحابة أنهم فعلوا ما فعلتم كيف يمكن أن يدور مثل هذا التناظر العقائدي في سجن تدمر؟